nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68nindex.php?page=treesubj&link=28994أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=69أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=73وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=74وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=75ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بل قالوا مثل ما قال الأولون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين .
[ ص: 989 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68أفلم يدبروا القول بين سبحانه أن سبب إقدامهم على الكفر هو أحد هذه الأمور الأربعة : الأول عدم التدبر في القرآن ، فإنهم لو تدبروا معانيه لظهر لهم صدقه وآمنوا به وبما فيه ، والهمزة للإنكار والفاء للعطف على مقدر أي : فعلوا ما فعلوا فلم يتدبروا ، والمراد بالقول القرآن ، ومثله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82أفلا يتدبرون القرآن .
والثاني قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين أم هي المنقطعة أي : بل جاءهم من الكتاب ما لم يأت آباءهم الأولين ، فكان ذلك سببا لاستنكارهم للقرآن ، والمقصود تقرير أنه لم يأت آباءهم الأولين رسول ، فلذلك أنكروه ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=6لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم وقيل : إنه أتى آباءهم الأقدمين رسل أرسلهم الله إليهم كما هي سنة الله سبحانه في إرسال الرسل إلى عباده ، فقد عرف هؤلاء ذلك ، فكيف كذبوا هذا القرآن . وقيل : المعنى : أم جاءهم من الأمن من عذاب الله ما لم يأت آباءهم الأولين كإسماعيل ومن بعده .
والثالث قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=69أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون وفي هذا إضراب وانتقال من التوبيخ بما تقدم إلى التوبيخ بوجه آخر أي : بل ألم يعرفوه بالأمانة والصدق فأنكروه ، ومعلوم أنهم قد عرفوه بذلك .
والرابع قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70أم يقولون به جنة وهذا أيضا انتقال من توبيخ إلى توبيخ أي : بل أتقولون به جنة أي : جنون ، مع أنهم قد علموا أنه أرجح الناس عقلا ، ولكنه جاء بما يخالف هواهم فدفعوه وجحدوه تعصبا وحمية .
ثم أضرب سبحانه عن ذلك كله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70بل جاءهم بالحق أي ليس الأمر كما زعموا في حق القرآن والرسول ، بل جاءهم ملتبسا بالحق ، والحق هو الدين القويم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70وأكثرهم للحق كارهون لما جبلوا عليه من التعصب ، والانحراف عن الصواب ، والبعد عن الحق ، فلذلك كرهوا هذا الحق الواضح الظاهر ، وظاهر النظم أن أقلهم كانوا لا يكرهون الحق ، ولكنهم لم يظهروا الإيمان خوفا من الكارهين له .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71ولو اتبع الحق أهواءهم مستأنفة مسوقة لبيان أنه لو جاء الحق على ما يهوونه ويريدونه لكان ذلك مستلزما للفساد العظيم ، وخروج نظام العالم عن الصلاح بالكلية ، وهو معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن قال
أبو صالح nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ومقاتل والسدي : الحق هو الله ، والمعنى : لو جعل مع نفسه كما يحبون شريكا لفسدت السماوات والأرض .
وقال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : يجوز أن يكون المراد بالحق القرآن أي : لو نزل القرآن بما يحبون من الشرك لفسد نظام العالم .
وقيل : المعنى : ولو كان الحق ما يقولون من اتحاد الآلهة مع الله لاختلفت الآلهة ، ومثل ذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [ الأنبياء : 22 ] وقد ذهب إلى القول الأول الأكثرون ، ولكنه يرد عليه أن المراد به هنالك الله سبحانه ، فالأولى تفسير الحق هنا وهناك بالصدق الصحيح من الدين الخالص من شرع الله ، والمعنى : لو ورد الحق متابعا لأهوائهم موافقا لفاسد مقاصدهم لحصل الفساد ، والمراد بقوله : ومن فيهن من في السماوات والأرض من المخلوقات .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( وما بينهما ) وسبب فساد المكلفين من بني آدم ظاهر ، وهو ذنوبهم التي من جملتها الهوى المخالف للحق ، وأما فساد ما عداهم فعلى وجه التبع ؛ لأنهم مدبرون في الغالب بذوي العقول فلما فسدوا فسدوا .
