nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29013_29693_29703الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19الله لطيف بعباده أي : كثير اللطف بهم بالغ الرأفة لهم .
قال
مقاتل : لطيف بالبار والفاجر حيث لم يقتلهم جوعا بمعاصيهم . قال
عكرمة : بار بهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : رفيق بهم ، وقيل : حفي بهم . وقال
القرطبي : لطيف بهم في العرض والمحاسبة ، وقيل غير ذلك .
والمعنى : أنه يجري لطفه على عباده في كل أمورهم ، ومن جملة ذلك الرزق الذي يعيشون به في الدنيا ، وهو معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19يرزق من يشاء منهم كيف يشاء ، فيوسع على هذا ويضيق على هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19وهو القوي العظيم القوة الباهرة القادرة العزيز الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه الحرث في اللغة : الكسب ، يقال : هو يحرث لعياله ويحترث أي : يكتسب .
ومنه سمي الرجل حارثا ، وأصل معنى الحرث : إلقاء البذر في الأرض ، فأطلق على ثمرات الأعمال وفوائدها بطريق الاستعارة : والمعنى : من كان يريد بأعماله وكسبه ثواب الآخرة يضاعف الله له ذلك ، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف .
وقيل : معناه يزيد في توفيقه وإعانته وتسهيل سبل الخير له
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها أي : من كان يريد بأعماله وكسبه ثواب الدنيا وهو متاعها ، وما يرزق الله به عباده منها نعطه منها ما قضت به مشيئتنا وقسم له في قضائنا .
قال
قتادة : معنى نؤته منها : نقدر له ما قسم له كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18عجلنا له فيها ما نشاء [ الإسراء : 18 ] وقال
قتادة أيضا : إن الله يعطي على نية الآخرة ما شاء من أمر الدنيا ، ولا يعطي على نية الدنيا إلا الدنيا قال
القشيري : والظاهر أن الآية في الكافر ، وهو تخصيص بغير مخصص .
ثم بين - سبحانه - أن هذا الذي يريد بعمله الدنيا لا نصيب له في الآخرة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20وما له في الآخرة من نصيب لأنه لم يعمل للآخرة فلا نصيب له فيها ، وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة الإسراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله لما بين - سبحانه - القانون في أمر الدنيا والآخرة أردفه ببيان ما هو الذنب العظيم الموجب للنار ، والهمزة لاستفهام التقرير والتقريع ، وضمير شرعوا عائد إلى الشركاء ، وضمير لهم إلى الكفار ، وقيل : العكس ، والأول أولى .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21ما لم يأذن به الله ما لم يأذن به من الشرك والمعاصي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21ولولا كلمة الفصل وهي تأخير عذابهم حيث قال
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم [ القمر : 46 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21لقضي بينهم في الدنيا فعوجلوا بالعقوبة ، والضمير في بينهم راجع إلى المؤمنين والمشركين ، أو إلى المشركين وشركائهم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21وإن الظالمين لهم عذاب أليم أي : المشركين والمكذبين لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة .
قرأ الجمهور وإن الظالمين بكسر الهمزة على الاستئناف . وقرأ
[ ص: 1327 ] مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وابن هرمز بفتحها عطفا على كلمة الفصل .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا أي : خائفين وجلين مما كسبوا من السيئات ، وذلك الخوف والوجل يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وهو واقع بهم الضمير راجع إلى ما كسبوا بتقدير مضاف ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أي : وجزاء ما كسبوا واقع منهم نازل عليهم لا محالة أشفقوا أو لم يشفقوا ، والجملة في محل نصب على الحال .
ولما ذكر حال الظالمين ذكر حال المؤمنين فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات روضات : جمع روضة .
قال
أبو حيان : اللغة الكثيرة تسكين الواو ، ولغة هذيل فتحها ، والروضة : الموضع النزه الكثير الخضرة ، وقد مضى بيان هذا في سورة الروم ، وروضة الجنة : أطيب مساكنها كما أنها في الدنيا لأحسن أمكنتها
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22لهم ما يشاءون عند ربهم من صنوف النعم وأنواع المستلذات ، والعامل في عند ربهم يشاءون ، أو العامل في روضات الجنات وهو الاستقرار ، والإشارة بقوله : ذلك إلى ما ذكر للمؤمنين قبله ، وخبره الجملة المذكورة بعده وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22هو الفضل الكبير أي : الذي لا يوصف ولا تهتدي العقول إلى معرفة حقيقته .
والإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذلك الذي يبشر الله عباده إلى الفضل الكبير أي : يبشرهم به .
ثم وصف العباد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهؤلاء
nindex.php?page=treesubj&link=29680الجامعون بين الإيمان والعمل بما أمر الله به وترك ما نهى عنه هم المبشرون بتلك البشارة .
قرأ الجمهور يبشر مشددا من بشر . وقرأ
مجاهد وحميد بن قيس بضم التحتية وسكون الموحدة وكسر الشين من أبشر . وقرأ بفتح التحتية وضم الشين بعض السبعة ، وقد تقدم بيان القراءات في هذه اللفظة .
