[ ص: 1241 ] nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29008_28766_30362فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( 50 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قال قائل منهم إني كان لي قرين ( 51 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52يقول أئنك لمن المصدقين ( 52 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ( 53 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قال هل أنتم مطلعون ( 54 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فاطلع فرآه في سواء الجحيم ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56قال تالله إن كدت لتردين ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أفما نحن بميتين ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=60إن هذا لهو الفوز العظيم ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لمثل هذا فليعمل العاملون ( 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ( 62 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=63إنا جعلناها فتنة للظالمين ( 63 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ( 64 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طلعها كأنه رءوس الشياطين ( 65 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ( 66 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ( 67 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=68ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ( 68 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69إنهم ألفوا آباءهم ضالين ( 69 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=70فهم على آثارهم يهرعون ( 70 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=71ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ( 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=72ولقد أرسلنا فيهم منذرين ( 72 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=73فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ( 73 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=74إلا عباد الله المخلصين ( 74 ) .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون معطوف على ( يطاف ) أي : يسأل هذا ذاك ، وذاك هذا حال شربهم عن أحوالهم التي كانت في الدنيا ، وذلك من تمام نعيم الجنة ، والتقدير : فيقبل بعضهم على بعض ، وإنما عبر عنه بالماضي للدلالة على تحقق وقوعه .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قال قائل منهم أي : قال قائل من
nindex.php?page=treesubj&link=30412أهل الجنة في حال إقبال بعضهم على بعض بالحديث وسؤال بعضهم لبعض nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51إني كان لي قرين أي : صاحب ملازم لي في الدنيا كافر بالبعث منكر له .
كما يدل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52أئنك لمن المصدقين يعني بالبعث والجزاء ، وهذا الاستفهام من القرين لتوبيخ ذلك المؤمن وتبكيته بإيمانه وتصديقه بما وعد الله به من البعث ، وكان هذا القول منه في الدنيا .
ثم ذكر ما يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=28760الاستبعاد للبعث عنده وفي زعمه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون أي : مجزيون بأعمالنا ومحاسبون بها بعد أن صرنا ترابا وعظاما ، وقيل : معنى " مدينون " مسوسون ، يقال : دانه : إذا ساسه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : قرينه شريكه ، وقيل : أراد بالقرين الشيطان الذي يقارنه وأنه كان يوسوس إليه بإنكار البعث ، وقد مضى ذكر قصتهما في سورة الكهف ، والاختلاف في اسميهما ، قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52لمن المصدقين بتخفيف الصاد من التصديق ، أي : لمن المصدقين بالبعث ، وقرئ بتشديدها ، ولا أدري من قرأ بها ، ومعناها بعيد لأنها من التصدق لا من التصديق ، ويمكن تأويلها بأنه أنكر عليه التصدق بماله لطلب الثواب ، وعلل ذلك باستبعاد البعث .
وقد اختلف القراء في هذه الاستفهامات الثلاثة ، فقرأ
نافع الأولى والثانية بالاستفهام بهمزة ، والثالثة بكسر الألف من غير استفهام ، ووافقه
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي إلا أنه يستفهم الثالثة بهمزتين ،
وابن عامر الأولى والثالثة بهمزتين ، والثانية بكسر الألف من غير استفهام ، والباقون بالاستفهام في جميعها .
ثم اختلفوا ،
فابن كثير يستفهم بهمزة واحدة غير مطولة وبعده ساكنة خفيفة ،
وأبو عمرو مطولة ،
وعاصم ،
وحمزة بهمزتين .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قال هل أنتم مطلعون القائل هو المؤمن الذي في الجنة بعد ما حكى لجلسائه فيها ما قاله له قرينه في الدنيا أي : هل أنتم مطلعون إلى أهل النار ; لأريكم ذلك القرين الذي قال لي تلك المقالة كيف منزلته في النار ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الاستفهام هو بمعنى الأمر أي : اطلعوا ، وقيل : القائل هو الله - سبحانه - ، وقيل : الملائكة ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فاطلع فرآه في سواء الجحيم أي : فاطلع على النار ذلك المؤمن الذي صار يحدث أصحابه في الجنة بما قال له قرينه في الدنيا ، فرأى قرينه في وسط الجحيم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : سواء كل شيء وسطه .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54مطلعون بتشديد الطاء مفتوحة وبفتح النون ، فاطلع ماضيا مبنيا للفاعل من الطلوع .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ورويت هذه القراءة عن
أبي عمرو " مطلعون " بسكون الطاء وفتح النون " فأطلع " بقطع الهمزة مضمومة وكسر اللام ماضيا مبنيا للمفعول .
قال
النحاس : " فأطلع " فيه قولان على هذه القراءة أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا أي : فأطلع أنا ، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام ، والقول الثاني أن يكون فعلا ماضيا ، وقرأ
حماد بن أبي عمار " مطلعون " بتخفيف الطاء وكسر النون " فاطلع " مبنيا للمفعول ، وأنكر هذه القراءة
أبو حاتم وغيره .
