nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29000_33953ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين [ ص: 1116 ] أجمل - سبحانه - قصة
نوح تصديقا لقوله في أول السورة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3ولقد فتنا الذين من قبلهم [ العنكبوت : 3 ] وفيه تثبيت للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، كأنه قيل له : إن
نوحا لبث ألف سنة إلا خمسين عاما يدعو قومه ولم يؤمن منهم إلا قليل ، فأنت أولى بالصبر لقلة مدة لبثك وكثرة عدد أمتك .
قيل : ووقع في النظم إلا خمسين عاما ولم يقل تسعمائة سنة وخمسين ، لأن في الاستثناء تحقيق العدد بخلاف الثاني ، فقد يطلق على ما يقرب منه .
وقد اختلف في مقدار عمر
نوح . وسيأتي آخر البحث .
وليس في الآية إلا أنه لبث فيهم هذه المدة ، وهي لا تدل على أنها جميع عمره .
فقد تلبث في غيرهم قبل اللبث فيهم ، وقد تلبث في الأرض بعد هلاكهم بالطوفان ، والفاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فأخذهم الطوفان للتعقيب أي : أخذهم عقب تمام المدة المذكورة ، والطوفان يقال : لكل شيء كثير مطيف بجمع محيط بهم من مطر أو قتل أو موت ، قاله
النحاس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ،
وقتادة ،
والسدي : هو المطر . وقال
الضحاك : الغرق ، وقيل : الموت ، ومنه قول الشاعر :
أفناهم طوفان موت جارف
وجملة وهم ظالمون في محل نصب على الحال أي : مستمرون على الظلم ولم ينجع فيهم ما وعظهم به
نوح وذكرهم هذه المدة بطولها .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29000_31836فأنجيناه وأصحاب السفينة أي : أنجينا
نوحا وأنجينا من معه في السفينة من أولاده وأتباعه .
واختلف في عددهم على أقوال ، وجعلناها أي : السفينة آية للعالمين أي : عبرة عظيمة لهم ، وفي كونها آية وجوه : أحدها : أنها كانت باقية على الجودي مدة مديدة . وثانيها : أن الله سلم السفينة من الرياح المزعجة ، وثالثها : أن الماء غيض قبل نفاذ الزاد .
وهذا غير مناسب لوصف السفينة بأن الله جعلها آية ، وقيل : إن الضمير راجع في جعلناها إلى الواقعة أو إلى النجاة ، أو إلى العقوبة بالغرق .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16وإبراهيم إذ قال لقومه انتصاب
إبراهيم بالعطف على
نوحا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : هو معطوف على الهاء في جعلناها ، وقيل : منصوب بمقدر أي : واذكر
إبراهيم .
وإذ قال منصوب على الظرفية أي : وأرسلنا
إبراهيم وقت قوله لقومه اعبدوا الله أو جعلنا
إبراهيم آية وقت قوله هذا : أو واذكر
إبراهيم وقت قوله ، على أن الظرف بدل اشتمال من
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16اعبدوا الله واتقوه أي : أفردوه بالعبادة وخصوه بها واتقوه أن تشركوا به شيئا ذلكم خير لكم أي : عبادة الله وتقواه خير لكم من الشرك ، ولا خير في الشرك أبدا ، ولكنه خاطبهم باعتبار اعتقادهم إن كنتم تعلمون شيئا من العلم ، أو تعلمون علما تميزون به بين ما هو خير وما هو شر .
قرأ الجمهور "
وإبراهيم " بالنصب ، ووجهه ما قدمنا .
وقرأ
النخعي وأبو جعفر وأبو حنيفة بالرفع على الابتداء ، والخبر مقدر أي : ومن المرسلين
إبراهيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إنما تعبدون من دون الله أوثانا بين لهم
إبراهيم أنهم يعبدون ما لا ينفع ولا يضر ولا يسمع ولا يبصر ، والأوثان هي الأصنام .
وقال
أبو عبيدة : الصنم ما يتخذ من ذهب أو فضة أو نحاس ، والوثن ما يتخذ من جص أو حجارة .
وقال
الجوهري : الوثن الصنم والجمع أوثان
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وتخلقون إفكا أي : وتكذبون كذبا على أن معنى تخلقون تكذبون ، ويجوز أن يكون معناه : تعملون وتنحتون أي : تعملونها وتنحتونها للإفك .
قال
الحسن : معنى تخلقون تنحتون أي : إنما تعبدون أوثانا وأنتم تصنعونها .
قرأ الجمهور " تخلقون " بفتح الفوقية وسكون الخاء وضم اللام ، مضارع خلق و " إفكا " بكسر الهمزة وسكون الفاء .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ،
والسلمي ،
وقتادة بفتح الخاء ، واللام مشددة ، والأصل تتخلقون .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي أنه قرأ بضم التاء وتشديد اللام مكسورة .
وقرأ
ابن الزبير وفضيل بن ورقان أفكا بفتح الهمزة وكسر الفاء ، وهو مصدر كالكذب ، أو صفة لمصدر محذوف أي : خلقا أفكا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا أي : لا يقدرون على أن يرزقوكم شيئا من الرزق
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17فابتغوا عند الله الرزق أي : اصرفوا رغبتكم في أرزاقكم إلى الله فهو الذي عنده الرزق كله فاسألوه من فضله ووحدوه دون غيره واشكروا له أي : على نعمائه ، فإن الشكر موجب لبقائها وسبب للمزيد عليها ، يقال : شكرته وشكرت له ، إليه ترجعون بالموت ثم بالبعث لا إلى غيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم قيل : هذا من قول
إبراهيم أي : وإن تكذبوني فقد وقع ذلك لغيري ممن قبلكم ، وقيل : هو من قول الله - سبحانه - أي : وإن تكذبوا
محمدا فذلك عادة الكفار مع من سلف
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وما على الرسول إلا البلاغ المبين لقومه الذي أرسل إليهم ، وليس عليه هدايتهم ، وليس ذلك في وسعه .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده قرأ الجمهور " أولم يروا " بالتحتية على الخبر ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد وأبو حاتم .
