nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29011أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
لما خوفهم - سبحانه - بأحوال الآخرة أردفه ببيان تخويفهم بأحوال الدنيا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم أرشدهم - سبحانه - إلى الاعتبار بغيرهم ، فإن الذين كفروا مضوا من الكفار
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21كانوا هم أشد منهم قوة من هؤلاء الحاضرين من الكفار وأقوى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82وآثارا في الأرض بما عمروا فيها من الحصون والقصور وبما لهم من العدد والعدة ، فلما كذبوا رسلهم أهلكهم الله ، وقوله : فينظروا إما مجزوم بالعطف على يسيروا ، أو منصوب بجواب الاستفهام ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9كانوا أشد منهم قوة بيان للتفاوت بين حال هؤلاء وأولئك ، وقوله : وآثارا عطف على قوة .
قرأ الجمهور أشد منهم وقرأ
ابن عامر " أشد منكم " على الالتفات
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21فأخذهم الله بذنوبهم [ ص: 1299 ] أي : بسبب ذنوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21وما كان لهم من الله من واق أي : من دافع يدفع عنهم العذاب ، وقد مر تفسير هذه الآية في مواضع .
والإشارة بقوله : ذلك إلى ما تقدم من الأخذ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات أي : بالحجج الواضحة فكفروا بما جاءوهم به
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22فأخذهم الله إنه قوي يفعل كل ما يريده لا يعجزه شيء شديد العقاب لمن عصاه ولم يرجع إليه .
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=32016_31913ذكر - سبحانه - قصة موسى وفرعون ليعتبروا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=96ولقد أرسلنا موسى بآياتنا هي : التسع الآيات التي قد تقدم ذكرها في غير موضع وسلطان مبين أي : حجة بينة واضحة ، وهي التوراة .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا إنه ساحر كذاب أي : فيما جاء به ، وخصهم بالذكر ; لأنهم رؤساء المكذبين
بموسى ،
ففرعون الملك ،
وهامان الوزير ،
وقارون صاحب الأموال والكنوز .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25فلما جاءهم بالحق من عندنا وهي معجزاته الظاهرة الواضحة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم قال
قتادة : هذا قتل غير القتل الأول ؛ لأن فرعون قد كان أمسك عن قتل الولدان وقت ولادة
موسى ، فلما بعث الله
موسى أعاد القتل على
بني إسرائيل ، فكان يأمر بقتل الذكور وترك النساء ، ومثل هذا قول فرعون
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=127سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم [ الأعراف : 127 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25وما كيد الكافرين إلا في ضلال أي : في خسران ووبال ؛ لأنه يذهب باطلا ويحيق بهم ما يريده الله - عز وجل - .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26وقال فرعون ذروني أقتل موسى إنما قال هذا لأنه كان في خاصة قومه من يمنعه من قتل
موسى مخافة أن ينزل بهم العذاب ، والمعنى : اتركوني أقتله وليدع ربه الذي يزعم أنه أرسله إلينا فليمنعه من القتل إن قدر على ذلك أي : لا يهولنكم ذلك فإنه لا رب له حقيقة ; بل أنا ربكم الأعلى ، ثم ذكر العلة التي لأجلها أراد أن يقتله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26إني أخاف أن يبدل دينكم الذي أنتم عليه من عبادة غير الله ويدخلهم في دينه الذي هو عبادة الله وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26أو أن يظهر في الأرض الفساد أي : يوقع بين الناس الخلاف والفتنة ، جعل اللعين ظهور ما دعا إليه
موسى وانتشاره في الأرض واهتداء الناس به فسادا ، وليس الفساد إلا ما هو عليه هو ومن تابعه .
قرأ الكوفيون
ويعقوب أو أن يظهر بأو التي للإبهام ، والمعنى : أنه لا بد من وقوع أحد الأمرين .
وقرأ الباقون " وأن يظهر " بدون ألف على معنى وقوع الأمرين جميعا ، وقرأ
نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء من " إني أخاف " وقرأ
نافع وأبو عمرو وحفص يظهر بضم الياء وكسر الهاء من أظهر ، وفاعله ضمير
موسى ، والفساد نصبا على أنه مفعول به ، وقرأ الباقون بفتح الياء والهاء ، ورفع الفساد على الفاعلية .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب قرأ
أبو عمرو ،
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " عذت " بإدغام الذال ، وقرأ الباقون بالإظهار ، لما هدده فرعون بالقتل استعاذ بالله - عز وجل - من كل متعظم عن الإيمان بالله غير مؤمن بالبعث والنشور ، ويدخل فرعون في هذا العموم دخولا أوليا .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه قال
الحسن ومقاتل والسدي : كان قبطيا وهو ابن عم
فرعون ، وهو الذي نجا مع
موسى ، وهو المراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال ياموسى [ القصص : 20 ] الآية ، وقيل : كان من
بني إسرائيل ولم يكن من آل
فرعون وهو خلاف ما في الآية ، وقد تمحل لذلك بأن في الآية تقديما وتأخيرا ، والتقدير : وقال رجل مؤمن من
بني إسرائيل يكتم إيمانه من آل
فرعون .
قال
القشيري : ومن جعله إسرائيليا ففيه بعد ؛ لأنه يقال : كتمه أمر كذا ولا يقال : كتم منه كما قال - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا [ النساء : 42 ] وأيضا ما كان
فرعون يحتمل من
بني إسرائيل مثل هذا القول .
وقد اختلف في اسم هذا الرجل ، فقيل :
حبيب ، وقيل :
حزقيل : ، وقيل : غير ذلك ، وقرأ الجمهور رجل بضم الجيم ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وعبد الوارث بسكونها ، وهي لغة
تميم ونجد ، والأولى هي الفصيحة ، وقرئ بكسر الجيم ومؤمن صفة لرجل ، ومن
آل فرعون صفة أخرى ، ويكتم إيمانه صفة ثالثة ، والاستفهام في
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أتقتلون رجلا للإنكار ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أن يقول ربي الله في موضع نصب بنزع الخافض أي : لأن يقول أو كراهة أن يقول ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وقد جاءكم بالبينات من ربكم في محل نصب على الحال أي : والحال أنه قد جاءكم بالمعجزات الواضحات والدلالات الظاهرات على نبوته وصحة رسالته ، ثم تلطف لهم في الدفع عنه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ولم يكن قوله هذا لشك منه ، فإنه كان مؤمنا كما وصفه الله ، ولا يشك المؤمن ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28يصبكم بعض الذي يعدكم أنه إذا لم يصبكم كله فلا أقل من أن يصيبكم بعضه ، وحذفت النون من يكن في الموضعين تخفيفا لكثرة الاستعمال : كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، وقال
أبو عبيدة وأبو الهيثم : بعض هنا بمعنى كل أي : يصبكم كل الذي يعدكم ، وأنشد
أبو عبيدة على هذا قول
لبيد :
تراك أمكنة إذا لم أرضها أو يعتلق بعض النفوس حمامها
أي : كل النفوس ، وقد اعترض عليه ، وأجيب بأن البعض قد يستعمل في لغة العرب بمعنى الكل كما في قول الشاعر :
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
وقول الآخر :
إن الأمور إذا الأحداث دبرها دون الشيوخ ترى في بعضها خللا
وليس في البيتين ما يدل على ما زعموه ، وأما بيت
لبيد فقيل : إنه أراد ببعض النفوس نفسه ، ولا ضرورة تلجئ إلى حمل ما في الآية على ذلك ؛ لأنه أراد التنزل معهم وإيهامهم أنه لا يعتقد صحة نبوته كما يفيده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28يكتم إيمانه قال أهل المعاني : وهذا على المظاهرة في الحجاج ، كأنه قال لهم : أقل ما يكون في صدقه أن يصيبكم بعض الذي يعدكم ،
[ ص: 1300 ] وفي بعض ذلك هلاككم ، فكأن الحاصل بالبعض هو الحاصل بالكل : وقال
الليث : بعض هاهنا صلة ، يريد : يصبكم الذي يعدكم ، وقيل : يصبكم هذا العذاب الذي يقوله في الدنيا وهو بعض ما يتوعدكم به من العذاب ، وقيل : إنه وعدهم بالثواب والعقاب ، فإذا كفروا أصابهم العقاب ، وهو بعض ما وعدهم به
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب هذا من تمام كلام الرجل المؤمن ، وهو احتجاج آخر ذو وجهين : أحدهما : أنه لو كان مسرفا كذابا لما هداه الله إلى البينات ولا أيده بالمعجزات ، وثانيهما : أنه إذا كان كذلك خذله الله وأهلكه ، فلا حاجة لكم إلى قتله ،
nindex.php?page=treesubj&link=19247_19250والمسرف المقيم على المعاصي المستكثر منها ، والكذاب المفتري .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض ذكرهم ذلك الرجل المؤمن ما هم فيه من الملك ليشكروا الله ولا يتمادوا في كفرهم ، ومعنى ظاهرين : الظهور على الناس والغلبة لهم والاستعلاء عليهم ، والأرض أرض
مصر ، وانتصاب ظاهرين على الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا أي : من يمنعنا من عذابه ويحول بيننا وبينه عند مجيئه ، وفي هذا تحذير منه لهم من نقمة الله بهم وإنزال عذابه عليهم ، فلما سمع
فرعون ما قاله هذا الرجل من النصح الصحيح جاء بمراوغة يوهم بها قومه أنه لهم من النصيحة والرعاية بمكان مكين ، وأنه لا يسلك بهم إلا مسلكا يكون فيه جلب النفع لهم ودفع الضر عنهم ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29ما أريكم إلا ما أرى قال
ابن زيد أي : ما أشير عليكم إلا بما أرى لنفسي .
وقال
الضحاك ما أعلمكم إلا ما أعلم ، والرؤية هنا هي القلبية لا البصرية ، والمفعول الثاني هو إلا ما أرى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29وما أهديكم إلا سبيل الرشاد أي : ما أهديكم بهذا الرأي إلا طريق الحق .
قرأ الجمهور " الرشاد " بتخفيف الشين ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل بتشديدها على أنها صيغة مبالغة كضراب . وقال
النحاس : هي لحن ، ولا وجه لذلك .
وقد أخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وقال رجل مؤمن من آل فرعون قال : لم يكن في
آل فرعون مؤمن غيره وغير
امرأة فرعون وغير المؤمن الذي أنذر
موسى الذي قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك قال
ابن المنذر : أخبرت أن اسمه
حزقيل . وأخرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
أبي إسحاق قال : اسمه
حبيب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره من طريق
عروة قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=13لعبد الله بن عمرو بن العاص nindex.php?page=hadith&LINKID=1021331أخبرنا بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم قال nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم .
وأخرج
أبو نعيم في فضائل الصحابة
nindex.php?page=showalam&ids=13863، والبزار nindex.php?page=hadith&LINKID=1021332عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أنه قال أيها الناس أخبروني من أشجع الناس ؟ قالوا أنت . قال : أما أني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه ولكن أخبروني بأشجع الناس ؟ قالوا : لا نعلم فمن ؟ قال أبو بكر : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأخذته قريش ، فهذا يجنبه وهذا يتلتله ، وهم يقولون أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا ، قال : فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويجيء هذا ويتلتل هذا ، وهو يقول : ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، ثم رفع بردة كانت عليه ، فبكى حتى اخضلت لحيته ، ثم قال : أنشدكم أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟ فسكت القوم ، فقال : ألا تجيبون ؟ فوالله nindex.php?page=treesubj&link=31139لساعة من أبي بكر خير من مثل مؤمن من آل فرعون ، وذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29011أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدٌ الْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ
لَمَّا خَوَّفَهُمْ - سُبْحَانَهُ - بِأَحْوَالِ الْآخِرَةِ أَرْدَفَهُ بِبَيَانِ تَخْوِيفِهِمْ بِأَحْوَالِ الدُّنْيَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ أَرْشَدَهُمْ - سُبْحَانَهُ - إِلَى الِاعْتِبَارِ بِغَيْرِهِمْ ، فَإِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مَضَوْا مِنَ الْكُفَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً مِنْ هَؤُلَاءِ الْحَاضِرِينَ مِنَ الْكُفَّارِ وَأَقْوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ بِمَا عَمَّرُوا فِيهَا مِنَ الْحُصُونِ وَالْقُصُورِ وَبِمَا لَهُمْ مِنَ الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ ، فَلَمَّا كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ ، وَقَوْلُهُ : فَيَنْظُرُوا إِمَّا مَجْزُومٌ بِالْعَطْفِ عَلَى يَسِيرُوا ، أَوْ مَنْصُوبٌ بِجَوَابِ الِاسْتِفْهَامِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً بَيَانٌ لِلتَّفَاوُتِ بَيْنَ حَالِ هَؤُلَاءِ وَأُولَئِكَ ، وَقَوْلُهُ : وَآثَارًا عَطْفٌ عَلَى قُوَّةً .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ أَشَدَّ مِنْهُمْ وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ " أَشَدَّ مِنْكُمْ " عَلَى الِالْتِفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ [ ص: 1299 ] أَيْ : بِسَبَبِ ذُنُوبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ أَيْ : مِنْ دَافِعٍ يَدْفَعُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي مَوَاضِعَ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَخْذِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ أَيْ : بِالْحُجَجِ الْوَاضِحَةِ فَكَفَرُوا بِمَا جَاءُوهُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=22فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ يَفْعَلُ كُلَّ مَا يُرِيدُهُ لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ شَدِيدُ الْعِقَابِ لِمَنْ عَصَاهُ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ .
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32016_31913ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - قِصَّةَ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ لِيَعْتَبِرُوا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=96وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا هِيَ : التِّسْعُ الْآيَاتُ الَّتِي قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ أَيْ : حُجَّةٍ بَيِّنَةٍ وَاضِحَةٍ ، وَهِيَ التَّوْرَاةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=24إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا إِنَّهُ سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَيْ : فِيمَا جَاءَ بِهِ ، وَخَصَّهُمْ بِالذِّكْرِ ; لِأَنَّهُمْ رُؤَسَاءُ الْمُكَذِّبِينَ
بِمُوسَى ،
فَفِرْعَوْنُ الْمَلِكُ ،
وَهَامَانُ الْوَزِيرُ ،
وَقَارُونُ صَاحِبُ الْأَمْوَالِ وَالْكُنُوزِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا وَهِيَ مُعْجِزَاتُهُ الظَّاهِرَةُ الْوَاضِحَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ قَالَ
قَتَادَةُ : هَذَا قَتْلٌ غَيْرُ الْقَتْلِ الْأَوَّلِ ؛ لِأَنَّ فِرْعَوْنَ قَدْ كَانَ أَمْسَكَ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَقْتَ وِلَادَةِ
مُوسَى ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ
مُوسَى أَعَادَ الْقَتْلَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الذُّكُورِ وَتَرْكِ النِّسَاءِ ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ فِرْعَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=127سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ [ الْأَعْرَافِ : 127 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=25وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ أَيْ : فِي خُسْرَانٍ وَوَبَالٍ ؛ لِأَنَّهُ يَذْهَبُ بَاطِلًا وَيَحِيقُ بِهِمْ مَا يُرِيدُهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَنَّهُ كَانَ فِي خَاصَّةِ قَوْمِهِ مَنْ يَمْنَعُهُ مِنْ قَتْلِ
مُوسَى مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمُ الْعَذَابُ ، وَالْمَعْنَى : اتْرُكُونِي أَقْتُلْهُ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ أَرْسَلَهُ إِلَيْنَا فَلْيَمْنَعْهُ مِنَ الْقَتْلِ إِنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ أَيْ : لَا يَهُولَنَّكُمْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا رَبَّ لَهُ حَقِيقَةً ; بَلْ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ، ثُمَّ ذَكَرَ الْعِلَّةَ الَّتِي لِأَجْلِهَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ وَيُدْخِلَهُمْ فِي دِينِهِ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ أَيْ : يُوقِعَ بَيْنَ النَّاسِ الْخِلَافَ وَالْفِتْنَةَ ، جَعَلَ اللَّعِينُ ظُهُورَ مَا دَعَا إِلَيْهِ
مُوسَى وَانْتِشَارَهُ فِي الْأَرْضِ وَاهْتِدَاءَ النَّاسِ بِهِ فَسَادًا ، وَلَيْسَ الْفَسَادُ إِلَّا مَا هُوَ عَلَيْهِ هُوَ وَمَنْ تَابَعَهُ .
قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ
وَيَعْقُوبُ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ بِأَوِ الَّتِي لِلْإِبْهَامِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ " وَأَنْ يُظْهِرَ " بِدُونِ أَلِفٍ عَلَى مَعْنَى وُقُوعِ الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ مِنْ " إِنِّي أَخَافُ " وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ يُظْهِرَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ مِنْ أَظْهَرَ ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرُ
مُوسَى ، وَالْفَسَادُ نَصْبًا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْهَاءِ ، وَرَفْعِ الْفَسَادِ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " عُذْتُ " بِإِدْغَامِ الذَّالِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْإِظْهَارِ ، لَمَّا هَدَّدَهُ فِرْعَوْنُ بِالْقَتْلِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ كُلِّ مُتَعَظِّمٍ عَنِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ غَيْرِ مُؤْمِنٍ بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ، وَيَدْخُلُ فِرْعَوْنُ فِي هَذَا الْعُمُومِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ قَالَ
الْحَسَنُ وَمُقَاتِلٌ وَالسُّدِّيُّ : كَانَ قِبْطِيًّا وَهُوَ ابْنُ عَمِّ
فِرْعَوْنَ ، وَهُوَ الَّذِي نَجَا مَعَ
مُوسَى ، وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى [ الْقَصَصِ : 20 ] الْآيَةَ ، وَقِيلَ : كَانَ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ وَهُوَ خِلَافُ مَا فِي الْآيَةِ ، وَقَدْ تُمُحِّلَ لِذَلِكَ بِأَنَّ فِي الْآيَةِ تَقْدِيمًا وَتَأْخِيرًا ، وَالتَّقْدِيرُ : وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ .
قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَمَنْ جَعَلَهُ إِسْرَائِيلِيًّا فَفِيهِ بُعْدٌ ؛ لِأَنَّهُ يُقَالُ : كَتَمَهُ أَمْرَ كَذَا وَلَا يُقَالُ : كَتَمَ مِنْهُ كَمَا قَالَ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [ النِّسَاءِ : 42 ] وَأَيْضًا مَا كَانَ
فِرْعَوْنُ يَحْتَمِلُ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِ هَذَا الرَّجُلِ ، فَقِيلَ :
حَبِيبٌ ، وَقِيلَ :
حِزْقِيلُ : ، وَقِيلَ : غَيْرُ ذَلِكَ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ رَجُلٌ بِضَمِّ الْجِيمِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ بِسُكُونِهَا ، وَهِيَ لُغَةُ
تَمِيمٍ وَنَجْدٍ ، وَالْأُولَى هِيَ الْفَصِيحَةُ ، وَقُرِئَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَمُؤْمِنٌ صِفَةٌ لِرَجُلٍ ، وَمِنْ
آلِ فِرْعَوْنَ صِفَةٌ أُخْرَى ، وَيَكْتُمُ إِيمَانَهُ صِفَةٌ ثَالِثَةٌ ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا لِلْإِنْكَارِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ : لِأَنْ يَقُولَ أَوْ كَرَاهَةَ أَنْ يَقُولَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : وَالْحَالُ أَنَّهُ قَدْ جَاءَكُمْ بِالْمُعْجِزَاتِ الْوَاضِحَاتِ وَالدَّلَالَاتِ الظَّاهِرَاتِ عَلَى نُبُوَّتِهِ وَصِحَّةِ رِسَالَتِهِ ، ثُمَّ تَلَطَّفَ لَهُمْ فِي الدَّفْعِ عَنْهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ وَلَمْ يَكُنْ قَوْلُهُ هَذَا لِشَكٍّ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ ، وَلَا يَشُكُّ الْمُؤْمِنُ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يُصِبْكُمْ كُلُّهُ فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ يُصِيبَكُمْ بَعْضُهُ ، وَحُذِفَتِ النُّونُ مِنْ يَكُنْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ : كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَبُو الْهَيْثَمِ : بَعْضُ هُنَا بِمَعْنَى كُلٍّ أَيْ : يُصِبْكُمْ كُلُّ الَّذِي يَعِدُكُمْ ، وَأَنْشَدَ
أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى هَذَا قَوْلَ
لَبِيدٍ :
تَرَّاكُ أَمْكِنَةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَا أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا
أَيْ : كُلَّ النُّفُوسِ ، وَقَدِ اعْتُرِضَ عَلَيْهِ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْبَعْضَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ بِمَعْنَى الْكُلِّ كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ
وَقَوْلِ الْآخَرِ :
إِنَّ الْأُمُورَ إِذَا الْأَحْدَاثُ دَبَّرَهَا دُونَ الشُّيُوخِ تَرَى فِي بَعْضِهَا خَلَلَا
وَلَيْسَ فِي الْبَيْتَيْنِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا زَعَمُوهُ ، وَأَمَّا بَيْتُ
لَبِيدٍ فَقِيلَ : إِنَّهُ أَرَادَ بِبَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ ، وَلَا ضَرُورَةَ تُلْجِئُ إِلَى حَمْلِ مَا فِي الْآيَةِ عَلَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ التَّنَزُّلَ مَعَهُمْ وَإِيهَامَهُمْ أَنَّهُ لَا يَعْتَقِدُ صِحَّةَ نُبُوَّتِهِ كَمَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28يَكْتُمُ إِيمَانَهُ قَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي : وَهَذَا عَلَى الْمُظَاهَرَةِ فِي الْحِجَاجِ ، كَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ : أَقَلُّ مَا يَكُونُ فِي صِدْقِهِ أَنْ يُصِيبَكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ،
[ ص: 1300 ] وَفِي بَعْضِ ذَلِكَ هَلَاكُكُمْ ، فَكَأَنَّ الْحَاصِلَ بِالْبَعْضِ هُوَ الْحَاصِلُ بِالْكُلِّ : وَقَالَ
اللَّيْثُ : بَعْضُ هَاهُنَا صِلَةٌ ، يُرِيدُ : يُصِبْكُمُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ، وَقِيلَ : يُصِبْكُمْ هَذَا الْعَذَابُ الَّذِي يَقُولُهُ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ بَعْضُ مَا يَتَوَعَّدُكُمْ بِهِ مِنَ الْعَذَابِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ وَعَدَهُمْ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، فَإِذَا كَفَرُوا أَصَابَهُمُ الْعِقَابُ ، وَهُوَ بَعْضُ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ هَذَا مِنْ تَمَامِ كَلَامِ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ ، وَهُوَ احْتِجَاجٌ آخَرُ ذُو وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْرِفًا كَذَّابًا لَمَا هَدَاهُ اللَّهُ إِلَى الْبَيِّنَاتِ وَلَا أَيَّدَهُ بِالْمُعْجِزَاتِ ، وَثَانِيهِمَا : أَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ خَذَلَهُ اللَّهُ وَأَهْلَكَهُ ، فَلَا حَاجَةَ لَكُمْ إِلَى قَتْلِهِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19247_19250وَالْمُسْرِفُ الْمُقِيمُ عَلَى الْمَعَاصِي الْمُسْتَكْثِرُ مِنْهَا ، وَالْكَذَّابُ الْمُفْتَرِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ ذَكَّرَهُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لِيَشْكُرُوا اللَّهَ وَلَا يَتَمَادَوْا فِي كُفْرِهِمْ ، وَمَعْنَى ظَاهِرِينَ : الظُّهُورُ عَلَى النَّاسِ وَالْغَلَبَةُ لَهُمْ وَالِاسْتِعْلَاءُ عَلَيْهِمْ ، وَالْأَرْضُ أَرْضُ
مِصْرَ ، وَانْتِصَابُ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا أَيْ : مَنْ يَمْنَعُنَا مِنْ عَذَابِهِ وَيَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عِنْدَ مَجِيئِهِ ، وَفِي هَذَا تَحْذِيرٌ مِنْهُ لَهُمْ مِنْ نِقْمَةِ اللَّهِ بِهِمْ وَإِنْزَالِ عَذَابِهِ عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا سَمِعَ
فِرْعَوْنُ مَا قَالَهُ هَذَا الرَّجُلُ مِنَ النُّصْحِ الصَّحِيحِ جَاءَ بِمُرَاوَغَةٍ يُوهِمُ بِهَا قَوْمَهُ أَنَّهُ لَهُمْ مِنَ النَّصِيحَةِ وَالرِّعَايَةِ بِمَكَانٍ مَكِينٍ ، وَأَنَّهُ لَا يَسْلُكُ بِهِمْ إِلَّا مَسْلَكًا يَكُونُ فِيهِ جَلْبُ النَّفْعِ لَهُمْ وَدَفْعُ الضُّرِّ عَنْهُمْ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ أَيْ : مَا أُشِيرُ عَلَيْكُمْ إِلَّا بِمَا أَرَى لِنَفْسِي .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ مَا أُعْلِمُكُمْ إِلَّا مَا أَعْلَمُ ، وَالرُّؤْيَةُ هُنَا هِيَ الْقَلْبِيَّةُ لَا الْبَصَرِيَّةُ ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي هُوَ إِلَّا مَا أَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ أَيْ : مَا أَهْدِيكُمْ بِهَذَا الرَّأْيِ إِلَّا طَرِيقَ الْحَقِّ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " الرَّشَادِ " بِتَخْفِيفِ الشِّينِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِتَشْدِيدِهَا عَلَى أَنَّهَا صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ كَضَرَّابٍ . وَقَالَ
النَّحَّاسُ : هِيَ لَحْنٌ ، وَلَا وَجْهَ لِذَلِكَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قَالَ : لَمْ يَكُنْ فِي
آلِ فِرْعَوْنَ مُؤْمِنٌ غَيْرُهُ وَغَيْرُ
امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي أَنْذَرَ
مُوسَى الَّذِي قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ قَالَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ : أُخْبِرْتُ أَنَّ اسْمَهُ
حِزْقِيلُ . وَأَخْرَجَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : اسْمُهُ
حَبِيبٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ
عُرْوَةَ قَالَ : قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021331أَخْبِرْنَا بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبَيْهِ وَدَفَعَهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو نُعَيْمٍ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13863، وَالْبَزَّارُ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021332عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَخْبِرُونِي مَنْ أَشْجَعُ النَّاسِ ؟ قَالُوا أَنْتَ . قَالَ : أَمَا أَنِّي مَا بَارَزْتُ أَحَدًا إِلَّا انْتَصَفْتُ مِنْهُ وَلَكِنْ أَخْبِرُونِي بِأَشْجَعِ النَّاسِ ؟ قَالُوا : لَا نَعْلَمُ فَمَنْ ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَأَخَذَتْهُ قُرَيْشٌ ، فَهَذَا يُجَنِّبُهُ وَهَذَا يُتَلْتِلُهُ ، وَهُمْ يَقُولُونَ أَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا دَنَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ يَضْرِبُ هَذَا وَيَجِيءُ هَذَا وَيُتَلْتِلُ هَذَا ، وَهُوَ يَقُولُ : وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ، ثُمَّ رَفَعَ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيْهِ ، فَبَكَى حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَنْشُدُكُمْ أَمُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ خَيْرٌ أَمْ أَبُو بَكْرٍ ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : أَلَا تُجِيبُونَ ؟ فَوَاللَّهِ nindex.php?page=treesubj&link=31139لَسَاعَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ مِثْلِ مُؤْمِنٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ، وَذَاكَ رَجُلٌ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ وَهَذَا رَجُلٌ أَعْلَنَ إِيمَانَهُ .