nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=28989_28902ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا .
لما ذكر سبحانه افتخار الكفرة على فقراء المسلمين بأموالهم وعشائرهم وأجابهم عن ذلك وضرب لهم الأمثلة الواضحة ، حكى بعض أهوال الآخرة فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54ولقد صرفنا ) أي : كررنا ورددنا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54في هذا القرآن للناس أي : لأجلهم ولرعاية مصلحتهم ومنفعتهم من كل مثل من الأمثال التي من جملتها الأمثال المذكورة في هذه السورة ، وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة بني إسرائيل ، وحيث لم يترك الكفار ما هم فيه من الجدال بالباطل ، ختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وكان الإنسان أكثر شيء جدلا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المراد بالإنسان الكافر ، واستدل على أن المراد الكافر بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56ويجادل الذين كفروا بالباطل وقيل : المراد به في الآية
النضر بن الحارث ، والظاهر العموم وأن هذا النوع أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدال جدلا ، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث
علي nindex.php?page=hadith&LINKID=1020727أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - طرقه وفاطمة ليلا ، فقال : ألا تصليان ؟ فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته يضرب فخذه ويقول : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وكان الإنسان أكثر شيء جدلا وانتصاب ( جدلا ) على التمييز .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين قد تقدم الكلام على مثل هذا في سورة بني إسرائيل ، وذكرنا أن ( أن ) الأولى في محل نصب ، والثانية في محل رفع ، والهدى القرآن
ومحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والناس هنا هم أهل
مكة ، والمعنى على حذف مضاف أي : ما منع الناس من الإيمان والاستغفار إلا طلب إتيان سنة الأولين ، أو انتظار إتيان سنة الأولين ، وزاد الاستغفار في هذه السورة ؛ لأنه قد ذكر هنا ما فرط منهم من الذنوب التي من جملتها جدالهم بالباطل ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55سنة الأولين ) هو أنهم إذا لم يؤمنوا عذبوا عذاب الاستئصال .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : سنتهم هو قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32إن كان هذا هو الحق من عندك [ الأنفال : 32 ] الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55أو يأتيهم العذاب أي : عذاب الآخرة ( قبلا ) قال
الفراء : إن قبلا جمع قبيل أي : متفرقا يتلو بعضه بعضا ، وقيل : عيانا ، وقيل : فجأة .
ويناسب ما قاله
الفراء قراءة
أبي جعفر وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب وخلف ( قبلا ) بضمتين فإنه جمع قبيل ، نحو سبيل وسبل ، والمراد أصناف العذاب ، ويناسب التفسير الثاني أي : عيانا ،
[ ص: 866 ] قراءة الباقين بكسر القاف وفتح الباء أي : مقابلة ومعاينة ، وقرئ بفتحتين على معنى أو يأتيهم العذاب مستقبلا ، وانتصابه على الحال .
فحاصل معنى الآية : أنهم لا يؤمنون ولا يستغفرون إلا عند نزول عذاب الدنيا المستأصل لهم ، أو عند إتيان أصناف عذاب الآخرة أو معاينته .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وما نرسل المرسلين من رسلنا إلى الأمم إلا حال كونهم
nindex.php?page=treesubj&link=32026مبشرين للمؤمنين ومنذرين للكافرين ، فالاستثناء مفرغ من أعم العام ، وقد تقدم تفسير هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق أي : ليزيلوا بالجدال بالباطل الحق ويبطلوه وأصل الدحض الزلق ، يقال : دحضت رجله أي : زلقت تدحض دحضا ، ودحضت الشمس عن كبد السماء : زالت ، ودحضت حجته دحوضا : بطلت ، ومن ذلك قول
طرفة :
أبا منذر رمت الوفاء فهبته وحدت كما حاد البعير عن الدحض
ومن مجادلة هؤلاء الكفار بالباطل قولهم للرسل :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15ما أنتم إلا بشر مثلنا [ يس : 15 ] ونحو ذلك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56واتخذوا آياتي ) أي : القرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وما أنذروا ) به من الوعيد والتهديد ( هزوا ) أي : لعبا وباطلا ، وقد تقدم هذا في البقرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها أي : لا أحد أظلم لنفسه ممن وعظ بآيات ربه التنزيلية أو التكوينية أو مجموعهما فتهاون بها وأعرض عن قبولها ، ولم يتدبرها حق التدبر ويتفكر فيها حق التفكر
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57ونسي ما قدمت يداه من الكفر والمعاصي ، فلم يتب عنها .
قيل والنسيان هنا بمعنى الترك ، وقيل : هو على حقيقته
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه أي : أغطية ، والأكنة جمع كنان ، والجملة تعليل لإعراضهم ونسيانهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أخبر الله سبحانه أن هؤلاء طبع على قلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وفي آذانهم وقرا أي : وجعلنا في آذانهم ثقلا يمنع من استماعه ، وقد تقدم تفسير هذا في الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا لأن الله قد طبع على قلوبهم بسبب كفرهم ومعاصيهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58وربك الغفور ذو الرحمة أي : كثير المغفرة ،
nindex.php?page=treesubj&link=29693وصاحب الرحمة التي وسعت كل شيء فلم يعاجلهم بالعقوبة ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لو يؤاخذهم بما كسبوا أي بسبب ما كسبوه من المعاصي التي من جملتها الكفر والمجادلة والإعراض
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لعجل لهم العذاب لاستحقاقهم لذلك ( بل ) جعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لهم موعد ) أي : أجل مقدر لعذابهم ، قيل : هو عذاب الآخرة ، وقيل : يوم بدر
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لن يجدوا من دونه موئلا أي : ملجأ يلجأون إليه .
وقال
أبو عبيدة : منجا ، وقيل : محيصا ، ومنه قول الشاعر :
لا وألت نفسك خليتها للعامريين ولم تكلم
وقال
الأعشى :
وقد أخالس رب البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل
أي : ما ينجو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وتلك القرى ) أي : قرى عاد وثمود وأمثالها ( أهلكناهم ) هذا خبر اسم الإشارة والقرى صفته ، والكلام على حذف مضاف أي : أهل القرى أهلكناهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59لما ظلموا ) أي : وقت وقوع الظلم منهم بالكفر والمعاصي
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وجعلنا لمهلكهم موعدا أي : وقتا معينا ، وقرأ
عاصم ( مهلكهم ) بفتح الميم واللام ، وهو مصدر هلك ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء كسر اللام وفتح الميم ، وبذلك قرأ
حفص ، وقرأ الجمهور بضم الميم وفتح اللام .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ( مهلك ) اسم للزمان ، والتقدير : لوقت مهلكهم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55إلا أن تأتيهم سنة الأولين قال : عقوبة الأولين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش في قوله : ( قبلا ) قال : جهارا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد قال : فجأة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57ونسي ما قدمت يداه قال : نسي ما سلف من الذنوب الكثيرة .
وأخرج أيضا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58بما كسبوا ) يقول : بما عملوا .
وأخرج
ابن حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58بل لهم موعد قال : الموعد يوم القيامة .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق
علي بن أبي طلحة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : ( موئلا ) قال : ملجأ ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد ( موئلا ) قال : محرزا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54nindex.php?page=treesubj&link=28989_28902وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا .
لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ افْتِخَارَ الْكَفَرَةِ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ وَأَجَابَهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَضَرَبَ لَهُمُ الْأَمْثِلَةَ الْوَاضِحَةَ ، حَكَى بَعْضَ أَهْوَالِ الْآخِرَةِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وَلَقَدْ صَرَّفْنَا ) أَيْ : كَرَّرْنَا وَرَدَّدْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ أَيْ : لِأَجْلِهِمْ وَلِرِعَايَةِ مَصْلَحَتِهِمْ وَمَنْفَعَتِهِمْ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ مِنَ الْأَمْثَالِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الْأَمْثَالُ الْمَذْكُورَةُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَحَيْثُ لَمْ يَتْرُكِ الْكُفَّارُ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْجِدَالِ بِالْبَاطِلِ ، خَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ الْكَافِرُ ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْكَافِرُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهِ فِي الْآيَةِ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَالظَّاهِرُ الْعُمُومُ وَأَنَّ هَذَا النَّوْعَ أَكْثَرُ الْأَشْيَاءِ الَّتِي يَتَأَتَّى مِنْهَا الْجِدَالُ جَدَلًا ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ
عَلِيٍّ nindex.php?page=hadith&LINKID=1020727أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ لَيْلًا ، فَقَالَ : أَلَا تُصَلِّيَانِ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا . فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ وَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَضْرِبُ فَخْذَهُ وَيَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا وَانْتِصَابُ ( جَدَلًا ) عَلَى التَّمْيِيزِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مِثْلِ هَذَا فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَذَكَرْنَا أَنَّ ( أَنْ ) الْأُولَى فِي مَحَلِّ نَصْبٍ ، وَالثَّانِيَةَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ ، وَالْهُدَى الْقُرْآنُ
وَمُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَالنَّاسُ هُنَا هُمْ أَهْلُ
مَكَّةَ ، وَالْمَعْنَى عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ : مَا مَنَعَ النَّاسَ مِنَ الْإِيمَانِ وَالِاسْتِغْفَارِ إِلَّا طَلَبُ إِتْيَانِ سُنَّةِ الْأَوَّلِينَ ، أَوِ انْتِظَارُ إِتْيَانِ سُنَّةِ الْأَوَّلِينَ ، وَزَادَ الِاسْتِغْفَارَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ هُنَا مَا فَرَطَ مِنْهُمْ مَنِ الذُّنُوبِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا جِدَالُهُمْ بِالْبَاطِلِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ) هُوَ أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُؤْمِنُوا عُذِّبُوا عَذَابَ الِاسْتِئْصَالِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : سُنَّتُهُمُ هُوَ قَوْلُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [ الْأَنْفَالِ : 32 ] الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ أَيْ : عَذَابُ الْآخِرَةِ ( قُبُلًا ) قَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّ قُبُلًا جَمْعُ قَبِيْلٍ أَيْ : مُتَفَرِّقًا يَتْلُو بَعْضُهُ بَعْضًا ، وَقِيلَ : عِيَانًا ، وَقِيلَ : فَجْأَةً .
وَيُنَاسِبُ مَا قَالَهُ
الْفَرَّاءُ قِرَاءَةُ
أَبِي جَعْفَرٍ وَعَاصِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ وَحَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ وَخَلَفٍ ( قُبُلًا ) بِضَمَّتَيْنِ فَإِنَّهُ جَمْعُ قَبَيْلٍ ، نَحْوُ سَبِيلٍ وَسُبُلٍ ، وَالْمُرَادُ أَصْنَافُ الْعَذَابِ ، وَيُنَاسِبُ التَّفْسِيرَ الثَّانِيَ أَيْ : عِيَانًا ،
[ ص: 866 ] قِرَاءَةُ الْبَاقِينَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ أَيْ : مُقَابَلَةً وَمُعَايَنَةً ، وَقُرِئَ بِفَتْحَتَيْنِ عَلَى مَعْنَى أَوْ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ مُسْتَقْبَلًا ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ .
فَحَاصِلُ مَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَا يَسْتَغْفِرُونَ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ عَذَابِ الدُّنْيَا الْمُسْتَأْصِلِ لَهُمْ ، أَوْ عِنْدَ إِتْيَانِ أَصْنَافِ عَذَابِ الْآخِرَةِ أَوْ مُعَايَنَتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ رُسُلِنَا إِلَى الْأُمَمِ إِلَّا حَالَ كَوْنِهِمْ
nindex.php?page=treesubj&link=32026مُبَشِّرِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَمُنْذِرِينَ لِلْكَافِرِينَ ، فَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ مِنْ أَعَمِّ الْعَامِّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ أَيْ : لِيُزِيلُوا بِالْجِدَالِ بِالْبَاطِلِ الْحَقَّ وَيُبْطِلُوهُ وَأَصْلُ الدَّحْضِ الزَّلَقُ ، يُقَالُ : دَحَضَتْ رِجْلُهُ أَيْ : زَلِقَتْ تَدْحَضُ دَحْضًا ، وَدَحَضَتِ الشَّمْسُ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ : زَالَتْ ، وَدَحَضَتْ حُجَّتُهُ دُحُوضًا : بَطَلَتْ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
طَرَفَةَ :
أَبَا مُنْذِرٍ رُمْتَ الْوَفَاءَ فَهِبْتَهُ وَحِدْتَ كَمَا حَادَ الْبَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ
وَمِنْ مُجَادَلَةِ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ بِالْبَاطِلِ قَوْلُهُمْ لِلرُّسُلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا [ يس : 15 ] وَنَحْوَ ذَلِكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وَاتَّخَذُوا آيَاتِي ) أَيْ : الْقُرْآنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=56وَمَا أُنْذِرُوا ) بِهِ مِنَ الْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ ( هُزُوًا ) أَيْ : لَعِبًا وَبَاطِلًا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا فِي الْبَقَرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا أَيْ : لَا أَحَدَ أَظْلَمُ لِنَفْسِهِ مِمَّنْ وُعِظَ بِآيَاتِ رَبِّهِ التَّنْزِيلِيَّةِ أَوِ التَّكْوِينِيَّةِ أَوْ مَجْمُوعِهِمَا فَتَهَاوَنَ بِهَا وَأَعْرَضَ عَنْ قَبُولِهَا ، وَلَمْ يَتَدَبَّرْهَا حَقَّ التَّدَبُّرِ وَيَتَفَكَّرْ فِيهَا حَقَّ التَّفَكُّرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي ، فَلَمْ يَتُبْ عَنْهَا .
قِيلَ وَالنِّسْيَانُ هُنَا بِمَعْنَى التَّرْكِ ، وَقِيلَ : هُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ أَيْ : أَغْطِيَةً ، وَالْأَكِنَّةُ جَمْعُ كِنَانٍ ، وَالْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِإِعْرَاضِهِمْ وَنِسْيَانِهِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ طُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا أَيْ : وَجَعَلْنَا فِي آذَانِهِمْ ثِقَلًا يَمْنَعُ مِنِ اسْتِمَاعِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ وَمَعَاصِيهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ أَيْ : كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29693وَصَاحِبُ الرَّحْمَةِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَلَمْ يُعَاجِلْهُمْ بِالْعُقُوبَةِ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَيْ بِسَبَبِ مَا كَسَبُوهُ مِنَ الْمَعَاصِي الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الْكُفْرُ وَالْمُجَادَلَةُ وَالْإِعْرَاضُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ لِاسْتِحْقَاقِهِمْ لِذَلِكَ ( بَلْ ) جُعِلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لَهُمْ مَوْعِدٌ ) أَيْ : أَجَلٌ مُقَدَّرٌ لِعَذَابِهِمْ ، قِيلَ : هُوَ عَذَابُ الْآخِرَةِ ، وَقِيلَ : يَوْمُ بَدْرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا أَيْ : مَلْجَأً يَلْجَأُونَ إِلَيْهِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : مَنْجًا ، وَقِيلَ : مَحِيصًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لا وَأَلَتْ نَفْسُكِ خَلِيَّتِهَا لِلْعَامِرِيِّينَ وَلَمْ تُكْلَمِ
وَقَالَ
الْأَعْشَى :
وَقَدْ أُخَالِسُ رَبَّ الْبَيْتِ غَفْلَتَهُ وَقَدْ يُحَاذِرُ مِنِّي ثَمَّ مَا يَئِلُ
أَيْ : مَا يَنْجُو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وَتِلْكَ الْقُرَى ) أَيْ : قُرَى عَادٍ وَثَمُودٍ وَأَمْثَالُهَا ( أَهْلَكْنَاهُمْ ) هَذَا خَبَرُ اسْمِ الْإِشَارَةِ وَالْقُرَى صِفَتُهُ ، وَالْكَلَامُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ : أَهْلُ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59لَمَّا ظَلَمُوا ) أَيْ : وَقْتَ وُقُوعِ الظُّلْمِ مِنْهُمْ بِالْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا أَيْ : وَقْتًا مُعَيَّنًا ، وَقَرَأَ
عَاصِمٌ ( مَهْلَكِهِمْ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَاللَّامِ ، وَهُوَ مَصْدَرُ هَلَكَ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ كَسْرَ اللَّامِ وَفَتْحَ الْمِيمِ ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ
حَفْصٌ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : ( مَهْلِكٌ ) اسْمٌ لِلزَّمَانِ ، وَالتَّقْدِيرُ : لِوَقْتِ مَهْلِكِهِمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ قَالَ : عُقُوبَةُ الْأَوَّلِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ فِي قَوْلِهِ : ( قُبُلًا ) قَالَ : جَهَارًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : فَجْأَةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ قَالَ : نَسِيَ مَا سَلَفَ مِنَ الذُّنُوبِ الْكَثِيرَةِ .
وَأَخْرَجَ أَيْضًا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58بِمَا كَسَبُوا ) يَقُولُ : بِمَا عَمِلُوا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ قَالَ : الْمَوْعِدُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : ( مَوْئِلًا ) قَالَ : مَلْجَأً ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ( مَوْئِلًا ) قَالَ : مَحْرَزًا .