قال
أبو عبيد : كأنه قال : أولم ير الأمم .
وقرأ
أبو بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وابن وثاب ،
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالفوقية على الخطاب من
إبراهيم لقومه ، وقيل : هو خطاب من الله
لقريش .
قرأ الجمهور " كيف يبدئ " بضم التحتية من أبدأ يبدئ .
وقرأ
الزبيري ،
وعيسى بن عمر وأبو عمرو بفتحها من بدأ يبدأ .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري " كيف بدأ " ، والمعنى ألم يروا كيف يخلقهم الله ابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم ينفخ فيه الروح ثم يخرجه إلى الدنيا ثم يتوفاه بعد ذلك ، وكذلك سائر الحيوانات وسائر النباتات ، فإذا رأيتم قدرة الله - سبحانه - على الابتداء والإيجاد فهو القادر على الإعادة ، والهمزة لإنكار عدم رؤيتهم ، والواو للعطف على مقدر
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19إن ذلك على الله يسير لأنه إذا أراد أمرا قال له كن فيكون .
ثم أمر - سبحانه -
إبراهيم أن يأمر قومه بالمسير في الأرض ،
[ ص: 1117 ] ليتفكروا ويعتبروا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق على كثرتهم واختلاف ألوانهم وطبائعهم وألسنتهم وانظروا إلى مساكن القرون الماضية والأمم الخالية وآثارهم لتعلموا بذلك كمال قدرة الله .
وقيل : إن المعنى : قل لهم يا
محمد سيروا ، ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20ثم الله ينشئ النشأة الآخرة أن الله الذي بدأ النشأة الأولى وخلقها على تلك الكيفية ينشئها نشأة ثانية عند البعث ، والجملة عطف على جملة سيروا في الأرض داخلة معها في حيز القول ، وجملة إن الله على كل شيء قدير تعليل لما قبلها .
قرأ الجمهور " النشأة " بالقصر وسكون الشين .
وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو بالمد وفتح الشين ، وهما لغتان كالرأفة والرآفة .
وهي منتصبة على المصدرية بحذف الزوائد ، والأصل الإنشاءة .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21يعذب من يشاء ويرحم من يشاء أي : هو - سبحانه - بعد النشأة الآخرة يعذب من يشاء تعذيبه وهم الكفار والعصاة ويرحم من يشاء رحمته ، وهم المؤمنون به المصدقون لرسله العاملون بأوامره ونواهيه وإليه تقلبون أي : ترجعون وتردون لا إلى غيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء قال
الفراء : ولا من في السماء بمعجزين الله فيها .
قال : وهو كما في قول
حسان :
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء
أي : ومن يمدحه وينصره سواء .
ومثله قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وما منا إلا له مقام معلوم [ الصافات : 164 ] أي : إلا من له مقام معلوم ، والمعنى : أنه لا يعجزه - سبحانه - أهل الأرض ولا أهل السماء في السماء إن عصوه .
وقال
قطرب : إن معنى الآية : ولا في السماء لو كنتم فيها ، كما تقول : لا يفوتني فلان هاهنا ولا
بالبصرة : يعني ولا
بالبصرة لو صار إليها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : المعنى ولا من في السماء ، على أن من ليست موصولة بل نكرة ، وفي السماء صفة لها ، فأقيمت الصفة مقام الموصوف ، ورد ذلك
علي بن سليمان وقال : لا يجوز ، ورجح ما قاله
قطرب nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير من مزيدة للتأكيد أي : ليس لكم ولي يواليكم ولا نصير ينصركم ويدفع عنكم عذاب الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23والذين كفروا بآيات الله ولقائه المراد بالآيات التنزيلية أو التكوينية أو جميعهما ، وكفروا بلقاء الله أي : أنكروا البعث وما بعده ولم يعملوا بما أخبرتهم به رسل الله - سبحانه - والإشارة بقوله : أولئك إلى الكافرين بالآيات واللقاء ، وهو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23يئسوا من رحمتي أي : إنهم في الدنيا آيسون من رحمة الله لم ينجع فيهم ما نزل من كتب الله ولا ما أخبرتهم به رسله .
وقيل : المعنى : أنهم ييئسون يوم القيامة من رحمة الله وهي الجنة .
والمعنى : أنهم أيسوا من الرحمة وأولئك لهم عذاب أليم كرر - سبحانه - الإشارة للتأكيد ، ووصف العذاب بكونه أليما للدلالة على أنه في غاية الشدة .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29000_31855فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه هذا رجوع إلى خطاب
إبراهيم بعد الاعتراض بما تقدم من خطاب
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - على قول من قال : إن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قل سيروا في الأرض خطاب
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأما على قول من قال : إنه خطاب
لإبراهيم - عليه السلام - فالكلام في سياقه سابقا ولاحقا أي : قال بعضهم لبعض عند المشاورة بينهم : افعلوا
بإبراهيم أحد الأمرين المذكورين ، ثم اتفقوا على تحريقه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فأنجاه الله من النار وجعلها عليه بردا وسلاما إن في ذلك أي : في إنجاء الله
لإبراهيم لآيات بينة أي : دلالات واضحة وعلامات ظاهرة على عظيم قدرة الله وبديع صنعه : حيث أضرموا تلك النار العظيمة وألقوه فيها ولم تحرقه ولا أثرت فيه أثرا ، بل صارت إلى حالة مخالفة لما هو شأن عنصرها من الحرارة والإحراق ، وإنما خص المؤمنون ، لأنهم الذين يعتبرون بآيات الله - سبحانه - ، وأما من عداهم فهم عن ذلك غافلون .
قرأ الجمهور بنصب " جواب قومه " على أنه خبر كان وما بعده اسمها .