ثم ذكر سبحانه أن نزول القرآن عليهم من جملة الحق فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71بل أتيناهم بذكرهم والمراد بالذكر هنا القرآن أي : بالكتاب الذي هو فخرهم وشرفهم ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك ولقومك والمعنى : بل أتيناهم بفخرهم وشرفهم الذي كان يجب عليهم أن يقبلوه ، ويقبلوا عليه .
وقال
قتادة : المعنى بذكرهم الذي ذكر فيه ثوابهم وعقابهم .
وقيل : المعنى : بذكر ما لهم به حاجة من أمر الدين .
وقرأ
ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر ( أتيتهم ) بتاء المتكلم .
وقرأ
أبو حيوة والجحدري ( أتيتهم ) بتاء الخطاب أي : أتيتهم يا
محمد .
وقرأ
عيسى بن عمر ( بذكراهم ) وقرأ
قتادة ( نذكرهم ) بالنون والتشديد من التذكير ، وتكون الجملة على هذه القراءة في محل نصب على الحال ، وقيل : الذكر هو الوعظ والتحذير
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71فهم عن ذكرهم معرضون أي هم بما فعلوا من الاستكبار والنكوص عن هذا الذكر المختص بهم معرضون لا يلتفتون إليه بحال من الأحوال ، وفي هذا التركيب ما يدل على أن إعراضهم مختص بذلك لا يتجاوزه إلى غيره .
ثم بين سبحانه أن دعوة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ليست مشوبة بأطماع الدنيا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72أم تسألهم خرجا وأم هي المنقطعة ، والمعنى : أم يزعمون أنك تسألهم خرجا تأخذه عن الرسالة ، والخرج الأجر والجعل ، فتركوا الإيمان بك وبما جئت به لأجل ذلك ، مع أنهم يعلمون أنك لم تسألهم ذلك ولا طلبته منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72فخراج ربك خير أي فرزق ربك الذي يرزقك في الدنيا ، وأجره الذي يعطيكه في الآخرة خير لك مما ذكر .
قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ( أم تسألهم خراجا ) وقرأ الباقون خرجا وكلهم قرأ فخراج إلا
ابن عامر وأبا حيوة فإنهما قرآ ( فخرج ) بغير ألف ، والخرج هو الذي يكون مقابلا للدخل ، يقال لكل ما تخرجه إلى غيرك خرجا ، والخراج غالب في الضريبة على الأرض .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : الخرج المصدر ، والخراج الاسم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبا عمرو بن العلاء عن الفرق بين الخرج والخراج فقال : الخراج ما لزمك ، والخرج ما تبرعت به .
وروي عنه أنه قال : الخرج من الرقاب ، والخراج من الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72وهو خير الرازقين هذه الجملة مقررة لما قبلها من كون خراجه سبحانه خيرا .
[ ص: 990 ] ثم لما أثبت سبحانه لرسوله من الأدلة الواضحة المقتضية لقبول ما جاء به ونفى عنه أضداد ذلك قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=73وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم أي إلى طريق واضحة تشهد العقول بأنها مستقيمة غير معوجة ، والصراط في اللغة الطريق ، فسمي الدين طريقا ؛ لأنها تؤدي إليه .
ثم وصفهم سبحانه بأنهم على خلاف ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=74وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون يقال : نكب عن الطريق ينكب نكوبا : إذا عدل عنه ومال إلى غيره ، والنكوب والنكب العدول والميل ، ومنه النكباء للريح بين ريحين ، سميت بذلك لعدولها عن المهاب ، وعن الصراط متعلق بناكبون ، والمعنى : أن هؤلاء الموصوفين بعدم الإيمان بالآخرة عن ذلك الصراط أو جنس الصراط لعادلون عنه .
ثم بين سبحانه أنهم مصرون على الكفر لا يرجعون عنه بحال فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=75ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر أي من قحط وجدب
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=75للجوا في طغيانهم أي : لتمادوا في طغيانهم وضلالهم يعمهون يترددون ويتذبذبون ويخبطون ، وأصل اللجاج التمادي في العناد ، ومنه اللجة بالفتح لتردد الصوت ، ولجة البحر تردد أمواجه ، ولجة الليل تردد ظلامه .