ثم لما ذكر - سبحانه - ما أخبر به نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - من هذه الأحكام الشريفة التي اشتمل عليها كتابه أمره بأنه يخبرهم بأنه لا يطلب منهم بسبب هذا التبليغ ثوابا منهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا أي : قل يا
محمد : لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة جعلا ولا نفعا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى هذا الاستثناء يجوز أن يكون متصلا أي : إلا أن تودوني لقرابتي بينكم أو تودوا أهل قرابتي ، ويجوز أن يكون منقطعا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إلا المودة استثناء ليس من الأول أي : إلا أن تودوني لقرابتي فتحفظوني ، والخطاب
لقريش ، وهذا قول
عكرمة ومجاهد وأبي مالك nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، فيكون المعنى على الانقطاع : لا أسألكم أجرا قط ، ولكن أسألكم المودة في القربى التي بيني وبينكم ، ارقبوني فيها ولا تعجلوا إلي ودعوني والناس ، وبه قال
قتادة ومقاتل والسدي ،
والضحاك وابن زيد وغيرهم ، وهو الثابت عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كما سيأتي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وغيره : هم
آل محمد ، وسيأتي ما استدل به القائلون بهذا .
وقال
الحسن وغيره : معنى الآية : إلا التودد إلى الله - عز وجل - والتقرب بطاعته .
وقال
الحسن بن الفضل : ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الضحاك : إن هذه الآية منسوخة ، وإنما نزلت
بمكة ، وكان المشركون يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأمرهم الله بمودته ، فلما هاجر أوته
الأنصار ونصروه ، فأنزل الله عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=109وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين [ الشعراء : 109 ] وأنزل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله [ سبأ : 47 ] .
وسيأتي في آخر البحث ما يتضح به الثواب ويظهر به معنى الآية إن شاء الله
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا أصل القرف الكسب ، يقال : فلان يقرف لعياله أي : يكتسب ، والاقتراف : الاكتساب ، مأخوذ من قولهم رجل قرفة : إذا كان محتالا .
والمعنى : من يكتسب حسنة نزد له هذه الحسنة حسنا بمضاعفة ثوابها .
قال
مقاتل : المعنى من يكتسب حسنة واحدة نزد له فيها حسنا نضاعفها بالواحدة عشرا فصاعدا .
وقيل : المراد بهذه الحسنة هي المودة في القربى ، والحمل على العموم أولى ، ويدخل تحته المودة في القربى دخولا أوليا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إن الله غفور شكور أي : كثير المغفرة للمذنبين كثير الشكر للمطيعين .
قال
قتادة : غفور للذنوب شكور للحسنات . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : غفور لذنوب
آل محمد .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أم يقولون افترى على الله كذبا أم هي المنقطعة أي : بل أيقولون افترى
محمد على الله كذبا بدعوى النبوة ، والإنكار للتوبيخ . ومعنى افتراء الكذب : اختلاقه .
ثم أجاب - سبحانه - عن قولهم هذا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24فإن يشأ الله يختم على قلبك أي : لو افترى على الله الكذب لشاء عدم صدوره منه وختم على قلبه بحيث لا يخطر بباله شيء مما كذب فيه كما تزعمون .
قال
قتادة : يختم على قلبك فينسيك القرآن . فأخبرهم أنه لو افترى عليه لفعل به ما أخبرهم به في هذه الآية . وقال
مجاهد ومقاتل : إن يشأ يربط على قلبك بالصبر على أذاهم حتى لا يدخل قلبك مشقة من قولهم . وقيل : الخطاب له ، والمراد الكفار أي : إن يشأ يختم على قلوب الكفار ويعاجلهم بالعقوبة ، ذكره
القشيري .
وقيل : المعنى : لو حدثتك نفسك أن تفتري على الله كذبا لطبع على قلبك ، فإنه لا يجترئ على الكذب إلا من كان مطبوعا على قلبه ، والأول أولى ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24ويمح الله الباطل استئناف مقرر لما قبله من نفي الافتراء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : يختم على قلبك تام ، يعني وما بعده مستأنف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : فيه تقديم وتأخير أي : والله يمحو الباطل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أم يقولون افترى على الله كذبا تام .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24ويمح الله الباطل احتجاج على من أنكر ما أتى به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أي : لو كان ما أتى به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - باطلا لمحاه كما جرت به عادته في المفترين
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24ويحق الحق أي : الإسلام فيبينه بكلماته أي : بما أنزل من القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24إنه عليم بذات الصدور عالم بما في قلوب العباد ، وقد سقطت الواو من ويمحو في بعض المصاحف كما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وهو الذي يقبل التوبة عن عباده أي : يقبل من المذنبين من عباده توبتهم إليه مما عملوا من المعاصي واقترفوا من السيئات ، والتوبة الندم على المعصية والعزم على عدم المعاودة لها . وقيل : يقبل التوبة عن أوليائه وأهل طاعته . والأول أولى ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19716_32478التوبة مقبولة من جميع العباد مسلمهم
[ ص: 1328 ] وكافرهم إذا كانت صحيحة صادرة عن خلوص نية وعزيمة صحيحة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25ويعفو عن السيئات على العموم لمن تاب عن سيئته
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25ويعلم ما تفعلون من خير وشر فيجازي كلا بما يستحقه .
قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص وخلف تفعلون بالفوقية على الخطاب .
وقرأ الباقون بالتحتية على الخبر ، واختار القراءة الثانية
أبو عبيد وأبو حاتم لأن هذا الفعل وقع بين خبرين .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات الموصول في موضع نصب أي : يستجيب الله للذين آمنوا ويعطيهم ما طلبوه منه ، يقال : أجاب واستجاب بمعنى .