وقرأ
سالم الأفطس nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ،
والحسن برفعه على أنه اسم كان وما بعده في محل نصب على الخبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا أي : قال
إبراهيم لقومه : أي : للتوادد بينكم والتواصل لاجتماعكم على عبادتها ، وللخشية من ذهاب المودة فيما بينكم إن تركتم عبادتها .
قرأ
ابن كثير وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " مودة بينكم " ، برفع مودة غير منونة ، وإضافتها إلى بينكم .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
وابن وثاب " مودة " برفعها منونة .
وقرأ
نافع ،
وابن عامر ،
وأبو بكر بنصب " مودة " ، منونة ، ونصب " بينكم " على الظرفية .
وقرأ
حمزة وحفص بنصب " مودة " مضافة إلى بينكم .
فأما قراءة الرفع فذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج لها وجهين : الأول أنها ارتفعت على خبر إن في إنما اتخذتم وجعل ما موصوفة ، والتقدير : إن الذي اتخذتموه من دون الله أوثانا مودة بينكم .
والوجه الثاني أن تكون على إضمار مبتدأ أي : هي مودة أو تلك مودة .
والمعنى : أن المودة هي التي جمعتكم على عبادة الأوثان واتخاذها .
قيل : ويجوز أن تكون مودة مرتفعة بالابتداء وخبرها في الحياة الدنيا .
ومن قرأ برفع " مودة " منونة فتوجيهه كالقراءة الأولى ، ونصب بينكم على الظرفية .
ومن قرأ بنصب مودة ولم ينونها جعلها مفعول اتخذتم وجعل إنما حرفا واحدا للحصر ، وهكذا من نصبها ونونها .
ويجوز أن يكون النصب في هاتين القراءتين على أن المودة علة فهي مفعول لأجله ، وعلى قراءة الرفع يكون مفعول اتخذتم الثاني محذوفا أي : أوثانا آلهة ، وعلى تقدير أن ما في قوله إنما اتخذتم موصولة يكون المفعول الأول ضميرها أي : اتخذتموه ، والمفعول الثاني أوثانا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض أي : يكفر بعض هؤلاء المتخذين للأوثان العابدين لها بالبعض الآخر منهم فيتبرأ القادة من الأتباع ، والأتباع من القادة ، وقيل : المعنى يتبرأ العابدون للأوثان من الأوثان وتتبرأ الأوثان من العابدين لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25ويلعن بعضكم بعضا أي : يلعن كل فريق الآخر على التفسيرين المذكورين ومأواكم النار أي :
[ ص: 1118 ] الكفار ، وقيل : يدخل في ذلك الأوثان أي : هي منزلكم الذي تأوون إليه وما لكم من ناصرين يخلصونكم منها بنصرتهم لكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26فآمن له لوط أي : آمن
لإبراهيم لوط فصدقه في جميع ما جاء به ، وقيل : إنه لم يؤمن به إلا حين رأى النار لا تحرقه ، وكان
لوط ابن أخي
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26وقال إني مهاجر إلى ربي قال
النخعي ،
وقتادة : الذي قال إني مهاجر إلى ربي هو
إبراهيم .
قال
قتادة : هاجر من
" كوثى " وهي قرية من سواد
الكوفة إلى
حران ثم إلى
الشام ومعه ابن أخيه
لوط وامرأته
سارة ، والمعنى : إني مهاجر عن دار قومي إلى حيث أعبد ربي إنه هو العزيز الحكيم أي : الغالب الذي أفعاله جارية على مقتضى الحكمة .
وقيل : إن القائل
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26إني مهاجر إلى ربي هو
لوط ، والأول أولى لرجوع الضمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27ووهبنا له إسحاق ويعقوب إلى
إبراهيم ، وكذا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ، وكذا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين فإن هذه الضمائر كلها
لإبراهيم بلا خلاف أي : من الله عليه بالأولاد ، فوهب له
إسحاق ولدا له
ويعقوب ولدا لولده
إسحاق وجعل في ذريته النبوة والكتاب فلم يبعث الله نبيا بعد
إبراهيم إلا من صلبه ، ووحد الكتاب لأن الألف واللام فيه للجنس الشامل للكتب ، والمراد التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وآتيناه أجره في الدنيا أنه أعطي في الدنيا الأولاد ، وأخبره الله باستمرار النبوة فيهم ، وذلك مما تقر به عينه ويزداد به سروره ، وقيل : أجره في الدنيا أن أهل الملل كلها تدعيه وتقول هو منهم .
وقيل : أعطاه في الدنيا عملا صالحا وعاقبة حسنة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وإنه في الآخرة لمن الصالحين أي : الكاملين في الصلاح المستحقين لتوفير الأجرة وكثرة العطاء من الرب - سبحانه - .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ والحاكم وصححه
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : بعث الله
نوحا وهو ابن أربعين سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
عكرمة قال : كان
nindex.php?page=treesubj&link=31827عمر نوح قبل أن يبعث إلى قومه وبعد ما بعث ألفا وسبعمائة سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
عوف بن أبي شداد قال : إن الله أرسل
نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الدنيا عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : جاء ملك الموت إلى
نوح فقال : يا أطول النبيين عمرا كيف وجدت الدنيا ولذتها ؟ قال : كرجل دخل بيتا له بابان ، فقال في وسط البيت هنيهة ، ثم خرج من الباب الآخر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15وجعلناها آية للعالمين قال : أبقاها الله آية فهي على
الجودي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وتخلقون إفكا قال : تقولون كذبا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : النشأة الآخرة قال : هي الحياة بعد الموت ، وهو النشور .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه أيضا في قوله : فآمن له
لوط قال : صدق
لوط إبراهيم .
وأخرج
أبو يعلى وابن مردويه عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021046nindex.php?page=treesubj&link=31275_29287أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : صحبهما الله ، إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط .
وأخرج
ابن منده nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر قالت : "
هاجر عثمان إلى الحبشة فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم في الكنى عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
ما كان بين عثمان وبين رقية وبين لوط مهاجر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : أول من هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان كما هاجر
لوط إلى
إبراهيم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27ووهبنا له إسحاق ويعقوب قال هما ولدا
إبراهيم ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وآتيناه أجره في الدنيا قال إن الله وصى أهل الأديان بدينه فليس من أهل الأديان دين إلا وهم يقولون
إبراهيم ويرضون به .
وأخرج هؤلاء عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وآتيناه أجره في الدنيا قال الذكر الحسن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا قال : الولد الصالح والثناء ، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هما ولدا
إبراهيم لعله يريد ولده وولد ولده ، لأن ولد الولد بمنزلة الولد ، ومثل هذا لا يخفى على مثل
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فهو حبر هذه الأمة ، وهذه الرواية عنه هي من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي ، وفي الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021048إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29000_33953وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [ ص: 1116 ] أَجْمَلَ - سُبْحَانَهُ - قِصَّةَ
نُوحٍ تَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [ الْعَنْكَبُوتِ : 3 ] وَفِيهِ تَثْبِيتٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، كَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ : إِنَّ
نُوحًا لَبِثَ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُو قَوْمَهُ وَلَمْ يُؤْمِنْ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ، فَأَنْتَ أَوْلَى بِالصَّبْرِ لِقِلَّةِ مُدَّةِ لُبْثِكَ وَكَثْرَةِ عَدَدِ أُمَّتِكَ .
قِيلَ : وَوَقَعَ فِي النَّظْمِ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا وَلَمْ يَقُلْ تِسْعَمِائَةِ سَنَةٍ وَخَمْسِينَ ، لِأَنَّ فِي الِاسْتِثْنَاءِ تَحْقِيقَ الْعَدَدِ بِخِلَافِ الثَّانِي ، فَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى مَا يَقْرُبُ مِنْهُ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مِقْدَارِ عُمْرِ
نُوحٍ . وَسَيَأْتِي آخِرَ الْبَحْثِ .
وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ إِلَّا أَنَّهُ لَبِثَ فِيهِمْ هَذِهِ الْمُدَّةَ ، وَهِيَ لَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا جَمِيعُ عُمْرِهِ .
فَقَدْ تَلَبَّثَ فِي غَيْرِهِمْ قَبْلَ اللُّبْثِ فِيهِمْ ، وَقَدْ تَلَبَّثَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ هَلَاكِهِمْ بِالطُّوفَانِ ، وَالْفَاءِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ لِلتَّعْقِيبِ أَيْ : أَخَذَهُمْ عَقِبَ تَمَامِ الْمُدَّةِ الْمَذْكُورَةِ ، وَالطُّوفَانُ يُقَالُ : لِكُلِّ شَيْءٍ كَثِيرٍ مُطِيفٍ بِجَمْعٍ مُحِيطٍ بِهِمْ مِنْ مَطَرٍ أَوْ قَتْلٍ أَوْ مَوْتٍ ، قَالَهُ
النَّحَّاسُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالسُّدِّيُّ : هُوَ الْمَطَرُ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الْغَرَقُ ، وَقِيلَ : الْمَوْتُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَفْنَاهُمْ طُوفَانُ مَوْتٍ جَارِفٍ
وَجُمْلَةُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : مُسْتَمِرُّونَ عَلَى الظُّلْمِ وَلَمْ يَنْجَعْ فِيهِمْ مَا وَعَظَهُمْ بِهِ
نُوحٌ وَذَكَّرَهُمْ هَذِهِ الْمُدَّةَ بِطُولِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29000_31836فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ أَيْ : أَنْجَيْنَا
نُوحًا وَأَنْجَيْنَا مَنْ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَتْبَاعِهِ .
وَاخْتُلِفَ فِي عَدَدِهِمْ عَلَى أَقْوَالٍ ، وَجَعَلْنَاهَا أَيِ : السَّفِينَةَ آيَةً لِلْعَالَمِينَ أَيْ : عِبْرَةً عَظِيمَةً لَهُمْ ، وَفِي كَوْنِهَا آيَةً وُجُوهٌ : أَحُدُهَا : أَنَّهَا كَانَتْ بَاقِيَةً عَلَى الْجُودِيِّ مُدَّةً مَدِيدَةً . وَثَانِيهَا : أَنَّ اللَّهَ سَلَّمَ السَّفِينَةَ مِنَ الرِّيَاحِ الْمُزْعِجَةِ ، وَثَالِثُهَا : أَنَّ الْمَاءَ غِيضَ قَبْلَ نَفَاذِ الزَّادِ .
وَهَذَا غَيْرُ مُنَاسِبٍ لِوَصْفِ السَّفِينَةِ بِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا آيَةً ، وَقِيلَ : إِنَّ الضَّمِيرَ رَاجِعٌ فِي جَعَلْنَاهَا إِلَى الْوَاقِعَةِ أَوْ إِلَى النَّجَاةِ ، أَوْ إِلَى الْعُقُوبَةِ بِالْغَرَقِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ انْتِصَابُ
إِبْرَاهِيمَ بِالْعَطْفِ عَلَى
نُوحًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْهَاءِ فِي جَعَلْنَاهَا ، وَقِيلَ : مَنْصُوبٌ بِمُقَدَّرٍ أَيْ : وَاذْكُرْ
إِبْرَاهِيمَ .