وقيل : المعنى لو رددناهم إلى الدنيا ولم ندخلهم النار وامتحناهم للجوا في طغيانهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76ولقد أخذناهم بالعذاب جملة مستأنفة مسوقة لتقرير ما قبلها . والعذاب قيل هو الجوع الذي أصابهم في سني القحط ، وقيل : المرض ، وقيل : القتال يوم
بدر ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وقيل : الموت ، وقيل : المراد من أصابه العذاب من الأمم الخالية
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76فما استكانوا لربهم أي ما خضعوا ولا تذللوا ، بل أقاموا على ما كانوا فيه من التمرد على الله والانهماك في معاصيه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76وما يتضرعون أي وما يخشعون لله في الشدائد عند إصابتها لهم ، ولا يدعونه لرفع ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قيل هو عذاب الآخرة ، وقيل : قتلهم يوم
بدر بالسيف ، وقيل : القحط الذي أصابهم ، وقيل : فتح
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77إذا هم فيه مبلسون أي متحيرون ، لا يدرون ما يصنعون ، والإلباس التحير والإياس من كل خير .
وقرأ
السلمي ( مبلسون ) بفتح اللام من أبلسه أي : أدخله في الإبلاس . وقد تقدم في الأنعام .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار امتن عليهم ببعض النعم التي أعطاهم ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=29485نعمة السمع والبصر والأفئدة فصارت هذه الأمور معهم ليسمعوا المواعظ وينظروا العبر ويتفكروا بالأفئدة فلم ينتفعوا بشيء من ذلك لإصرارهم على الكفر وبعدهم عن الحق ، ولم يشكروه على ذلك ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78قليلا ما تشكرون أي شكرا قليلا حقيرا غير معتد به باعتبار تلك النعم الجليلة . وقيل : المعنى : إنهم لا يشكرونه ألبتة ، لا أن لهم شكرا قليلا كما يقال لجاحد النعمة : ما أقل شكره أي : لا يشكر ، ومثل هذه الآية قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم [ الأحقاف : 26 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79وهو الذي ذرأكم في الأرض أي بثكم فيها كما تبث الحبوب لتنبت ، وقد تقدم تحقيقه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79وإليه تحشرون أي تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وهو الذي يحيي ويميت على جهة الانفراد والاستقلال ، وفي هذا تذكير لنعمة الحياة ، وبيان الانتقال منها إلى الدار الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وله اختلاف الليل والنهار قال
الفراء : هو الذي جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض ، وقيل : اختلافهما نقصان أحدهما وزيادة الآخر ، وقيل : تكررهما يوما بعد يوم وليلة بعد ليلة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80أفلا تعقلون كنه قدرته وتتفكرون في ذلك .
ثم بين سبحانه أنه لا شبهة لهم في
nindex.php?page=treesubj&link=28760إنكار البعث إلا التشبث بحبل التقليد المبني على مجرد الاستبعاد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بل قالوا مثل ما قال الأولون أي آباؤهم والموافقون لهم في دينهم .
ثم بين ما قاله الأولون فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون فهذا مجرد استبعاد لم يتعلقوا فيه بشيء من الشبه .
ثم كملوا ذلك القول بقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل أي وعدنا هذا البعث ووعده آباؤنا الكائنون من قبلنا فلم نصدقه كما لم يصدقه من قبلنا ، ثم صرحوا بالتكذيب وفروا إلى مجرد الزعم الباطل فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83إن هذا إلا أساطير الأولين أي ما هذا إلا أكاذيب الأولين التي سطروها في الكتب جمع أسطورة كأحدوثة ، والأساطير الأباطيل والترهات والكذب .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
أبي صالح في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=69أم لم يعرفوا رسولهم قال : عرفوه ولكنهم حسدوه .
وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71ولو اتبع الحق أهواءهم قال : الحق الله عز وجل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71بل أتيناهم بذكرهم قال : بينا لهم . وأخرجوا عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=74عن الصراط لناكبون قال : عن الحق لحائدون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003541جاء أبو سفيان إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا محمد ، أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز : يعني الوبر بالدم ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون وأصل الحديث في الصحيحين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020893أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - دعا على قريش حين استعصوا فقال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف الحديث .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وأبو نعيم في المعرفة
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن ابن
أثال الحنفي لما أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأسلم وهو أسير فخلى سبيله لحق
باليمامة ، فحال بين أهل
مكة وبين
الميرة من
اليمامة حتى أكلت
قريش العلهز فجاء
أبو سفيان إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين ؟ قال بلى . قال : فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع ، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76ولقد أخذناهم بالعذاب الآية . وأخرج
العسكري في المواعظ عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76فما استكانوا لربهم وما يتضرعون قال أي : لم يتواضعوا في الدعاء ولم يخضعوا ،
[ ص: 991 ] ولو خضعوا لله لاستجاب لهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قال : قد مضى ، كان يوم
بدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68nindex.php?page=treesubj&link=28994أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=69أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=73وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=74وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=75وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ .
[ ص: 989 ] قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ سَبَبَ إِقْدَامِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ هُوَ أَحَدُ هَذِهِ الْأُمُورِ الْأَرْبَعَةِ : الْأَوَّلُ عَدَمُ التَّدَبُّرِ فِي الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهُمْ لَوْ تَدَبَّرُوا مَعَانِيَهُ لَظَهَرَ لَهُمْ صِدْقُهُ وَآمَنُوا بِهِ وَبِمَا فِيهِ ، وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ أَيْ : فَعَلُوا مَا فَعَلُوا فَلَمْ يَتَدَبَّرُوا ، وَالْمُرَادُ بِالْقَوْلِ الْقُرْآنُ ، وَمِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ .
وَالثَّانِي قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ أَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ أَيْ : بَلْ جَاءَهُمْ مِنَ الْكِتَابِ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِاسْتِنْكَارِهِمْ لِلْقُرْآنِ ، وَالْمَقْصُودُ تَقْرِيرُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ رَسُولٌ ، فَلِذَلِكَ أَنْكَرُوهُ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=6لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ وَقِيلَ : إِنَّهُ أَتَى آبَاءَهُمُ الْأَقْدَمِينَ رُسُلٌ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ كَمَا هِيَ سُنَّةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي إِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَى عِبَادِهِ ، فَقَدْ عَرَفَ هَؤُلَاءِ ذَلِكَ ، فَكَيْفَ كَذَّبُوا هَذَا الْقُرْآنَ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَمْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَمْنِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ كَإِسْمَاعِيلَ وَمَنْ بَعْدَهُ .
وَالثَّالِثُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=69أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ وَفِي هَذَا إِضْرَابٌ وَانْتِقَالٌ مِنَ التَّوْبِيخِ بِمَا تَقَدَّمَ إِلَى التَّوْبِيخِ بِوَجْهٍ آخَرَ أَيْ : بَلْ أَلَمْ يَعْرِفُوهُ بِالْأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ فَأَنْكَرُوهُ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ قَدْ عَرَفُوهُ بِذَلِكَ .
وَالرَّابِعُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ وَهَذَا أَيْضًا انْتِقَالٌ مِنْ تَوْبِيخٍ إِلَى تَوْبِيخٍ أَيْ : بَلْ أَتَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ أَيْ : جُنُونٌ ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّهُ أَرْجَحُ النَّاسِ عَقْلًا ، وَلَكِنَّهُ جَاءَ بِمَا يُخَالِفُ هَوَاهُمْ فَدَفَعُوهُ وَجَحَدُوهُ تَعَصُّبًا وَحَمِيَّةً .
ثُمَّ أَضْرَبَ سُبْحَانَهُ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ أَيْ لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمُوا فِي حَقِّ الْقُرْآنِ وَالرَّسُولِ ، بَلْ جَاءَهُمْ مُلْتَبِسًا بِالْحَقِّ ، وَالْحَقُّ هُوَ الدِّينُ الْقَوِيمُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=70وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ لِمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ مِنَ التَّعَصُّبِ ، وَالِانْحِرَافِ عَنِ الصَّوَابِ ، وَالْبُعْدِ عَنِ الْحَقِّ ، فَلِذَلِكَ كَرِهُوا هَذَا الْحَقَّ الْوَاضِحَ الظَّاهِرَ ، وَظَاهِرُ النَّظْمِ أَنَّ أَقَلَّهُمْ كَانُوا لَا يَكْرَهُونَ الْحَقَّ ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُظْهِرُوا الْإِيمَانَ خَوْفًا مِنَ الْكَارِهِينَ لَهُ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِبَيَانِ أَنَّهُ لَوْ جَاءَ الْحَقُّ عَلَى مَا يَهْوَوْنَهُ وَيُرِيدُونَهُ لَكَانَ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمًا لِلْفَسَادِ الْعَظِيمِ ، وَخُرُوجِ نِظَامِ الْعَالَمِ عَنِ الصَّلَاحِ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ قَالَ
أَبُو صَالِحٍ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمُقَاتِلٌ وَالسُّدِّيُّ : الْحَقُّ هُوَ اللَّهُ ، وَالْمَعْنَى : لَوْ جَعَلَ مَعَ نَفْسِهِ كَمَا يُحِبُّونَ شَرِيكًا لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْحَقِّ الْقُرْآنُ أَيْ : لَوْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِمَا يُحِبُّونَ مِنَ الشِّرْكِ لَفَسَدَ نِظَامُ الْعَالَمِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَلَوْ كَانَ الْحَقُّ مَا يَقُولُونَ مِنَ اتِّحَادِ الْآلِهَةِ مَعَ اللَّهِ لَاخْتَلَفَتِ الْآلِهَةُ ، وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [ الْأَنْبِيَاءِ : 22 ] وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ الْأَكْثَرُونَ ، وَلَكِنَّهُ يَرُدُّ عَلَيْهِ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ هُنَالِكَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، فَالْأَوْلَى تَفْسِيرُ الْحَقِّ هُنَا وَهُنَاكَ بِالصِّدْقِ الصَّحِيحِ مِنَ الدِّينِ الْخَالِصِ مِنْ شَرْعِ اللَّهِ ، وَالْمَعْنَى : لَوْ وَرَدَ الْحَقُّ مُتَابِعًا لِأَهْوَائِهِمْ مُوَافِقًا لِفَاسِدِ مَقَاصِدِهِمْ لَحَصَلَ الْفَسَادُ ، وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : وَمَنْ فِيهِنَّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ( وَمَا بَيْنَهُمَا ) وَسَبَبُ فَسَادِ الْمُكَلَّفِينَ مِنْ بَنِي آدَمَ ظَاهِرٌ ، وَهُوَ ذُنُوبُهُمُ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الْهَوَى الْمُخَالِفُ لِلْحَقِّ ، وَأَمَّا فَسَادُ مَا عَدَاهُمْ فَعَلَى وَجْهِ التَّبَعِ ؛ لِأَنَّهُمْ مُدَبَّرُونَ فِي الْغَالِبِ بِذَوِي الْعُقُولِ فَلَمَّا فَسَدُوا فَسَدُوا .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ نُزُولَ الْقُرْآنِ عَلَيْهِمْ مِنْ جُمْلَةِ الْحَقِّ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ وَالْمُرَادُ بِالذِّكْرِ هُنَا الْقُرْآنُ أَيْ : بِالْكِتَابِ الَّذِي هُوَ فَخْرُهُمْ وَشَرَفُهُمْ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَالْمَعْنَى : بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِفَخْرِهِمْ وَشَرَفِهِمُ الَّذِي كَانَ يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقْبَلُوهُ ، وَيُقْبِلُوا عَلَيْهِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْمَعْنَى بِذِكْرِهِمُ الَّذِي ذُكِرَ فِيهِ ثَوَابُهُمْ وَعِقَابُهُمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : بِذِكْرِ مَا لَهُمْ بِهِ حَاجَةٌ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ ( أَتَيْتُهُمْ ) بِتَاءِ الْمُتَكَلِّمِ .
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ وَالْجَحْدَرِيُّ ( أَتَيْتَهُمْ ) بِتَاءِ الْخِطَابِ أَيْ : أَتَيْتَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ .
وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ ( بِذِكْرَاهُمْ ) وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ( نُذَكِّرُهُمْ ) بِالنُّونِ وَالتَّشْدِيدِ مِنَ التَّذْكِيرِ ، وَتَكُونُ الْجُمْلَةُ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَقِيلَ : الذِّكْرُ هُوَ الْوَعْظُ وَالتَّحْذِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ أَيْ هُمْ بِمَا فَعَلُوا مِنَ الِاسْتِكْبَارِ وَالنُّكُوصِ عَنْ هَذَا الذَّكَرِ الْمُخْتَصِّ بِهِمْ مُعْرِضُونَ لَا يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ ، وَفِي هَذَا التَّرْكِيبِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ إِعْرَاضَهُمْ مُخْتَصٌّ بِذَلِكَ لَا يَتَجَاوَزُهُ إِلَى غَيْرِهِ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ دَعْوَةَ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَيْسَتْ مَشُوبَةً بِأَطْمَاعِ الدُّنْيَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا وَأَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ ، وَالْمَعْنَى : أَمْ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا تَأْخُذُهُ عَنِ الرِّسَالَةِ ، وَالْخَرْجُ الْأَجْرُ وَالْجَعْلُ ، فَتَرَكُوا الْإِيمَانَ بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ لِأَجْلِ ذَلِكَ ، مَعَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَسْأَلْهُمْ ذَلِكَ وَلَا طَلَبْتَهُ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ أَيْ فَرِزْقُ رَبِّكَ الَّذِي يَرْزُقُكَ فِي الدُّنْيَا ، وَأَجْرُهُ الَّذِي يُعْطِيكَهُ فِي الْآخِرَةِ خَيْرٌ لَكَ مِمَّا ذُكِرَ .
قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرَاجًا ) وَقَرَأَ الْبَاقُونَ خَرْجًا وَكُلُّهُمْ قَرَأَ فَخَرَاجٌ إِلَّا
ابْنَ عَامِرٍ وَأَبَا حَيْوَةَ فَإِنَّهُمَا قَرَآ ( فَخَرَجَ ) بِغَيْرِ أَلْفٍ ، وَالْخَرْجُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ مُقَابِلًا لِلدَّخْلِ ، يُقَالُ لِكُلِّ مَا تُخْرِجُهُ إِلَى غَيْرِكَ خَرْجًا ، وَالْخَرَاجُ غَالِبٌ فِي الضَّرِيبَةِ عَلَى الْأَرْضِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْخَرْجُ الْمَصْدَرُ ، وَالْخَرَاجُ الِاسْمُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَنِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْخَرْجِ وَالْخَرَاجِ فَقَالَ : الْخَرَاجُ مَا لَزِمَكَ ، وَالْخَرْجُ مَا تَبَرَّعْتَ بِهِ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الْخَرْجُ مِنَ الرِّقَابِ ، وَالْخَرَاجُ مِنَ الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=72وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنْ كَوْنِ خَرَاجِهِ سُبْحَانَهُ خَيْرًا .
[ ص: 990 ] ثُمَّ لَمَّا أَثْبَتَ سُبْحَانَهُ لِرَسُولِهِ مِنَ الْأَدِلَّةِ الْوَاضِحَةِ الْمُقْتَضِيَةِ لِقَبُولِ مَا جَاءَ بِهِ وَنَفَى عَنْهُ أَضْدَادَ ذَلِكَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=73وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أَيْ إِلَى طَرِيقٍ وَاضِحَةٍ تَشْهَدُ الْعُقُولُ بِأَنَّهَا مُسْتَقِيمَةٌ غَيْرُ مُعْوَجَّةٍ ، وَالصِّرَاطُ فِي اللُّغَةِ الطَّرِيقُ ، فَسُمِّيَ الدِّينُ طَرِيقًا ؛ لِأَنَّهَا تُؤَدِّي إِلَيْهِ .
ثُمَّ وَصَفَهُمْ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُمْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=74وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ يُقَالُ : نَكَبَ عَنِ الطَّرِيقِ يَنْكُبُ نُكُوبًا : إِذَا عَدَلَ عَنْهُ وَمَالَ إِلَى غَيْرِهِ ، وَالنُّكُوبُ وَالنَّكْبُ الْعُدُولُ وَالْمَيْلُ ، وَمِنْهُ النَّكْبَاءُ لِلرِّيحِ بَيْنَ رِيحَيْنِ ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِعُدُولِهَا عَنِ الْمَهَابِّ ، وَعَنِ الصِّرَاطِ مُتَعَلِّقٌ بَنَاكِبُونَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمَوْصُوفِينَ بِعَدَمِ الْإِيمَانِ بِالْآخِرَةِ عَنْ ذَلِكَ الصِّرَاطِ أَوْ جِنْسِ الصِّرَاطِ لَعَادِلُونَ عَنْهُ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ مُصِرُّونَ عَلَى الْكُفْرِ لَا يَرْجِعُونَ عَنْهُ بِحَالٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=75وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ أَيْ مِنْ قَحْطٍ وَجَدْبٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=75لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ أَيْ : لَتَمَادَوْا فِي طُغْيَانِهِمْ وَضَلَالِهِمْ يَعْمَهُونَ يَتَرَدَّدُونَ وَيَتَذَبْذَبُونَ وَيَخْبِطُونَ ، وَأَصْلُ اللَّجَاجِ التَّمَادِي فِي الْعِنَادِ ، وَمِنْهُ اللَّجَّةُ بِالْفَتْحِ لِتَرَدُّدِ الصَّوْتِ ، وَلُجَّةُ الْبَحْرِ تَرَدُّدُ أَمْوَاجِهِ ، وَلُجَّةُ اللَّيْلِ تَرَدُّدُ ظَلَامِهِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَوْ رَدَدْنَاهُمْ إِلَى الدُّنْيَا وَلَمْ نُدْخِلْهُمُ النَّارَ وَامْتَحَنَّاهُمْ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَقْرِيرِ مَا قَبْلَهَا . وَالْعَذَابُ قِيلَ هُوَ الْجُوعُ الَّذِي أَصَابَهُمْ فِي سِنِي الْقَحْطِ ، وَقِيلَ : الْمَرَضُ ، وَقِيلَ : الْقِتَالُ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَقِيلَ : الْمَوْتُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ مَنْ أَصَابَهُ الْعَذَابُ مِنَ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ أَيْ مَا خَضَعُوا وَلَا تَذَلَّلُوا ، بَلْ أَقَامُوا عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ التَّمَرُّدِ عَلَى اللَّهِ وَالِانْهِمَاكِ فِي مَعَاصِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76وَمَا يَتَضَرَّعُونَ أَيْ وَمَا يَخْشَعُونَ لِلَّهِ فِي الشَّدَائِدِ عِنْدَ إِصَابَتِهَا لَهُمْ ، وَلَا يَدْعُونَهُ لِرَفْعِ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ قِيلَ هُوَ عَذَابُ الْآخِرَةِ ، وَقِيلَ : قَتْلُهُمْ يَوْمَ
بَدْرٍ بِالسَّيْفِ ، وَقِيلَ : الْقَحْطُ الَّذِي أَصَابَهُمْ ، وَقِيلَ : فَتْحُ
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ أَيْ مُتَحَيِّرُونَ ، لَا يَدْرُونَ مَا يَصْنَعُونَ ، وَالْإِلْبَاسُ التَّحَيُّرُ وَالْإِيَاسُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ .
وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ ( مُبْلَسُونَ ) بِفَتْحِ اللَّامِ مِنْ أَبْلَسَهُ أَيْ : أَدْخَلَهُ فِي الْإِبْلَاسِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْأَنْعَامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ امْتَنَّ عَلَيْهِمْ بِبَعْضِ النِّعَمِ الَّتِي أَعْطَاهُمْ ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=29485نِعْمَةُ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْأَفْئِدَةَ فَصَارَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ مَعَهُمْ لِيَسْمَعُوا الْمَوَاعِظَ وَيَنْظُرُوا الْعِبَرَ وَيَتَفَكَّرُوا بِالْأَفْئِدَةِ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ لِإِصْرَارِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ وَبُعْدِهِمْ عَنِ الْحَقِّ ، وَلَمْ يَشْكُرُوهُ عَلَى ذَلِكَ وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ أَيْ شُكْرًا قَلِيلًا حَقِيرًا غَيْرَ مُعْتَدٍّ بِهِ بِاعْتِبَارِ تِلْكَ النِّعَمِ الْجَلِيلَةِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّهُمْ لَا يَشْكُرُونَهُ أَلْبَتَّةَ ، لَا أَنَّ لَهُمْ شُكْرًا قَلِيلًا كَمَا يُقَالُ لِجَاحِدِ النِّعْمَةِ : مَا أَقَلَّ شُكْرَهُ أَيْ : لَا يَشْكُرُ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ [ الْأَحْقَافِ : 26 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ أَيْ بَثَّكُمْ فِيهَا كَمَا تُبَثُّ الْحُبُوبُ لِتَنْبُتَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ أَيْ تُجْمَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ تَفَرُّقِكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ عَلَى جِهَةِ الِانْفِرَادِ وَالِاسْتِقْلَالِ ، وَفِي هَذَا تَذْكِيرٌ لِنِعْمَةِ الْحَيَاةِ ، وَبَيَانُ الِانْتِقَالِ مِنْهَا إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ الَّذِي جَعَلَهُمَا مُخْتَلِفَيْنِ يَتَعَاقَبَانِ وَيَخْتَلِفَانِ فِي السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ ، وَقِيلَ : اخْتِلَافُهُمَا نُقْصَانُ أَحَدِهِمَا وَزِيَادَةُ الْآخَرِ ، وَقِيلَ : تَكَرُّرُهُمَا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ وَلَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80أَفَلَا تَعْقِلُونَ كُنْهَ قُدْرَتِهِ وَتَتَفَكَّرُونَ فِي ذَلِكَ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَا شُبْهَةَ لَهُمْ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28760إِنْكَارِ الْبَعْثِ إِلَّا التَّشَبُّثُ بِحَبْلِ التَّقْلِيدِ الْمَبْنِيِّ عَلَى مُجَرَّدِ الِاسْتِبْعَادِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ أَيْ آبَاؤُهُمْ وَالْمُوَافِقُونَ لَهُمْ فِي دِينِهِمْ .