وقيل : المعنى يقبل عبادة المخلصين ، وقيل التقدير : ويستجيب لهم ، فحذف اللام كما حذف في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وإذا كالوهم [ المطففين : 3 ] أي : كالوا لهم ، وقيل : إن الموصول في محل رفع أي : يجيبون ربهم إذا دعاهم كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم [ الأنفال : 24 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26ويستجيب الذين آمنوا ويستدعي الذين آمنوا الإجابة ، هكذا حقيقة معنى استفعل ، فالذين في موضع رفع ، والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26ويزيدهم من فضله أي : يزيدهم على ما طلبوه منه ، أو على ما يستحقونه من الثواب تفضلا منه ، وقيل : يشفعهم في إخوانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26والكافرون لهم عذاب شديد هذا للكافرين مقابلا ما ذكره للمؤمنين فيما قبله .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض أي : لو وسع الله لهم رزقهم لبغوا في الأرض ، لعصوا فيها وبطروا النعمة وتكبروا وطلبوا ما ليس لهم طلبه ، وقيل : المعنى : لو جعلهم سواء في الرزق لما انقاد بعضهم لبعض ولتعطلت الصنائع ، والأول أولى .
والظاهر عموم أنواع الرزق ، وقيل : هو المطر خاصة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27ولكن ينزل بقدر ما يشاء أي : ينزل من الرزق لعباده بتقدير على حسب مشيئته وما تقتضيه حكمته البالغة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27إنه بعباده خبير بأحوالهم بصير بما يصلحهم من
nindex.php?page=treesubj&link=18050توسيع الرزق وتضييقه ، فيقدر لكل أحد منهم ما يصلحه ويكفه عن الفساد بالبغي في الأرض .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وهو الذي ينزل الغيث أي : المطر الذي هو أنفع أنواع الرزق وأعمها فائدة وأكثرها مصلحة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28من بعد ما قنطوا أي : من بعد ما أيسوا عن ذلك فيعرفون بهذا الإنزال للمطر بعد القنوط مقدار رحمته لهم ، ويشكرون له ما يجب الشكر عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وهو الولي للصالحين من عباده بالإحسان إليهم وجلب المنافع لهم ، ودفع الشرور عنهم الحميد المستحق للحمد منهم على إنعامه خصوصا وعموما .
وقد أخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة قال : عيش الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها الآية . قال : من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له نصيبا في الآخرة إلا النار ، ولم يزدد بذلك من الدنيا شيئا إلا رزقا فرغ منه وقسم له .
وأخرج
أحمد والحاكم وصححه ،
وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021357بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب .
وأخرج
الحاكم وصححه ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021358تلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة الآية ، ثم قال : " يقول الله : ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك ، وإن لا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك " .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
علي قال : الحرث حرثان ، فحرث الدنيا المال والبنون ، وحرث الآخرة الباقيات الصالحات .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه سئل عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : قربى
آل محمد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : عجلت أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن بطن من
قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عنه قال : قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021359لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021360أكثر الناس علينا في هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فكتبنا إلى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نسأله عن ذلك فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان واسط النسب في قريش ليس بطن من بطونهم إلا وله فيه قرابة ، فقال الله : nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا على ما أدعوكم إليه nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى أن تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني بها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه من طريق
علي بن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021361كان لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قرابة من جميع قريش ، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال : يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي منكم ، ولا يكون غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم ، وأخرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن مردويه عنه نحوه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه عنه أيضا نحوه . وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا نحوه . وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا من طريق أخرى نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه من طريق
مقسم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021362 " قالت الأنصار فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا ، فقال العباس : لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأتاهم في مجالسهم فقال : يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفلا تجيبون ؟ قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ ألم يكذبوك فصدقناك ؟ ألم يخذلوك فنصرناك ؟ فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله ، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " وفي
[ ص: 1329 ] إسناده
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد ، وهو ضعيف ، والأولى أن الآية مكية لا مدنية ، وقد أشرنا في أول السورة إلى قول من قال إن هذه الآية وما بعدها مدنية ، وهذا متمسكهم .
وأخرج
أبو نعيم والديلمي من طريق
مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021363nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى أي : تحفظوني في أهل بيتي وتودونهم بي .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه . قال
السيوطي بسند ضعيف من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003563لما نزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وولداهما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه من طريق
الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت هذه الآية
بمكة ، وكان المشركون يودون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأنزل الله قل لهم يا
محمد :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23لا أسألكم عليه يعني على ما أدعوكم إليه أجرا عرضا من الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إلا المودة في القربى إلا الحفظ لي في قرابتي فيكم ، فلما هاجر إلى
المدينة أحب أن يلحقه بإخوته من الأنبياء فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله [ سبأ : 47 ] يعني : ثوابه وكرامته في الآخرة كما قال
نوح nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=109وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين [ الشعراء : 109 ] وكما قال
هود وصالح وشعيب لم يستثنوا أجرا كما استثنى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فرده عليهم ، وهي منسوخة .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم وصححه ،
وابن مردويه من طريق
مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في الآية : قل لا أسألكم على ما أتيتكم به من البينات والهدى أجرا إلا أن تودوا الله وأن تتقربوا إليه بطاعته .
هذا حاصل ما روي عن حبر الأمة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير هذه الآية .