وَإِذْ قَالَ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ أَيْ : وَأَرْسَلْنَا
إِبْرَاهِيمَ وَقْتَ قَوْلِهِ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ أَوْ جَعَلْنَا
إِبْرَاهِيمَ آيَةً وَقْتَ قَوْلِهِ هَذَا : أَوْ وَاذْكُرْ
إِبْرَاهِيمَ وَقْتَ قَوْلِهِ ، عَلَى أَنَّ الظَّرْفَ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ أَيْ : أَفْرِدُوهُ بِالْعِبَادَةِ وَخُصُّوهُ بِهَا وَاتَّقُوهُ أَنْ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ أَيْ : عِبَادَةُ اللَّهِ وَتَقْوَاهُ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ ، وَلَا خَيْرَ فِي الشِّرْكِ أَبَدًا ، وَلَكِنَّهُ خَاطَبَهُمْ بِاعْتِبَارِ اعْتِقَادِهِمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ ، أَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمًا تُمَيِّزُونَ بِهِ بَيْنَ مَا هُوَ خَيْرٌ وَمَا هُوَ شَرٌّ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ "
وَإِبْرَاهِيمَ " بِالنَّصْبِ ، وَوَجْهُهُ مَا قَدَّمْنَا .
وَقَرَأَ
النَّخَعِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو حَنِيفَةَ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ مُقَدَّرٌ أَيْ : وَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
إِبْرَاهِيمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا بَيَّنَ لَهُمْ
إِبْرَاهِيمُ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ مَا لَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ وَلَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ ، وَالْأَوْثَانُ هِيَ الْأَصْنَامُ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الصَّنَمُ مَا يُتَّخَذُ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ نُحَاسِ ، وَالْوَثَنُ مَا يُتَّخَذُ مِنْ جَصٍّ أَوْ حِجَارَةٍ .
وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْوَثَنُ الصَّنَمُ وَالْجَمْعُ أَوْثَانٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا أَيْ : وَتَكْذِبُونَ كَذِبًا عَلَى أَنَّ مَعْنَى تَخْلُقُونَ تَكْذِبُونَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : تَعْمَلُونَ وَتَنْحِتُونَ أَيْ : تَعْمَلُونَهَا وَتَنْحِتُونَهَا لِلْإِفْكِ .
قَالَ
الْحَسَنُ : مَعْنَى تَخْلُقُونَ تَنْحِتُونَ أَيْ : إِنَّمَا تَعْبُدُونَ أَوْثَانًا وَأَنْتُمْ تَصْنَعُونَهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " تَخْلُقُونَ " بِفَتْحِ الْفَوْقِيَّةِ وَسُكُونِ الْخَاءِ وَضَمِّ اللَّامِ ، مُضَارِعُ خَلَقَ وَ " إِفْكًا " بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَقَتَادَةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ ، وَاللَّامُ مُشَدَّدَةٌ ، وَالْأَصْلُ تَتَخَلَّقُونَ .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَهُ قَرَأَ بِضَمِّ التَّاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ مَكْسُورَةً .
وَقَرَأَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ وَفُضَيْلُ بْنُ وَرْقَانَ أَفِكًا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْفَاءِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْكَذِبِ ، أَوْ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : خَلْقًا أَفِكًا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا أَيْ : لَا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَرْزُقُوكُمْ شَيْئًا مِنَ الرِّزْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ أَيِ : اصْرِفُوا رَغْبَتَكُمْ فِي أَرْزَاقِكُمْ إِلَى اللَّهِ فَهُوَ الَّذِي عِنْدَهُ الرِّزْقُ كُلُّهُ فَاسْأَلُوهُ مِنْ فَضْلِهِ وَوَحِّدُوهُ دُونَ غَيْرِهِ وَاشْكُرُوا لَهُ أَيْ : عَلَى نَعْمَائِهِ ، فَإِنَّ الشُّكْرَ مُوجِبٌ لِبَقَائِهَا وَسَبَبٌ لِلْمَزِيدِ عَلَيْهَا ، يُقَالُ : شَكَرْتُهُ وَشَكَرْتُ لَهُ ، إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ بِالْمَوْتِ ثُمَّ بِالْبَعْثِ لَا إِلَى غَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ قِيلَ : هَذَا مِنْ قَوْلِ
إِبْرَاهِيمَ أَيْ : وَإِنْ تُكَذِّبُونِي فَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ لِغَيْرِي مِمَّنْ قَبْلَكُمْ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - أَيْ : وَإِنْ تُكَذِّبُوا
مُحَمَّدًا فَذَلِكَ عَادَةُ الْكُفَّارِ مَعَ مَنْ سَلَفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ لِقَوْمِهِ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ هِدَايَتُهُمْ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي وُسْعِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " أَوَلَمْ يَرَوْا " بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْخَبَرِ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : كَأَنَّهُ قَالَ : أَوَلَمْ يَرَ الْأُمَمُ .
وَقَرَأَ
أَبُو بَكْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ ،
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ لِقَوْمِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ
لِقُرَيْشٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " كَيْفَ يُبْدِئُ " بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ مِنْ أَبْدَأَ يُبْدِئُ .
وَقَرَأَ
الزُّبَيْرِيُّ ،
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِهَا مِنْ بَدَأَ يَبْدَأُ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ " كَيْفَ بَدَأَ " ، وَالْمَعْنَى أَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يَخْلُقُهُمُ اللَّهُ ابْتِدَاءً نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ ثُمَّ يُخْرِجُهُ إِلَى الدُّنْيَا ثُمَّ يَتَوَفَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْحَيَوَانَاتِ وَسَائِرُ النَّبَاتَاتِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ قُدْرَةَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْإِيجَادِ فَهُوَ الْقَادِرُ عَلَى الْإِعَادَةِ ، وَالْهَمْزَةُ لِإِنْكَارِ عَدَمِ رُؤْيَتِهِمْ ، وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=19إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِأَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَمْرًا قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .
ثُمَّ أَمَرَ - سُبْحَانَهُ -
إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَأْمُرَ قَوْمَهُ بِالْمَسِيرِ فِي الْأَرْضِ ،
[ ص: 1117 ] لِيَتَفَكَّرُوا وَيَعْتَبِرُوا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ وَاخْتِلَافِ أَلْوَانِهِمْ وَطَبَائِعِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ وَانْظُرُوا إِلَى مَسَاكِنِ الْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ وَالْأُمَمِ الْخَالِيَةِ وَآثَارِهِمْ لِتَعْلَمُوا بِذَلِكَ كَمَالَ قُدْرَةِ اللَّهِ .
وَقِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى : قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ سِيرُوا ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي بَدَأَ النَّشْأَةَ الْأُولَى وَخَلَقَهَا عَلَى تِلْكَ الْكَيْفِيَّةِ يُنْشِئُهَا نَشْأَةً ثَانِيَةً عِنْدَ الْبَعْثِ ، وَالْجُمْلَةُ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ دَاخِلَةٌ مَعَهَا فِي حَيِّزِ الْقَوْلِ ، وَجُمْلَةُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " النَّشْأَةَ " بِالْقَصْرِ وَسُكُونِ الشِّينِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِالْمَدِّ وَفَتْحُ الشِّينِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ كَالرَّأْفَةِ وَالرَّآفَةِ .
وَهِيَ مُنْتَصِبَةٌ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ بِحَذْفِ الزَّوَائِدِ ، وَالْأَصْلُ الْإِنْشَاءَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ أَيْ : هُوَ - سُبْحَانَهُ - بَعْدَ النَّشْأَةِ الْآخِرَةِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ تَعْذِيبَهُ وَهُمُ الْكُفَّارُ وَالْعُصَاةُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ رَحْمَتَهُ ، وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ الْمُصَدِّقُونَ لِرُسُلِهِ الْعَامِلُونَ بِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ أَيْ : تُرْجَعُونَ وَتُرَدُّونَ لَا إِلَى غَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَلَا مَنْ فِي السَّمَاءِ بِمُعْجِزِينَ اللَّهَ فِيهَا .
قَالَ : وَهُوَ كَمَا فِي قَوْلِ
حَسَّانَ :
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
أَيْ : وَمَنْ يَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءٌ .
وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ [ الصَّافَّاتِ : 164 ] أَيْ : إِلَّا مَنْ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يُعْجِزُهُ - سُبْحَانَهُ - أَهْلُ الْأَرْضِ وَلَا أَهْلُ السَّمَاءِ فِي السَّمَاءِ إِنْ عَصَوْهُ .
وَقَالَ
قُطْرُبٌ : إِنَّ مَعْنَى الْآيَةِ : وَلَا فِي السَّمَاءِ لَوْ كُنْتُمْ فِيهَا ، كَمَا تَقُولُ : لَا يَفُوتُنِي فُلَانٌ هَاهُنَا وَلَا
بِالْبَصْرَةِ : يَعْنِي وَلَا
بِالْبَصْرَةِ لَوْ صَارَ إِلَيْهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْمَعْنَى وَلَا مَنْ فِي السَّمَاءِ ، عَلَى أَنَّ مَنْ لَيْسَتْ مَوْصُولَةً بَلْ نَكِرَةً ، وَفِي السَّمَاءِ صِفَةٌ لَهَا ، فَأُقِيمَتِ الصِّفَةُ مَقَامَ الْمَوْصُوفِ ، وَرَدَّ ذَلِكَ
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ وَقَالَ : لَا يَجُوزُ ، وَرَجَّحَ مَا قَالَهُ
قُطْرُبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ مِنْ مَزِيدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ أَيْ : لَيْسَ لَكُمْ وَلِيٌّ يُوَالِيكُمْ وَلَا نَصِيرٌ يَنْصُرُكُمْ وَيَدْفَعُ عَنْكُمْ عَذَابَ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ الْمُرَادُ بِالْآيَاتِ التَّنْزِيلِيَّةُ أَوِ التَّكْوِينِيَّةُ أَوْ جَمِيعُهُمَا ، وَكَفَرُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ أَيْ : أَنْكَرُوا الْبَعْثَ وَمَا بَعْدَهُ وَلَمْ يَعْمَلُوا بِمَا أَخْبَرَتْهُمْ بِهِ رُسُلُ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ إِلَى الْكَافِرِينَ بِالْآيَاتِ وَاللِّقَاءِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي أَيْ : إِنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا آيِسُونَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ لَمْ يَنْجَعْ فِيهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ وَلَا مَا أَخْبَرَتْهُمْ بِهِ رُسُلُهُ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَّهُمْ يَيْئَسُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَهِيَ الْجَنَّةُ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ أَيِسُوا مِنَ الرَّحْمَةِ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ كَرَّرَ - سُبْحَانَهُ - الْإِشَارَةَ لِلتَّأْكِيدِ ، وَوَصَفَ الْعَذَابَ بِكَوْنِهِ أَلِيمًا لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ فِي غَايَةِ الشِّدَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29000_31855فَمَا كَانَ جَوَابُ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ هَذَا رُجُوعٌ إِلَى خِطَابِ
إِبْرَاهِيمَ بَعْدَ الِاعْتِرَاضِ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ خِطَابِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ خِطَابُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّهُ خِطَابٌ
لِإِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَالْكَلَامُ فِي سِيَاقِهِ سَابِقًا وَلَاحِقًا أَيْ : قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عِنْدِ الْمُشَاوَرَةِ بَيْنَهُمُ : افْعَلُوا
بِإِبْرَاهِيمَ أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ ، ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَجَعَلَهَا عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ أَيْ : فِي إِنْجَاءِ اللَّهِ
لِإِبْرَاهِيمَ لَآيَاتٍ بَيِّنَةً أَيْ : دَلَالَاتٍ وَاضِحَةً وَعَلَامَاتٍ ظَاهِرَةً عَلَى عَظِيمِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَبَدِيعِ صُنْعِهِ : حَيْثُ أَضْرَمُوا تِلْكَ النَّارَ الْعَظِيمَةَ وَأَلْقَوْهُ فِيهَا وَلَمْ تَحْرِقْهُ وَلَا أَثَّرَتْ فِيهِ أَثَرًا ، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالَةٍ مُخَالِفَةٍ لِمَا هُوَ شَأْنُ عُنْصُرِهَا مِنَ الْحَرَارَةِ وَالْإِحْرَاقِ ، وَإِنَّمَا خَصَّ الْمُؤْمِنُونَ ، لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يَعْتَبِرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - ، وَأَمَّا مَنْ عَدَاهُمْ فَهُمْ عَنْ ذَلِكَ غَافِلُونَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِنَصْبِ " جَوَابَ قَوْمِهِ " عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ وَمَا بَعْدَهُ اسْمُهَا .
وَقَرَأَ
سَالِمٌ الْأَفْطَسُ nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ،
وَالْحَسَنُ بِرَفْعِهِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ كَانَ وَمَا بَعْدَهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْخَبَرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَيْ : قَالَ
إِبْرَاهِيمُ لِقَوْمِهِ : أَيْ : لِلتَّوَادُدِ بَيْنَكُمْ وَالتَّوَاصُلِ لِاجْتِمَاعِكُمْ عَلَى عِبَادَتِهَا ، وَلِلْخَشْيَةِ مِنْ ذَهَابِ الْمَوَدَّةِ فِيمَا بَيْنَكُمْ إِنْ تَرَكْتُمْ عِبَادَتَهَا .
قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ " ، بِرَفْعِ مَوَدَّةَ غَيْرِ مُنَوَّنَةٍ ، وَإِضَافَتِهَا إِلَى بَيْنِكُمْ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ " مَوَدَّةٌ " بِرَفْعِهَا مُنَوَّنَةً .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَأَبُو بَكْرٍ بِنَصْبِ " مَوَدَّةَ " ، مُنَوَّنَةً ، وَنَصَبَ " بَيْنَكُمْ " عَلَى الظَّرْفِيَّةِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ وَحَفْصٌ بِنَصْبِ " مَوَدَّةَ " مُضَافَةً إِلَى بَيْنِكُمْ .
فَأَمَّا قِرَاءَةُ الرَّفْعِ فَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ لَهَا وَجْهَيْنِ : الْأَوَّلُ أَنَّهَا ارْتَفَعَتْ عَلَى خَبَرِ إِنَّ فِي إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ وَجَعَلَ مَا مَوْصُوفَةً ، وَالتَّقْدِيرُ : إِنَّ الَّذِي اتَّخَذْتُمُوهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ .
وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَنْ تَكُونَ عَلَى إِضْمَارِ مُبْتَدَأٍ أَيْ : هِيَ مَوَدَّةٌ أَوْ تِلْكَ مَوَدَّةٌ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْمَوَدَّةَ هِيَ الَّتِي جَمَعَتْكُمْ عَلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَاتِّخَاذِهَا .
قِيلَ : وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَوَدَّةُ مُرْتَفِعَةً بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
وَمَنْ قَرَأَ بِرَفْعِ " مَوَدَّةَ " مُنَوَّنَةً فَتَوْجِيهُهُ كَالْقِرَاءَةِ الْأُولَى ، وَنَصْبِ بَيْنِكُمْ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ .
وَمَنْ قَرَأَ بِنَصْبِ مَوَدَّةٍ وَلَمْ يُنَوِّنْهَا جَعْلَهَا مَفْعُولَ اتَّخَذْتُمْ وَجَعَلَ إِنَّمَا حَرْفًا وَاحِدًا لِلْحَصْرِ ، وَهَكَذَا مَنْ نَصَبَهَا وَنَوَّنَهَا .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النَّصْبُ فِي هَاتَيْنِ الْقِرَاءَتَيْنِ عَلَى أَنَّ الْمَوَدَّةَ عِلَّةٌ فَهِيَ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ ، وَعَلَى قِرَاءَةِ الرَّفْعِ يَكُونُ مَفْعُولُ اتَّخَذْتُمُ الثَّانِي مَحْذُوفًا أَيْ : أَوْثَانًا آلِهَةً ، وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ مَا فِي قَوْلِهِ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مَوْصُولَةٌ يَكُونُ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ضَمِيرَهَا أَيِ : اتَّخَذْتُمُوهُ ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي أَوْثَانًا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ أَيْ : يَكْفُرُ بَعْضُ هَؤُلَاءِ الْمُتَّخِذِينَ لِلْأَوْثَانِ الْعَابِدِينَ لَهَا بِالْبَعْضِ الْآخَرِ مِنْهُمْ فَيَتَبَرَّأُ الْقَادَةُ مِنَ الْأَتْبَاعِ ، وَالْأَتْبَاعُ مِنَ الْقَادَةِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى يَتَبَرَّأُ الْعَابِدُونَ لِلْأَوْثَانِ مِنَ الْأَوْثَانِ وَتَتَبَرَّأُ الْأَوْثَانُ مِنَ الْعَابِدِينَ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيْ : يَلْعَنُ كُلُّ فَرِيقٍ الْآخَرَ عَلَى التَّفْسِيرَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ أَيِ :
[ ص: 1118 ] الْكُفَّارُ ، وَقِيلَ : يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الْأَوْثَانُ أَيْ : هِيَ مَنْزِلُكُمُ الَّذِي تَأْوُونَ إِلَيْهِ وَمَا لَكَمْ مِنْ نَاصِرِينَ يُخَلِّصُونَكُمْ مِنْهَا بِنُصْرَتِهِمْ لَكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ أَيْ : آمَنَ
لِإِبْرَاهِيمَ لُوطٌ فَصَدَّقَهُ فِي جَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ إِلَّا حِينَ رَأَى النَّارَ لَا تَحْرِقُهُ ، وَكَانَ
لُوطٌ ابْنَ أَخِي
إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي قَالَ
النَّخَعِيُّ ،
وَقَتَادَةُ : الَّذِي قَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي هُوَ
إِبْرَاهِيمُ .