قال
النحاس : هي لحن ؛ لأنه لا يجوز الجمع بين النون والإضافة ، ولو كان مضافا لقال هل أنتم مطلعي ، وإن كان
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء قد حكيا مثله وأنشدا :
هم القائلون الخير والآمرونه إذا ما خشوا من محدث الدهر معظما
ولكنه شاذ خارج عن كلام العرب .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56قال تالله إن كدت لتردين أي : قال ذلك الذي من أهل الجنة لما اطلع على قرينه ورآه في النار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تالله إن كدت لتردين ) أي : لتهلكني بالإغواء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : لتردين لتهلكني ، والرد الهلاك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : لو قيل : لتردين لتوقعني في النار لكان جائزا .
قال
مقاتل : المعنى والله لقد كدت أن تغويني فأنزل منزلتك ، والمعنى متقارب ، فمن أغوى إنسانا فقد أهلكه .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أي : لولا رحمة ربي وإنعامه علي بالإسلام وهدايتي إلى الحق وعصمتي عن الضلال لكنت من المحضرين معك في النار . قال
الفراء أي : لكنت معك في النار محضرا . قال
الماوردي : وأحضر لا يستعمل إلا في الشر .
ولما تمم كلامه مع ذلك القرين الذي هو في النار عاد إلى مخاطبة جلسائه من أهل الجنة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أفما نحن بميتين ، والهمزة للاستفهام التقريري وفيها معنى التعجيب ، والفاء للعطف على محذوف كما في نظائره أي : أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59إلا موتتنا الأولى التي كانت في الدنيا ، وقوله هذا كان على طريقة الابتهاج والسرور بما أنعم الله عليهم من نعيم الجنة الذي لا ينقطع وأنهم مخلدون لا يموتون أبدا ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59وما نحن بمعذبين هو من تمام كلامه أي : وما نحن بمعذبين كما يعذب الكفار .
ثم قال مشيرا إلى ما هم فيه من النعيم
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=60إن هذا لهو الفوز العظيم أي : إن هذا الأمر العظيم والنعيم المقيم والخلود الدائم الذي نحن فيه لهو الفوز العظيم الذي لا يقادر قدره ولا يمكن الإحاطة بوصفه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لمثل هذا فليعمل العاملون من تمام كلامه أي : لمثل هذا العطاء والفضل العظيم فليعمل العاملون ، فإن هذه هي التجارة الرابحة ، لا العمل للدنيا الزائلة فإنها صفقة خاسرة نعيمها منقطع وخيرها زائل وصاحبها عن قريب منها راحل .
وقيل : إن هذا من قول الله - سبحانه - ، وقيل : من قول الملائكة ، والأول
[ ص: 1242 ] أولى .
قرأ الجمهور " بميتين " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي " بمايتين " وانتصاب ( إلا موتتنا ) على المصدرية ، والاستثناء مفرغ ، ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا . أي : لكن الموتة الأولى التي كانت في الدنيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم الإشارة بقوله ذلك إلى ما ذكره من نعيم الجنة ، وهو مبتدأ وخبره ( خير ) ، و ( نزلا ) تمييز ، والنزل في اللغة الرزق الذي يصلح أن ينزلوا معه ويقيموا فيه والخيرية بالنسبة إلى ما اختاره الكفار على غيره .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى أذلك خير في باب الإنزال التي يبقون بها نزلا أم نزل أهل النار ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أم شجرة الزقوم وهو ما يكره تناوله .
قال
الواحدي : وهو شيء مر كريه يكره أهل النار على تناوله فهم يتزقمونه ، وهي على هذا مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد لكراهتها ونتنها .
واختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التي يعرفها العرب أم لا على قولين : أحدهما أنها معروفة من شجر الدنيا فقال
قطرب : إنها شجرة مرة تكون بتهامة من أخبث الشجر . وقال غيره : بل هو كل نبات قاتل .
القول الثاني أنها غير معروفة في شجر الدنيا .
قال
قتادة : لما ذكر الله هذه الشجرة افتتن بها الظلمة فقالوا : كيف تكون
nindex.php?page=treesubj&link=30442في النار شجرة . فأنزل الله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=63إنا جعلناها فتنة للظالمين قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : حين افتتنوا بها وكذبوا بوجودها .
وقيل : معنى جعلها فتنة لهم : أنها محنة لهم لكونها يعذبون بها ، والمراد بالظالمين هنا الكفار أو أهل المعاصي الموجبة للنار .
ثم بين - سبحانه - أوصاف هذه الشجرة ردا على منكريها فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم أي : في قعرها ، قال
الحسن : أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها .
ثم قال
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طلعها كأنه رءوس الشياطين أي : ثمرها وما تحمله كأنه في تناهي قبحه وشناعة منظره رءوس الشياطين ، فشبه المحسوس بالمتخيل ، وإن كان غير مرئي للدلالة على أنه غاية في القبح كما تقول في تشبيه من يستقبحونه : كأنه شيطان ، وفي تشبيه من يستحسنونه : كأنه ملك ، كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم [ يوسف : 31 ] ومنه قول
امرئ القيس :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : الشياطين حيات لها رءوس وأعراف ، وهي من أقبح الحيات وأخبثها وأخفها جسما .
وقيل : إن
nindex.php?page=treesubj&link=30442_30434رءوس الشياطين اسم لنبت قبيح معروف
باليمن يقال له : الأستن ، ويقال : له الشيطان . قال
النحاس : وليس ذلك معروفا عند العرب .
وقيل : هو شجر خشن منتن مر منكر الصورة يسمى ثمره رءوس الشياطين .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فإنهم لآكلون منها أي : من الشجرة أو من طلعها ، والتأنيث لاكتساب الطلع التأنيث من إضافته إلى الشجرة
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فمالئون منها البطون وذلك أنهم يكرهون على أكلها حتى تمتلئ بطونهم ، فهذا طعامهم وفاكهتهم بدل رزق أهل الجنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثم إن لهم عليها بعد الأكل منها
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67لشوبا من حميم الشوب الخلط .
قال
الفراء : يقال : شاب طعامه وشرابه : إذا خلطهما بشيء يشوبهما شوبا وشيابة ، والحميم الماء الحار .
فأخبر - سبحانه - أنه يشاب لهم طعامهم من تلك الشجرة بالماء الحار ليكون أفظع لعذابهم وأشنع لحالهم كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [ محمد : 15 ] : قرأ الجمهور شوبا بفتح الشين ، وهو مصدر ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان النحوي بالضم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المفتوح مصدر ، والمضموم اسم بمعنى المشوب ، كالنقص بمعنى المنقوص .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=68ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم أي : مرجعهم بعد شرب الحميم وأكل الزقوم إلى الجحيم ، وذلك أنهم يوردون الحميم لشربه ، وهو خارج الجحيم كما تورد الإبل ، ثم يردون إلى الجحيم كما في قوله - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يطوفون بينها وبين حميم آن [ الرحمن : 44 ] وقيل : إن الزقوم والحميم نزل يقدم إليهم قبل دخولها .
قال
أبو عبيدة : ثم بمعنى الواو ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم " .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69إنهم ألفوا أي : وجدوا
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69آباءهم ضالين تعليل لاستحقاقهم ما تقدم ذكره أي : صادفوهم كذلك فاقتدوا بهم تقليدا وضلالة لا لحجة أصلا .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=70فهم على آثارهم يهرعون الإهراع الإسراع . قال
الفراء : الإهراع : الإسراع برعدة . وقال
أبو عبيدة : يهرعون : يستحثون من خلفهم ، يقال : جاء فلان يهرع إلى النار : إذا استحثه البرد إليها . وقال
المفضل يزعجون من شدة الإسراع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هرع وأهرع : إذا استحث وانزعج ، والمعنى : يتبعون آباءهم في سرعة كأنهم يزعجون إلى اتباع آبائهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=71ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين أي : ضل قبل هؤلاء المذكورين أكثر الأولين من الأمم الماضية .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=72ولقد أرسلنا فيهم منذرين أي : أرسلنا في هؤلاء الأولين رسلا أنذروهم العذاب وبينوا لهم الحق فلم ينجع ذلك فيهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=73فانظر كيف كان عاقبة المنذرين أي : الذين أنذرتهم الرسل فإنهم صاروا إلى النار .
قال
مقاتل : يقول كان عاقبتهم العذاب ، يحذر كفار
مكة .
ثم استثنى عباده المؤمنين فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=74إلا عباد الله المخلصين أي : إلا من أخلصهم الله بتوفيقهم إلى الإيمان والتوحيد ، وقرئ " المخلصين " بكسر اللام أي : الذين أخلصوا لله طاعاتهم ولم يشوبوها بشيء مما يغيرها .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وهناد ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال : اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال : لقد رأيت جماجم القوم تغلي .
وأخرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قول الله لأهل الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=19كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون [ الطور : 19 ، المرسلات : 43 ] قال هنيئا أي : لا تموتون فيها فعند ذلك قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم قال : هذا قول الله
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لمثل هذا فليعمل العاملون .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021261كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يده في يدي ، فرأى جنازة فأسرع المشي حتى أتى [ ص: 1243 ] القبر ، ثم جثا على ركبتيه فجعل يبكي حتى بل الثرى ، ثم قال : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لمثل هذا فليعمل العاملون .
