والمعنى : أن مثلها في سرعة الذهاب والاتصاف بوصف يضاد ما كانت عليه ويباينه ، مثل ما على الأرض من أنواع النبات في زوال رونقه ، وذهاب بهجته ، وسرعة تقضيه ، بعد أن كان غضا مخضرا طريا ، قد تعانقت أغصانه المتمايلة ، وزهت أوراقه المتصافحة ، وتلألأت أنوار نوره ، وحاكت الزهر أنواع زهره ، وليس المشبه به هو ما دخله الكاف في قوله : كماء أنزلناه من السماء بل ما يفهم من الكلام ، والباء في فاختلط به نبات الأرض للسببية : أي فاختلط بسببه نبات الأرض بأن اشتبك بعضه ببعض حتى بلغ إلى حد الكمال ، ويحتمل أن يراد أن النبات كان في أول بروزه ، ومبدأ حدوثه ، غير مهتز ولا مترعرع ، فإذا نزل الماء عليه اهتز وربا حتى اختلط بعض الأنواع ببعض مما يأكل الناس والأنعام من الحبوب والثمار والكلأ والتبن وأخذت الأرض زخرفها .
قال في الصحاح الزخرف : الذهب ، ثم يشبه به كل مموه مزور انتهى .
والمعنى : أن الأرض أخذت لونها الحسن المشابه بعضه للون الذهب ، وبعضه للون الفضة ، وبعضه للون الياقوت ، وبعضه للون الزمرد .
وأصل ازينت : تزينت أدغمت التاء في الزاي وجيء بألف الوصل لأن الحرف المدغم مقام حرفين أولهما ساكن ، والساكن لا يمكن الابتداء به .
وقرأ ابن مسعود " وتزينت " على الأصل . وأبي بن كعب
وقرأ الحسن ، والأعرج ، وأبو العالية " وأزينت " على وزن أفعلت : أي أزينت الزينة التي عليها ، شبهها بالعروس التي تلبس الثياب الجيدة المتلونة ألوانا كثيرة .
وقال : قرأ أشياخنا " وازيانت " على وزن اسوادت ، وفي رواية المقدمي " وازاينت " والأصل فيه تزاينت على وزن تفاعلت . عوف بن أبي جميلة
وقرأ الشعبي ، وقتادة ، " ازينت " ومعنى هذه القراءات كلها هو ما ذكرنا وظن أهلها أنهم قادرون عليها أي غلب على ظنونهم أو تيقنوا أنهم قادرون على حصادها والانتفاع بها ، والضمير في ( عليها ) للأرض ، والمراد النبات الذي هو عليها أتاها أمرنا جواب إذا ، أي جاءها أمرنا بإهلاكها واستئصالها وضربها ببعض العاهات فجعلناها حصيدا أي جعلنا زرعها شبيها بالمحصود في قطعه من أصوله .
قال أبو عبيدة : الحصيد : المستأصل .
كأن لم تغن بالأمس أي : كأن لم يكن زرعها موجودا فيها بالأمس مخضرا طريا ، من غني بالمكان بالكسر يغنى بالفتح إذا أقام به ، والمراد بالأمس الوقت القريب ، والمغاني في اللغة المنازل .
وقال قتادة : كأن لم تنعم ، قال لبيد :
غنيت سبتا قبل مجرى داحس لو كان للنفس اللجوج خلود
وقرأ قتادة ، " كأن لم يغن " بالتحتية بإرجاع الضمير [ ص: 620 ] إلى الزخرف .وقرأ من عداه تغن بالفوقية بإرجاع الضمير إلى الأرض كذلك أي مثل ذلك التفصيل البديع نفصل الآيات القرآنية التي من جملتها هذه الآية لعلهم يتفكرون فيما اشتملت عليه ، ويجوز أن يراد الآيات التكوينية .
قوله : والله يدعو إلى دار السلام لما نفر عباده عن الميل إلى الدنيا بما ضربه لهم من المثل السابق ، رغبهم في الدار الآخرة بإخبارهم بهذه الدعوة منه عز وجل إلى دار السلام ، قال الحسن وقتادة : السلام هو الله تعالى ، وداره الجنة .
