nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_32016لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين .
أي
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7لقد كان في قصتهم علامات دالة على عظيم قدرة الله وبديع صنعه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7للسائلين من الناس عنها ، وقرأ
أهل مكة آية على التوحيد ، وقرأ الباقون على الجمع ، واختار قراءة الجمع
أبو عبيد .
قال
النحاس : وآية ههنا قراءة حسنة ، وقيل المعنى : لقد كان في يوسف وإخوته آيات دالة على نبوة
محمد صلى الله عليه وآله وسلم للسائلين له من
اليهود ، فإنه روي أنه قال له جماعة من
اليهود وهو
بمكة : أخبرنا عن رجل من الأنبياء كان
بالشام أخرج ابنه إلى
مصر فبكى عليه حتى عمي ، ولم يكن
بمكة أحد من
أهل الكتاب ولا من يعرف خبر الأنبياء ، وإنما وجهوا إليه من
أهل المدينة من يسأله عن هذا ، فأنزل الله سورة يوسف جملة واحدة كما في التوراة .
وقيل معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7آيات للسائلين عجب لهم ، وقيل بصيرة ، وقيل عبرة .
قال
القرطبي : وأسماؤهم يعني إخوة
يوسف :
روبيل ، وهو أكبرهم ،
وشمعون ، ولاوي ، ويهوذا ، وريالون ، ويشجر ، وأمهم
ليا بنت ليان وهي بنت خال
يعقوب ، وولد له من سريتين أربعة ، وهم :
دان ، ونفتالي ، وجاد ، وآشر ، ثم ماتت
ليا فتزوج
يعقوب أختها
راحيل فولدت له
يوسف ، وبنيامين ، وقال
السهيلي : إن أم
يوسف اسمها
وقفا ،
وراحيل ماتت من نفاس
بنيامين وهو أكبر من
يوسف .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إذ قالوا ليوسف وأخوه أي وقت قالوا ، والظرف متعلق بكان
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8أحب إلى أبينا منا والمراد بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8وأخوه هو
بنيامين ، وخصوه بكونه أخاه مع أنهم جميعا إخوته ، لأنه أخوه لأبويه كما تقدم ، ووحد الخبر فقال : أحب مع تعدد المبتدأ ، لأن أفعل التفضيل يستوي فيه الواحد وما فوقه إذا لم يعرف ، واللام في
ليوسف هي الموطئة للقسم ، وإنما قالوا هذه لأنه بلغهم خبر الرؤيا فأجمع رأيهم على كيده ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8ونحن عصبة في محل نصب على الحال ، والعصبة : الجماعة ، قيل وهي ما بين الواحد إلى العشرة ، وقيل إلى الخمسة عشر ، وقيل من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها بل هي كالنفر والرهط ، وقد كانوا عشرة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إن أبانا لفي ضلال مبين أي لفي ذهاب عن وجه التدبير بالترجيح لهما علينا وإيثارهما دوننا مع استوائنا في الانتساب إليه ولا يصح أن يكون مرادهم أنه في دينه في ضلال مبين .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا أي قالوا : افعلوا به أحد الأمرين : إما القتل ، أو الطرح في أرض ، أو المشير بالقتل بعضه والمشير بالطرح البعض الآخر ، أو كان المتكلم بذلك واحد منهم فوافقه الباقون ، فكانوا كالقائل في نسبة هذا المقول إليهم ، وانتصاب أرضا على الظرفية ، والتنكير للإبهام : أي أرضا مجهولة ، وجواب الأمر
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9يخل لكم وجه أبيكم أي يصف ويخلص فيقبل عليكم ويحبكم حبا كاملا ، وتكونوا معطوف على يخل ، ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أن ، من بعده أي من بعد
يوسف والمراد بعد الفراغ من قتله أو طرحه ، وقيل من بعد الذنب الذي اقترفوه في
يوسف nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9قوما صالحين في أمور دينكم وطاعة أبيكم ، أو صالحين في أمور دنياكم لذهاب ما كان يشغلكم عن ذلك ، وهو الحسد
ليوسف وتكدر خواطركم بتأثيره عليكم هو وأخوه ، أو المراد بالصالحين : التائبون من الذنب .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10قال قائل منهم أي من الإخوة ، قيل هو
يهوذا ، وقيل
روبيل ، وقيل
شمعون "
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب " قيل ووجه الإظهار في لا تقتلوا
يوسف استجلاب شفقتهم عليه .
قرأ
أهل مكة وأهل البصرة وأهل الكوفة وأهل الشام nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10في غيابة الجب بالإفراد .