ثُمَّ بَيَّنَ مَا قَالَهُ الْأَوَّلُونَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ فَهَذَا مُجَرَّدُ اسْتِبْعَادٍ لَمْ يَتَعَلَّقُوا فِيهِ بِشَيْءٍ مِنَ الشُّبَهِ .
ثُمَّ كَمَّلُوا ذَلِكَ الْقَوْلَ بِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ أَيْ وُعِدْنَا هَذَا الْبَعْثَ وَوُعِدَهُ آبَاؤُنَا الْكَائِنُونَ مِنْ قَبْلِنَا فَلَمْ نُصَدِّقْهُ كَمَا لَمْ يُصَدِّقْهُ مَنْ قَبْلَنَا ، ثُمَّ صَرَّحُوا بِالتَّكْذِيبِ وَفَرُّوا إِلَى مُجَرَّدِ الزَّعْمِ الْبَاطِلِ فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ أَيْ مَا هَذَا إِلَّا أَكَاذِيبُ الْأَوَّلِينَ الَّتِي سَطَرُوهَا فِي الْكُتُبِ جَمْعُ أُسْطُورَةٍ كَأُحْدُوثَةٍ ، وَالْأَسَاطِيرُ الْأَبَاطِيلُ وَالتُّرَّهَاتُ وَالْكَذِبُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=69أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ قَالَ : عَرَفُوهُ وَلَكِنَّهُمْ حَسَدُوهُ .
وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ قَالَ : الْحَقُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=71بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ قَالَ : بَيَّنَّا لَهُمْ . وَأَخْرَجُوا عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=74عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ قَالَ : عَنِ الْحَقِّ لَحَائِدُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003541جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ فَقَدْ أَكَلْنَا الْعِلْهِزَ : يَعْنِي الْوَبَرَ بِالدَّمِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020893أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ حِينَ اسْتَعْصَوْا فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ الْحَدِيثَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ ابْنَ
أُثَالٍ الْحَنَفِيَّ لَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ وَهُوَ أَسِيرٌ فَخَلَّى سَبِيلَهُ لَحِقَ
بِالْيَمَامَةِ ، فَحَالَ بَيْنَ أَهْلِ
مَكَّةَ وَبَيْنَ
الْمِيرَةِ مِنَ
الْيَمَامَةِ حَتَّى أَكَلَتْ
قُرَيْشٌ الْعِلْهِزَ فَجَاءَ
أَبُو سُفْيَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : أَلَيْسَ تَزْعُمُ أَنَّكَ بُعِثْتَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ؟ قَالَ بَلَى . قَالَ : فَقَدْ قَتَلْتَ الْآبَاءَ بِالسَّيْفِ وَالْأَبْنَاءَ بِالْجُوعِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ الْآيَةَ . وَأَخْرَجَ
الْعَسْكَرِيُّ فِي الْمَوَاعِظِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=76فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ قَالَ أَيْ : لَمْ يَتَوَاضَعُوا فِي الدُّعَاءِ وَلَمْ يَخْضَعُوا ،
[ ص: 991 ] وَلَوْ خَضَعُوا لِلَّهِ لَاسْتَجَابَ لَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=77حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ قَالَ : قَدْ مَضَى ، كَانَ يَوْمَ
بَدْرٍ .