وقال : المعنى : والله يدعو إلى دار السلامة . الزجاج
ومعنى السلام والسلامة واحد كالرضاع والرضاعة ، ومنه قول الشاعر :
تحيي بالسلامة أم بكر وهل لك بعد قومك من سلام
وقيل : المراد دار السلام الواقع من المؤمنين بعضهم على بعض في الجنة ، وقد اتفقوا على أن دار السلام هي الجنة ، وإنما اختلفوا في سبب التسمية بدار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم جعل سبحانه الدعوة إلى دار السلام عامة ، والهداية خاصة بمن يشاء أن يهديه تكميلا للحجة وإظهارا للاستغناء عن خلقه .
ثم قسم سبحانه أهل الدعوة إلى قسمين ، وبين حال كل طائفة فقال : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة أي الذين أحسنوا بالقيام بما أوجبه الله عليهم من الأعمال ، والكف عما نهاهم عنه من المعاصي ، والمراد بالحسنى المثوبة الحسنى .
قال : العرب توقع هذه اللفظة على الخصلة المحبوبة المرغوب فيها ، ولذلك ترك موصوفها ، وقيل : المراد بالحسنى الجنة ، وأما الزيادة فقيل : المراد بها : ما يزيد على المثوبة من التفضل كقوله : ابن الأنباري ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وقيل : الزيادة النظر إلى وجهه الكريم ، وقيل : الزيادة هي مضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها ، وقيل : الزيادة غرفة من لؤلؤ ، وقيل : الزيادة مغفرة من الله ورضوان ، وقيل : هي أنه سبحانه يعطيهم في الدنيا من فضله ما لا يحاسبهم عليه ، وقيل غير ذلك مما لا فائدة في ذكره ، وسيأتي بيان ما هو الحق في آخر البحث ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة معنى يرهق يلحق ، ومنه قيل : غلام مراهق إذا لحق بالرجال ، وقيل : يعلو ، وقيل : يغشى ، والمعنى متقارب ، والقتر : الغبار ، ومنه قول : الفرزدق
متوج برداء الملك يتبعه موج ترى فوقه الرايات والقترا
والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها هذا الفريق الثاني من أهل الدعوة ، وهو معطوف على للذين أحسنوا كأنه قيل : وللذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ، أو يقدر : وجزاء الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها : أي يجازى سيئة واحدة بسيئة واحدة لا يزاد عليها ، وهذا أولى من الأول لكونه من باب العطف على معمولي عاملين مختلفين ، والمراد بالسيئة إما الشرك أو المعاصي التي ليست بشرك ، وهي ما يتلبس به العصاة من المعاصي ، قال ابن كيسان : الباء زائدة ، والمعنى : جزاء سيئة مثلها ، وقيل : الباء مع ما بعدها الخبر ، وهي متعلقة بمحذوف قامت مقامه ، والمعنى : جزاء سيئة كائن بمثلها كقولك إنما أنا بك ، ويجوز أن يتعلق بـ ( جزاء ) والتقدير : جزاء سيئة بمثلها كائن فحذف خبر المبتدأ ، ويجوز أن يكون جزاء مرفوعا على تقدير فلهم جزاء سيئة فيكون مثل قوله : فعدة من أيام أخر [ البقرة : 184 ] أي فعليه عدة ، والباء على هذا التقدير متعلقة بمحذوف كأنه قال لهم جزاء سيئة ثابت بمثلها ، أو تكون مؤكدة أو زائدة .
قوله : ترهقهم ذلة أي يغشاهم هوان وخزي .
وقرئ " يرهقهم " بالتحتية ما لهم من الله من عاصم أي لا يعصمهم أحد - كائنا من كان - من سخط الله وعذابه ، أو ما لهم من جهة الله ومن عنده من يعصمهم كما يكون للمؤمنين ، والأول أولى ، والجملة في محل نصب على الحالية ، أو مستأنفة كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما قطعا جمع قطعة ، وعلى هذا يكون مظلما منتصبا على الحال من الليل : أي أغشيت وجوههم قطعا من الليل في حالة ظلمته .
وقد قرأ بالجمع جمهور القراء .
وقرأ الكسائي وابن كثير " قطعا " بإسكان الطاء ، فيكون ( مظلما ) على هذا صفة ل ( قطعا ) ، ويجوز أن يكون حالا من الليل .