قَالَ
قَتَادَةُ : هَاجَرَ مِنْ
" كُوثَى " وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ سَوَادِ
الْكُوفَةِ إِلَى
حَرَّانَ ثُمَّ إِلَى
الشَّامِ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ
لُوطٌ وَامْرَأَتُهُ
سَارَةُ ، وَالْمَعْنَى : إِنِّي مُهَاجِرٌ عَنْ دَارِ قَوْمِي إِلَى حَيْثُ أَعْبُدُ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أَيِ : الْغَالِبُ الَّذِي أَفْعَالُهُ جَارِيَةٌ عَلَى مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ .
وَقِيلَ : إِنَّ الْقَائِلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي هُوَ
لُوطٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِرُجُوعِ الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَى
إِبْرَاهِيمَ ، وَكَذَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ، وَكَذَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ فَإِنَّ هَذِهِ الضَّمَائِرَ كُلَّهَا
لِإِبْرَاهِيمَ بِلَا خِلَافٍ أَيْ : مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْأَوْلَادِ ، فَوَهَبَ لَهُ
إِسْحَاقَ وَلَدًا لَهُ
وَيَعْقُوبَ وَلَدًا لِوَلَدِهِ
إِسْحَاقَ وَجَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَ
إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مِنْ صُلْبِهِ ، وَوَحَّدَ الْكِتَابَ لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِيهِ لِلْجِنْسِ الشَّامِلِ لِلْكُتُبِ ، وَالْمُرَادُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ وَالزَّبُورُ وَالْقُرْآنُ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُ أُعْطِيَ فِي الدُّنْيَا الْأَوْلَادُ ، وَأَخْبَرَهُ اللَّهُ بِاسْتِمْرَارِ النُّبُوَّةِ فِيهِمْ ، وَذَلِكَ مِمَّا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ وَيَزْدَادُ بِهِ سُرُورُهُ ، وَقِيلَ : أَجْرُهُ فِي الدُّنْيَا أَنَّ أَهْلَ الْمِلَلِ كُلِّهَا تَدَّعِيهِ وَتَقُولُ هُوَ مِنْهُمْ .
وَقِيلَ : أَعْطَاهُ فِي الدُّنْيَا عَمَلًا صَالِحًا وَعَاقِبَةً حَسَنَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ أَيِ : الْكَامِلِينَ فِي الصَّلَاحِ الْمُسْتَحِقِّينَ لِتَوْفِيرِ الْأُجْرَةِ وَكَثْرَةِ الْعَطَاءِ مِنَ الرَّبِّ - سُبْحَانَهُ - .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : بَعْثُ اللَّهِ
نُوحًا وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَبِثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ سِتِّينَ سَنَةً حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ وَفَشَوْا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=31827عُمْرُ نُوحٍ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ إِلَى قَوْمِهِ وَبَعْدَ مَا بُعِثَ أَلْفًا وَسَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
عَوْفِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ
نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ وَثَلَاثِمَائَةِ سَنَةٍ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ، ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ خَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ ذَمِّ الدُّنْيَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكِ قَالَ : جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى
نُوحٍ فَقَالَ : يَا أَطْوَلَ النَّبِيِّينَ عُمْرًا كَيْفَ وَجَدْتَ الدُّنْيَا وَلَذَّتَهَا ؟ قَالَ : كَرَجُلٍ دَخَلَ بَيْتًا لَهُ بَابَانِ ، فَقَالَ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ هُنَيْهَةً ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=15وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ قَالَ : أَبْقَاهَا اللَّهُ آيَةً فَهِيَ عَلَى
الْجُودِيِّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا قَالَ : تَقُولُونَ كَذِبًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : النَّشْأَةُ الْآخِرَةُ قَالَ : هِيَ الْحَيَاةُ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَهُوَ النُّشُورُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ : فَآمَنَ لَهُ
لُوطٌ قَالَ : صَدَقَ
لُوطٌ إِبْرَاهِيمَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021046nindex.php?page=treesubj&link=31275_29287أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْحَبَشَةِ بِأَهْلِهِ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : صَحِبَهُمَا اللَّهُ ، إِنَّ عُثْمَانَ لِأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مِنْدَهْ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=64أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : "
هَاجَرَ عُثْمَانُ إِلَى الْحَبَشَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ فِي الْكُنَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
مَا كَانَ بَيْنَ عُثْمَانَ وَبَيْنَ رُقَيَّةَ وَبَيْنَ لُوطٍ مُهَاجِرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ كَمَا هَاجَرَ
لُوطٌ إِلَى
إِبْرَاهِيمَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَالَ هُمَا وَلَدَا
إِبْرَاهِيمَ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا قَالَ إِنَّ اللَّهَ وَصَّى أَهْلَ الْأَدْيَانِ بِدِينِهِ فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ دِينٌ إِلَّا وَهُمْ يَقُولُونَ
إِبْرَاهِيمَ وَيَرْضَوْنَ بِهِ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا قَالَ الذِّكْرُ الْحَسَنُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْوَلَدُ الصَّالِحُ وَالثَّنَاءُ ، وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : هُمَا وَلَدَا
إِبْرَاهِيمَ لَعَلَّهُ يُرِيدُ وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ ، لِأَنَّ وَلَدَ الْوَلَدِ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ ، وَمِثْلُ هَذَا لَا يَخْفَى عَلَى مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فَهُوَ حَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ عَنْهُ هِيَ مِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيِّ ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021048إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ .