nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=28994_33953_32016_28666ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قال رب انصرني بما كذبون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات لما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قال رب انصرني بما كذبون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قال عما قليل ليصبحن نادمين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين .
لما ذكر سبحانه الفلك أتبعه بذكر
نوح ، لأنه أول من صنعه ، وذكر ما صنعه
قوم نوح معه بسبب إهمالهم للتفكر في مخلوقات الله سبحانه والتذكر لنعمه عليهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه وفي ذلك تعزية لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وتسلية له ببيان أن قوم غيره من الأنبياء كانوا يصنعون مع أنبيائهم ما يصنعه قومه معه ، واللام جواب قسم محذوف
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23فقال ياقوم اعبدوا الله أي اعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئا كما يستفاد من الآيات الآخرة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23ما لكم من إله غيره واقعة موقع التعليل لما قبلها ، وارتفاع غيره
[ ص: 982 ] لكونه وصفا لإله على المحل ؛ لأنه مبتدأ خبره لكم أي : ما لكم في الوجود إله غيره سبحانه ، وقرئ بالجر اعتبارا بلفظ إله أفلا تتقون أي أفلا تخافون أن تتركوا عبادة ربكم الذي لا يستحق العبادة غيره ، وليس لكم إله سواه . وقيل : المعنى : أفلا تقون أنفسكم عذابه الذي تقتضيه ذنوبكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فقال الملأ الذين كفروا من قومه أي قال أشراف قومه الذين كفروا به
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم أي من جنسكم في البشرية ، لا فرق بينكم وبينه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24يريد أن يتفضل عليكم أي يطلب الفضل عليكم بأن يسودكم حتى تكونوا تابعين له منقادين لأمره ، ثم صرحوا بأن البشر لا يكون رسولا فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ولو شاء الله لأنزل ملائكة أي لو شاء الله إرسال رسول لأرسل ملائكة ، وإنما عبر بالإنزال عن الإرسال ؛ لأن إرسالهم إلى العباد يستلزم نزولهم إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين أي بمثل دعوى هذا المدعي للنبوة من البشر ، أو بمثل كلامه ، وهو الأمر بعبادة الله وحده أو ما سمعنا ببشر يدعي هذه الدعوى في آبائنا الأولين أي : في الأمم الماضية قبل هذا .
وقيل : الباء في بهذا زائدة أي : ما سمعنا هذا كائنا في الماضين ، قالوا هذا اعتمادا منهم على التقليد واعتصاما بحبله . ولم يقنعوا بذلك حتى ضموا إليه الكذب البحت ، والبهت الصراح فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إن هو إلا رجل به جنة أي جنون لا يدري ما يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25فتربصوا به حتى حين أي انتظروا به حتى يستبين أمره ، بأن يفيق من جنونه فيترك هذه الدعوى ، أو حتى يموت فتستريحوا منه .
قال
الفراء : ليس يريد بالحين هنا وقتا بعينه إنما هو كقولهم : دعه إلى يوم ما ، فلما سمع عليه الصلاة والسلام كلامهم وعرف تماديهم على الكفر وإصرارهم عليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قال رب انصرني عليهم فانتقم منهم بما تشاء وكيف تريد ، والباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39بما كذبون للسببية أي : بسبب تكذيبهم إياي .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فأوحينا إليه عند ذلك أي أرسلنا إليه رسولا من السماء
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27أن اصنع الفلك وأن هي مفسرة لما في الوحي من معنى القول بأعيننا أي متلبسا بحفظنا وكلاءتنا ، وقد تقدم بيان هذا في هود .
ومعنى ووحينا أمرنا لك وتعليمنا إياك لكيفية صنعها ، والفاء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فإذا جاء أمرنا لترتيب ما بعدها على ما قبلها من صنع الفلك ، والمراد بالأمر العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وفار التنور معطوف على الجملة التي قبله عطف النسق ، وقيل : عطف البيان أي : إن مجيء الأمر هو فور التنور أي : تنور
آدم الصائر إلى
نوح أي : إذا وقع ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فاسلك فيها من كل زوجين اثنين أي ادخل فيها ، يقال سلكه في كذا أدخله ، وأسلكته أدخلته .
قرأ
حفص من كل بالتنوين ، وقرأ الباقون بالإضافة ، ومعنى القراءة الأولى من كل أمة زوجين ، ومعنى الثانية من كل زوجين ، وهما أمة الذكر والأنثى اثنين ، وانتاب أهلك بفعل معطوف على فاسلك ، لا بالعطف على زوجين ، أو على اثنين على القراءتين لأدائه إلى اختلاف المعنى أي : واسلك أهلك
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إلا من سبق عليه القول منهم أي القول بإهلاكهم منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27ولا تخاطبني في الذين ظلموا بالدعاء لهم بإنجائهم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إنهم مغرقون تعليل للنهي عن المخاطبة أي : إنهم مقضي عليهم بالإغراق لظلمهم ، ومن كان هكذا فهو لا يستحق الدعاء له .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فإذا استويت أي علوت
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28أنت ومن معك من أهلك وأتباعك
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28على الفلك راكبين عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين أي حال بيننا وبينهم ، وخلصنا منهم ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=45فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين [ الأنعام : 45 ] .