وقرأ
أهل المدينة في غيابات بالجمع ، واختار
أبو عبيد الإفراد وأنكر الجمع ، لأن الموضع الذي ألقوه فيه واحد ، قال
النحاس : وهذا تضييق في اللغة ، وغيابات على الجمع تجوز ، والغيابة كل شيء غيب عنك شيئا ، وقيل للقبر غيابة ، والمراد بها هنا غور البئر الذي لا يقع البصر عليه ، أو طاقة فيه ، قال الشاعر :
ألا فالبثا شهرين أو نصف ثالث إلى ذاكما قد غيبتني غيابيا
والجب : البئر التي لم تطو ، ويقال لها قبل الطي ركية ، فإذا طويت قيل لها بئر ، سميت جبا لأنها قطعت في الأرض قطعا ، وجمع الجب جبب وجباب وأجباب ، وجمع بين الغيابة والجب مبالغة في أن يلقوه في مكان من الجب شديد الظلمة حتى لا يدركه نظر الناظرين ، قيل وهذه البئر
ببيت المقدس ، وقيل
بالأردن ، وجواب الأمر
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10يلتقطه بعض السيارة قرأ
مجاهد وأبو رجاء والحسن وقتادة تلتقطه بالمثناة الفوقية ، ووجهه أن بعض السيارة سيارة .
وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه سقطت بعض أصابعه ، ومنه قول الشاعر :
أرى مر السنين أخذن مني كما أخذ السرار من الهلال
وقرأ الباقون
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10يلتقطه بالتحتية ، والسيارة : الجمع الذي يسيرون في الطريق ، والالتقاط : هو أخذ شيء مشرف على الضياع ، وكأنهم أرادوا أن بعض السيارة إذا التقطه حمله إلى مكان بعيد بحيث يخفى عن أبيه ومن يعرفه ، ولا يحتاجون إلى الحركة بأنفسهم إلى المكان البعيد ، فربما أن والدهم لا يأذن لهم بذلك ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10إن كنتم فاعلين إن كنتم عاملين بما أشرت به عليكم في أمره ، كأنه لم يجزم بالأمر ، بل وكله إلى ما يجمعون عليه كما يفعله المشير مع من استشاره .
وفي هذا دليل على أن إخوة
يوسف ما كانوا أنبياء ، فإن الأنبياء لا يجوز عليهم التواطؤ على القتل لمسلم
[ ص: 685 ] ظلما وبغيا ، وقيل كانوا أنبياء ، وكان ذلك منهم زلة قدم وأوقعهم فيها التهاب نار الحسد في صدورهم واضطرام جمرات الغيظ في قلوبهم .
ورد بأن الأنبياء معصومون عن مثل هذه المعصية الكثيرة المتبالغة في الكبر ، مع ما في ذلك من قطع الرحم وعقوق الوالد وافتراء الكذب ، وقيل إنهم لم يكونوا في ذلك الوقت أنبياء ، بل صاروا أنبياء من بعد .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7آيات للسائلين قال عبرة ، وأخرج أيضا عن
قتادة في الآية يقول : من سأل عن ذلك فهو هكذا ما قص الله عليكم وأنبأكم به ، وأخرج
أبو الشيخ عن
الضحاك نحوه ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق قال : إنما قص الله على
محمد صلى الله عليه وآله وسلم خبر
يوسف وبغي إخوته عليه وحسدهم إياه حين ذكر رؤياه لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بغي قومه عليه وحسدهم إياه حين أكرمه الله بنبوته ليتأسى به .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إذ قالوا ليوسف وأخوه يعني
بنيامين هو أخوه لأبيه وأمه ، وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8ونحن عصبة قال : العصبة ما بين العشرة إلى الأربعين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وأبو الشيخ عن
ابن زيد قال : العصبة الجماعة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إن أبانا لفي ضلال مبين قال : لفي خطأ من رأيه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف قال : قاله كبيرهم الذي تخلف ، قال : والجب بئر
بالشام nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10يلتقطه بعض السيارة قال : التقطه ناس من الأعراب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10وألقوه في غيابة الجب يعني الركية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الضحاك قال الجب البئر .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ قال : هي بئر ببيت المقدس ، يقول في بعض نواحيها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
ابن زيد قال : الجب بحذاء طبرية بينه وبينها أميال .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_32016لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ .
أَيْ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7لَقَدْ كَانَ فِي قِصَّتِهِمْ عَلَامَاتٌ دَالَّةٌ عَلَى عَظِيمِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَبَدِيعِ صُنْعِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7لِلسَّائِلِينَ مِنَ النَّاسِ عَنْهَا ، وَقَرَأَ
أَهْلُ مَكَّةَ آيَةٌ عَلَى التَّوْحِيدِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عَلَى الْجَمْعِ ، وَاخْتَارَ قِرَاءَةَ الْجَمْعِ
أَبُو عُبَيْدٍ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَآيَةٌ هَهُنَا قِرَاءَةٌ حَسَنَةٌ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ دَالَّةٌ عَلَى نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِلسَّائِلِينَ لَهُ مِنَ
الْيَهُودِ ، فَإِنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ
الْيَهُودِ وَهُوَ
بِمَكَّةَ : أَخْبِرْنَا عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ
بِالشَّامِ أَخْرَجَ ابْنَهُ إِلَى
مِصْرَ فَبَكَى عَلَيْهِ حَتَّى عَمِيَ ، وَلَمْ يَكُنْ
بِمَكَّةَ أَحَدٌ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا مَنْ يَعْرِفُ خَبَرَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّمَا وَجَّهُوا إِلَيْهِ مِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَنْ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةَ يُوسُفَ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَمَا فِي التَّوْرَاةِ .
وَقِيلَ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ عَجَبٌ لَهُمْ ، وَقِيلَ بَصِيرَةٌ ، وَقِيلَ عِبْرَةٌ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَأَسْمَاؤُهُمْ يَعْنِي إِخْوَةَ
يُوسُفَ :
رُوبِيلُ ، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ ،
وَشَمْعُونُ ، وَلَاوِي ، وَيَهُوذَا ، وَرِيَالُونُ ، وَيَشْجُرُ ، وَأُمُّهُمْ
لِيَا بِنْتُ لِيَانَ وَهِيَ بِنْتُ خَالِ
يَعْقُوبَ ، وَوُلِدَ لَهُ مِنْ سَرِيَّتَيْنِ أَرْبَعَةٌ ، وَهُمْ :
دَانُ ، وَنِفْتَالِي ، وَجَادُ ، وَآشِرُ ، ثُمَّ مَاتَتْ
لِيَا فَتَزَوَّجَ
يَعْقُوبُ أُخْتَهَا
رَاحِيلَ فَوَلَدَتْ لَهُ
يُوسُفَ ، وَبِنْيَامِينَ ، وَقَالَ
السُّهَيْلِيُّ : إِنَّ أُمَّ
يُوسُفَ اسْمُهَا
وِقْفَا ،
وَرَاحِيلُ مَاتَتْ مِنْ نِفَاسِ
بِنْيَامِينَ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ
يُوسُفَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَيْ وَقْتَ قَالُوا ، وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بَكَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَالْمُرَادُ بَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8وَأَخُوهُ هُوَ
بِنْيَامِينُ ، وَخَصُّوهُ بِكَوْنِهِ أَخَاهُ مَعَ أَنَّهُمْ جَمِيعًا إِخْوَتُهُ ، لِأَنَّهُ أَخُوهُ لِأَبَوَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَوَحَّدَ الْخَبَرَ فَقَالَ : أَحَبُّ مَعَ تَعَدُّدِ الْمُبْتَدَأِ ، لِأَنَّ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَمَا فَوْقَهُ إِذَا لَمْ يُعَرَّفْ ، وَاللَّامُ فِي
لَيُوسُفُ هِيَ الْمُوَطِّئَةُ لِلْقَسَمِ ، وَإِنَّمَا قَالُوا هَذِهِ لِأَنَّهُ بَلَغَهُمْ خَبَرُ الرُّؤْيَا فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى كَيْدِهِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8وَنَحْنُ عُصْبَةٌ فِي مَحَلِّ نَصَبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَالْعُصْبَةُ : الْجَمَاعَةُ ، قِيلَ وَهِيَ مَا بَيْنَ الْوَاحِدِ إِلَى الْعَشَرَةِ ، وَقِيلَ إِلَى الْخَمْسَةَ عَشَرَ ، وَقِيلَ مِنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مَنْ لَفْظِهَا بَلْ هِيَ كَالنَّفَرِ وَالرَّهْطِ ، وَقَدْ كَانُوا عَشَرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ أَيْ لَفِي ذَهَابٍ عَنْ وَجْهِ التَّدْبِيرِ بِالتَّرْجِيحِ لَهُمَا عَلَيْنَا وَإِيثَارِهِمَا دُونَنَا مَعَ اسْتِوَائِنَا فِي الِانْتِسَابِ إِلَيْهِ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ مُرَادُهُمْ أَنَّهُ فِي دِينِهِ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا أَيْ قَالُوا : افْعَلُوا بِهِ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ : إِمَّا الْقَتْلَ ، أَوِ الطَّرْحَ فِي أَرْضٍ ، أَوِ الْمُشِيرُ بِالْقَتْلِ بَعْضُهُ وَالْمُشِيرُ بِالطَّرْحِ الْبَعْضُ الْآخَرُ ، أَوْ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ بِذَلِكَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَوَافَقَهُ الْبَاقُونَ ، فَكَانُوا كَالْقَائِلِ فِي نِسْبَةِ هَذَا الْمَقُولِ إِلَيْهِمْ ، وَانْتِصَابُ أَرْضًا عَلَى الظَّرْفِيَّةِ ، وَالتَّنْكِيرُ لِلْإِبْهَامِ : أَيْ أَرْضًا مَجْهُولَةً ، وَجَوَابُ الْأَمْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ أَيْ يَصْفُ وَيَخْلُصُ فَيُقْبِلُ عَلَيْكُمْ وَيُحِبُّكُمْ حُبًّا كَامِلًا ، وَتَكُونُوا مَعْطُوفٌ عَلَى يَخْلُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِإِضْمَارِ أَنْ ، مِنْ بَعْدِهِ أَيْ مِنْ بَعْدِ
يُوسُفَ وَالْمُرَادُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ قَتْلِهِ أَوْ طَرْحِهِ ، وَقِيلَ مِنْ بَعْدِ الذَّنْبِ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ فِي
يُوسُفَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9قَوْمًا صَالِحِينَ فِي أُمُورِ دِينِكُمْ وَطَاعَةِ أَبِيكُمْ ، أَوْ صَالِحِينَ فِي أُمُورِ دُنْيَاكُمْ لِذَهَابِ مَا كَانَ يَشْغَلُكُمْ عَنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ الْحَسَدُ
لِيُوسُفَ وَتَكَدُّرُ خَوَاطِرِكُمْ بِتَأْثِيرِهِ عَلَيْكُمْ هُوَ وَأَخُوهُ ، أَوِ الْمُرَادُ بِالصَّالِحِينَ : التَّائِبُونَ مِنَ الذَّنْبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَيْ مِنَ الْإِخْوَةِ ، قِيلَ هُوَ
يَهُوذَا ، وَقِيلَ
رُوبِيلُ ، وَقِيلَ
شَمْعُونُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ " قِيلَ وَوَجْهُ الْإِظْهَارِ فِي لَا تَقْتُلُوا
يُوسُفَ اسْتِجْلَابُ شَفَقَتِهِمْ عَلَيْهِ .
قَرَأَ
أَهْلُ مَكَّةَ وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ وَأَهْلُ الشَّامِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ بِالْإِفْرَادِ .
وَقَرَأَ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي غَيَابَاتِ بِالْجَمْعِ ، وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ الْإِفْرَادَ وَأَنْكَرَ الْجَمْعَ ، لِأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَلْقُوهُ فِيهِ وَاحِدٌ ، قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا تَضْيِيقٌ فِي اللُّغَةِ ، وَغَيَابَاتٌ عَلَى الْجَمْعِ تَجُوزُ ، وَالْغَيَابَةُ كُلُّ شَيْءٍ غَيَّبَ عَنْكَ شَيْئًا ، وَقِيلَ لِلْقَبْرِ غَيَابَةٌ ، وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا غَوْرُ الْبِئْرِ الَّذِي لَا يَقَعُ الْبَصَرُ عَلَيْهِ ، أَوْ طَاقَةٌ فِيهِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أَلَا فَالْبِثَا شَهْرَيْنِ أَوْ نِصْفَ ثَالِثٍ إِلَى ذَاكُمَا قَدْ غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وَالْجُبُّ : الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ ، وَيُقَالُ لَهَا قَبْلَ الطَّيِّ رَكِيَّةٌ ، فَإِذَا طُوِيَتْ قِيلَ لَهَا بِئْرٌ ، سُمِّيَتْ جُبًّا لِأَنَّهَا قُطِعَتْ فِي الْأَرْضِ قَطْعًا ، وَجَمْعُ الْجُبِّ جُبَبٌ وَجِبَابٌ وَأَجْبَابٌ ، وَجَمَعَ بَيْنَ الْغَيَابَةِ وَالْجُبِّ مُبَالَغَةً فِي أَنْ يُلْقُوهُ فِي مَكَانٍ مِنَ الْجُبِّ شَدِيدِ الظُّلْمَةِ حَتَّى لَا يُدْرِكَهُ نَظَرُ النَّاظِرِينَ ، قِيلَ وَهَذِهِ الْبِئْرُ
بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَقِيلَ
بِالْأُرْدُنِّ ، وَجَوَابُ الْأَمْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ قَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَأَبُو رَجَاءٍ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ تَلْتَقِطْهُ بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ ، وَوَجْهُهُ أَنَّ بَعْضَ السَّيَّارَةِ سَيَّارَةٌ .
وَحُكِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ سَقَطَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَرَى مَرَّ السِّنِينَ أَخَذْنَ مِنِّي كَمَا أَخَذَ السِّرَارُ مِنَ الْهِلَالِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10يَلْتَقِطْهُ بِالتَّحْتِيَّةِ ، وَالسَّيَّارَةُ : الْجَمْعُ الَّذِي يَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ ، وَالِالْتِقَاطُ : هُوَ أَخْذُ شَيْءٍ مُشْرِفٍ عَلَى الضَّيَاعِ ، وَكَأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنَّ بَعْضَ السَّيَّارَةِ إِذَا الْتَقَطَهُ حَمَلَهُ إِلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ بِحَيْثُ يَخْفَى عَنْ أَبِيهِ وَمَنْ يَعْرِفْهُ ، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الْحَرَكَةِ بِأَنْفُسِهِمْ إِلَى الْمَكَانِ الْبَعِيدِ ، فَرُبَّمَا أَنَّ وَالِدَهُمْ لَا يَأْذَنُ لَهُمْ بِذَلِكَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ إِنْ كُنْتُمْ عَامِلِينَ بِمَا أَشَرْتُ بِهِ عَلَيْكُمْ فِي أَمْرِهِ ، كَأَنَّهُ لَمْ يَجْزِمْ بِالْأَمْرِ ، بَلْ وَكَلَهُ إِلَى مَا يُجْمِعُونَ عَلَيْهِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْمُشِيرُ مَعَ مَنِ اسْتَشَارَهُ .
وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ إِخْوَةَ
يُوسُفَ مَا كَانُوا أَنْبِيَاءَ ، فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِمُ التَّوَاطُؤُ عَلَى الْقَتْلِ لِمُسْلِمٍ
[ ص: 685 ] ظُلْمًا وَبَغْيًا ، وَقِيلَ كَانُوا أَنْبِيَاءَ ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ زَلَّةُ قَدَمٍ وَأَوْقَعَهُمْ فِيهَا الْتِهَابُ نَارِ الْحَسَدِ فِي صُدُورِهِمْ وَاضْطِرَامُ جَمَرَاتِ الْغَيْظِ فِي قُلُوبِهِمْ .
وَرُدَّ بِأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْمَعْصِيَةِ الْكَثِيرَةِ الْمُتَبَالِغَةِ فِي الْكِبَرِ ، مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ قَطْعِ الرَّحِمِ وَعُقُوقِ الْوَالِدِ وَافْتِرَاءِ الْكَذِبِ ، وَقِيلَ إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنْبِيَاءَ ، بَلْ صَارُوا أَنْبِيَاءَ مِنْ بَعْدُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ قَالَ عِبْرَةٌ ، وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ يَقُولُ : مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَهُوَ هَكَذَا مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَأَنْبَأَكُمْ بِهِ ، وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
الضَّحَّاكِ نَحْوَهُ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : إِنَّمَا قَصَّ اللَّهُ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ
يُوسُفَ وَبَغْيَ إِخْوَتِهِ عَلَيْهِ وَحَسَدِهِمْ إِيَّاهُ حِينَ ذَكَرَ رُؤْيَاهُ لِمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَغْيِ قَوْمِهِ عَلَيْهِ وَحَسَدِهِمْ إِيَّاهُ حِينَ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ لِيَتَأَسَّى بِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ يَعْنِي
بِنْيَامِينَ هُوَ أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8وَنَحْنُ عُصْبَةٌ قَالَ : الْعُصْبَةُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ قَالَ : الْعُصْبَةُ الْجَمَاعَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ قَالَ : لَفِي خَطَأٍ مِنْ رَأْيِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو الشَّيْخِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ قَالَ : قَالَهُ كَبِيرُهُمُ الَّذِي تَخَلَّفَ ، قَالَ : وَالْجُبُّ بِئْرٌ
بِالشَّامِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ قَالَ : الْتَقَطَهُ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَعْنِي الرَّكِيَّةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ قَالَ الْجُبُّ الْبِئْرُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ قَالَ : هِيَ بِئْرٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، يَقُولُ فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ قَالَ : الْجُبُّ بِحِذَاءِ طَبَرِيَّةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا أَمْيَالٌ .