قال : القطع طائفة من الليل أولئك أي الموصوفون بهذه الصفات الذميمة ابن السكيت أصحاب النار هم فيها خالدون وإطلاق الخلود هنا مقيد بما تواتر في السنة من خروج عصاة الموحدين .
قوله : ويوم نحشرهم جميعا الحشر الجمع ، و جميعا منتصب على الحال ، و يوم منصوب بمضمر : أي أنذرهم يوم نحشرهم ، والجملة مستأنفة لبيان بعض أحوالهم القبيحة .
والمعنى : أن الله سبحانه يحشر العابد والمعبود لسؤالهم ثم نقول للذين أشركوا في حالة الحشر ووقت الجمع تقريعا لهم على رؤوس الأشهاد ، وتوبيخا لهم من حضور من يشاركهم في العبادة ، وحضور معبوداتهم مكانكم أي : الزموا مكانكم واثبتوا فيه وقفوا في موضعكم أنتم وشركاؤكم على أن [ ص: 621 ] الواو واو مع .
قوله : فزيلنا بينهم : أي فرقنا وقطعنا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا : يقال زيلته فتزيل : أي فرقته فتفرق ، والمزايلة المفارقة ، يقال : زايله مزايلة وزيالا إذا فارقه ، والتزايل التباين .
قال الفراء : وقرأ بعضهم " فزايلنا " والمراد بالشركاء هنا : الملائكة ، وقيل : الشياطين ، وقيل : الأصنام ، وإن الله سبحانه ينطقها في هذا الوقت .
وقيل : المسيح ، وعزير ، والظاهر أنه كل معبود للمشركين كائنا ما كان ، وجملة وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون في محل نصب على الحال بتقدير قد ، والمعنى : وقد قال شركاؤهم الذين عبدوهم وجعلوهم شركاء لله سبحانه ( ما كنتم إيانا تعبدون ) ، وإنما عبدتم هواكم وضلالكم وشياطينكم الذين أغووكم ، وإنما أضاف الشركاء إليهم مع أنهم جعلوهم شركاء لله سبحانه ، لكونهم جعلوا لهم نصيبا من أموالهم ، فهم شركاؤهم في أموالهم من هذه الحيثية; وقيل : لكونهم شركاؤهم في هذا الخطاب ، وهذا الجحد من الشركاء وإن كان مخالفا لما قد وقع من المشركين من عبادتهم ، فمعناه إنكار عبادتهم إياهم عن أمرهم لهم بالعبادة .
فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا أمرنا بعبادتنا أو رضينا ذلك منكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين ، إن هي المخففة من الثقيلة ، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية ، والقائل لهذا الكلام هم المعبودون .
قالوا لمن عبدهم من المشركين : إنا كنا عن عبادتكم لنا لغافلين ، والمراد بالغفلة هنا : عدم الرضا بما فعله المشركون من العبادة لهم ، وفي هذا دليل على أن هؤلاء المعبودين غير الشياطين لأنهم لا يرضون بما فعله المشركون من عبادتهم ، ويمكن أن يكونوا من الشياطين ، ويحمل هذا الجحد منهم على أنهم لم يجبروهم على عبادتهم ولا أكرهوهم عليها .
هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت أي في ذلك المكان وفي ذلك الموقف ، أو في ذلك الوقت ، على استعارة اسم الزمان للمكان ، تذوق كل نفس وتختبر جزاء ما أسلفت من العمل ، فمعنى تبلو تذوق وتختبر ، وقيل : تعلم ، وقيل : تتبع ، وهذا على قراءة من قرأ تبلو بالمثناة الفوقية بإسناد الفعل إلى كل نفس ، وأما على قراءة من قرأ " نبلو " بالنون ، فالمعنى : أن الله يبتلي كل نفس ويختبرها ، ويكون ( ما أسلفت ) بدلا من ( كل نفس ) .
والمعنى : أنه يعاملها معاملة من يختبرها ويتفقد أحوالها .
قوله : وردوا إلى الله مولاهم الحق معطوف على ( زيلنا ) ، والضمير في ( ردوا ) عائد إلى الذين أشركوا : أي ردوا إلى جزائه ، وما أعد لهم من عقابه ، ومولاهم : ربهم ، و ( الحق ) صفة له : أي الصادق الربوبية دون ما اتخذوه من المعبودات الباطلة ، وقرئ " الحق " بالنصب على المدح كقولهم : الحمد لله أهل الحمد ، وضل عنهم ما كانوا يفترون أي ضاع وبطل ما كانوا يفترون من أن الآلهة التي لهم حقيقة بالعبادة ، لتشفع لهم إلى الله وتقربهم إليه .
والحاصل أن هؤلاء المشركين يرجعون في ذلك المقام إلى الحق ، ويعترفون به ، ويقرون به ، ويقرون ببطلان ما كانوا يعبدونه ويجعلونه إلها ، ولكن حين لا ينفعهم ذلك .
وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن في قوله : ابن عباس ، فاختلط به نبات الأرض قال : اختلط فنبت بالماء كل لون مما يأكل الناس كالحنطة والشعير ، وسائر حبوب الأرض والبقول والثمار ، وما تأكله الأنعام والبهائم من الحشيش والمراعي .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، في قوله : وازينت قال : أنبتت وحسنت ، وفي قوله : كأن لم تغن بالأمس قال : كأن لم تعش كأن لم تنعم .
وأخرج عن ابن جرير ، أبي بن كعب وابن عباس ، أنهم كانوا يقرءون بعد قوله : ومروان بن الحكم ، وظن أهلها أنهم قادرون عليها وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها .
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن : أنه كان يقرأ ( وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها ) ، أبي سلمة بن عبد الرحمن كذلك نفصل الآيات .
وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن أبي مجلز قال : كان مكتوبا في سورة يونس إلى حيث هذه الآية : حتى إذا أخذت الأرض زخرفها إلى يتفكرون ، ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ، ولا يشبع نفس ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ، فمحيت .
وأخرج أبو نعيم ، والدمياطي في معجمه ، من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن في قوله : ابن عباس ، والله يدعو إلى دار السلام يقول : يدعو إلى عمل الجنة .
والله : السلام ، والجنة : داره .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، نحوه .
وأخرج عن ابن أبي حاتم ، أبي العالية في قوله : ويهدي من يشاء قال : يهديهم للمخرج من الشبهات والفتن والضلالات .
وأخرج أحمد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : أبي الدرداء ما من يوم طلعت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، ولا آبت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين : اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى إلى قوله : للعسرى .
وأخرج ابن جرير ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن سمعت سعيد بن أبي هلال أبا جعفر محمد بن علي وتلا : والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فقال : حدثني جابر قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوما فقال : جبريل عند رأسي ، وميكائيل عند رجلي ، يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا ، فقال : اسمع سمعت أذنك ، واعقل عقل قلبك ، إنما مثلك ومثل أمتك مثل ملك اتخذ دارا ، ثم بنى فيها بيتا ، ثم جعل فيها مأدبة ، ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه ، فمنهم من أجاب الرسول ، ومنهم من ترك ، فالله هو الملك ، والدار [ ص: 622 ] الإسلام ، والبيت الجنة ، وأنت يا محمد رسول ، فمن أجابك دخل الإسلام ، ومن دخل الإسلام دخل الجنة ، ومن دخل الجنة أكل منها . إني رأيت في المنام كأن
وقد روي معنى هذا من طرق .
وأخرج أحمد في الزهد ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم ، قتادة ، في قوله : والله يدعو إلى دار السلام قال : ذكر لنا أن في التوراة مكتوبا : يا باغي الخير هلم ، ويا باغي الشر اتقه .
وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن أنه كان إذا قرأ والله يدعو إلى دار السلام قال : لبيك ربنا وسعديك .
وأخرج أحمد ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن خزيمة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وغيرهم عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : . إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : وما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، ويزحزحنا عن النار; قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ، ولا أقر لأعينهم
وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، في الرؤية ، والدارقطني وابن مردويه ، عن أبي موسى عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي بصوت يسمعه أولهم وآخرهم : إن الله وعدكم الحسنى وزيادة فالحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الرحمن .
وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، والبيهقي في الرؤية ، عن عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله : كعب بن عجرة للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : الزيادة النظر إلى وجه الرحمن .
وأخرج هؤلاء والدارقطني ، عن وابن أبي حاتم ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله : أبي بن كعب للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : الذين أحسنوا : أهل التوحيد ، والحسنى : الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه الله .
وأخرج ابن مردويه ، عن مرفوعا نحوه . ابن عمر
وأخرج أبو الشيخ ، والدارقطني ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن النجار ، عن أنس مرفوعا نحوه .
وأخرج أبو الشيخ ، عن نحوه . أبي هريرة
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن خزيمة ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، والدارقطني ، وابن مردويه ، والبيهقي ، عن في الآية قال : أبي بكر الصديق الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله .
وأخرج ابن مردويه ، من طريق الحارث ، عن في الآية مثله . علي بن أبي طالب
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، والدارقطني ، والبيهقي ، عن حذيفة في الآية قال : الزيادة النظر إلى وجه الله .
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والدارقطني ، والبيهقي ، عن أبي موسى نحوه .
وأخرج ابن مردويه ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، من طريق عكرمة عن نحوه . ابن عباس ،
وأخرج ابن أبي حاتم ، واللالكائي عن نحوه . ابن مسعود
وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي عن علي قال : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة .
وأخرج عن ابن جرير ، في قوله : وزيادة قال : هو مثل قوله : ابن عباس ، ولدينا مزيد [ ق : 35 ] يقول : يجزيهم بعملهم ، ويزيدهم من فضله .
وقال : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [ الأنعام : 160 ] .
وقد روي عن التابعين ومن بعدهم روايات في تفسير الزيادة غالبها أنها النظر إلى وجه الله سبحانه .
وقد ثبت التفسير بذلك من قول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم يبق حينئذ لقائل مقال ، ولا التفات إلى المجادلات الواقعة بين المتمذهبة الذين لا يعرفون من السنة المطهرة ما ينتفعون به ، فإنهم لو عرفوا ذلك لكفوا عن كثير من هذيانهم ، والله المستعان .
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم ، في قوله : ابن عباس ، ولا يرهق وجوههم قال : لا يغشاهم قتر قال : سواد الوجوه .
وأخرج أبو الشيخ ، عن عطاء في الآية قال : القتر سواد الوجه .
وأخرج عن ابن أبي حاتم ، مجاهد في الآية قال : خزي .
وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن صهيب عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة قال : بعد نظرهم إليه عز وجل .
وأخرج أبو الشيخ ، عن في قوله : السدي ، والذين كسبوا السيئات قال : الذين عملوا الكبائر جزاء سيئة بمثلها قال : النار كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما القطع : السواد ، نسختها الآية في البقرة بلى من كسب سيئة [ البقرة : 81 ] الآية .
وأخرج عن ابن جرير ، في قوله : ابن عباس ، وترهقهم ذلة قال : تغشاهم ذلة وشدة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عنه في قوله : ما لهم من الله من عاصم يقول : من مانع .
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ويوم نحشرهم قال : الحشر الموت .
وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن زيد في قوله : فزيلنا بينهم قال : فرقنا بينهم .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد قال : تنصب الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، فيقول : هؤلاء الذين كنتم تعبدون من دون الله ؟ فيقولون : نعم هؤلاء الذين كنا نعبد ، فتقول لهم الآلهة : والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا ، فيقولون : بلى والله لإياكم كنا نعبد ، فتقول لهم الآلهة : فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين .
وأخرج ابن مردويه ، عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ابن مسعود يمثل لهم يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون الله ، فيتبعونهم حتى يوردوهم النار ، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت .
وأخرج أبو الشيخ ، عن السدي ، هنالك تبلو يقول تتبع .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد قال : تبلو تختبر .
وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن زيد تبلو قال : تعاين كل نفس ما أسلفت ما عملت وضل عنهم ما كانوا يفترون ما كانوا يدعون معه من الأنداد .
وأخرج أبو الشيخ ، عن في قوله : [ ص: 623 ] السدي ، وردوا إلى الله مولاهم الحق قال : نسخها قوله : الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم [ محمد : 11 ] .