وأخرج
ابن مردويه عن
أنس قال :
دخلت مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على مريض يجود بنفسه فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لمثل هذا فليعمل العاملون .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
مر أبو جهل برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو جالس ، فلما بعد قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=34أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى [ القيامة : 34 ، 35 ] ، فلما سمع أبو جهل قال : من توعد يا محمد ؟ قال : إياك ، قال : بما توعدني ؟ قال : أوعدك بالعزيز الكريم ، فقال أبو جهل : أليس أنا العزيز الكريم ؟ فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إن شجرة الزقوم طعام الأثيم [ الدخان : 43 ، 44 ] إلى قوله nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذق إنك أنت العزيز الكريم [ الدخان : 49 ] فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه ، فأخرج إليهم زبدا وتمرا فقال : تزقموا من هذا . فوالله ما يتوعدكم محمد إلا بهذا ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عنه قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثم إن لهم عليها لشوبا قال : لمزجا .
وأخرج
ابن المنذر عنه أيضا قال في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67لشوبا من حميم يخالط طعامهم ويشاب بالحميم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء ويقيل هؤلاء أهل الجنة وأهل النار ، وقرأ " ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم " .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69إنهم ألفوا آباءهم ضالين قال : وجدوا آباءهم .
[ ص: 1241 ] nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29008_28766_30362فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ( 50 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ( 51 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ( 52 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ( 53 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ( 54 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=60إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ( 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ( 62 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=63إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ( 63 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ( 64 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ( 65 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( 66 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ( 67 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=68ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ( 68 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ( 69 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=70فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ( 70 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=71وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ( 71 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=72وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ ( 72 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=73فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ( 73 )
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=74إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ( 74 ) .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ مَعْطُوفٌ عَلَى ( يُطَافُ ) أَيْ : يَسْأَلُ هَذَا ذَاكَ ، وَذَاكَ هَذَا حَالَ شُرْبِهِمْ عَنْ أَحْوَالِهِمُ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا ، وَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ نَعِيمِ الْجَنَّةِ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَيُقْبِلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَإِنَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ بِالْمَاضِي لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَحَقُّقِ وُقُوعِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَيْ : قَالَ قَائِلٌ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30412أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي حَالِ إِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْحَدِيثِ وَسُؤَالِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ أَيْ : صَاحِبٌ مُلَازِمٌ لِي فِي الدُّنْيَا كَافِرٌ بِالْبَعْثِ مُنْكِرٌ لَهُ .
كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ يَعْنِي بِالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ ، وَهَذَا الِاسْتِفْهَامُ مِنَ الْقَرِينِ لِتَوْبِيخِ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِ وَتَبْكِيتِهِ بِإِيمَانِهِ وَتَصْدِيقِهِ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْبَعْثِ ، وَكَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا .
ثُمَّ ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28760الِاسْتِبْعَادِ لِلْبَعْثِ عِنْدَهُ وَفِي زَعْمِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ أَيْ : مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِنَا وَمُحَاسَبُونَ بِهَا بَعْدَ أَنْ صِرْنَا تُرَابًا وَعِظَامًا ، وَقِيلَ : مَعْنَى " مَدِينُونَ " مَسُوسُونَ ، يُقَالُ : دَانَهُ : إِذَا سَاسَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قَرِينُهُ شَرِيكُهُ ، وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْقَرِينِ الشَّيْطَانَ الَّذِي يُقَارِنُهُ وَأَنَّهُ كَانَ يُوَسْوِسُ إِلَيْهِ بِإِنْكَارِ الْبَعْثِ ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ قِصَّتِهِمَا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَالِاخْتِلَافُ فِي اسْمَيْهِمَا ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ بِتَخْفِيفِ الصَّادِ مِنَ التَّصْدِيقِ ، أَيْ : لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ بِالْبَعْثِ ، وَقُرِئَ بِتَشْدِيدِهَا ، وَلَا أَدْرِي مَنْ قَرَأَ بِهَا ، وَمَعْنَاهَا بَعِيدٌ لِأَنَّهَا مِنَ التَّصَدُّقِ لَا مِنَ التَّصْدِيقِ ، وَيُمْكِنُ تَأْوِيلُهَا بِأَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَيْهِ التَّصَدُّقَ بِمَالِهِ لِطَلَبٍ الثَّوَابِ ، وَعَلَّلَ ذَلِكَ بِاسْتِبْعَادِ الْبَعْثِ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي هَذِهِ الِاسْتِفْهَامَاتِ الثَّلَاثَةِ ، فَقَرَأَ
نَافِعٌ الْأُولَى وَالثَّانِيَةَ بِالِاسْتِفْهَامِ بِهَمْزَةٍ ، وَالثَّالِثَةَ بِكَسْرِ الْأَلِفِ مِنْ غَيْرِ اسْتِفْهَامٍ ، وَوَافَقَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ إِلَّا أَنَّهُ يَسْتَفْهِمُ الثَّالِثَةَ بِهَمْزَتَيْنِ ،
وَابْنُ عَامِرٍ الْأُولَى وَالثَّالِثَةَ بِهَمْزَتَيْنِ ، وَالثَّانِيَةَ بِكَسْرِ الْأَلِفِ مِنْ غَيْرِ اسْتِفْهَامٍ ، وَالْبَاقُونَ بِالِاسْتِفْهَامِ فِي جَمِيعِهَا .
ثُمَّ اخْتَلَفُوا ،
فَابْنُ كَثِيرٍ يَسْتَفْهِمُ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ غَيْرِ مُطَوَّلَةٍ وَبَعْدَهُ سَاكِنَةٌ خَفِيفَةٌ ،
وَأَبُو عَمْرٍو مُطَوَّلَةٍ ،
وَعَاصِمٌ ،
وَحَمْزَةُ بِهَمْزَتَيْنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ الْقَائِلُ هُوَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ بَعْدَ مَا حَكَى لِجُلَسَائِهِ فِيهَا مَا قَالَهُ لَهُ قَرِينُهُ فِي الدُّنْيَا أَيْ : هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ إِلَى أَهْلِ النَّارِ ; لِأُرِيَكُمْ ذَلِكَ الْقَرِينَ الَّذِي قَالَ لِي تِلْكَ الْمَقَالَةَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ فِي النَّارِ ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الِاسْتِفْهَامُ هُوَ بِمَعْنَى الْأَمْرِ أَيِ : اطَّلِعُوا ، وَقِيلَ : الْقَائِلُ هُوَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - ، وَقِيلَ : الْمَلَائِكَةُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ أَيْ : فَاطَّلَعَ عَلَى النَّارِ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي صَارَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ فِي الْجَنَّةِ بِمَا قَالَ لَهُ قَرِينُهُ فِي الدُّنْيَا ، فَرَأَى قَرِينَهُ فِي وَسَطِ الْجَحِيمِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : سَوَاءُ كُلِّ شَيْءٍ وَسَطُهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54مُطَّلِعُونَ بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ مَفْتُوحَةً وَبِفَتْحِ النُّونِ ، فَاطَّلَعَ مَاضِيًا مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ مِنَ الطُّلُوعِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو " مُطْلِعُونَ " بِسُكُونِ الطَّاءِ وَفَتْحِ النُّونِ " فَأُطْلِعَ " بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَضْمُومَةً وَكَسْرِ اللَّامِ مَاضِيًا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : " فَأُطْلِعَ " فِيهِ قَوْلَانِ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ فِعْلًا مُسْتَقْبَلًا أَيْ : فَأَطَّلِعُ أَنَا ، وَيَكُونُ مَنْصُوبًا عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنْ يَكُونَ فِعْلًا مَاضِيًا ، وَقَرَأَ
حَمَّادُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ " مُطْلِعُونِ " بِتَخْفِيفِ الطَّاءِ وَكَسْرِ النُّونِ " فَاطُّلِعَ " مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَأَنْكَرَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : هِيَ لَحْنٌ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْجَمْعُ بَيْنَ النُّونِ وَالْإِضَافَةِ ، وَلَوْ كَانَ مُضَافًا لَقَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعِيَّ ، وَإِنْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ قَدْ حَكَيَا مِثْلَهُ وَأَنْشَدَا :
هُمُ الْقَائِلُونَ الْخَيْرَ وَالْآمِرُونَهُ إِذَا مَا خَشُوا مِنْ مُحْدَثِ الدَّهْرِ مُعْظَمًا
وَلَكِنَّهُ شَاذٌّ خَارِجٌ عَنْ كَلَامِ الْعَرَبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ أَيْ : قَالَ ذَلِكَ الَّذِي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَمَّا اطَّلَعَ عَلَى قَرِينِهِ وَرَآهُ فِي النَّارِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ) أَيْ : لَتُهْلِكُنِي بِالْإِغْوَاءِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : لَتُرْدِينِ لَتُهْلِكُنِي ، وَالرَّدُّ الْهَلَاكُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : لَوْ قِيلَ : لَتُرْدِينِ لَتُوقِعُنِي فِي النَّارِ لَكَانَ جَائِزًا .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : الْمَعْنَى وَاللَّهِ لَقَدْ كِدْتَ أَنْ تُغْوِيَنِي فَأَنْزِلُ مَنْزِلَتَكَ ، وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ ، فَمَنْ أَغْوَى إِنْسَانًا فَقَدْ أَهْلَكَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَيْ : لَوْلَا رَحْمَةُ رَبِّي وَإِنْعَامُهُ عَلَيَّ بِالْإِسْلَامِ وَهِدَايَتِي إِلَى الْحَقِّ وَعِصْمَتِي عَنِ الضَّلَالِ لَكُنْتُ مِنَ الْمَحْضَرِينَ مَعَكَ فِي النَّارِ . قَالَ
الْفَرَّاءُ أَيْ : لَكُنْتُ مَعَكَ فِي النَّارِ مُحْضَرًا . قَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : وَأُحْضِرَ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي الشَّرِّ .
وَلَمَّا تَمَّمَ كَلَامَهُ مَعَ ذَلِكَ الْقَرِينِ الَّذِي هُوَ فِي النَّارِ عَادَ إِلَى مُخَاطَبَةِ جُلَسَائِهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ، وَالْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيِّ وَفِيهَا مَعْنَى التَّعْجِيبِ ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مَحْذُوفٍ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ أَيْ : أَنَحْنُ مُخَلَّدُونَ مُنَعَّمُونَ فَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا ، وَقَوْلُهُ هَذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةِ الِابْتِهَاجِ وَالسُّرُورِ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ وَأَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ لَا يَمُوتُونَ أَبَدًا ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ هُوَ مِنْ تَمَامِ كَلَامِهِ أَيْ : وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ كَمَا يُعَذَّبُ الْكُفَّارُ .
ثُمَّ قَالَ مُشِيرًا إِلَى مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=60إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أَيْ : إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ الْعَظِيمَ وَالنَّعِيمَ الْمُقِيمَ وَالْخُلُودَ الدَّائِمَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يُقَادَرُ قَدْرُهُ وَلَا يُمْكِنُ الْإِحَاطَةُ بِوَصْفِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ مِنْ تَمَامِ كَلَامِهِ أَيْ : لِمِثْلِ هَذَا الْعَطَاءِ وَالْفَضْلِ الْعَظِيمِ فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ، فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ التِّجَارَةُ الرَّابِحَةُ ، لَا الْعَمَلُ لِلدُّنْيَا الزَّائِلَةِ فَإِنَّهَا صَفْقَةٌ خَاسِرَةٌ نَعِيمُهَا مُنْقَطِعٌ وَخَيْرُهَا زَائِلٌ وَصَاحِبُهَا عَنْ قَرِيبٍ مِنْهَا رَاحِلٌ .
وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا مِنْ قَوْلِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - ، وَقِيلَ : مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ ، وَالْأَوَّلُ
[ ص: 1242 ] أَوْلَى .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " بِمَيِّتِينَ " وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ " بِمَايِتِينَ " وَانْتِصَابُ ( إِلَّا مَوْتَتَنَا ) عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعًا . أَيْ : لَكِنَّ الْمَوْتَةَ الْأُولَى الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ ذَلِكَ إِلَى مَا ذَكَرَهُ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ ( خَيْرٌ ) ، وَ ( نُزُلًا ) تَمْيِيزٌ ، وَالنُّزُلُ فِي اللُّغَةِ الرِّزْقُ الَّذِي يَصْلُحُ أَنْ يَنْزِلُوا مَعَهُ وَيُقِيمُوا فِيهِ وَالْخَيْرِيَّةُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا اخْتَارَهُ الْكُفَّارُ عَلَى غَيْرِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى أَذَلِكَ خَيْرٌ فِي بَابِ الْإِنْزَالِ الَّتِي يَبْقُونَ بِهَا نُزُلًا أَمْ نُزُلُ أَهْلِ النَّارِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=62أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ وَهُوَ مَا يُكْرَهُ تَنَاوُلُهُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَهُوَ شَيْءٌ مُرٌّ كَرِيهٌ يُكْرَهُ أَهْلُ النَّارِ عَلَى تَنَاوُلِهِ فَهُمْ يَتَزَقَّمُونَهُ ، وَهِيَ عَلَى هَذَا مُشْتَقَّةٌ مِنَ التَّزَقُّمِ وَهُوَ الْبَلْعُ عَلَى جُهْدٍ لِكَرَاهَتِهَا وَنَتَنِهَا .
وَاخْتُلِفَ فِيهَا هَلْ هِيَ مِنْ شَجَرِ الدُّنْيَا الَّتِي يَعْرِفُهَا الْعَرَبُ أَمْ لَا عَلَى قَوْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنَّهَا مَعْرُوفَةٌ مِنْ شَجَرِ الدُّنْيَا فَقَالَ
قُطْرُبٌ : إِنَّهَا شَجَرَةٌ مُرَّةٌ تَكُونُ بِتِهَامَةَ مِنْ أَخْبَثِ الشَّجَرِ . وَقَالَ غَيْرُهُ : بَلْ هُوَ كُلُّ نَبَاتٍ قَاتِلٍ .
الْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّهَا غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ فِي شَجَرِ الدُّنْيَا .
قَالَ
قَتَادَةُ : لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ افْتُتِنَ بِهَا الظَّلَمَةُ فَقَالُوا : كَيْفَ تَكُونُ
nindex.php?page=treesubj&link=30442فِي النَّارِ شَجَرَةٌ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=63إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : حِينَ افْتُتِنُوا بِهَا وَكَذَّبُوا بِوُجُودِهَا .
وَقِيلَ : مَعْنَى جَعْلِهَا فِتْنَةً لَهُمْ : أَنَّهَا مِحْنَةٌ لَهُمْ لِكَوْنِهَا يُعَذَّبُونَ بِهَا ، وَالْمُرَادُ بِالظَّالِمِينَ هُنَا الْكُفَّارُ أَوْ أَهْلُ الْمَعَاصِي الْمُوجِبَةِ لِلنَّارِ .
ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - أَوْصَافَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ رَدًّا عَلَى مُنْكِرِيهَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ أَيْ : فِي قَعْرِهَا ، قَالَ
الْحَسَنُ : أَصْلُهَا فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ وَأَغْصَانُهَا تَرْتَفِعُ إِلَى دَرَكَاتِهَا .
ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ أَيْ : ثَمَرُهَا وَمَا تَحْمِلُهُ كَأَنَّهُ فِي تَنَاهِي قُبْحِهِ وَشَنَاعَةِ مَنْظَرِهِ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ، فَشَبَّهَ الْمَحْسُوسَ بِالْمُتَخَيَّلِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَرْئِيٍّ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ غَايَةٌ فِي الْقُبْحِ كَمَا تَقُولُ فِي تَشْبِيهِ مَنْ يَسْتَقْبِحُونَهُ : كَأَنَّهُ شَيْطَانٌ ، وَفِي تَشْبِيهِ مَنْ يَسْتَحْسِنُونَهُ : كَأَنَّهُ مَلَكٌ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=31مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [ يُوسُفَ : 31 ] وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
أَيَقْتُلُنِي وَالْمَشْرِفِيُّ مُضَاجِعِي وَمَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : الشَّيَاطِينُ حَيَّاتٌ لَهَا رُءُوسٌ وَأَعْرَافٌ ، وَهِيَ مِنْ أَقْبَحِ الْحَيَّاتِ وَأَخْبَثِهَا وَأَخَفِّهَا جِسْمًا .
وَقِيلَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30442_30434رُءُوسَ الشَّيَاطِينِ اسْمٌ لِنَبْتٍ قَبِيحٍ مَعْرُوفٍ
بِالْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ : الْأَسْتنُ ، وَيُقَالُ : لَهُ الشَّيْطَانُ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَيْسَ ذَلِكَ مَعْرُوفًا عِنْدَ الْعَرَبِ .
وَقِيلَ : هُوَ شَجَرٌ خَشِنٌ مُنْتِنٌ مُرٌّ مُنْكَرُ الصُّورَةِ يُسَمَّى ثَمَرُهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا أَيْ : مِنَ الشَّجَرَةِ أَوْ مِنْ طَلْعِهَا ، وَالتَّأْنِيثُ لِاكْتِسَابِ الطَّلْعِ التَّأْنِيثَ مِنْ إِضَافَتِهِ إِلَى الشَّجَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُكْرَهُونَ عَلَى أَكْلِهَا حَتَّى تَمْتَلِئَ بُطُونُهُمْ ، فَهَذَا طَعَامُهُمْ وَفَاكِهَتُهُمْ بَدَلُ رِزْقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا بَعْدَ الْأَكْلِ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ الشَّوْبُ الْخَلْطُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : يُقَالُ : شَابَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ : إِذَا خَلَطَهُمَا بِشَيْءٍ يَشُوبُهُمَا شَوْبًا وَشِيَابَةً ، وَالْحَمِيمُ الْمَاءُ الْحَارُّ .
فَأَخْبَرَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّهُ يُشَابُ لَهُمْ طَعَامُهُمْ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ بِالْمَاءِ الْحَارِّ لِيَكُونَ أَفْظَعَ لِعَذَابِهِمْ وَأَشْنَعَ لِحَالِهِمْ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [ مُحَمَّدٍ : 15 ] : قَرَأَ الْجُمْهُورُ شَوْبًا بِفَتْحِ الشِّينِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16130شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ بِالضَّمِّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَفْتُوحُ مَصْدَرٌ ، وَالْمَضْمُومُ اسْمٌ بِمَعْنَى الْمَشُوبِ ، كَالنَّقْصِ بِمَعْنَى الْمَنْقُوصِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=68ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ أَيْ : مَرْجِعُهُمْ بَعْدَ شُرْبِ الْحَمِيمِ وَأَكْلِ الزَّقُّومِ إِلَى الْجَحِيمِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُورَدُونَ الْحَمِيمَ لِشُرْبِهِ ، وَهُوَ خَارِجُ الْجَحِيمِ كَمَا تُورَدُ الْإِبِلُ ، ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى الْجَحِيمِ كَمَا فِي قَوْلِهِ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [ الرَّحْمَنِ : 44 ] وَقِيلَ : إِنَّ الزَّقُّومَ وَالْحَمِيمَ نُزُلٌ يُقَدَّمُ إِلَيْهِمْ قَبْلَ دُخُولِهَا .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : ثُمَّ بِمَعْنَى الْوَاوِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " ثُمَّ إِنَّ مَقِيلَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ " .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69إِنَّهُمْ أَلْفَوْا أَيْ : وَجَدُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ تَعْلِيلٌ لِاسْتِحْقَاقِهِمْ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ أَيْ : صَادَفُوهُمْ كَذَلِكَ فَاقْتَدَوْا بِهِمْ تَقْلِيدًا وَضَلَالَةً لَا لِحُجَّةٍ أَصْلًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=70فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ الْإِهْرَاعُ الْإِسْرَاعُ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْإِهْرَاعُ : الْإِسْرَاعُ بِرِعْدَةٍ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : يُهْرَعُونَ : يُسْتَحَثُّونَ مِنْ خَلْفِهِمْ ، يُقَالُ : جَاءَ فُلَانٌ يُهْرَعُ إِلَى النَّارِ : إِذَا اسْتَحَثَّهُ الْبَرْدُ إِلَيْهَا . وَقَالَ
الْمُفَضَّلُ يُزْعِجُونَ مِنْ شِدَّةِ الْإِسْرَاعِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هَرِعَ وَأُهْرِعَ : إِذَا اسْتُحِثَّ وَانْزَعَجَ ، وَالْمَعْنَى : يَتْبَعُونَ آبَاءَهُمْ فِي سُرْعَةٍ كَأَنَّهُمْ يُزْعِجُونَ إِلَى اتِّبَاعِ آبَائِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=71وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ أَيْ : ضَلَّ قَبْلَ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورِينَ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=72وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ أَيْ : أَرْسَلْنَا فِي هَؤُلَاءِ الْأَوَّلِينَ رُسُلًا أَنْذَرُوهُمُ الْعَذَابَ وَبَيَّنُوا لَهُمُ الْحَقَّ فَلَمْ يَنْجَعْ ذَلِكَ فِيهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=73فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ أَيِ : الَّذِينَ أَنْذَرَتْهُمُ الرُّسُلُ فَإِنَّهُمْ صَارُوا إِلَى النَّارِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَقُولُ كَانَ عَاقِبَتَهُمُ الْعَذَابُ ، يُحَذِّرُ كُفَّارَ
مَكَّةَ .
ثُمَّ اسْتَثْنَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=74إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أَيْ : إِلَّا مَنْ أَخْلَصَهُمُ اللَّهُ بِتَوْفِيقِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ ، وَقُرِئَ " الْمُخْلِصِينَ " بِكَسْرِ اللَّامِ أَيِ : الَّذِينَ أَخْلَصُوا لِلَّهِ طَاعَاتِهِمْ وَلَمْ يَشُوبُوهَا بِشَيْءٍ مِمَّا يُغَيِّرُهَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَهَنَّادٌ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ قَالَ : اطَّلَعَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ جَمَاجِمَ الْقَوْمِ تَغْلِي .
وَأَخْرَجَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَوْلُ اللَّهِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=19كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [ الطُّورِ : 19 ، الْمُرْسَلَاتِ : 43 ] قَالَ هَنِيئًا أَيْ : لَا تَمُوتُونَ فِيهَا فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ قَالَ : هَذَا قَوْلُ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021261كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَدُهُ فِي يَدِي ، فَرَأَى جِنَازَةً فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ حَتَّى أَتَى [ ص: 1243 ] الْقَبْرَ ، ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَجَعَلَ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ، ثُمَّ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ :
دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَرِيضٍ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
مَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا بَعُدَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=34أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى [ الْقِيَامَةِ : 34 ، 35 ] ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو جَهْلٍ قَالَ : مَنْ تَوَعَّدُ يَا مُحَمَّدُ ؟ قَالَ : إِيَّاكَ ، قَالَ : بِمَا تَوَعَّدُنِي ؟ قَالَ : أُوعِدُكَ بِالْعَزِيزِ الْكَرِيمِ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : أَلَيْسَ أَنَا الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ [ الدُّخَانِ : 43 ، 44 ] إِلَى قَوْلِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ [ الدُّخَانِ : 49 ] فَلَمَّا بَلَغَ أَبَا جَهْلٍ مَا نَزَلَ فِيهِ جَمَعَ أَصْحَابَهُ ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ زُبْدًا وَتَمْرًا فَقَالَ : تُزْقَمُوا مِنْ هَذَا . فَوَاللَّهِ مَا يَتَوَعَّدُكُمْ مُحَمَّدٌ إِلَّا بِهَذَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=64إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ قَالَ : لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ زَقُّومِ جَهَنَّمَ أُنْزِلَتْ إِلَى الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا قَالَ : لَمَزْجًا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=67لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ يُخَالِطُ طَعَامَهُمْ وَيُشَابُ بِالْحَمِيمِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَا يَنْتَصِفُ النَّهَارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَقِيلَ هَؤُلَاءِ وَيَقِيلَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ ، وَقَرَأَ " ثُمَّ إِنَّ مَقِيلَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ " .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=69إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ قَالَ : وَجَدُوا آبَاءَهُمْ .