بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32450_28983الر تلك آيات الكتاب المبين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_32626نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1الر قد تقدم الكلام فيه في فاتحة سورة يونس ، والإشارة بقوله : تلك إلى آيات السورة ، والكتاب المبين : السورة ، أي تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز العرب وتبكيتهم ، والمبين من أبان بمعنى بان : أي الظاهر أمره في كونه من عند الله وفي إعجازه ، أو المبين بمعنى الواضح المعنى بحيث لا يلتبس على قارئه وسامعه ، أو المبين لما فيه من الأحكام .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إنا أنزلناه أي الكتاب المبين حال كونه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2قرآنا عربيا ، فعلى تقدير أن الكتاب السورة تكون تسميتها قرآنا باعتبار أن القرآن اسم جنس يقع على الكل وعلى البعض ، وعلى تقدير أن المراد بالكتاب كل القرآن ، فتكون تسميته قرآنا واضحة ، وعربيا صفة لقرآنا : أي على لغة العرب
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2لعلكم تعقلون أي لكي تعلموا معانيه وتفهموا ما فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نحن نقص عليك أحسن القصص القصص تتبع الشيء ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وقالت لأخته قصيه [ القصص 11 ] ، أي تتبعي أثره وهو مصدر ، والتقدير : نحن نقص عليك قصصا أحسن القصص ، فيكون بمعنى الاقتصاص ، أو هو بمعنى المفعول : أي المقصوص
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3بما أوحينا إليك أي بإيحائنا إليك
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3هذا القرآن وانتصاب القرآن على أنه صفة لاسم الإشارة ، أو بدل منه ، أو عطف بيان ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج الرفع على تقدير مبتدأ ، وأجاز
الفراء الجر ، ولعل وجهه أن يقدر حرف الجر في بما أوحينا داخلا على اسم الإشارة ، فيكون المعنى : نحن نقص عليك أحسن القصص بهذا القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3وإن كنت من قبله لمن الغافلين إن هي المخففة من الثقيلة بدليل اللام الفارقة بينها وبين النافية ، والضمير في من قبله عائد على الإيحاء المفهوم من أوحينا ، والمعنى : أنك قبل إيحائنا إليك من الغافلين عن هذه القصة .
واختلف في وجه كون ما في هذه السورة هو أحسن القصص ، فقيل : لأن ما في هذه السورة من القصص يتضمن من العبر والمواعظ والحكم ما لم يكن في غيرها ، وقيل لما فيها من حسن المحاورة وما كان من
يوسف عليه السلام من الصبر على أذاهم وعفوه عنهم ، وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين والجن والإنس والأنعام والطير وسير الملوك والمماليك والتجار والعلماء والجهال والنساء وحيلهن ومكرهن ، وقيل لأن فيها ذكر الحبيب والمحبوب وما دار بينهما ، وقيل إن أحسن هنا بمعنى أعجب ، وقيل إن كل من ذكر فيها كان مآله السعادة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إذ قال يوسف لأبيه إذ منصوب على الظرفية بفعل مقدر : أي اذكر وقت قال
يوسف .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4يوسف بضم السين ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف بكسرها مع الهمز مكان الواو ، وحكى
ابن زيد الهمز وفتح السين ، وهو غير منصرف للعجمة والعلمية ، وقيل هو عربي ، والأول أولى بدليل عدم صرفه لأبيه أي
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4ياأبت بكسر التاء في قراءة
أبي عمرو وعاصم وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ونافع وابن كثير ، وهي عند البصريين علامة التأنيث ، ولحقت في لفظ أب في النداء خاصة بدلا من الياء وأصله يا أبي ، وكسرها للدلالة على أنها عوض عن حرف يناسب الكسر ، وقرأ
ابن عامر بفتحها ، لأن الأصل عنده يا أبتا ، ولا يجمع بين العوض والمعوض ، فيقال يا أبتي ، وأجاز
الفراء يا أبت بضم التاء
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إني رأيت من الرؤيا النومية لا من الرؤية البصرية كما يدل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5لا تقصص رؤياك على إخوتك .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4أحد عشر كوكبا قرئ بسكون العين تخفيفا لتوالي الحركات ، وقرئ بفتحها على الأصل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4والشمس والقمر إنما أخرهما عن الكواكب لإظهار مزيتهما وشرفهما كما في عطف
جبريل وميكائيل على الملائكة ، وقيل إن الواو بمعنى مع ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4رأيتهم لي ساجدين مستأنفة لبيان الحالة التي رآهم عليها ، وأجريت مجرى العقلاء في الضمير المختص بهم لوصفها بوصف العقلاء ، وهو كونها ساجدة كذا قال
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، والعرب تجمع ما لا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزلته .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك الرؤيا
[ ص: 683 ] مصدر رأى في المنام رؤيا على وزن فعلى كالسقيا والبشرى ، وألفه للتأنيث ولذلك لم يصرف ، نهى
يعقوب عليه السلام ابنه
يوسف عن أن يقص رؤياه على إخوته ، لأنه قد علم تأويلها وخاف أن يقصها على إخوته فيفهمون تأويلها ويحصل منهم الحسد له ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5فيكيدوا لك كيدا وهذا جواب النهي وهو منصوب بإضمار أن : أي فيفعلوا لك : أي لأجلك كيدا مثبتا راسخا لا تقدر على الخلوص منه ، أو كيدا خفيا عن فهمك ، وهذا المعنى الحاصل بزيادة اللام آكد من أن يقال فيكيدوا كيدا ، وقيل إنما جيء باللام لتضمينه معنى الاحتيال المتعدي باللام ، فيفيد هذا التضمين معنى الفعلين جميعا الكيد والاحتيال كما هو القاعدة في التضمين أن يقدر أحدهما أصلا والآخر حالا ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28798إن الشيطان للإنسان عدو مبين مستأنفة ، كأن
يوسف عليه السلام قال : كيف يقع منهم ، فنبهه بأن الشيطان يحملهم على ذلك ، لأنه عدو للإنسان مظهر للعداوة مجاهر بها .
قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وكذلك يجتبيك ربك أي مثل ذلك الاجتباء البديع الذي رأيته في النوم من سجود الكواكب والشمس والقمر يجتبيك ربك ، ويحقق فيك تأويل تلك الرؤيا ، فيجعلك نبيا ويصطفيك على سائر العباد ، ويسخرهم لك كما تسخرت لك تلك الأجرام التي رأيتها في منامك فصارت ساجدة لك ، قال
النحاس : والاجتباء أصله من جبيت الشيء حصلته ، ومنه جبيت الماء في الحوض جمعته ، ومعنى الاجتباء : الاصطفاء ، وهذا يتضمن الثناء على
يوسف وتعديد نعم الله عليه ، ومنها
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6ويعلمك من تأويل الأحاديث أي تأويل الرؤيا .
قال
القرطبي : وأجمعوا أن ذلك في تأويل الرؤيا ، وقد كان
يوسف عليه السلام أعلم الناس بتأويلها ، وقيل المراد : ويعلمك من تأويل أحاديث الأمم والكتب ، وقيل المراد به إحواج إخوته إليه ، وقيل إنجاؤه من كل مكروه ، وقيل إنجاؤه من القتل خاصة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6ويتم نعمته عليك فيجمع لك بين النبوة والملك كما تدل عليه هذه الرؤيا التي أراك الله ، أو يجمع لك بين خيري الدنيا والآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وعلى آل يعقوب وهم قرابته من إخوته وأولاده ومن بعدهم ، وذلك أن الله سبحانه أعطاهم النبوة كما قاله جماعة من المفسرين ، ولا يبعد أن يكون إشارة إلى ما حصل لهم بعد دخولهم
مصر من النعم التي من جملتها كون الملك فيهم مع كونهم أنبياء
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6كما أتمها على أبويك ، أي إتماما مثل إتمامها على أبويك : وهي نعمة النبوة عليهما ، مع كون
إبراهيم اتخذه الله خليلا ، ومع كون
إسحاق نجاه الله سبحانه من الذبح وصار لهما الذرية الطيبة : وهم
يعقوب ،
ويوسف ، وسائر الأسباط ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59من أبيكم من قبل هذا الوقت الذي أنت فيه ، أو من قبلك ،
وإبراهيم وإسحاق عطف بيان لأبويك ، وعبر عنهما بالأبوين مع كون أحدهما جدا : وهو
إبراهيم ، لأن الجد أب
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6إن ربك عليم بكل شيء حكيم في كل أفعاله ، والجملة مستأنفة مقررة لمضمون ما قبلها تعليلا له : أي فعل ذلك لأنه عليم حكيم ، وكان هذا كلام من
يعقوب مع ولده
يوسف تعبيرا لرؤياه على طريق الإجمال ، أو علم ذلك من طريق الوحي ، أو عرفه بطريق الفراسة وما تقتضيه المخايل اليوسفية .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1تلك آيات الكتاب المبين قال : بين الله حلاله وحرامه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
معاذ قال : بين الله الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم ، وهي ستة أحرف .
وأخرج
الحاكم عن
جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=2003521أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلا قرآنا عربيا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
مجاهد قال : نزل القرآن بلسان
قريش ، وهو كلامهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا ، فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نحن نقص عليك أحسن القصص .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مثله ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نحن نقص عليك أحسن القصص قال : من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3وإن كنت من قبله أي من قبل هذا القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3لمن الغافلين .
وأخرج
أبو الشيخ عن
الضحاك nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نحن نقص عليك أحسن القصص قال : القرآن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إني رأيت أحد عشر كوكبا قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31786رؤيا الأنبياء وحي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14798والعقيلي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في الضعفاء
وأبو الشيخ والحاكم وصححه
وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020490جاء بستاني اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف ساجدة له ما أسماؤها ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجبه بشيء ، فنزل عليه جبريل فأخبره بأسمائها ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى البستاني اليهودي فقال : هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها ؟ قال نعم ، قال : خرثان ، والطارق ، والذيال ، وذو الكتفان ، وقابس ، ووثاب ، وعمودان ، والفيلق ، والمصبح ، والضروح ، وذو الفرغ ، والضياء والنور : رآها في أفق السماء ساجدة له ، فلما قص يوسف على يعقوب قال : هذا أمر مشتت يجمعه الله من بعد ، فقال اليهودي : إي والله إنها لأسماؤها هكذا ساقه
السيوطي في الدر المنثور ، وأما
ابن كثير فجعل قوله : فلما قص إلخ رواية منفردة وقال : تفرد بها
الحكم بن ظهيرة الفزاري : وقد ضعفوه وتركه الأكثرون .
وقال
الجوزجاني : ساقط .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : هو موضوع .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4أحد عشر كوكبا قال : إخوته ، والشمس قال : أمه ، والقمر قال : أبوه ، وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
ابن زيد نحوه أيضا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وكذلك يجتبيك ربك قال : يصطفيك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة مثله ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد [ ص: 684 ] nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6ويعلمك من تأويل الأحاديث قال : عبارة الرؤيا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
ابن زيد nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6ويعلمك من تأويل الأحاديث قال : تأويل العلم والحلم ، وكان
يوسف من أعبر الناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
عكرمة nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6كما أتمها على أبويك قال : فنعمته على
إبراهيم : أن نجاه من النار ، وعلى
إسحاق : أن نجاه من الذبح .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=32450_28983الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_32626نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1الر قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ يُونُسَ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : تِلْكَ إِلَى آيَاتِ السُّورَةِ ، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ : السُّورَةُ ، أَيْ تِلْكَ الْآيَاتُ الَّتِي أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ آيَاتُ السُّورَةِ الظَّاهِرِ أَمْرُهَا فِي إِعْجَازِ الْعَرَبِ وَتَبْكِيتِهِمْ ، وَالْمُبِينِ مِنْ أَبَانَ بِمَعْنَى بَانَ : أَيِ الظَّاهِرِ أَمْرُهُ فِي كَوْنِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَفِي إِعْجَازِهِ ، أَوِ الْمُبِينِ بِمَعْنَى الْوَاضِحِ الْمَعْنَى بِحَيْثُ لَا يَلْتَبِسُ عَلَى قَارِئِهِ وَسَامِعِهِ ، أَوِ الْمُبَيِّنِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْأَحْكَامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ أَيِ الْكِتَابَ الْمُبِينَ حَالَ كَوْنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2قُرْآنًا عَرَبِيًّا ، فَعَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الْكِتَابَ السُّورَةُ تَكُونُ تَسْمِيَتُهَا قُرْآنًا بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْقُرْآنَ اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الْكُلِّ وَعَلَى الْبَعْضِ ، وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكِتَابِ كُلُّ الْقُرْآنِ ، فَتَكُونُ تَسْمِيَتُهُ قُرْآنًا وَاضِحَةً ، وَعَرَبِيًا صِفَةٌ لَقُرْآنًا : أَيْ عَلَى لُغَةِ الْعَرَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ أَيْ لِكَيْ تَعْلَمُوا مَعَانِيَهُ وَتَفْهَمُوا مَا فِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الْقَصَصُ تَتَبُّعُ الشَّيْءِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ [ الْقَصَصِ 11 ] ، أَيْ تَتَبَّعِي أَثَرَهُ وَهُوَ مَصْدَرٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ قَصَصًا أَحْسَنَ الْقَصَصِ ، فَيَكُونُ بِمَعْنَى الِاقْتِصَاصِ ، أَوْ هُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ : أَيِ الْمَقْصُوصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَيْ بِإِيحَائِنَا إِلَيْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3هَذَا الْقُرْآنَ وَانْتِصَابُ الْقُرْآنِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِاسْمِ الْإِشَارَةِ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ الرَّفْعَ عَلَى تَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ ، وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ الْجَرَّ ، وَلَعَلَّ وَجْهَهُ أَنْ يُقَدَّرَ حَرْفُ الْجَرِّ فِي بِمَا أَوْحَيْنَا دَاخِلًا عَلَى اسْمِ الْإِشَارَةِ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِهَذَا الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ إِنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ بِدَلِيلِ اللَّامِ الْفَارِقَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّافِيَةِ ، وَالضَّمِيرُ فِي مِنْ قَبِلَهِ عَائِدٌ عَلَى الْإِيحَاءِ الْمَفْهُومِ مَنْ أَوْحَيْنَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّكَ قَبْلَ إِيحَائِنَا إِلَيْكَ مِنَ الْغَافِلِينَ عَنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ .
وَاخْتُلِفَ فِي وَجْهِ كَوْنِ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ هُوَ أَحْسَنُ الْقَصَصِ ، فَقِيلَ : لِأَنَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الْقَصَصِ يَتَضَمَّنُ مِنَ الْعِبَرِ وَالْمَوَاعِظِ وَالْحِكَمِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي غَيْرِهَا ، وَقِيلَ لِمَا فِيهَا مِنْ حُسْنِ الْمُحَاوَرَةِ وَمَا كَانَ مِنْ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى أَذَاهُمْ وَعَفْوِهِ عَنْهُمْ ، وَقِيلَ لِأَنَّ فِيهَا ذِكْرَ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالْمَلَائِكَةِ وَالشَّيَاطِينِ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْأَنْعَامِ وَالطَّيْرِ وَسِيَرِ الْمُلُوكِ وَالْمَمَالِيكِ وَالتُّجَّارِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْجُهَّالِ وَالنِّسَاءِ وَحِيَلِهِنَّ وَمَكْرِهِنَّ ، وَقِيلَ لِأَنَّ فِيهَا ذِكْرُ الْحَبِيبِ وَالْمَحْبُوبِ وَمَا دَارَ بَيْنَهُمَا ، وَقِيلَ إِنَّ أَحْسَنَ هُنَا بِمَعْنَى أَعْجَبَ ، وَقِيلَ إِنَّ كُلَّ مَنْ ذُكِرَ فِيهَا كَانَ مَآلُهُ السَّعَادَةَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ إِذْ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ : أَيِ اذْكُرْ وَقْتَ قَالَ
يُوسُفُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4يُوسُفُ بِضَمِّ السِّينِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ بِكَسْرِهَا مَعَ الْهَمْزِ مَكَانَ الْوَاوِ ، وَحَكَى
ابْنُ زَيْدٍ الْهَمْزَ وَفَتْحَ السِّينِ ، وَهُوَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِلْعُجْمَةِ وَالْعَلَمِيَّةِ ، وَقِيلَ هُوَ عَرَبِيٌّ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى بِدَلِيلِ عَدَمِ صَرْفِهِ لِأَبِيهِ أَيْ
يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4يَاأَبَتِ بِكَسْرِ التَّاءِ فِي قِرَاءَةِ
أَبِي عَمْرٍو وَعَاصِمٍ وَحَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ وَنَافِعٍ وَابْنِ كَثِيرٍ ، وَهِيَ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ ، وَلَحِقَتْ فِي لَفْظِ أَبٍ فِي النِّدَاءِ خَاصَّةً بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ وَأَصْلُهُ يَا أَبِي ، وَكَسْرُهَا لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهَا عِوَضٌ عَنْ حَرْفٍ يُنَاسِبُ الْكَسْرَ ، وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِهَا ، لِأَنَّ الْأَصْلَ عِنْدَهُ يَا أَبَتَا ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضِ ، فَيُقَالُ يَا أَبَتِي ، وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ يَا أَبَتُ بِضَمِّ التَّاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إِنِّي رَأَيْتُ مِنَ الرُّؤْيَا النَّوْمِيَّةِ لَا مِنَ الرُّؤْيَةِ الْبَصَرِيَّةِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا قُرِئَ بِسُكُونِ الْعَيْنِ تَخْفِيفًا لِتَوَالِي الْحَرَكَاتِ ، وَقُرِئَ بِفَتْحِهَا عَلَى الْأَصْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ إِنَّمَا أَخَّرَهُمَا عَنِ الْكَوَاكِبِ لِإِظْهَارِ مَزِيَّتِهِمَا وَشَرَفِهِمَا كَمَا فِي عَطْفِ
جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ، وَقِيلَ إِنَّ الْوَاوَ بِمَعْنَى مَعَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ الْحَالَةِ الَّتِي رَآهُمْ عَلَيْهَا ، وَأُجْرَيَتْ مُجْرَى الْعُقَلَاءِ فِي الضَّمِيرِ الْمُخْتَصِّ بِهِمْ لِوَصْفِهَا بِوَصْفِ الْعُقَلَاءِ ، وَهُوَ كَوْنُهَا سَاجِدَةً كَذَا قَالَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ ، وَالْعَرَبُ تَجْمَعُ مَا لَا يَعْقِلُ جَمْعَ مَنْ يَعْقِلُ إِذَا أَنْزَلُوهُ مَنْزِلَتَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ الرُّؤْيَا
[ ص: 683 ] مَصْدَرُ رَأَى فِي الْمَنَامِ رُؤْيَا عَلَى وَزْنِ فُعْلَى كَالسُّقْيَا وَالْبُشْرَى ، وَأَلِفُهُ لِلتَّأْنِيثِ وَلِذَلِكَ لَمْ يُصْرَفْ ، نَهَى
يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنَهُ
يُوسُفَ عَنْ أَنْ يَقُصَّ رُؤْيَاهُ عَلَى إِخْوَتِهِ ، لِأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ تَأْوِيلَهَا وَخَافَ أَنْ يَقُصَّهَا عَلَى إِخْوَتِهِ فَيَفْهَمُونَ تَأْوِيلَهَا وَيَحْصُلُ مِنْهُمُ الْحَسَدُ لَهُ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا وَهَذَا جَوَابُ النَّهْيِ وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ أَنَّ : أَيْ فَيَفْعَلُوا لَكَ : أَيْ لِأَجْلِكَ كَيْدًا مُثْبَتًا رَاسِخًا لَا تَقْدِرُ عَلَى الْخُلُوصِ مِنْهُ ، أَوْ كَيْدًا خَفِيًا عَنْ فَهْمِكَ ، وَهَذَا الْمَعْنَى الْحَاصِلُ بِزِيَادَةِ اللَّامِ آكَدُ مِنْ أَنْ يُقَالَ فَيَكِيدُوا كَيْدًا ، وَقِيلَ إِنَّمَا جِيءَ بِاللَّامِ لِتَضْمِينِهِ مَعْنَى الِاحْتِيَالِ الْمُتَعَدِّي بِاللَّامِ ، فَيُفِيدُ هَذَا التَّضْمِينُ مَعْنَى الْفِعْلَيْنِ جَمِيعًا الْكَيْدَ وَالِاحْتِيَالَ كَمَا هُوَ الْقَاعِدَةُ فِي التَّضْمِينِ أَنْ يُقَدَّرَ أَحَدُهُمَا أَصْلًا وَالْآخَرُ حَالًا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28798إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ مُسْتَأْنَفَةٌ ، كَأَنَّ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : كَيْفَ يَقَعُ مِنْهُمْ ، فَنَبَّهَهُ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، لِأَنَّهُ عَدُوٌّ لِلْإِنْسَانِ مُظْهِرٌ لِلْعَدَاوَةِ مُجَاهِرٌ بِهَا .
قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ الِاجْتِبَاءِ الْبَدِيعِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّوْمِ مِنْ سُجُودِ الْكَوَاكِبِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ، وَيُحَقِّقُ فِيكَ تَأْوِيلَ تِلْكَ الرُّؤْيَا ، فَيَجْعَلُكَ نَبِيًّا وَيَصْطَفِيكَ عَلَى سَائِرِ الْعِبَادِ ، وَيُسَخِّرُهُمْ لَكَ كَمَا تَسَخَّرَتْ لَكَ تِلْكَ الْأَجْرَامُ الَّتِي رَأَيْتَهَا فِي مَنَامِكَ فَصَارَتْ سَاجِدَةً لَكَ ، قَالَ
النَّحَّاسُ : وَالِاجْتِبَاءُ أَصْلُهُ مَنْ جَبَيْتُ الشَّيْءَ حَصَّلْتُهُ ، وَمِنْهُ جَبَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ جَمَعْتُهُ ، وَمَعْنَى الِاجْتِبَاءِ : الِاصْطِفَاءُ ، وَهَذَا يَتَضَمَّنُ الثَّنَاءَ عَلَى
يُوسُفَ وَتَعْدِيدَ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَمِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ أَيْ تَأْوِيلِ الرُّؤْيَا .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَأَجْمَعُوا أَنَّ ذَلِكَ فِي تَأْوِيلِ الرُّؤْيَا ، وَقَدْ كَانَ
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِتَأْوِيلِهَا ، وَقِيلَ الْمُرَادُ : وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ أَحَادِيثِ الْأُمَمِ وَالْكُتُبِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِ إِحْوَاجُ إِخْوَتِهِ إِلَيْهِ ، وَقِيلَ إِنْجَاؤُهُ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ، وَقِيلَ إِنْجَاؤُهُ مِنَ الْقَتْلِ خَاصَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ فَيَجْمَعُ لَكَ بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَالْمُلْكِ كَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ هَذِهِ الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَاكَ اللَّهُ ، أَوْ يَجْمَعُ لَكَ بَيْنَ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ وَهُمْ قَرَابَتُهُ مِنْ إِخْوَتِهِ وَأَوْلَادِهِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَعْطَاهُمُ النُّبُوَّةَ كَمَا قَالَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى مَا حَصَلَ لَهُمْ بَعْدَ دُخُولِهِمْ
مِصْرَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا كَوْنُ الْمُلْكِ فِيهِمْ مَعَ كَوْنِهِمْ أَنْبِيَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ ، أَيْ إِتْمَامًا مِثْلَ إِتْمَامِهَا عَلَى أَبَوَيْكَ : وَهِيَ نِعْمَةُ النُّبُوَّةِ عَلَيْهِمَا ، مَعَ كَوْنِ
إِبْرَاهِيمَ اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا ، وَمَعَ كَوْنِ
إِسْحَاقَ نَجَّاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الذَّبْحِ وَصَارَ لَهُمَا الذُّرِّيَّةُ الطَّيِّبَةُ : وَهُمْ
يَعْقُوبُ ،
وَيُوسُفُ ، وَسَائِرُ الْأَسْبَاطِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59مِنْ أَبِيكُمْ مِنْ قَبْلِ هَذَا الْوَقْتِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ ، أَوْ مِنْ قَبْلِكَ ،
وَإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ عَطْفُ بَيَانٍ لِأَبَوَيْكَ ، وَعَبَّرَ عَنْهُمَا بِالْأَبَوَيْنِ مَعَ كَوْنِ أَحَدِهِمَا جَدًّا : وَهُوَ
إِبْرَاهِيمُ ، لِأَنَّ الْجَدَّ أَبٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ حَكِيمٌ فِي كُلِّ أَفْعَالِهِ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا تَعْلِيلًا لَهُ : أَيْ فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، وَكَانَ هَذَا كَلَامٌ مِنْ
يَعْقُوبَ مَعَ وَلَدِهِ
يُوسُفَ تَعْبِيرًا لِرُؤْيَاهُ عَلَى طَرِيقِ الْإِجْمَالِ ، أَوْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ ، أَوْ عَرَفَهُ بِطَرِيقِ الْفِرَاسَةِ وَمَا تَقْتَضِيهِ الْمَخَايِلُ الْيُوسُفِيَّةُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ قَالَ : بَيَّنَ اللَّهُ حَلَالَهُ وَحَرَامَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُعَاذٍ قَالَ : بَيَّنَ اللَّهُ الْحُرُوفَ الَّتِي سَقَطَتْ عَنْ أَلْسُنِ الْأَعَاجِمِ ، وَهِيَ سِتَّةُ أَحْرُفٍ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ عَنْ
جَابِرٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=2003521أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَلَا قُرْآنًا عَرَبِيًّا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : أُلْهِمَ إِسْمَاعِيلُ هَذَا اللِّسَانَ الْعَرَبِيَّ إِلْهَامًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ
قُرَيْشٍ ، وَهُوَ كَلَامُهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا ، فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَهُ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ قَالَ : مِنَ الْكُتُبِ الْمَاضِيَةِ وَأُمُورِ اللَّهِ السَّالِفَةِ فِي الْأُمَمِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ أَيْ مِنْ قَبْلِ هَذَا الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3لَمِنَ الْغَافِلِينَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
الضَّحَّاكِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ قَالَ : الْقُرْآنَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31786رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14798وَالْعُقَيْلِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ
وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020490جَاءَ بُسْتَانِيٌّ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَخْبَرَنِي عَنِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ سَاجِدَةً لَهُ مَا أَسْمَاؤُهَا ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ بِأَسْمَائِهَا ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبُسْتَانِيِّ الْيَهُودِيِّ فَقَالَ : هَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا ؟ قَالَ نَعَمْ ، قَالَ : خُرْثَانُ ، وَالطَّارِقُ ، وَالذَّيَّالُ ، وَذُو الْكَتِفَانِ ، وَقَابِسُ ، وَوَثَّابُ ، وَعَمُودَانُ ، وَالْفَيْلَقُ ، وَالْمُصْبِحُ ، وَالضَّرُوحُ ، وَذُو الْفَرْغِ ، وَالضِّيَاءُ وَالنُّورُ : رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ سَاجِدَةً لَهُ ، فَلَمَّا قَصَّ يُوسُفُ عَلَى يَعْقُوبَ قَالَ : هَذَا أَمْرٌ مُشَتَّتٌ يَجْمَعُهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : إِي وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَسْمَاؤُهَا هَكَذَا سَاقَهُ
السُّيُوطِيُّ فِي الدَّرِّ الْمَنْثُورِ ، وَأَمَّا
ابْنُ كَثِيرٍ فَجَعَلَ قَوْلَهُ : فَلَمَّا قَصَّ إِلَخْ رِوَايَةً مُنْفَرِدَةً وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهَا
الْحَكَمُ بْنُ ظَهِيرَةَ الْفَزَارِيُّ : وَقَدْ ضَعَّفُوهُ وَتَرَكَهُ الْأَكْثَرُونَ .
وَقَالَ
الْجَوْزَجَانِيُّ : سَاقِطٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ : هُوَ مَوْضُوعٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا قَالَ : إِخْوَتُهُ ، وَالشَّمْسُ قَالَ : أُمُّهُ ، وَالْقَمَرُ قَالَ : أَبَوْهُ ، وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ نَحْوَهُ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ قَالَ : يَصْطَفِيكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ مِثْلَهُ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
مُجَاهِدٍ [ ص: 684 ] nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ قَالَ : عِبَارَةُ الرُّؤْيَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ قَالَ : تَأْوِيلُ الْعِلْمِ وَالْحُلْمِ ، وَكَانَ
يُوسُفُ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ قَالَ : فَنِعْمَتُهُ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ : أَنْ نَجَّاهُ مِنَ النَّارِ ، وَعَلَى
إِسْحَاقَ : أَنْ نَجَّاهُ مِنَ الذَّبْحِ .