nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28980كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=10لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله الاستفهام هنا للتعجب المتضمن للإنكار ، " وعهد " اسم يكون ، وفي خبره ثلاثة أوجه : الأول : أنه كيف ، وقدم للاستفهام ، والثاني : للمشركين ، و " عند " على هذين ظرف للعهد ، أو ل " يكون " ، أو صفة للعهد ، والثالث : أن الخبر عند الله ، وفي الآية إضمار .
والمعنى : كيف يكون للمشركين عهد عند الله يأمنون به من عذابه ، وقيل : معنى الآية : محال أن يثبت لهؤلاء عهد وهم أضداد لكم مضمرون للغدر فلا يطمعوا في ذلك ولا يحدثوا به أنفسهم ، ثم استدرك ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام أي لكن الذين عاهدتم عند
المسجد الحرام ولم ينقضوا ولم ينكثوا فلا تقاتلوهم ، فما داموا مستقيمين لكم على العهد الذي بينكم وبينهم فاستقيموا لهم قيل : هم
بنو بكر ، وقيل :
بنو كنانة وبنو ضمرة ، وفي " ما " وجهان : أحدهما : أنها مصدرية زمانية ، والثاني : أنها شرطية ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إن الله يحب المتقين إشارة إلى أن الوفاء بالعهد والاستقامة عليه من أعمال المتقين ، فيكون تعليلا للأمر بالاستقامة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كيف وإن يظهروا عليكم أعاد الاستفهام التعجيبي للتأكيد والتقرير ، والتقدير : كيف يكون لهم عهد عند الله وعند رسوله ؟ والحال أنهم إن يظهروا عليكم بالغلبة لكم لا يرقبوا أي لا يراعوا فيكم " إلا " أي عهدا " ولا ذمة " .
[ ص: 559 ] قال في الصحاح : الإل العهد والقرابة ومنه قول
حسان :
لعمرك أن إلك من قريش كإل السقب من رئل النعام
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الإل عندي على ما توجبه اللغة يدور على معنى الحدة ، ومنه الإلة للحربة ، ومنه أذن مؤللة : أي محددة ، ومنه قول
طرفة بن العبد يصف أذني ناقته بالحدة والانتصاب :
مؤللتان يعرف العنق منهما كسامعتي شاة بحومل مفرد
قال
أبو عبيدة : الإل العهد ، والذمة والنديم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : هو اسم لله بالعبرانية ، وأصله من الأليل ، وهو البريق ، يقال : أل لونه يؤل إلا : أي صفا ولمع ، والذمة العهد ، وجمعها ذمم ، فمن فسر الإل بالعهد كان التكرير للتأكيد مع اختلاف اللفظين .
وقال
أبو عبيدة : الذمة التذمم .
وقال
أبو عبيدة : الذمة الأمان كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020326ويسعى بذمتهم أدناهم .
وروي ، عن
أبي عبيدة أيضا أن الذمة ما يتذمم به : أي ما يجتنب فيه الذم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8يرضونكم بأفواههم أي يقولون بألسنتهم ما فيه مجاملة ومحاسنة لكم طلبا لمرضاتكم وتطييب قلوبكم ، وقلوبهم تأبى ذلك وتخالفه وتود ما فيه مساءتكم ومضرتكم ، كما يفعله أهل النفاق وذوو الوجهين ، ثم حكم عليهم بالفسق ، وهو التمرد والتجري ، والخروج عن الحق لنقضهم العهود ، وعدم مراعاتهم للعقود .
ثم وصفهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا أي استبدلوا بآيات القرآن التي من جملتها ما فيه الأمر بالوفاء بالعهود ثمنا قليلا حقيرا ، وهو ما آثروه من حطام الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9فصدوا عن سبيله أي فعدلوا وأعرضوا عن سبيل الحق ، أو صرفوا غيرهم عنه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة . ، قال
النحاس : ليس هذا تكريرا ، ولكن الأول لجميع المشركين ، والثاني لليهود خاصة .
والدليل على هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا يعني
اليهود ، وقيل : هذا فيه مراعاة لحقوق المؤمنين على الإطلاق ، وفي الأول المراعاة لحقوق طائفة من المؤمنين خاصة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=10وأولئك هم المعتدون أي المجاوزون للحلال إلى الحرام بنقض العهد ، أو البالغون في الشر والتمرد إلى الغاية القصوى .
فإن تابوا عن الشرك والتزموا أحكام الإسلام فإخوانكم أي فهم إخوانكم في الدين أي في دين الإسلام " ونفصل الآيات " أي نبينها ونوضحها " لقوم يعلمون " بما فيها من الأحكام ويفهمونه ، وخص أهل العلم لأنهم المنتفعون بها ، والمراد بالآيات ما مر من الآيات المتعلقة بأحوال المشركين على اختلاف أنواعهم .
وقد أخرج
ابن المنذر ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام قال :
قريش .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
ابن زيد نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مقاتل قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عاهد أناسا من
بني ضمرة بني بكر وكنانة خاصة ، عاهدهم عند
المسجد الحرام وجعل مدتهم أربعة أشهر ، وهم الذين ذكر الله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم يقول : ما وفوا لكم بالعهد فوفوا لهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، قال : هم
بنو جذيمة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام قال : هو يوم
الحديبية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8إلا ولا ذمة قال : الإل القرابة ، والذمة العهد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
وأبو عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد قال : الإل الله عز وجل .
وأخرج
ابن المنذر ،
وأبو الشيخ ، عن
عكرمة مثله .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا قال :
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب أطعم حلفاءه وترك حلفاء
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فإن تابوا الآية يقول : إن تركوا اللات والعزى وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله فإخوانكم في الدين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : حرمت هذه الآية
nindex.php?page=treesubj&link=24589_8106قتال أو دماء أهل الصلاة .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28980كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=10لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ الِاسْتِفْهَامُ هُنَا لِلتَّعَجُّبِ الْمُتَضَمِّنِ لِلْإِنْكَارِ ، " وَعَهْدٌ " اسْمُ يَكُونُ ، وَفِي خَبَرِهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : الْأَوَّلُ : أَنَّهُ كَيْفَ ، وَقُدِّمَ لِلِاسْتِفْهَامِ ، وَالثَّانِي : لِلْمُشْرِكِينَ ، وَ " عِنْدَ " عَلَى هَذَيْنِ ظَرْفٌ لِلْعَهْدِ ، أَوْ لِ " يَكُونُ " ، أَوْ صِفَةٌ لِلْعَهْدِ ، وَالثَّالِثُ : أَنَّ الْخَبَرَ عِنْدَ اللَّهِ ، وَفِي الْآيَةِ إِضْمَارٌ .
وَالْمَعْنَى : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ يَأْمَنُونَ بِهِ مِنْ عَذَابِهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى الْآيَةِ : مُحَالٌ أَنْ يَثْبُتَ لِهَؤُلَاءِ عَهْدٌ وَهُمْ أَضْدَادٌ لَكُمْ مُضْمِرُونَ لِلْغَدْرِ فَلَا يَطْمَعُوا فِي ذَلِكَ وَلَا يُحَدِّثُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ، ثُمَّ اسْتَدْرَكَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَيْ لَكِنَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَلَمْ يَنْقَضُوا وَلَمْ يَنْكُثُوا فَلَا تُقَاتِلُوهُمْ ، فَمَا دَامُوا مُسْتَقِيمِينَ لَكُمْ عَلَى الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ قِيلَ : هُمْ
بَنُو بَكْرٍ ، وَقِيلَ :
بَنُو كِنَانَةَ وَبَنُو ضَمْرَةَ ، وَفِي " مَا " وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهَا مَصْدَرِيَّةٌ زَمَانِيَّةٌ ، وَالثَّانِي : أَنَّهَا شَرْطِيَّةٌ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْوَفَاءَ بِالْعَهْدِ وَالِاسْتِقَامَةَ عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ الْمُتَّقِينَ ، فَيَكُونُ تَعْلِيلًا لِلْأَمْرِ بِالِاسْتِقَامَةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ أَعَادَ الِاسْتِفْهَامَ التَّعَجِيبِيَّ لِلتَّأْكِيدِ وَالتَّقْرِيرِ ، وَالتَّقْدِيرُ : كَيْفَ يَكُونُ لَهُمْ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ ؟ وَالْحَالُ أَنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ بِالْغَلَبَةِ لَكُمْ لَا يَرْقُبُوا أَيْ لَا يُرَاعُوا فِيكُمْ " إِلًّا " أَيْ عَهْدًا " وَلَا ذِمَّةً " .
[ ص: 559 ] قَالَ فِي الصِّحَاحِ : الْإِلُّ الْعَهْدُ وَالْقَرَابَةُ وَمِنْهُ قَوْلُ
حَسَّانُ :
لَعَمْرُكَ أَنَّ إِلَّكَ مِنْ قُرَيْشٍ كَإِلِّ السَّقْبِ مِنْ رِئْلِ النَّعَامِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْإِلُّ عِنْدِي عَلَى مَا تُوجِبُهُ اللُّغَةُ يَدُورُ عَلَى مَعْنَى الْحِدَّةِ ، وَمِنْهُ الْإِلَّةُ لِلْحَرْبَةِ ، وَمِنْهُ أُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ : أَيْ مُحَدَّدَةٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
طَرْفَةَ بْنِ الْعَبْدِ يَصِفُ أُذُنَيْ نَاقَتِهِ بِالْحِدَّةِ وَالِانْتِصَابِ :
مُؤَلَّلَتَانِ يُعْرَفُ الْعُنُقُ مِنْهُمَا كَسَامِعَتَيْ شَاةٍ بَحَوْمَلٍ مُفْرَدِ
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْإِلُّ الْعَهْدُ ، وَالذِّمَّةُ وَالنَّدِيمُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : هُوَ اسْمٌ لِلَّهِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْأَلِيلِ ، وَهُوَ الْبَرِيقُ ، يُقَالُ : أَلَّ لَوْنُهُ يَؤُلُّ إِلًّا : أَيْ صَفَا وَلَمَعَ ، وَالذِّمَّةُ الْعَهْدُ ، وَجَمْعُهَا ذِمَمٌ ، فَمَنْ فَسَّرَ الْإِلَّ بِالْعَهْدِ كَانَ التَّكْرِيرُ لِلتَّأْكِيدِ مَعَ اخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةُ : الذِّمَّةُ الْأَمَانُ كَمَا فِي قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020326وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ .
وَرُوِيَ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا أَنَّ الذِّمَّةَ مَا يُتَذَمَّمُ بِهِ : أَيْ مَا يُجْتَنَبُ فِيهِ الذَّمُّ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ أَيْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا فِيهِ مُجَامَلَةٌ وَمُحَاسَنَةٌ لَكُمْ طَلَبًا لِمَرْضَاتِكُمْ وَتَطْيِيبَ قُلُوبِكُمْ ، وَقُلُوبُهُمْ تَأْبَى ذَلِكَ وَتُخَالِفُهُ وَتَوَدُّ مَا فِيهِ مَسَاءَتُكُمْ وَمَضَرَّتُكُمْ ، كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ النِّفَاقِ وَذَوُو الْوَجْهَيْنِ ، ثُمَّ حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالْفِسْقِ ، وَهُوَ التَّمَرُّدُ وَالتَّجَرِّي ، وَالْخُرُوجُ عَنِ الْحَقِّ لِنَقْضِهِمُ الْعُهُودَ ، وَعَدَمِ مُرَاعَاتِهِمْ لِلْعُقُودِ .
ثُمَّ وَصَفَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أَيِ اسْتَبْدَلُوا بِآيَاتِ الْقُرْآنِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا مَا فِيهِ الْأَمْرُ بِالْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ ثَمَنًا قَلِيلًا حَقِيرًا ، وَهُوَ مَا آثَرُوهُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ أَيْ فَعَدَلُوا وَأَعْرَضُوا عَنْ سَبِيلِ الْحَقِّ ، أَوْ صَرَفُوا غَيْرَهُمْ عَنْهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً . ، قَالَ
النَّحَّاسُ : لَيْسَ هَذَا تَكْرِيرًا ، وَلَكِنَّ الْأَوَّلَ لِجَمِيعِ الْمُشْرِكِينَ ، وَالثَّانِيَ لِلْيَهُودِ خَاصَّةً .
وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا يَعْنِي
الْيَهُودَ ، وَقِيلَ : هَذَا فِيهِ مُرَاعَاةٌ لِحُقُوقِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَفِي الْأَوَّلِ الْمُرَاعَاةُ لِحُقُوقِ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=10وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ أَيِ الْمُجَاوَزُونَ لِلْحَلَالِ إِلَى الْحَرَامِ بِنَقْضِ الْعَهْدِ ، أَوِ الْبَالِغُونَ فِي الشَّرِّ وَالتَّمَرُّدِ إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى .
فَإِنْ تَابُوا عَنِ الشِّرْكِ وَالْتَزَمُوا أَحْكَامَ الْإِسْلَامِ فَإِخْوَانكُمْ أَيْ فَهُمْ إِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ أَيْ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ " وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ " أَيْ نُبَيِّنُهَا وَنُوَضِّحُهَا " لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " بِمَا فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ وَيَفْهَمُونَهُ ، وَخَصَّ أَهْلَ الْعِلْمِ لِأَنَّهُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِهَا ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ مَا مَرَّ مِنَ الْآيَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِأَحْوَالِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ :
قُرَيْشٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُقَاتِلٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَاهَدَ أُنَاسًا مِنْ
بَنِي ضَمْرَةَ بَنِي بَكْرٍ وَكِنَانَةَ خَاصَّةً ، عَاهَدَهُمْ عِنْدَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَجَعَلَ مُدَّتَهُمْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ، وَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ يَقُولُ : مَا وَفُّوا لَكُمْ بِالْعَهْدِ فَوَفُّوا لَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، قَالَ : هُمْ
بَنُو جَذِيمَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ : هُوَ يَوْمُ
الْحُدَيْبِيَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8إِلًّا وَلَا ذِمَّةً قَالَ : الْإِلُّ الْقَرَابَةُ ، وَالذِّمَّةُ الْعَهْدُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : الْإِلُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=9اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَطْعَمَ حُلَفَاءَهُ وَتَرَكَ حُلَفَاءَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فَإِنْ تَابُوا الْآيَةَ يَقُولُ : إِنْ تَرَكُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَشَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِخْوَانَكُمْ فِي الدِّينِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَرَّمَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=24589_8106قِتَالَ أَوْ دِمَاءَ أَهْلِ الصَّلَاةِ .