والمعنى الأول هو الذي صح عنه ، ورواه عنه الجمع الجم من تلامذته فمن بعدهم ، ولا ينافيه ما روي عنه من النسخ ، فلا مانع من أن يكون قد نزل القرآن في
مكة بأن يوده كفار
قريش لما بينه وبينهم من القربى ويحفظوه بها ، ثم ينسخ ذلك ويذهب هذا الاستثناء من أصله كما يدل عليه ما ذكرنا مما يدل على أنه لم يسأل على التبليغ أجرا على الإطلاق ، ولا يقوى ما روي من حملها على
آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - على معارضة ما صح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من تلك الطرق الكثيرة ، وقد أغنى الله
آل محمد عن هذا بما لهم من الفضائل الجليلة والمزايا الجميلة ، وقد بينا بعض ذلك عند تفسيرنا لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت [ الأحزاب : 33 ] وكما لا يقوى هذا على المعارضة ، فكذلك لا يقوى ما روي عنه أن المراد بالمودة في القربى أن يودوا الله وأن يتقربوا إليه بطاعته ، ولكنه يشد من عضد هذا أنه تفسير مرفوع إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وإسناده عند
أحمد في المسند هكذا : حدثنا
حسن بن موسى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16827قزعة بن سويد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن
مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكره . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=17081مسلم بن إبراهيم عن
قزعة به .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية ،
والبيهقي في الشعب .
قال
السيوطي بسند صحيح عن
أبي هانئ الخولاني قال : سمعت
عمر بن حريث وغيره يقولون : إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض وذلك أنهم قالوا لو أن لنا ، فتمنوا الدنيا .
وأخرج
الحاكم وصححه ،
والبيهقي في الشعب عن
علي مثله .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=29013_29693_29703اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ أَيْ : كَثِيرُ اللُّطْفِ بِهِمْ بَالِغُ الرَّأْفَةِ لَهُمْ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : لَطِيفٌ بِالْبَارِّ وَالْفَاجِرِ حَيْثُ لَمْ يَقْتُلْهُمْ جُوعًا بِمَعَاصِيهِمْ . قَالَ
عِكْرِمَةُ : بَارٌّ بِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : رَفِيقٌ بِهِمْ ، وَقِيلَ : حَفِيٌّ بِهِمْ . وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : لَطِيفٌ بِهِمْ فِي الْعَرْضِ وَالْمُحَاسَبَةِ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُجْرِي لُطْفَهُ عَلَى عِبَادِهِ فِي كُلِّ أُمُورِهِمْ ، وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ الرِّزْقُ الَّذِي يَعِيشُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُمْ كَيْفَ يَشَاءُ ، فَيُوَسِّعُ عَلَى هَذَا وَيُضَيِّقُ عَلَى هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَظِيمُ الْقُوَّةِ الْبَاهِرَةِ الْقَادِرَةِ الْعَزِيزُ الَّذِي يَغْلِبُ كُلَّ شَيْءٍ وَلَا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ الْحَرْثُ فِي اللُّغَةِ : الْكَسْبُ ، يُقَالُ : هُوَ يَحْرُثُ لِعِيَالِهِ وَيَحْتَرِثُ أَيْ : يَكْتَسِبُ .
وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ حَارِثًا ، وَأَصْلُ مَعْنَى الْحَرْثِ : إِلْقَاءُ الْبَذْرِ فِي الْأَرْضِ ، فَأُطْلِقَ عَلَى ثَمَرَاتِ الْأَعْمَالِ وَفَوَائِدِهَا بِطَرِيقِ الِاسْتِعَارَةِ : وَالْمَعْنَى : مَنْ كَانَ يُرِيدُ بِأَعْمَالِهِ وَكَسْبِهِ ثَوَابَ الْآخِرَةِ يُضَاعِفِ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ يَزِيدُ فِي تَوْفِيقِهِ وَإِعَانَتِهِ وَتَسْهِيلِ سُبُلِ الْخَيْرِ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا أَيْ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ بِأَعْمَالِهِ وَكَسْبِهِ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَهُوَ مَتَاعُهَا ، وَمَا يَرْزُقُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ مِنْهَا نُعْطِهِ مِنْهَا مَا قَضَتْ بِهِ مَشِيئَتُنَا وَقُسِمَ لَهُ فِي قَضَائِنَا .
قَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَى نُؤْتِهِ مِنْهَا : نُقَدِّرْ لَهُ مَا قُسِمَ لَهُ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=18عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ [ الْإِسْرَاءِ : 18 ] وَقَالَ
قَتَادَةُ أَيْضًا : إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ، وَلَا يُعْطِي عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا إِلَّا الدُّنْيَا قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْآيَةَ فِي الْكَافِرِ ، وَهُوَ تَخْصِيصٌ بِغَيْرِ مُخَصِّصٍ .
ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّ هَذَا الَّذِي يُرِيدُ بِعَمَلِهِ الدُّنْيَا لَا نَصِيبَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ لِلْآخِرَةِ فَلَا نَصِيبَ لَهُ فِيهَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْإِسْرَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ لَمَّا بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - الْقَانُونَ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَرْدَفَهُ بِبَيَانِ مَا هُوَ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ الْمُوجِبُ لِلنَّارِ ، وَالْهَمْزَةُ لِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِ وَالتَّقْرِيعِ ، وَضَمِيرُ شَرَعُوا عَائِدٌ إِلَى الشُّرَكَاءِ ، وَضَمِيرُ لَهُمْ إِلَى الْكُفَّارِ ، وَقِيلَ : الْعَكْسُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ وَهِيَ تَأْخِيرُ عَذَابِهِمْ حَيْثُ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ [ الْقَمَرِ : 46 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا فَعُوجِلُوا بِالْعُقُوبَةِ ، وَالضَّمِيرُ فِي بَيْنَهُمْ رَاجِعٌ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ، أَوْ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَشُرَكَائِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَيِ : الْمُشْرِكِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ . وَقَرَأَ
[ ص: 1327 ] مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَابْنُ هُرْمُزَ بِفَتْحِهَا عَطْفًا عَلَى كَلِمَةِ الْفَصْلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا أَيْ : خَائِفِينَ وَجِلِينَ مِمَّا كَسَبُوا مِنَ السَّيِّئَاتِ ، وَذَلِكَ الْخَوْفُ وَالْوَجَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى مَا كَسَبُوا بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَيْ : وَجَزَاءُ مَا كَسَبُوا وَاقِعٌ مِنْهُمْ نَازِلٌ عَلَيْهِمْ لَا مَحَالَةَ أَشْفَقُوا أَوْ لَمْ يُشْفِقُوا ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ حَالَ الظَّالِمِينَ ذَكَرَ حَالَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ رَوْضَاتٌ : جَمْعُ رَوْضَةٍ .
قَالَ
أَبُو حَيَّانَ : اللُّغَةُ الْكَثِيرَةُ تَسْكِينُ الْوَاوِ ، وَلُغَةُ هُذَيْلٍ فَتْحُهَا ، وَالرَّوْضَةُ : الْمَوْضِعُ النَّزِهُ الْكَثِيرُ الْخُضْرَةِ ، وَقَدْ مَضَى بَيَانُ هَذَا فِي سُورَةِ الرُّومِ ، وَرَوْضَةُ الْجَنَّةِ : أَطْيَبُ مَسَاكِنِهَا كَمَا أَنَّهَا فِي الدُّنْيَا لَأَحْسَنُ أَمْكِنَتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ مِنْ صُنُوفِ النِّعَمِ وَأَنْوَاعِ الْمُسْتَلَذَّاتِ ، وَالْعَامِلُ فِي عِنْدَ رَبِّهِمْ يَشَاءُونَ ، أَوِ الْعَامِلُ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ وَهُوَ الِاسْتِقْرَارُ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا ذَكَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ قَبْلَهُ ، وَخَبَرُهُ الْجُمْلَةُ الْمَذْكُورَةُ بَعْدَهُ وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ أَيِ : الَّذِي لَا يُوَصَفُ وَلَا تَهْتَدِي الْعُقُولُ إِلَى مَعْرِفَةِ حَقِيقَتِهِ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ إِلَى الْفَضْلِ الْكَبِيرِ أَيْ : يُبَشِّرُهُمْ بِهِ .
ثُمَّ وَصَفَ الْعِبَادَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهَؤُلَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=29680الْجَامِعُونَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَتَرْكِ مَا نَهَى عَنْهُ هُمُ الْمُبَشَّرُونَ بِتِلْكَ الْبِشَارَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ يُبَشِّرُ مُشَدَّدًا مِنْ بَشَّرَ . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَحُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ وَكَسْرِ الشِّينِ مِنْ أَبْشَرَ . وَقَرَأَ بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَضَمِّ الشِّينِ بَعْضُ السَّبْعَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الْقِرَاءَاتِ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - مَا أَخْبَرَ بِهِ نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ هَذِهِ الْأَحْكَامِ الشَّرِيفَةِ الَّتِي اشْتَمَلَ عَلَيْهَا كِتَابُهُ أَمَرَهُ بِأَنَّهُ يُخْبِرُهُمْ بِأَنَّهُ لَا يَطْلُبُ مِنْهُمْ بِسَبَبِ هَذَا التَّبْلِيغِ ثَوَابًا مِنْهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا أَيْ : قُلْ يَا
مُحَمَّدُ : لَا أَطْلُبُ مِنْكُمْ عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ جُعْلًا وَلَا نَفْعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى هَذَا الِاسْتِثْنَاءُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلًا أَيْ : إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي بَيْنَكُمْ أَوْ تَوَدُّوا أَهْلَ قَرَابَتِي ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُنْقَطِعًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِلَّا الْمَوَدَّةَ اسْتِثْنَاءٌ لَيْسَ مِنَ الْأَوَّلِ أَيْ : إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي فَتَحْفَظُونِي ، وَالْخِطَابُ
لِقُرَيْشٍ ، وَهَذَا قَوْلُ
عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى الِانْقِطَاعِ : لَا أَسْأَلُكُمْ أَجْرًا قَطُّ ، وَلَكِنْ أَسْأَلُكُمُ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، ارْقُبُونِي فِيهَا وَلَا تُعَجِّلُوا إِلَيَّ وَدَعَوْنِي وَالنَّاسَ ، وَبِهِ قَالَ
قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ وَالسُّدِّيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ وَابْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ ، وَهُوَ الثَّابِتُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا سَيَأْتِي .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَغَيْرُهُ : هُمْ
آلُ مُحَمَّدٍ ، وَسَيَأْتِي مَا اسْتَدَلَّ بِهِ الْقَائِلُونَ بِهَذَا .
وَقَالَ
الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ : مَعْنَى الْآيَةِ : إِلَّا التَّوَدُّدَ إِلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَالتَّقَرُّبَ بِطَاعَتِهِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ : وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ ، وَإِنَّمَا نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ بِمَوَدَّتِهِ ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَوَتْهُ
الْأَنْصَارُ وَنَصَرُوهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=109وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ [ الشُّعَرَاءِ : 109 ] وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ [ سَبَأٍ : 47 ] .
وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ مَا يَتَّضِحُ بِهِ الثَّوَابُ وَيَظْهَرُ بِهِ مَعْنَى الْآيَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا أَصْلُ الْقَرْفِ الْكَسْبُ ، يُقَالُ : فُلَانٌ يَقْرِفُ لِعِيَالِهِ أَيْ : يَكْتَسِبُ ، وَالِاقْتِرَافُ : الِاكْتِسَابُ ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ قِرْفَةٌ : إِذَا كَانَ مُحْتَالًا .
وَالْمَعْنَى : مَنْ يَكْتَسِبْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ هَذِهِ الْحَسَنَةَ حُسْنًا بِمُضَاعَفَةِ ثَوَابِهَا .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : الْمَعْنَى مَنْ يَكْتَسِبْ حَسَنَةً وَاحِدَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا نُضَاعِفْهَا بِالْوَاحِدَةِ عَشْرًا فَصَاعِدًا .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهَذِهِ الْحَسَنَةِ هِيَ الْمَوَدَّةُ فِي الْقُرْبَى ، وَالْحَمْلُ عَلَى الْعُمُومِ أَوْلَى ، وَيَدْخُلُ تَحْتَهُ الْمَوَدَّةُ فِي الْقُرْبَى دُخُولًا أَوَّلِيًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ أَيْ : كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ لِلْمُذْنِبِينَ كَثِيرُ الشُّكْرِ لِلْمُطِيعِينَ .
قَالَ
قَتَادَةُ : غَفُورٌ لِلذُّنُوبِ شَكُورٌ لِلْحَسَنَاتِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : غَفُورٌ لِذُنُوبِ
آلِ مُحَمَّدٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ أَيْ : بَلْ أَيَقُولُونَ افْتَرَى
مُحَمَّدٌ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا بِدَعْوَى النُّبُوَّةِ ، وَالْإِنْكَارُ لِلتَّوْبِيخِ . وَمَعْنَى افْتِرَاءِ الْكَذِبِ : اخْتِلَاقُهُ .
ثُمَّ أَجَابَ - سُبْحَانَهُ - عَنْ قَوْلِهِمْ هَذَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ أَيْ : لَوِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَشَاءَ عَدَمَ صُدُورِهِ مِنْهُ وَخَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ بِحَيْثُ لَا يَخْطُرُ بِبَالِهِ شَيْءٌ مِمَّا كَذَبَ فِيهِ كَمَا تَزْعُمُونَ .
قَالَ
قَتَادَةُ : يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ فَيُنْسِيكَ الْقُرْآنَ . فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَوِ افْتَرَى عَلَيْهِ لَفَعَلَ بِهِ مَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَمُقَاتِلٌ : إِنْ يَشَأْ يَرْبِطْ عَلَى قَلْبِكَ بِالصَّبْرِ عَلَى أَذَاهُمْ حَتَّى لَا يَدْخُلَ قَلْبَكَ مَشَقَّةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ . وَقِيلَ : الْخِطِابُ لَهُ ، وَالْمُرَادُ الْكُفَّارُ أَيْ : إِنْ يَشَأْ يَخْتِمْ عَلَى قُلُوبِ الْكُفَّارِ وَيُعَاجِلْهُمْ بِالْعُقُوبَةِ ، ذَكَرَهُ
الْقُشَيْرِيُّ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَوْ حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ أَنْ تَفْتَرِيَ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لَطَبَعَ عَلَى قَلْبِكَ ، فَإِنَّهُ لَا يَجْتَرِئُ عَلَى الْكَذِبِ إِلَّا مَنْ كَانَ مَطْبُوعًا عَلَى قَلْبِهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ اسْتِئْنَافٌ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ مِنْ نَفْيِ الِافْتِرَاءِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ تَامٌّ ، يَعْنِي وَمَا بَعْدَهُ مُسْتَأْنَفٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ أَيْ : وَاللَّهُ يَمْحُو الْبَاطِلَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا تَامٌّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ احْتِجَاجٌ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ مَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَيْ : لَوْ كَانَ مَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَاطِلًا لَمَحَاهُ كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُ فِي الْمُفْتَرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24وَيُحِقُّ الْحَقَّ أَيِ : الْإِسْلَامَ فَيُبَيِّنُهُ بِكَلِمَاتِهِ أَيْ : بِمَا أَنْزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=24إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ عَالِمٌ بِمَا فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، وَقَدْ سَقَطَتِ الْوَاوُ مِنْ وَيَمْحُو فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ كَمَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ أَيْ : يَقْبَلُ مِنَ الْمُذْنِبِينَ مِنْ عِبَادِهِ تَوْبَتَهُمْ إِلَيْهِ مِمَّا عَمِلُوا مِنَ الْمَعَاصِي وَاقْتَرَفُوا مِنَ السَّيِّئَاتِ ، وَالتَّوْبَةُ النَّدَمُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ وَالْعَزْمُ عَلَى عَدَمِ الْمُعَاوَدَةِ لَهَا . وَقِيلَ : يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ أَوْلِيَائِهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ . وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19716_32478التَّوْبَةَ مَقْبُولَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْعِبَادِ مُسْلِمِهِمْ
[ ص: 1328 ] وَكَافِرِهِمْ إِذَا كَانَتْ صَحِيحَةً صَادِرَةً عَنْ خُلُوصِ نِيَّةٍ وَعَزِيمَةٍ صَحِيحَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ عَلَى الْعُمُومِ لِمَنْ تَابَ عَنْ سَيِّئَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=25وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ فَيُجَازِي كُلًّا بِمَا يَسْتَحِقُّهُ .
قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ وَخَلَفٌ تَفْعَلُونَ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْخَبَرِ ، وَاخْتَارَ الْقِرَاءَةَ الثَّانِيَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ لِأَنَّ هَذَا الْفِعْلَ وَقَعَ بَيْنَ خَبَرَيْنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ الْمَوْصُولُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ أَيْ : يَسْتَجِيبُ اللَّهُ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَيُعْطِيهِمْ مَا طَلَبُوهُ مِنْهُ ، يُقَالُ : أَجَابَ وَاسْتَجَابَ بِمَعْنًى .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى يَقْبَلُ عِبَادَةَ الْمُخْلِصِينَ ، وَقِيلَ التَّقْدِيرُ : وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ ، فَحُذِفَ اللَّامُ كَمَا حُذِفَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وَإِذَا كَالُوهُمْ [ الْمُطَفِّفِينَ : 3 ] أَيْ : كَالُوا لَهُمْ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمَوْصُولَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ أَيْ : يُجِيبُونَ رَبَّهُمْ إِذَا دَعَاهُمْ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ [ الْأَنْفَالِ : 24 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَسْتَدْعِي الَّذِينَ آمَنُوا الْإِجَابَةَ ، هَكَذَا حَقِيقَةُ مَعْنَى اسْتَفْعَلَ ، فَالَّذِينَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أَيْ : يَزِيدُهُمْ عَلَى مَا طَلَبُوهُ مِنْهُ ، أَوْ عَلَى مَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنَ الثَّوَابِ تَفَضُّلًا مِنْهُ ، وَقِيلَ : يُشَفِّعُهُمْ فِي إِخْوَانِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=26وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ هَذَا لِلْكَافِرِينَ مُقَابِلًا مَا ذَكَرَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ فِيمَا قَبْلَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ أَيْ : لَوْ وَسَّعَ اللَّهُ لَهُمْ رِزْقَهُمْ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ، لَعَصَوْا فِيهَا وَبَطَرُوا النِّعْمَةَ وَتَكَبَّرُوا وَطَلَبُوا مَا لَيْسَ لَهُمْ طَلَبُهُ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَوْ جَعَلَهُمْ سَوَاءً فِي الرِّزْقِ لَمَا انْقَادَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَلَتَعَطَّلَتِ الصَّنَائِعُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالظَّاهِرُ عُمُومُ أَنْوَاعِ الرِّزْقِ ، وَقِيلَ : هُوَ الْمَطَرُ خَاصَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ أَيْ : يُنَزِّلُ مِنَ الرِّزْقِ لِعِبَادِهِ بِتَقْدِيرٍ عَلَى حَسَبِ مَشِيئَتِهِ وَمَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ الْبَالِغَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بِأَحْوَالِهِمْ بَصِيرٌ بِمَا يُصْلِحُهُمْ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18050تَوْسِيعِ الرِّزْقِ وَتَضْيِيقِهِ ، فَيُقَدِّرُ لِكُلِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَا يُصْلِحُهُ وَيَكُفُّهُ عَنِ الْفَسَادِ بِالْبَغْيِ فِي الْأَرْضِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ أَيِ : الْمَطَرَ الَّذِي هُوَ أَنْفَعُ أَنْوَاعِ الرِّزْقِ وَأَعَمُّهَا فَائِدَةً وَأَكْثَرُهَا مَصْلَحَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا أَيْ : مِنْ بَعْدِ مَا أَيِسُوا عَنْ ذَلِكَ فَيَعْرِفُونَ بِهَذَا الْإِنْزَالِ لِلْمَطَرِ بَعْدَ الْقُنُوطِ مِقْدَارَ رَحْمَتِهِ لَهُمْ ، وَيَشْكُرُونَ لَهُ مَا يَجِبُ الشُّكْرُ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=28وَهُوَ الْوَلِيُّ لِلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَجَلْبِ الْمَنَافِعِ لَهُمْ ، وَدَفْعِ الشُّرُورِ عَنْهُمُ الْحَمِيدُ الْمُسْتَحِقُّ لِلْحَمْدِ مِنْهُمْ عَلَى إِنْعَامِهِ خُصُوصًا وَعُمُومًا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ قَالَ : عَيْشَ الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا الْآيَةَ . قَالَ : مَنْ يُؤْثِرُ دُنْيَاهُ عَلَى آخِرَتِهِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نَصِيبًا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارَ ، وَلَمْ يَزْدَدْ بِذَلِكَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلَّا رِزْقًا فُرِغَ مِنْهُ وَقُسِمَ لَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021357بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ يَطْلُبُوا الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ : قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021358تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ الْآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : " يَقُولُ اللَّهُ : ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ " .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ : الْحَرْثُ حَرْثِانِ ، فَحَرْثُ الدُّنْيَا الْمَالُ وَالْبَنُونَ ، وَحَرْثُ الْآخِرَةِ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16248طَاوُسٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قُرْبَى
آلِ مُحَمَّدٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : عَجِلْتُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ
قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ ، فَقَالَ : إِلَّا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021359لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّونِي فِي نَفْسِي لِقَرَابَتِي وَتَحْفَظُوا الْقَرَابَةَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ سَعْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021360أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى فَكَتَبْنَا إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ وَاسِطَ النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ لَيْسَ بَطْنٌ مِنْ بُطُونِهِمْ إِلَّا وَلَهُ فِيهِ قَرَابَةٌ ، فَقَالَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى أَنْ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي مِنْكُمْ وَتَحْفَظُونِي بِهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021361كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَرَابَةٌ مِنْ جَمِيعِ قُرَيْشٍ ، فَلَمَّا كَذَّبُوهُ وَأَبَوْا أَنْ يُبَايِعُوهُ قَالَ : يَا قَوْمِ إِذَا أَبَيْتُمْ أَنْ تُبَايِعُونِي فَاحْفَظُوا قَرَابَتِي مِنْكُمْ ، وَلَا يَكُونُ غَيْرُكُمْ مِنَ الْعَرَبِ أَوْلَى بِحِفْظِي وَنُصْرَتِي مِنْكُمْ ، وَأَخْرَجَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
مِقْسَمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021362 " قَالَتِ الْأَنْصَارُ فَعَلْنَا وَفَعَلْنَا وَكَأَنَّهُمْ فَخَرُوا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : لَنَا الْفَضْلُ عَلَيْكُمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَاهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَمْ تَكُونُوا أَذِلَّةً فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَفَلَا تُجِيبُونَ ؟ قَالُوا : مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَلَا تَقُولُونَ أَلَمْ يُخْرِجْكَ قَوْمُكَ فَآوَيْنَاكَ ؟ أَلَمْ يُكَذِّبُوكَ فَصَدَّقْنَاكَ ؟ أَلَمْ يَخْذُلُوكَ فَنَصَرْنَاكَ ؟ فَمَا زَالَ يَقُولُ حَتَّى جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَقَالُوا : أَمْوَالُنَا وَمَا فِي أَيْدِينَا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " وَفِي
[ ص: 1329 ] إِسْنَادِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَالْأَوْلَى أَنَّ الْآيَةَ مَكِّيَّةٌ لَا مَدَنِيَّةٌ ، وَقَدْ أَشَرْنَا فِي أَوَّلِ السُّورَةِ إِلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ وَمَا بَعْدَهَا مَدَنِيَّةٌ ، وَهَذَا مُتَمَسَّكُهُمْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو نُعَيْمٍ وَالدَّيْلَمِيُّ مِنْ طَرِيقِ
مُجَاهِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021363nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى أَيْ : تَحْفَظُونِي فِي أَهْلِ بَيْتِي وَتَوَدُّونَهُمْ بِي .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ . قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003563لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قَرَابَتُكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ ؟ قَالَ : عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَوَلَدَاهُمَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
الضَّحَّاكِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
بِمَكَّةَ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَوَدُّونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ يَعْنِي عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ أَجْرًا عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى إِلَّا الْحِفْظَ لِي فِي قَرَابَتِي فِيكُمْ ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ أَحَبَّ أَنْ يُلْحِقَهُ بِإِخْوَتِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ [ سَبَأٍ : 47 ] يَعْنِي : ثَوَابَهُ وَكَرَامَتَهُ فِي الْآخِرَةِ كَمَا قَالَ
نُوحٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=109وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ [ الشُّعَرَاءِ : 109 ] وَكَمَا قَالَ
هُودٌ وَصَالِحٌ وَشُعَيْبٌ لَمْ يَسْتَثْنُوا أَجْرًا كَمَا اسْتَثْنَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَرَدَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَهِيَ مَنْسُوخَةٌ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
مُجَاهِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الْآيَةِ : قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَتَيْتُكُمْ بِهِ مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى أَجْرًا إِلَّا أَنْ تَوَدُّوا اللَّهَ وَأَنْ تَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ .
هَذَا حَاصِلُ مَا رُوِيَ عَنْ حَبْرِ الْأُمَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ .
وَالْمَعْنَى الْأَوَّلُ هُوَ الَّذِي صَحَّ عَنْهُ ، وَرَوَاهُ عَنْهُ الْجَمْعُ الْجَمُّ مِنْ تَلَامِذَتِهِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَلَا يُنَافِيهِ مَا رُوِيَ عَنْهُ مِنَ النَّسْخِ ، فَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدْ نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي
مَكَّةَ بِأَنْ يَوَدَّهُ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ لِمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ مِنَ الْقُرْبَى وَيَحْفَظُوهُ بِهَا ، ثُمَّ يُنْسَخُ ذَلِكَ وَيَذْهَبُ هَذَا الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ أَصْلِهِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا ذَكَرْنَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ عَلَى التَّبْلِيغِ أَجْرًا عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَلَا يَقْوَى مَا رُوِيَ مِنْ حَمْلِهَا عَلَى
آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مُعَارَضَةِ مَا صَحَّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ تِلْكَ الطُّرُقِ الْكَثِيرَةِ ، وَقَدْ أَغْنَى اللَّهُ
آلَ مُحَمَّدٍ عَنْ هَذَا بِمَا لَهُمْ مِنَ الْفَضَائِلِ الْجَلِيلَةِ وَالْمَزَايَا الْجَمِيلَةِ ، وَقَدْ بَيَّنَّا بَعْضَ ذَلِكَ عِنْدَ تَفْسِيرِنَا لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ [ الْأَحْزَابِ : 33 ] وَكَمَا لَا يَقْوَى هَذَا عَلَى الْمُعَارَضَةِ ، فَكَذَلِكَ لَا يَقْوَى مَا رُوِيَ عَنْهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَوَدَّةِ فِي الْقُرْبَى أَنْ يَوَدُّوا اللَّهَ وَأَنْ يَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ ، وَلَكِنَّهُ يَشُدُّ مِنْ عَضُدِ هَذَا أَنَّهُ تَفْسِيرٌ مَرْفُوعٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَإِسْنَادُهُ عِنْدَ
أَحْمَدَ فِي الْمُسْنَدِ هَكَذَا : حَدَّثَنَا
حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16827قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17081مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
قَزَعَةَ بِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ .
قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ
أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ
عُمَرَ بْنَ حُرَيْثٍ وَغَيْرَهُ يَقُولُونَ : إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَصْحَابِ الصُّفَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=27وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا لَوْ أَنَّ لَنَا ، فَتَمَنَّوُا الدُّنْيَا .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
عَلِيٍّ مِثْلَهُ .