[ ص: 742 ] nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28985_30539_30437_28902_29468وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد .
قوله : وقال الذين كفروا هؤلاء القائلون هم طائفة من المتمردين عن إجابة الرسل ، واللام في لنخرجنكم هي الموطئة للقسم ، أي : والله لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ، لم يقنعوا بردهم لما جاءت به الرسل وعدم امتثالهم لما دعوهم إليه حتى اجترءوا عليهم بهذا ، وخيروهم بين الخروج من أرضهم ، أو العود في ملتهم الكفرية ، وقد قيل : إن ( أو ) في أو لتعودن بمعنى حتى أو : يعني إلا أن تعودوا كما قاله بعض المفسرين ، ورد بأنه لا حاجة إلى ذلك ، بل ( أو ) على بابها للتخيير بين أحد الأمرين ، وقد تقدم تفسير الآية في سورة الأعراف .
قيل : والعود هنا بمعنى الصيرورة لعصمة الأنبياء عن أن يكونوا على ملة الكفر قبل النبوة وبعدها ، وقيل : إن الخطاب للرسل ولمن آمن بهم فغلب على أتباعهم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13فأوحى إليهم ربهم أي إلى الرسل
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13لنهلكن الظالمين أي قال لهم : لنهلكن الظالمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14ولنسكننكم الأرض أي أرض هؤلاء الكفار الذين توعدوكم بما توعدوا من الإخراج أو العود ، ومثل هذه الآية قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها [ الأعراف : 137 ] ، وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=27وأورثكم أرضهم وديارهم [ الأحزاب : 27 ] ، .
وقرئ " ليهلكن " و " ليسكننكم " بالتحتية في الفعلين اعتبارا بقوله فأوحى ، والإشارة بقوله : ذلك إلى ما تقدم من إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين في مساكنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14لمن خاف مقامي أي موقفي ، وذلك يوم الحساب ، فإنه موقف الله سبحانه ، والمقام بفتح الميم مكان الإقامة ، وبالضم فعل الإقامة ، وقيل : : إن المقام هنا مصدر بمعنى القيام ، أي : لمن خاف قيامي عليه ومراقبتي له كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت [ الرعد : 33 ] وقال
الأخفش :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14ذلك لمن خاف مقامي ، أي : عذابي وخاف وعيد أي خاف وعيدي بالعذاب ، وقيل : بالقرآن وزواجره ، وقيل : هو نفس العذاب ، والوعيد الاسم من الوعد .
واستفتحوا معطوف على " أوحى " ، والمعنى : أنهم استنصروا بالله على أعدائهم ، أو سألوا الله القضاء بينهم ، من الفتاحة وهي الحكومة ، ومن المعنى الأول قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح [ الأنفال : 19 ] ، أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر ، ومن المعنى الثاني قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق [ الأعراف : 89 ] أي احكم ، والضمير في " استفتحوا " للرسل ، وقيل : للكفار ، وقيل : للفريقين
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وخاب كل جبار عنيد الجبار المتكبر الذي لا يرى لأحد عليه حقا ، هكذا حكاه
النحاس عن أهل اللغة ، والعنيد المعاند للحق والمجانب له ، وهو مأخوذ من العند ، وهو الناحية ، أي : أخذ في ناحية معرضا .
قال الشاعر :
إذا نزلت فاجعلوني وسطا إني كبير لا أطيق العندا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : العنيد الذي يعدل عن القصد ، وبمثله قال
الهروي ، وقال
أبو عبيد : هو الذي عند وبغى ، وقال
ابن كيسان : هو الشامخ بأنفه ، وقيل : المراد به العاصي ، وقيل : الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله ، ومعنى الآية : أنه خسر وهلك من كان متصفا بهذه الصفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16من ورائه جهنم أي من بعده جهنم ، والمراد : بعد هلاكه ؛ على أن " وراء " هاهنا بمعنى " بعد " ، ومنه قول
النابغة :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب
أي ليس بعد الله ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ومن ورائه عذاب غليظ أي من بعده .
كذا قال
الفراء ، وقيل : من ورائه أي : من أمامه .
قال
أبو عبيد : هو من أسماء الأضداد ، لأن أحدهما ينقلب إلى الآخر ، ومنه قول الشاعر :
ومن ورائك يوم أنت بالغه لا حاضر معجز عنه ولا بادي
وقال آخر :
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
أي أمامي ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا [ الكهف : 79 ] ، أي أمامهم ، وبقول
أبي عبيدة هذا قال
قطرب .
وقال
الأخفش : هو كما يقال : هذا الأمر من ورائك ، أي : سوف يأتيك ، وأنا من وراء فلان أي في طلبه .
وقال
النحاس : من ورائه ، أي : من أمامه ، وليس من الأضداد ، ولكنه من توارى : أي استتر فصارت جهنم من ورائه ، لأنها لا ترى ، وحكى مثله
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16ويسقى من ماء صديد معطوف على مقدر جوابا عن سؤال سائل ، كأنه قيل فماذا يكون إذا ؟ قيل : يلقى فيها ويسقى ، والصديد ما يسيل من جلود أهل النار واشتقاقه من الصد ، لأنه يصد الناظرين عن رؤيته ، وهو دم مختلط بقيح ، والصديد صفة لماء ، وقيل : عطف بيان منه .
و ( يتجرعه ) في محل جر على أنه صفة لماء ، أو في محل نصب على أنه حال ، وقيل : هو استئناف مبني على سؤال ، والتجرع التحسي ، أي : يتحساه مرة بعد مرة لا مرة واحدة لمرارته وحرارته
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ولا يكاد يسيغه أي يبتلعه ، يقال ساغ الشراب في الحلق يسوغ سوغا : إذا كان سهلا ، والمعنى : ولا يقارب إساغته ، فكيف تكون الإساغة ؟ بل يغص به فيطول عذابه بالعطش تارة ، ويشربه على هذه الحال أخرى ، وقيل : إنه يسيغه بعد شدة وإبطاء ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71وما كادوا يفعلون [ البقرة : 71 ] ، أي يفعلون بعد إبطاء ، كما يدل عليه قوله تعالى في آية أخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يصهر به ما في بطونهم [ الحج : 20 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ويأتيه الموت من كل مكان أي تأتيه أسباب الموت من كل جهة من الجهات ، أو من كل موضع من مواضع بدنه .
وقال
الأخفش : المراد بالموت هنا البلايا التي تصيب الكافر في النار ، سماها
[ ص: 743 ] موتا لشدتها وما هو بميت أي والحال أنه لم يمت حقيقة فيستريح ، وقيل : تعلق نفسه في حنجرته فلا تخرج من فيه فيموت ، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فيحيا ، ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=74لا يموت فيها ولا يحيا [ طه : 47 ] ، وقيل : معنى وما هو بميت لتطاول شدائد الموت به وامتداد سكراته عليه .
والأولى تفسير الآية بعدم الموت حقيقة لما ذكرنا من قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=74لا يموت فيها ولا يحيا [ طه : 47 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=36لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها [ فاطر : 36 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ومن ورائه عذاب غليظ أي من أمامه ، أو من بعده عذاب شديد ، وقيل : هو الخلود ، وقيل : حبس النفس .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : " مثل " مرتفع على الابتداء ، والخبر مقدر ، أي : فيما يتلى عليكم مثل الذين كفروا ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
وقال
الفراء : التقدير مثل أعمال الذين كفروا ، فحذف المضاف ، وروي عنه أنه قال بإلغاء " مثل " ، والتقدير الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد ، وقيل : هو ، أعني " مثل " مبتدأ ، وخبره " أعمالهم " كرماد على أن معناه الصفة ، فكأنه قال صفتهم العجيبة أعمالهم كرماد .