وقد تقدم تفسير هذه القصة في سورة هود على التمام والكمال ، وإنما جعل استواءهم على السفينة نجاة من الغرق جزما ؛ لأنه قد سبق في علمه أن ذلك سبب نجاتهم من الظلمة ، وسلامتهم من أن يصابوا بما أصيبوا به من العذاب .
ثم أمره أن يسأل ربه ما هو أنفع له وأتم فائدة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وقل رب أنزلني منزلا مباركا أي أنزلني في السفينة .
قرأ الجمهور منزلا بضم الميم وفتح الزاي على أنه مصدر . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش وأبو بكر عن
عاصم والمفضل بفتح الميم وكسر الزاي على أنه اسم مكان .
فعلى القراءة الأولى : أنزلني إنزالا مباركا ، وعلى القراءة الثانية : أنزلني مكانا مباركا . قال
الجوهري : والمنزل بفتح الميم والزاي النزول ، وهو الحلول ، تقول نزلت نزولا ومنزلا .
قال الشاعر :
أإن ذكرتك الدار منزلها جمل بكيت فدمع العين منحدر سجل
بنصب منزلها ؛ لأنه مصدر ، قيل أمره الله سبحانه بأن يقول هذا القول عند دخوله السفينة ، وقيل : عند خروجه منها ، والآية تعليم من الله لعباده إذا ركبوا ثم نزلوا أن يقولوا هذا القول
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وأنت خير المنزلين هذا ثناء منه على الله - عز وجل - إثر دعائه له .
قال
الواحدي : قال المفسرون : إنه أمر أن يقول عند استوائه على الفلك : الحمد لله ، وعند نزوله منها :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29رب أنزلني منزلا مباركا .
والإشارة بقوله : إن في ذلك إلى ما تقدم مما قصه الله علينا من أمر
نوح عليه السلام والآيات الدلالات على كمال قدرته سبحانه ، والعلامات التي يستدل بها على عظيم شأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30وإن كنا لمبتلين أي لمختبرين لهم بإرسال الرسل إليهم ، ليظهر المطيع والعاصي للناس أو الملائكة . وقيل : المعنى : إنه يعاملهم سبحانه معاملة المختبر لأحوالهم ، تارة بالإرسال ، وتارة بالعذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين أي من بعد إهلاكهم . قال أكثر المفسرين : إن هؤلاء الذين أنشأهم الله بعدهم هم عاد قوم هود ، لمجيء قصتهم على إثر قصة
نوح في غير هذا الموضع ، ولقوله في الأعراف
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=69واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح [ الأعراف : 69 ] وقيل : هم
ثمود لأنهم الذين أهلكوا بالصيحة . وقد قال سبحانه في هذه القصة
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=73فأخذتهم الصيحة [ الحجر : 73 و 83 ] وقيل : هم أصحاب
مدين قوم
شعيب لأنهم ممن أهلك بالصيحة .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فأرسلنا فيهم رسولا عدي فعل الإرسال بفي مع أنه يتعدى بإلى ، للدلالة
[ ص: 983 ] على أن هذا الرسول المرسل إليهم نشأ فيهم بين أظهرهم ، يعرفون مكانه ومولده ؛ ليكون سكونهم إلى قوله أكثر من سكونهم إلى من يأتيهم من غير مكانهم .
وقيل : وجه التعدية للفعل المذكور بفي أنه ضمن معنى القول أي : قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا الله ولهذا جيء بأن المفسرة . والأول أولى ؛ لأن تضمين أرسلنا معنى قلنا لا يستلزم تعديته بفي ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32ما لكم من إله غيره تعليل للأمر بالعبادة أفلا تتقون عذابه الذي يقتضيه شرككم .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ من قومه أي أشرافهم وقادتهم . ثم وصف الملأ بالكفر والتكذيب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة أي كذبوا بما في الآخرة من الحساب والعقاب ، أو كذبوا بالبعث وأترفناهم أي وسعنا لهم نعم الدنيا فبطروا بسبب ما صاروا فيه في الحياة الدنيا من كثرة الأموال ورفاهة العيش
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم أي قال الملأ لقومهم هذا القول ، وصفوه بمساواتهم في البشرية ، وفي الأكل
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مما تأكلون منه والشرب مما تشربون منه ، وذلك يستلزم عندهم أنه لا فضل له عليهم .
قال
الفراء : إن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ويشرب مما تشربون على حذف منه أي : مما تشربون منه ، وقيل : إن ما مصدرية ، فلا تحتاج إلى عائد .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم فيما ذكر من الأوصاف
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إنكم إذا لخاسرون أي مغبونون بترككم آلهتكم واتباعكم إياه من غير فضيلة له عليكم .
والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم للإنكار ، والجملة مستأنفة مقررة لما قبلها من تقبيح اتباعهم له . قرئ بكسر الميم من متم ، من مات يمات كخاف يخاف . وقرئ بضمها من مات يموت : كقال يقول
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35وكنتم ترابا وعظاما أي كان بعض أجزائكم ترابا ، وبعضها عظاما نخرة لا لحم فيها ولا أعصاب عليها ، قيل وتقديم التراب لكونه أبعد في عقولهم . وقيل : المعنى : كان متقدموكم ترابا ، ومتأخروكم عظاما
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أنكم مخرجون أي من قبوركم أحياء كما كنتم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : أن الأولى في موضع نصب بوقوع أيعدكم عليها ، وأن الثانية بدل منها .
وقال
الفراء والجرمي nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد : إن أن الثانية مكررة للتوكيد ، وحسن تكريرها لطول الكلام ، وبمثله قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
وقال
الأخفش : أن الثانية في محل رفع بفعل مضمر أي : يحدث إخراجكم كما تقول : اليوم القتال ، فالمعنى : اليوم يحدث القتال .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات لما توعدون أي بعد ما توعدون ، أو بعيد ما توعدون ، والتكرير للتأكيد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وفي هيهات عشر لغات ثم سردها ، وهي مبينة في علم النحو .
وقد قرئ ببعضها ، واللام في لما توعدون لبيان المستبعد كما في قوله : هيت لك كأنه قيل : لماذا هذا الاستبعاد ؟ فقيل : لما توعدون .
والمعنى : بعد إخراجكم للوعد الذي توعدون ، هذا على أن هيهات اسم فعل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو في تقدير المصدر أي : البعد لما توعدون ، أو بعد لما توعدون على قراءة من نون فتكون على هذا مبتدأ خبره لما توعدون .
ثم بين سبحانه إترافهم بأنهم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا أي ما الحياة إلا حياتنا الدنيا ، لا الحياة الآخرة التي تعدنا بها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37نموت ونحيا مفسرة لما ادعوه من قصرهم حياتهم على حياة الدنيا . ثم صرحوا بنفي البعث ، وأن الوعد به منه افتراء على الله فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا أي ما هو فيما يدعيه إلا مفتر للكذب على الله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38وما نحن له بمؤمنين أي بمصدقين له فيما يقوله .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قال رب انصرني أي قال نبيهم لما علم بأنهم لا يصدقونه ألبتة : رب انصرني عليهم وانتقم لي منهم بسبب تكذيبهم إياي .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قال عما قليل ليصبحن نادمين أي قال الله سبحانه مجيبا لدعائه واعدا له بالقبول لما دعا به : عما قليل من الزمان ليصبحن نادمين على ما وقع منهم من التكذيب والعناد والإصرار على الكفر ، وما في عما قليل مزيدة بين الجار والمجرور للتوكيد لقلة الزمان كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فبما رحمة من الله [ آل عمران : 159 ] . ثم أخبر سبحانه بأنها أخذتهم الصيحة وحاق بهم عذابه ونزل عليهم سخطه .
قال المفسرون : صاح بهم
جبريل صيحة واحدة مع الريح التي أهلكهم الله بها فماتوا جميعا . وقيل : الصيحة : هي نفس العذاب الذي نزل بهم ، ومنه قول الشاعر :
صاح الزمان بآل برمك صيحة خروا لشدتها على الأذقان
والباء في بالحق متعلق بالأخذ ، ثم أخبر سبحانه عما صاروا إليه بعد العذاب النازل بهم . فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فجعلناهم غثاء أي كغثاء السيل الذي يحمله : والغثاء ما يحمل السيل من بالي الشجر والحشيش والقصب ونحو ذلك مما يحمله على ظاهر الماء . والمعنى : صيرهم هلكى فيبسوا كما يبس الغثاء
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فبعدا للقوم الظالمين انتصاب بعدا على المصدرية وهو من المصادر التي لا يذكر فعلها معها أي : بعدوا بعدا ، واللام لبيان من قيل له ذلك .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فاسلك فيها يقول : اجعل معك في السفينة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27من كل زوجين اثنين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وقل رب أنزلني منزلا مباركا قال
لنوح حين أنزل من السفينة .
وأخرج هؤلاء عن
قتادة في الآية قال : يعلمكم سبحانه كيف تقولون إذا ركبتم ، وكيف تقولون إذا نزلتم .
أما
nindex.php?page=treesubj&link=17783عند الركوب ف nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون [ الزخرف : 13 - 14 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم [ هود : 41 ] ،
nindex.php?page=treesubj&link=17779وعند النزول nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
أبي مالك في قوله : قرنا قال : أمة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير و ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات قال : بعيد بعيد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فجعلناهم غثاء قال : جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=28994_33953_32016_28666وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=26قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ الْفُلْكَ أَتْبَعَهُ بِذِكْرِ
نُوحٍ ، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ صَنَعَهُ ، وَذَكَرَ مَا صَنَعَهُ
قَوْمُ نُوحٍ مَعَهُ بِسَبَبِ إِهْمَالِهِمْ لِلتَّفَكُّرِ فِي مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَالتَّذَكُّرِ لِنِعَمِهِ عَلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ وَفِي ذَلِكَ تَعْزِيَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَتَسْلِيَةٌ لَهُ بِبَيَانِ أَنَّ قَوْمَ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَانُوا يَصْنَعُونَ مَعَ أَنْبِيَائِهِمْ مَا يَصْنَعُهُ قَوْمُهُ مَعَهُ ، وَاللَّامُ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ أَيِ اعْبُدُوهُ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا كَمَا يُسْتَفَادُ مِنَ الْآيَاتِ الْآخِرَةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ التَّعْلِيلِ لِمَا قَبْلَهَا ، وَارْتِفَاعُ غَيْرِهِ
[ ص: 982 ] لِكَوْنِهِ وَصْفًا لِإِلَهٍ عَلَى الْمَحَلِّ ؛ لِأَنَّهُ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ لَكُمْ أَيْ : مَا لَكُمْ فِي الْوُجُودِ إِلَهٌ غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ ، وَقُرِئَ بِالْجَرِّ اعْتِبَارًا بِلَفْظِ إِلَهٍ أَفَلَا تَتَّقُونَ أَيْ أَفَلَا تَخَافُونَ أَنْ تَتْرُكُوا عِبَادَةَ رَبِّكُمُ الَّذِي لَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ غَيْرُهُ ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَهٌ سِوَاهُ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَفَلَا تَقُونَ أَنْفُسَكُمْ عَذَابَهُ الَّذِي تَقْتَضِيهِ ذُنُوبُكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ أَيْ قَالَ أَشْرَافُ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَيْ مِنْ جِنْسِكُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ ، لَا فَرْقَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ أَيْ يَطْلَبُ الْفَضْلَ عَلَيْكُمْ بِأَنْ يَسُودَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا تَابِعِينَ لَهُ مُنْقَادِينَ لِأَمْرِهِ ، ثُمَّ صَرَّحُوا بِأَنَّ الْبَشَرَ لَا يَكُونُ رَسُولًا فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً أَيْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ إِرْسَالَ رَسُولٍ لَأَرْسَلَ مَلَائِكَةً ، وَإِنَّمَا عَبَّرَ بِالْإِنْزَالِ عَنِ الْإِرْسَالِ ؛ لِأَنَّ إِرْسَالَهُمْ إِلَى الْعِبَادِ يَسْتَلْزِمُ نُزُولَهُمْ إِلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ أَيْ بِمِثْلِ دَعْوَى هَذَا الْمُدَّعِي لِلنُّبُوَّةِ مِنَ الْبَشَرِ ، أَوْ بِمِثْلِ كَلَامِهِ ، وَهُوَ الْأَمْرُ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ أَوْ مَا سَمِعْنَا بِبَشَرٍ يَدَّعِي هَذِهِ الدَّعْوَى فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ أَيْ : فِي الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ قَبْلَ هَذَا .
وَقِيلَ : الْبَاءُ فِي بِهَذَا زَائِدَةٌ أَيْ : مَا سَمِعْنَا هَذَا كَائِنًا فِي الْمَاضِينَ ، قَالُوا هَذَا اعْتِمَادًا مِنْهُمْ عَلَى التَّقْلِيدِ وَاعْتِصَامًا بِحَبْلِهِ . وَلَمْ يَقْنَعُوا بِذَلِكَ حَتَّى ضَمُّوا إِلَيْهِ الْكَذِبَ الْبَحْتَ ، وَالْبَهْتَ الصُّرَاحَ فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ أَيْ جُنُونٌ لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=25فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ أَيِ انْتَظِرُوا بِهِ حَتَّى يَسْتَبِينَ أَمْرُهُ ، بِأَنْ يَفِيقَ مِنْ جُنُونِهِ فَيَتْرُكَ هَذِهِ الدَّعْوَى ، أَوْ حَتَّى يَمُوتَ فَتَسْتَرِيحُوا مِنْهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : لَيْسَ يُرِيدُ بِالْحِينِ هُنَا وَقْتًا بِعَيْنِهِ إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِهِمْ : دَعْهُ إِلَى يَوْمٍ مَا ، فَلَمَّا سَمِعَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَلَامَهُمْ وَعَرِفَ تَمَادِيَهِمْ عَلَى الْكُفْرِ وَإِصْرَارَهُمْ عَلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَيْهِمْ فَانْتَقِمْ مِنْهُمْ بِمَا تَشَاءُ وَكَيْفَ تُرِيدُ ، وَالْبَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39بِمَا كَذَّبُونِ لِلسَّبَبِيَّةِ أَيْ : بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّايَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ عِنْدَ ذَلِكَ أَيْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ رَسُولًا مِنَ السَّمَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ وَأَنْ هِيَ مُفَسِّرَةٌ لِمَا فِي الْوَحْيِ مِنْ مَعْنَى الْقَوْلِ بِأَعْيُنِنَا أَيْ مُتَلَبِّسًا بِحِفْظِنَا وَكَلَاءَتِنَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا فِي هُودٍ .
وَمَعْنَى وَوَحْيِنَا أَمْرِنَا لَكَ وَتَعْلِيمِنَا إِيَّاكَ لِكَيْفِيَّةِ صُنْعِهَا ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا مِنْ صُنْعِ الْفُلْكِ ، وَالْمُرَادُ بِالْأَمْرِ الْعَذَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وَفَارَ التَّنُّورُ مَعْطُوفٌ عَلَى الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهُ عَطْفَ النَّسَقِ ، وَقِيلَ : عَطْفَ الْبَيَانِ أَيْ : إِنَّ مَجِيءَ الْأَمْرِ هُوَ فَوْرُ التَّنُّورِ أَيْ : تَنُّورِ
آدَمَ الصَّائِرُ إِلَى
نُوحٍ أَيْ : إِذَا وَقَعَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ أَيِ ادْخُلْ فِيهَا ، يُقَالُ سَلَكَهُ فِي كَذَا أَدْخَلَهُ ، وَأَسْلَكْتُهُ أَدْخَلْتُهُ .
قَرَأَ
حَفْصٌ مِنْ كُلٍّ بِالتَّنْوِينِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْإِضَافَةِ ، وَمَعْنَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى مِنْ كُلِّ أُمَّةِ زَوْجَيْنِ ، وَمَعْنَى الثَّانِيَةِ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ ، وَهُمَا أُمَّةُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى اثْنَيْنِ ، وَانْتَابَ أَهْلَكَ بِفِعْلٍ مَعْطُوفٍ عَلَى فَاسْلُكْ ، لَا بِالْعَطْفِ عَلَى زَوْجَيْنِ ، أَوْ عَلَى اثْنَيْنِ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ لِأَدَائِهِ إِلَى اخْتِلَافِ الْمَعْنَى أَيْ : وَاسْلُكْ أَهْلَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ أَيِ الْقَوْلِ بِإِهْلَاكِهِمْ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا بِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِإِنْجَائِهِمْ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ عَنِ الْمُخَاطَبَةِ أَيْ : إِنَّهُمْ مَقْضِيٌّ عَلَيْهِمْ بِالْإِغْرَاقِ لِظُلْمِهِمْ ، وَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ لَا يَسْتَحِقُّ الدُّعَاءَ لَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَيْ عَلَوْتَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنْ أَهْلِكَ وَأَتْبَاعِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28عَلَى الْفُلْكِ رَاكِبِينَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=28فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أَيْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ، وَخَلَّصَنَا مِنْهُمْ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=45فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [ الْأَنْعَامِ : 45 ] .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي سُورَةِ هُودٍ عَلَى التَّمَامِ وَالْكَمَالِ ، وَإِنَّمَا جَعَلَ اسْتِوَاءَهُمْ عَلَى السَّفِينَةِ نَجَاةً مِنَ الْغَرَقِ جَزْمًا ؛ لِأَنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّ ذَلِكَ سَبَبُ نَجَاتِهِمْ مِنَ الظَّلَمَةِ ، وَسَلَامَتِهِمْ مِنْ أَنْ يُصَابُوا بِمَا أُصِيبُوا بِهِ مِنَ الْعَذَابِ .
ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ مَا هُوَ أَنْفَعُ لَهُ وَأَتَمُّ فَائِدَةً فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا أَيْ أَنْزِلْنِي فِي السَّفِينَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ مُنْزَلًا بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الزَّايِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15916زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ وَالْمُفَضَّلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الزَّايِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ مَكَانٍ .
فَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى : أَنْزِلْنِي إِنْزَالًا مُبَارَكًا ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ : أَنْزِلْنِي مَكَانًا مُبَارَكًا . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالْمَنْزَلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالزَّايِ النُّزُولُ ، وَهُوَ الْحُلُولُ ، تَقُولُ نَزَلْتُ نُزُولًا وَمَنْزَلًا .
قَالَ الشَّاعِرُ :
أَإِنْ ذَكَّرَتْكَ الدَّارُ مَنْزِلَهَا جُمْلُ بِكَيْتَ فَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْحَدِرٌ سَجْلُ
بِنَصْبِ مَنْزِلِهَا ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ ، قِيلَ أَمَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِأَنْ يَقُولَ هَذَا الْقَوْلَ عِنْدَ دُخُولِهِ السَّفِينَةَ ، وَقِيلَ : عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْهَا ، وَالْآيَةُ تَعْلِيمٌ مِنَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ إِذَا رَكِبُوا ثُمَّ نَزَلُوا أَنْ يَقُولُوا هَذَا الْقَوْلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ هَذَا ثَنَاءٌ مِنْهُ عَلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِثْرَ دُعَائِهِ لَهُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّهُ أُمِرَ أَنْ يَقُولَ عِنْدَ اسْتِوَائِهِ عَلَى الْفُلْكِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَعِنْدَ نُزُولِهِ مِنْهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : إِنَّ فِي ذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِمَّا قَصَّهُ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالْآيَاتُ الدَّلَالَاتُ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ سُبْحَانَهُ ، وَالْعَلَامَاتُ الَّتِي يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى عَظِيمِ شَأْنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=30وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ أَيْ لَمُخْتَبِرِينَ لَهُمْ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ ، لِيَظْهَرَ الْمُطِيعُ وَالْعَاصِي لِلنَّاسِ أَوِ الْمَلَائِكَةِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّهُ يُعَامِلُهُمْ سُبْحَانَهُ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبِرِ لِأَحْوَالِهِمْ ، تَارَةً بِالْإِرْسَالِ ، وَتَارَةً بِالْعَذَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ أَيْ مِنْ بَعْدِ إِهْلَاكِهِمْ . قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْشَأَهُمُ اللَّهُ بَعْدَهُمْ هُمْ عَادٌ قَوْمُ هُودٍ ، لِمَجِيءِ قِصَّتِهِمْ عَلَى إِثْرِ قِصَّةِ
نُوحٍ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَلِقَوْلِهِ فِي الْأَعْرَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=69وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ [ الْأَعْرَافِ : 69 ] وَقِيلَ : هُمْ
ثَمُودُ لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ أُهْلِكُوا بِالصَّيْحَةِ . وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=73فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ [ الْحِجْرِ : 73 و 83 ] وَقِيلَ : هُمْ أَصْحَابُ
مَدْيَنَ قَوْمُ
شُعَيْبٍ لِأَنَّهُمْ مِمَّنْ أُهْلِكَ بِالصَّيْحَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا عُدِّيَ فِعْلُ الْإِرْسَالِ بِفِي مَعَ أَنَّهُ يَتَعَدَّى بِإِلَى ، لِلدَّلَالَةِ
[ ص: 983 ] عَلَى أَنَّ هَذَا الرَّسُولَ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِمْ نَشَأَ فِيهِمْ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، يَعْرِفُونَ مَكَانَهُ وَمَوْلِدَهُ ؛ لِيَكُونَ سُكُونُهُمْ إِلَى قَوْلِهِ أَكْثَرَ مِنْ سُكُونِهِمْ إِلَى مَنْ يَأْتِيهِمْ مِنْ غَيْرِ مَكَانِهِمْ .
وَقِيلَ : وَجْهُ التَّعْدِيَةِ لِلْفِعْلِ الْمَذْكُورِ بِفِي أَنَّهُ ضُمِّنَ مَعْنَى الْقَوْلِ أَيْ : قُلْنَا لَهُمْ عَلَى لِسَانِ الرَّسُولِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَلِهَذَا جِيءَ بِأَنْ الْمُفَسِّرَةِ . وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ؛ لِأَنَّ تَضْمِينَ أَرْسَلْنَا مَعْنَى قُلْنَا لَا يَسْتَلْزِمُ تَعْدِيَتَهُ بِفِي ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالْعِبَادَةِ أَفَلَا تَتَّقُونَ عَذَابَهُ الَّذِي يَقْتَضِيهِ شِرْكِكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ أَيْ أَشْرَافُهُمْ وَقَادَتُهُمْ . ثُمَّ وَصَفَ الْمَلَأَ بِالْكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ أَيْ كَذَّبُوا بِمَا فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْحِسَابِ وَالْعِقَابِ ، أَوْ كَذَّبُوا بِالْبَعْثِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ أَيْ وَسَّعْنَا لَهُمْ نِعَمَ الدُّنْيَا فَبَطَرُوا بِسَبَبِ مَا صَارُوا فِيهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ كَثْرَةِ الْأَمْوَالِ وَرَفَاهَةِ الْعَيْشِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَيْ قَالَ الْمَلَأُ لِقَوْمِهِمْ هَذَا الْقَوْلَ ، وَصَفُوهُ بِمُسَاوَاتِهِمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ ، وَفِي الْأَكْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَالشُّرْبِ مِمَّا تَشْرَبُونَ مِنْهُ ، وَذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ عِنْدَهُمْ أَنَّهُ لَا فَضْلَ لَهُ عَلَيْهِمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ عَلَى حَذْفِ مِنْهُ أَيْ : مِمَّا تَشْرَبُونَ مِنْهُ ، وَقِيلَ : إِنَّ مَا مَصْدَرِيَّةٌ ، فَلَا تَحْتَاجُ إِلَى عَائِدٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ فِيمَا ذُكِرَ مِنَ الْأَوْصَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ أَيْ مَغْبُونُونَ بِتَرْكِكُمْ آلِهَتَكُمْ وَاتِّبَاعِكُمْ إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ فَضِيلَةٍ لَهُ عَلَيْكُمْ .
وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ لِلْإِنْكَارِ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنْ تَقْبِيحِ اتِّبَاعِهِمْ لَهُ . قُرِئَ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَنْ مِتُّمْ ، مِنْ مَاتَ يَمَاتُ كَخَافَ يَخَافُ . وَقُرِئَ بِضَمِّهَا مِنْ مَاتَ يَمُوتُ : كَقَالَ يَقُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَيْ كَانَ بَعْضُ أَجْزَائِكُمْ تُرَابًا ، وَبَعْضُهَا عِظَامًا نَخِرَةً لَا لَحْمَ فِيهَا وَلَا أَعْصَابَ عَلَيْهَا ، قِيلَ وَتَقْدِيمُ التُّرَابِ لِكَوْنِهِ أَبْعَدَ فِي عُقُولِهِمْ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : كَانَ مُتَقَدِّمُوكُمْ تُرَابًا ، وَمُتَأَخِّرُوكُمْ عِظَامًا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ أَيْ مِنْ قُبُورِكُمْ أَحْيَاءً كَمَا كُنْتُمْ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : أَنَّ الْأُولَى فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِوُقُوعِ أَيَعِدُكُمْ عَلَيْهَا ، وَأَنَّ الثَّانِيَةَ بَدَلٌ مِنْهَا .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ وَالْجَرْمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ : إِنَّ أَنَّ الثَّانِيَةَ مُكَرَّرَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، وَحَسُنَ تَكْرِيرُهَا لِطُولِ الْكَلَامِ ، وَبِمِثْلِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : أَنَّ الثَّانِيَةَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَيْ : يَحْدُثُ إِخْرَاجُكُمْ كَمَا تَقُولُ : الْيَوْمَ الْقِتَالُ ، فَالْمَعْنَى : الْيَوْمَ يَحْدُثُ الْقِتَالُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ أَيْ بَعْدِ مَا تُوعَدُونَ ، أَوْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ، وَالتَّكْرِيرُ لِلتَّأْكِيدِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيُّ : وَفِي هَيْهَاتَ عَشْرُ لُغَاتٍ ثُمَّ سَرَدَهَا ، وَهِيَ مُبَيَّنَةٌ فِي عِلْمِ النَّحْوِ .
وَقَدْ قُرِئَ بِبَعْضِهَا ، وَاللَّامُ فِي لِمَا تُوعَدُونَ لِبَيَانِ الْمُسْتَبْعَدِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : هَيْتَ لَكَ كَأَنَّهُ قِيلَ : لِمَاذَا هَذَا الِاسْتِبْعَادُ ؟ فَقِيلَ : لِمَا تُوعَدُونَ .
وَالْمَعْنَى : بَعْدَ إِخْرَاجِكُمْ لِلْوَعْدِ الَّذِي تُوعَدُونَ ، هَذَا عَلَى أَنَّ هَيْهَاتَ اسْمُ فِعْلٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ فِي تَقْدِيرِ الْمَصْدَرِ أَيِ : الْبُعْدُ لِمَا تُوعَدُونَ ، أَوْ بُعْدٌ لِمَا تُوعَدُونَ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ نَوَّنَ فَتَكُونُ عَلَى هَذَا مُبْتَدَأً خَبَرُهُ لِمَا تُوعَدُونَ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ إِتْرَافَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا أَيْ مَا الْحَيَاةُ إِلَّا حَيَاتَنَا الدُّنْيَا ، لَا الْحَيَاةَ الْآخِرَةَ الَّتِي تَعِدُنَا بِهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37نَمُوتُ وَنَحْيَا مُفَسِّرَةٌ لِمَا ادَّعُوهُ مِنْ قَصْرِهِمْ حَيَاتَهُمْ عَلَى حَيَاةِ الدُّنْيَا . ثُمَّ صَرَّحُوا بِنَفْيِ الْبَعْثِ ، وَأَنَّ الْوَعْدَ بِهِ مِنْهُ افْتِرَاءٌ عَلَى اللَّهِ فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَيْ مَا هُوَ فِيمَا يَدَّعِيهِ إِلَّا مُفْتَرٍ لِلْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ أَيْ بِمُصَدِّقِينَ لَهُ فِيمَا يَقُولُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=39قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي أَيْ قَالَ نَبِيُّهُمْ لَمَّا عَلِمَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصَدِّقُونَهُ أَلْبَتَّةَ : رَبِّ انْصُرْنِي عَلَيْهِمْ وَانْتَقِمْ لِي مِنْهُمْ بِسَبَبِ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّايَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=40قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ أَيْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُجِيبًا لِدُعَائِهِ وَاعِدًا لَهُ بِالْقَبُولِ لِمَا دَعَا بِهِ : عَمَّا قَلِيلٍ مِنَ الزَّمَانِ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُمْ مَنِ التَّكْذِيبِ وَالْعِنَادِ وَالْإِصْرَارِ عَلَى الْكُفْرِ ، وَمَا فِي عَمَّا قَلِيلٌ مَزِيدَةٌ بَيْنَ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ لِلتَّوْكِيدِ لِقِلَّةِ الزَّمَانِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ [ آلِ عِمْرَانِ : 159 ] . ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهَا أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ وَحَاقَ بِهِمْ عَذَابُهُ وَنَزَلَ عَلَيْهِمْ سَخَطُهُ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : صَاحَ بِهِمْ
جِبْرِيلُ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَعَ الرِّيحِ الَّتِي أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ بِهَا فَمَاتُوا جَمِيعًا . وَقِيلَ : الصَّيْحَةُ : هِيَ نَفْسُ الْعَذَابِ الَّذِي نَزَلَ بِهِمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
صَاحَ الزَّمَانُ بِآلِ بَرْمَكَ صَيْحَةً خَرُّوا لِشِدَّتِهَا عَلَى الْأَذْقَانِ
وَالْبَاءُ فِي بِالْحَقِّ مُتَعَلِّقٌ بِالْأَخْذِ ، ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَمَّا صَارُوا إِلَيْهِ بَعْدَ الْعَذَابِ النَّازِلِ بِهِمْ . فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً أَيْ كَغُثَاءِ السَّيْلِ الَّذِي يَحْمِلُهُ : وَالْغُثَاءُ مَا يَحْمِلُ السَّيْلُ مِنْ بَالِي الشَّجَرِ وَالْحَشِيشِ وَالْقَصَبِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْمِلُهُ عَلَى ظَاهِرِ الْمَاءِ . وَالْمَعْنَى : صَيَّرَهُمْ هَلْكَى فَيَبِسُوا كَمَا يَبِسَ الْغُثَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ انْتِصَابُ بُعْدًا عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا يُذْكَرُ فِعْلُهَا مَعَهَا أَيْ : بَعُدُوا بُعْدًا ، وَاللَّامُ لِبَيَانِ مَنْ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27فَاسْلُكْ فِيهَا يَقُولُ : اجْعَلْ مَعَكَ فِي السَّفِينَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=27مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا قَالَ
لِنُوحٍ حِينَ أُنْزِلَ مِنَ السَّفِينَةِ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : يُعَلِّمُكُمْ سُبْحَانَهُ كَيْفَ تَقُولُونَ إِذَا رَكِبْتُمْ ، وَكَيْفَ تَقُولُونَ إِذَا نَزَلْتُمْ .
أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=17783عِنْدَ الرُّكُوبِ فَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ [ الزُّخْرُفِ : 13 - 14 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [ هُودٍ : 41 ] ،
nindex.php?page=treesubj&link=17779وَعِنْدَ النُّزُولِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ : قَرْنًا قَالَ : أُمَّةً . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ قَالَ : بِعِيدٌ بَعِيدٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً قَالَ : جُعِلُوا كَالشَّيْءِ الْمَيِّتِ الْبَالِي مِنَ الشَّجَرِ .