والمعنى : أن أعمالهم باطلة غير مقبولة ، والرماد ما يبقى بعد احتراق الشيء ضرب الله سبحانه هذه الآية مثلا لأعمال الكفار في أنه يمحقها كما تمحق الريح الشديدة الرماد في يوم عاصف .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18اشتدت به الريح : حملته بشدة وسرعة ، والعصف شدة الريح ، وصف به زمانها مبالغة كما يقال : يوم حار ويوم بارد ، والبرد والحر فيهما لا منهما
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18لا يقدرون مما كسبوا على شيء أي لا يقدر الكفار مما كسبوا من تلك الأعمال الباطلة على شيء منها ، ولا يرون له أثرا في الآخرة يجازون به ويثابون عليه ، بل جميع ما عملوه في الدنيا باطل ذاهب كذهاب الريح بالرماد عند شدة هبوبها ، والإشارة بقوله : ذلك إلى ما دل عليه التمثيل ، أي : هذا البطلان لأعمالهم وذهاب أثرها هو الضلال البعيد عن طريق الحق المخالف لمنهج الصواب ، لما كان هذا خسرانا لا يمكن تداركه سماه بعيدا .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13لنخرجنكم من أرضنا الآية ، قال : كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم ويدعونهم إلى أن يعودوا في ملتهم ، فأبى الله لرسوله والمؤمنين أن يعودوا في ملة الكفر ، وأمرهم أن يتوكلوا على الله ، وأمرهم أن يستفتحوا على الجبابرة ، ووعدهم أن يسكنهم الأرض من بعدهم ، فأنجز لهم ما وعدهم ، واستفتحوا كما أمرهم الله أن يستفتحوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في الآية قال : وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة ، فبين الله من يسكنها من عباده فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان [ الرحمن : 46 ] ، وإن لله مقاما هو قائمه ، وإن أهل الإيمان خافوا ذلك المقام فنصبوا ودأبوا الليل والنهار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15واستفتحوا قال : للرسل كلها يقول استنصروا ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وخاب كل جبار عنيد قال : معاند للحق مجانب له .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في الآية قال : استنصرت الرسل على قومها
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وخاب كل جبار عنيد يقول : عنيد عن الحق معرض عنه ، أبى أن يقول لا إله إلا الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي قال : العنيد الناكب عن الحق .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه
وابن مردويه والبيهقي عن
أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020540في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16ويسقى من ماء صديد يتجرعه قال : يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا دنا منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره ، يقول الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [ محمد : 15 ] ، وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه [ الكهف : 29 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16من ماء صديد قال : يسيل من جلد الكافر ولحمه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
عكرمة قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16من ماء صديد هو القيح والدم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ويأتيه الموت من كل مكان قال : أنواع العذاب ، وليس منها نوع إلا الموت يأتيه منه لو كان يموت ، ولكنه لا يموت لأن الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=36لا يقضى عليهم فيموتوا [ فاطر : 36 ] .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ويأتيه الموت من كل مكان قال : من كل عظم وعرق وعصب .
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي قال : من موضع كل شعرة في جسده
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ومن ورائه عذاب غليظ قال : الخلود .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17ومن ورائه عذاب غليظ قال : حبس الأنفاس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مثل الذين كفروا بربهم الآية قال : مثل الذين عبدوا غيره فأعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل في يوم عاصف .
[ ص: 742 ] nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=28985_30539_30437_28902_29468وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ .
قَوْلُهُ : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ الْقَائِلُونَ هُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُتَمَرِّدِينَ عَنْ إِجَابَةِ الرُّسُلِ ، وَاللَّامُ فِي لَنُخْرِجَنَّكُمْ هِيَ الْمُوَطِّئَةُ لِلْقَسَمِ ، أَيْ : وَاللَّهِ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ، لَمْ يَقْنَعُوا بِرَدِّهِمْ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَعَدَمِ امْتِثَالِهِمْ لِمَا دَعَوْهُمْ إِلَيْهِ حَتَّى اجْتَرَءُوا عَلَيْهِمْ بِهَذَا ، وَخَيَّرُوهُمْ بَيْنَ الْخُرُوجِ مِنْ أَرْضِهِمْ ، أَوِ الْعَوْدِ فِي مِلَّتِهِمُ الْكُفْرِيَّةِ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ ( أَوْ ) فِي أَوْ لَتَعُودُنَّ بِمَعْنَى حَتَّى أَوْ : يَعْنِي إِلَّا أَنْ تَعُودُوا كَمَا قَالَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَرُدَّ بِأَنَّهُ لَا حَاجَةَ إِلَى ذَلِكَ ، بَلْ ( أَوْ ) عَلَى بَابِهَا لِلتَّخْيِيرِ بَيْنَ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ .
قِيلَ : وَالْعَوْدُ هُنَا بِمَعْنَى الصَّيْرُورَةِ لِعِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَنْ أَنْ يَكُونُوا عَلَى مِلَّةِ الْكُفْرِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَبَعْدَهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْخِطَابَ لِلرُّسُلِ وَلِمَنْ آمَنَ بِهِمْ فَغَلَبَ عَلَى أَتْبَاعِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ أَيْ إِلَى الرُّسُلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ أَيْ قَالَ لَهُمْ : لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ أَيْ أَرْضَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ تَوَعَّدُوكُمْ بِمَا تَوَعَّدُوا مِنَ الْإِخْرَاجِ أَوِ الْعَوْدِ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا [ الْأَعْرَافِ : 137 ] ، وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=27وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ [ الْأَحْزَابِ : 27 ] ، .
وَقُرِئَ " لَيُهْلِكَنَّ " وَ " لَيُسْكِنَنَّكُمْ " بِالتَّحْتِيَّةِ فِي الْفِعْلَيْنِ اعْتِبَارًا بِقَوْلِهِ فَأَوْحَى ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ إِهْلَاكِ الظَّالِمِينَ وَإِسْكَانِ الْمُؤْمِنِينَ فِي مَسَاكِنِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14لِمَنْ خَافَ مَقَامِي أَيْ مَوْقِفِي ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْحِسَابِ ، فَإِنَّهُ مَوْقِفُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالْمَقَامُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَكَانُ الْإِقَامَةِ ، وَبِالضَّمِّ فِعْلُ الْإِقَامَةِ ، وَقِيلَ : : إِنَّ الْمَقَامَ هُنَا مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْقِيَامِ ، أَيْ : لِمَنْ خَافَ قِيَامِي عَلَيْهِ وَمُرَاقَبَتِي لَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ [ الرَّعْدِ : 33 ] وَقَالَ
الْأَخْفَشُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=14ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي ، أَيْ : عَذَابِي وَخَافَ وَعِيدِ أَيْ خَافَ وَعِيدِي بِالْعَذَابِ ، وَقِيلَ : بِالْقُرْآنِ وَزَوَاجِرِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ نَفْسُ الْعَذَابِ ، وَالْوَعِيدُ الِاسْمُ مِنَ الْوَعْدِ .
وَاسْتَفْتَحُوا مَعْطُوفٌ عَلَى " أَوْحَى " ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمُ اسْتَنْصَرُوا بِاللَّهِ عَلَى أَعْدَائِهِمْ ، أَوْ سَأَلُوا اللَّهَ الْقَضَاءَ بَيْنَهُمْ ، مِنَ الْفُتَاحَةِ وَهِيَ الْحُكُومَةُ ، وَمِنَ الْمَعْنَى الْأَوَّلِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ [ الْأَنْفَالِ : 19 ] ، أَيْ إِنْ تَسْتَنْصِرُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ النَّصْرُ ، وَمِنَ الْمَعْنَى الثَّانِي قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ [ الْأَعْرَافِ : 89 ] أَيِ احْكُمْ ، وَالضَّمِيرُ فِي " اسْتَفْتَحُوا " لِلرُّسُلِ ، وَقِيلَ : لِلْكُفَّارِ ، وَقِيلَ : لِلْفَرِيقَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الَّذِي لَا يَرَى لِأَحَدٍ عَلَيْهِ حَقًّا ، هَكَذَا حَكَاهُ
النَّحَّاسُ عَنْ أَهْلِ اللُّغَةِ ، وَالْعَنِيدُ الْمُعَانِدُ لِلْحَقِّ وَالْمُجَانِبُ لَهُ ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْعِنْدِ ، وَهُوَ النَّاحِيَةُ ، أَيْ : أَخَذَ فِي نَاحِيَةٍ مُعْرِضًا .
قَالَ الشَّاعِرُ :
إِذَا نَزَلْتُ فَاجْعَلُونِي وَسَطًا إِنِّي كَبِيرٌ لَا أُطِيقُ الْعِنْدَا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْعَنِيدُ الَّذِي يَعْدِلُ عَنِ الْقَصْدِ ، وَبِمِثْلِهِ قَالَ
الْهَرَوِيُّ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : هُوَ الَّذِي عَنَدَ وَبَغَى ، وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : هُوَ الشَّامِخُ بِأَنْفِهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ الْعَاصِي ، وَقِيلَ : الَّذِي أَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّهُ خَسِرَ وَهَلَكَ مَنْ كَانَ مُتَّصِفًا بِهَذِهِ الصِّفَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ أَيْ مِنْ بَعْدِهِ جَهَنَّمُ ، وَالْمُرَادُ : بَعْدَ هَلَاكِهِ ؛ عَلَى أَنَّ " وَرَاءَ " هَاهُنَا بِمَعْنَى " بَعْدُ " ، وَمِنْهُ قَوْلُ
النَّابِغَةِ :
حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ
أَيْ لَيْسَ بَعْدَ اللَّهِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ أَيْ مِنْ بَعْدِهِ .
كَذَا قَالَ
الْفَرَّاءُ ، وَقِيلَ : مِنْ وَرَائِهِ أَيْ : مِنْ أَمَامِهِ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : هُوَ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَضْدَادِ ، لِأَنَّ أَحَدَهُمَا يَنْقَلِبُ إِلَى الْآخَرِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَمِنْ وَرَائِكَ يَوْمٌ أَنْتَ بَالِغُهُ لَا حَاضِرٌ مُعْجَزٌ عَنْهُ وَلَا بَادِي
وَقَالَ آخَرُ :
أَتَرْجُو بَنُو مَرْوَانَ سَمْعِي وَطَاعَتِي وَقَوْمِي تَمِيمٌ وَالْفَلَاةُ وَرَائِيَا
أَيْ أَمَامِي ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا [ الْكَهْفِ : 79 ] ، أَيْ أَمَامَهُمْ ، وَبِقَوْلِ
أَبِي عُبَيْدَةَ هَذَا قَالَ
قُطْرُبٌ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : هُوَ كَمَا يُقَالُ : هَذَا الْأَمْرُ مِنْ وَرَائِكَ ، أَيْ : سَوْفَ يَأْتِيكَ ، وَأَنَا مِنْ وَرَاءِ فُلَانٍ أَيْ فِي طَلَبِهِ .
وَقَالَ
النَّحَّاسُ : مِنْ وَرَائِهِ ، أَيْ : مِنْ أَمَامِهِ ، وَلَيْسَ مِنَ الْأَضْدَادِ ، وَلَكِنَّهُ مِنْ تَوَارَى : أَيِ اسْتَتَرَ فَصَارَتْ جَهَنَّمُ مِنْ وَرَائِهِ ، لِأَنَّهَا لَا تُرَى ، وَحَكَى مِثْلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ مَعْطُوفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ جَوَابًا عَنْ سُؤَالِ سَائِلٍ ، كَأَنَّهُ قِيلَ فَمَاذَا يَكُونُ إِذًا ؟ قِيلَ : يُلْقَى فِيهَا وَيُسْقَى ، وَالصَّدِيدُ مَا يَسِيلُ مِنْ جُلُودِ أَهْلِ النَّارِ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الصَّدِّ ، لِأَنَّهُ يَصُدُّ النَّاظِرِينَ عَنْ رُؤْيَتِهِ ، وَهُوَ دَمٌ مُخْتَلِطٌ بِقَيْحٍ ، وَالصَّدِيدُ صِفَةٌ لِمَاءٍ ، وَقِيلَ : عَطْفُ بَيَانٍ مِنْهُ .
وَ ( يَتَجَرَّعُهُ ) فِي مَحَلِّ جَرٍّ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَاءٍ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ ، وَقِيلَ : هُوَ اسْتِئْنَافٌ مَبْنِيٌّ عَلَى سُؤَالٍ ، وَالتَّجَرُّعُ التَّحَسِّي ، أَيْ : يَتَحَسَّاهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ لَا مَرَّةً وَاحِدَةً لِمَرَارَتِهِ وَحَرَارَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ أَيْ يَبْتَلِعُهُ ، يُقَالُ سَاغَ الشَّرَابُ فِي الْحَلْقِ يَسُوغُ سَوْغًا : إِذَا كَانَ سَهْلًا ، وَالْمَعْنَى : وَلَا يُقَارِبُ إِسَاغَتَهُ ، فَكَيْفَ تَكُونُ الْإِسَاغَةُ ؟ بَلْ يُغَصُّ بِهِ فَيَطُولُ عَذَابُهُ بِالْعَطَشِ تَارَةً ، وَيَشْرَبُهُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ أُخْرَى ، وَقِيلَ : إِنَّهُ يُسِيغُهُ بَعْدَ شِدَّةٍ وَإِبْطَاءٍ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [ الْبَقَرَةِ : 71 ] ، أَيْ يَفْعَلُونَ بَعْدَ إِبْطَاءٍ ، كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=20يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ [ الْحَجِّ : 20 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ أَيْ تَأْتِيهِ أَسْبَابُ الْمَوْتِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ ، أَوْ مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ مَوَاضِعِ بَدَنِهِ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : الْمُرَادُ بِالْمَوْتِ هُنَا الْبَلَايَا الَّتِي تُصِيبُ الْكَافِرَ فِي النَّارِ ، سَمَّاهَا
[ ص: 743 ] مَوْتًا لِشِدَّتِهَا وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ أَيْ وَالْحَالُ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ حَقِيقَةً فَيَسْتَرِيحُ ، وَقِيلَ : تَعْلَقُ نَفْسُهُ فِي حَنْجَرَتِهِ فَلَا تَخْرُجُ مِنْ فِيهِ فَيَمُوتُ ، وَلَا تَرْجِعُ إِلَى مَكَانِهَا مِنْ جَوْفِهِ فَيَحْيَا ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=74لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا [ طه : 47 ] ، وَقِيلَ : مَعْنَى وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ لِتَطَاوُلِ شَدَائِدِ الْمَوْتِ بِهِ وَامْتِدَادِ سَكَرَاتِهِ عَلَيْهِ .
وَالْأَوْلَى تَفْسِيرُ الْآيَةِ بِعَدَمِ الْمَوْتِ حَقِيقَةً لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=74لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا [ طه : 47 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=36لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا [ فَاطِرٍ : 36 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ أَيْ مِنْ أَمَامِهِ ، أَوْ مِنْ بَعْدِهِ عَذَابٌ شَدِيدٌ ، وَقِيلَ : هُوَ الْخُلُودُ ، وَقِيلَ : حَبْسُ النَّفْسِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : " مَثَلُ " مُرْتَفِعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ مُقَدَّرٌ ، أَيْ : فِيمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : التَّقْدِيرُ مَثَلُ أَعْمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، فَحُذِفَ الْمُضَافُ ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ بِإِلْغَاءِ " مَثَلُ " ، وَالتَّقْدِيرُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ، وَقِيلَ : هُوَ ، أَعْنِي " مَثَلُ " مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ " أَعْمَالُهُمْ " كَرَمَادٍ عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ الصِّفَةُ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ صِفَتُهُمُ الْعَجِيبَةُ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ أَعْمَالَهُمْ بَاطِلَةٌ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ ، وَالرَّمَادُ مَا يَبْقَى بَعْدَ احْتِرَاقِ الشَّيْءِ ضَرَبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْآيَةَ مَثَلًا لِأَعْمَالِ الْكُفَّارِ فِي أَنَّهُ يَمْحَقُهَا كَمَا تَمْحَقُ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الرَّمَادَ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ : حَمَلَتْهُ بِشِدَّةٍ وَسُرْعَةٍ ، وَالْعَصْفُ شِدَّةُ الرِّيحِ ، وُصِفَ بِهِ زَمَانُهَا مُبَالَغَةً كَمَا يُقَالُ : يَوْمٌ حَارٌّ وَيَوْمٌ بَارِدٌ ، وَالْبَرْدُ وَالْحَرُّ فِيهِمَا لَا مِنْهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ أَيْ لَا يَقْدِرُ الْكُفَّارُ مِمَّا كَسَبُوا مِنْ تِلْكَ الْأَعْمَالِ الْبَاطِلَةِ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا ، وَلَا يَرَوْنَ لَهُ أَثَرًا فِي الْآخِرَةِ يُجَازَوْنَ بِهِ وَيُثَابُونَ عَلَيْهِ ، بَلْ جَمِيعُ مَا عَمِلُوهُ فِي الدُّنْيَا بَاطِلٌ ذَاهِبٌ كَذَهَابِ الرِّيحِ بِالرَّمَادِ عِنْدَ شِدَّةِ هُبُوبِهَا ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ التَّمْثِيلُ ، أَيْ : هَذَا الْبُطْلَانُ لِأَعْمَالِهِمْ وَذَهَابُ أَثَرِهَا هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ الْمُخَالِفِ لِمَنْهَجِ الصَّوَابِ ، لَمَّا كَانَ هَذَا خُسْرَانًا لَا يُمْكِنُ تَدَارُكُهُ سَمَّاهُ بَعِيدًا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا الْآيَةَ ، قَالَ : كَانَتِ الرُّسُلُ وَالْمُؤْمِنُونَ يَسْتَضْعِفُهُمْ قَوْمُهُمْ وَيَقْهَرُونَهُمْ وَيُكَذِّبُونَهُمْ وَيَدْعُونَهُمْ إِلَى أَنْ يَعُودُوا فِي مِلَّتِهِمْ ، فَأَبَى اللَّهُ لِرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعُودُوا فِي مِلَّةِ الْكُفْرِ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَفْتِحُوا عَلَى الْجَبَابِرَةِ ، وَوَعَدَهُمْ أَنْ يُسْكِنَهُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ، فَأَنْجَزَ لَهُمْ مَا وَعَدَهُمْ ، وَاسْتَفْتَحُوا كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ أَنْ يَسْتَفْتِحُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : وَعَدَهُمُ النَّصْرَ فِي الدُّنْيَا وَالْجَنَّةَ فِي الْآخِرَةِ ، فَبَيَّنَ اللَّهُ مَنْ يَسْكُنُهَا مِنْ عِبَادِهِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [ الرَّحْمَنِ : 46 ] ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَقَامًا هُوَ قَائِمُهُ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ خَافُوا ذَلِكَ الْمَقَامَ فَنَصَبُوا وَدَأَبُوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وَاسْتَفْتَحُوا قَالَ : لِلرُّسُلِ كُلِّهَا يَقُولُ اسْتَنْصَرُوا ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ قَالَ : مُعَانِدٌ لِلْحَقِّ مُجَانِبٌ لَهُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : اسْتَنْصَرَتِ الرُّسُلُ عَلَى قَوْمِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=15وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ يَقُولُ : عَنِيدٌ عَنِ الْحَقِّ مُعْرِضٌ عَنْهُ ، أَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ : الْعَنِيدُ النَّاكِبُ عَنِ الْحَقِّ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَأَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020540فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ قَالَ : يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ ، فَإِذَا دَنَا مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ ، وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ ، فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [ مُحَمَّدٍ : 15 ] ، وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ [ الْكَهْفِ : 29 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ قَالَ : يَسِيلُ مِنْ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=16مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ هُوَ الْقَيْحُ وَالدَّمُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ قَالَ : أَنْوَاعُ الْعَذَابِ ، وَلَيْسَ مِنْهَا نَوْعٌ إِلَّا الْمَوْتُ يَأْتِيهِ مِنْهُ لَوْ كَانَ يَمُوتُ ، وَلَكِنَّهُ لَا يَمُوتُ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=36لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا [ فَاطِرٍ : 36 ] .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ قَالَ : مِنْ كُلِّ عَظْمٍ وَعِرْقٍ وَعَصَبٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12402إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ : مِنْ مَوْضِعِ كُلِّ شَعْرَةٍ فِي جَسَدِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ قَالَ : الْخُلُودُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14919الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=17وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ قَالَ : حَبْسُ الْأَنْفَاسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ الْآيَةَ قَالَ : مَثَلُ الَّذِينَ عَبَدُوا غَيْرَهُ فَأَعْمَالُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِهِمْ يَنْفَعُهُمْ كَمَا لَا يُقْدَرُ عَلَى الرَّمَادِ إِذَا أُرْسِلَ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ .