nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29017_31912_19902_19903_18006_33147قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ( 16 )
قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قل أرأيتم ) أي : أخبروني
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إن كان من عند الله يعني ما يوحى إليه من القرآن ، وقيل المراد
محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والمعنى : إن كان مرسلا من عند غير الله ، وقوله : ( وكفرتم به ) في محل نصب على الحال بتقدير قد ، وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله والمعنى : أخبروني إن كان ذلك في الحقيقة من عند الله والحال أنكم قد كفرتم به ، وشهد شاهد من بني إسرائيل العالمين بما أنزل الله في التوراة على مثله : أي : القرآن من المعاني الموجودة في التوراة المطابقة له من إثبات التوحيد والبعث والنشور وغير ذلك .
وهذه المثلية هي باعتبار تطابق المعاني وإن اختلفت الألفاظ .
وقال
الجرجاني : " مثل " صلة ، والمعنى : وشهد شاهد عليه أنه من عند الله ، وكذا قال
الواحدي
فآمن الشاهد بالقرآن لما تبين له أنه من كلام الله ومن جنس ما ينزله على رسله وهذا الشاهد من بني إسرائيل هو
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام كما قال
الحسن ،
ومجاهد ،
وقتادة ،
وعكرمة ، وغيرهم ، وفي هذا نظر فإن السورة مكية بالإجماع ،
nindex.php?page=showalam&ids=106وعبد الله بن سلام كان إسلامه بعد الهجرة ، فيكون المراد بالشاهد رجلا من أهل الكتاب قد آمن بالقرآن في
مكة وصدقه ، واختار هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وسيأتي في آخر البحث ما يترجح به أنه
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأن هذه الآية مدنية لا مكية .
وروي عن
مسروق أن المراد بالرجل
موسى عليه السلام ، وقوله : ( واستكبرتم ) معطوف على ( شهد ) : أي : آمن الشاهد واستكبرتم أنتم عن الإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إن الله لا يهدي القوم الظالمين فحرمهم الله سبحانه الهداية لظلمهم لأنفسهم بالكفر بعد قيام الحجة الظاهرة على وجوب الإيمان ، ومن فقد هداية الله له ضل .
وقد اختلف في جواب الشرط ماذا هو ؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : محذوف تقديره أتؤمنون ، وقيل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10فآمن واستكبرتم وقيل محذوف تقديره : فقد ظلمتم لدلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إن الله لا يهدي القوم الظالمين عليه ، وقيل تقديره : فمن أضل منكم ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل [ فصلت : 52 ] الآية .
وقال
أبو علي الفارسي : تقديره أتأمنون عقوبة الله ، وقيل التقدير : ألستم ظالمين .
ثم ذكر سبحانه نوعا آخر من أقاويلهم الباطلة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا للذين آمنوا أي لأجلهم ، ويجوز أن تكون هذه اللام هي لام التبليغ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11لو كان خيرا ما سبقونا إليه أي : لو كان ما جاء به
محمد من القرآن والنبوة خيرا ما سبقونا إليه لأنهم عند أنفسهم المستحقون للسبق إلى كل مكرمة ، ولم يعلموا أن الله سبحانه يختص برحمته من يشاء ، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، ويصطفي لدينه من يشاء
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وإذ لم يهتدوا به أي بالقرآن ، وقيل
بمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وقيل : بالإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11فسيقولون هذا إفك قديم فجاوزوا نفي خيرية القرآن إلى دعوى أنه كذب قديم كما قالوا : أساطير الأولين ، والعامل في " إذ " مقدر : أي : ظهر عنادهم ، ولا يجوز أن يعمل فيه فسيقولون لتضاد الزمانين ، أعني المضي والاستقبال ولأجل الفاء أيضا ، وقيل إن العامل فيه فعل مقدر من جنس المذكور : أي : لم يهتدوا به . وإذا لم يهتدوا به فسيقولون .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12ومن قبله كتاب موسى قرأ الجمهور بكسر الميم من ( من ) على أنها حرف جر ، وهي مع مجرورها خبر مقدم ، وكتاب
موسى مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل نصب على الحال ، أو هي مستأنفة ، والكلام مسوق لرد قولهم هذا إفك قديم فإن كونه قد تقدم القرآن كتاب
موسى ، وهو التوراة وتوافقا في أصول الشرائع يدل على أنه حق وأنه من عند الله ، ويقتضي بطلان قولهم .
وقرئ بفتح ميم " من " على أنها موصولة ، ونصب ( كتاب ) : أي وآتينا من قبله كتاب
موسى ، ورويت هذه القراءة عن
الكلبي .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12إماما ورحمة أي يقتدى به في الدين ورحمة من الله لمن آمن به ، وهما منتصبان على الحال . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره .
وقال
الأخفش على القطع ، وقال
أبو عبيدة : أي جعلناه إماما ورحمة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وهذا كتاب مصدق يعني القرآن فإنه مصدق لكتاب
موسى الذي هو إمام ورحمة ولغيره من كتب الله ، وقيل : مصدق للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12لسانا عربيا على الحال الموطئة ، وصاحبها الضمير في ( مصدق ) العائد إلى ( كتاب ) ، وجوز
أبو البقاء أن يكون مفعولا ل ( مصدق ) ، والأول أولى ، وقيل هو على حذف مضاف : أي : ذا لسان عربي ، وهو النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12لينذر الذين ظلموا قرأ الجمهور ( لينذر ) بالتحتية على أن فاعله ضمير يرجع إلى الكتاب : أي لينذر الكتاب الذين ظلموا ، وقيل الضمير راجع إلى الله ، وقيل إلى الرسول ، والأول أولى .
وقرأ
نافع ،
وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13869والبزي بالفوقية على أن فاعله النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، واختار هذه القراءة
أبو حاتم ،
وأبو عبيد ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وبشرى للمحسنين في محل نصب عطفا على محل ( لينذر ) .
وقال
[ ص: 1364 ] nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الأجود أن يكون في محل رفع : أي وهو بشرى ، وقيل على المصدرية لفعل محذوف : أي وتبشر بشرى ، وقوله : ( للمحسنين ) متعلق بـ ( بشرى ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا أي جمعوا بين التوحيد والاستقامة على الشريعة ، وقد تقدم تفسير هذا في سورة السجدة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13فلا خوف عليهم الفاء زائدة في خبر الموصول لما فيه من معنى الشرط ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13ولا هم يحزنون ) المعنى : أنهم لا يخافون من وقوع مكروه بهم ، ولا يحزنون من فوات محبوب وأن ذلك مستمر دائم .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أولئك أصحاب الجنة أي : أولئك الموصوفون بما ذكر أصحاب الجنة ، التي هي دار المؤمنين حال كونهم خالدين فيها وفي هذه الآية من الترغيب أمر عظيم ، فإن نفي الخوف والحزن على الدوام والاستقرار في الجنة على الأبد مما لا تطلب الأنفس سواه ولا تتشوف إلى ما عداه
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14جزاء بما كانوا يعملون أي يجزون جزاء بسبب أعمالهم التي عملوها من الطاعات لله وترك معاصيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا قرأ الجمهور ( حسنا ) بضم الحاء وسكون السين .
وقرأ
علي ،
والسلمي ، بفتحهما .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والكوفيون ( إحسانا ) وقد تقدم في سورة العنكبوت
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا من غير اختلاف بين القراء وتقدم في سورة الأنعام وسورة بني إسرائيل
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وبالوالدين إحسانا [ الإسراء : 23 ] فلعل هذا هو وجه اختلاف القراء في هذه الآية ، وعلى جميع هذه القراءات فانتصابه على المصدرية : أي وصيناه أن يحسن إليهما حسنا ، أو إحسانا .
وقيل : على أنه مفعول به بتضمين ( وصينا ) معنى ألزمنا ، وقيل : على أنه مفعول له
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حملته أمه كرها ووضعته كرها قرأ الجمهور ( كرها ) في الموضعين بضم الكاف .
وقرأ
أبو عمر وأهل الحجاز بفتحهما .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : وهما لغتان بمعنى واحد .
قال
أبو حاتم : ( الكره ) بالفتح لا يحسن لأنه الغضب والغلبة ، واختار
أبو عبيد قراءة الفتح قال : لأن لفظ ( الكره ) في القرآن كله بالفتح إلا التي في سورة البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=216كتب عليكم القتال وهو كره لكم [ البقرة : 216 ] وقيل إن الكره بالضم ما حمل الإنسان على نفسه ، وبالفتح ما حمل على غيره .
وإنما ذكر سبحانه حمل الأم ووضعها تأكيدا لوجوب الإحسان إليها الذي وصى الله به ، والمعنى : أنها حملته ذات كره ووضعته ذات كره .
ثم بين سبحانه مدة حمله وفصاله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وحمله وفصاله ثلاثون شهرا أي : مدتهما هذه المدة من عند ابتداء حمله إلى أن يفصل من الرضاع : أي يفطم عنه ، وقد استدل بهذه الآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=24212أقل الحمل ستة أشهر ؛ لأن مدة الرضاع سنتان : أي : مدة الرضاع الكامل كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [ البقرة : 233 ] فذكر سبحانه في هذه الآية أقل مدة الحمل ، وأكثر مدة الرضاع .
وفي هذه الآية إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=18006حق الأم آكد من حق الأب لأنها حملته بمشقة ووضعته بمشقة ، وأرضعته هذه المدة بتعب ونصب ، ولم يشاركها الأب في شيء من ذلك .
قرأ الجمهور ( وفصاله ) بالألف ، وقرأ
الحسن ،
ويعقوب ،
وقتادة ،
والجحدري ( وفصله ) بفتح الفاء وسكون الصاد بغير ألف ، والفصل والفصال بمعنى : كالفطم والفطام ، والقطف والقطاف
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حتى إذا بلغ أشده أي بلغ استحكام قوته وعقله ، وقد مضى تحقيق الأشد مستوفى ولا بد من تقدير جملة تكون حتى غاية لها : أي عاش واستمرت حياته حتى بلغ أشده ، قيل بلغ عمره ثماني عشرة سنة ، وقيل : الأشد الحلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ،
وابن زيد .
وقال
الحسن : هو بلوغ الأربعين ، والأول أولى لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وبلغ أربعين سنة فإن هذا يفيد أن بلوغ الأربعين هو شيء وراء بلوغ الأشد .
قال المفسرون :
nindex.php?page=treesubj&link=31775لم يبعث الله نبيا قط إلا بعد أربعين سنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15قال رب أوزعني أي ألهمني .
قال
الجوهري : استوزعت الله فأوزعني : أي استلهمته فألهمني
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي أي ألهمني شكر ما أنعمت به علي من الهداية ، وعلى والدي من التحنن علي منهما حين ربياني صغيرا .
وقيل : أنعمت علي بالصحة والعافية ، وعلى والدي بالغنى والثروة ، والأولى عدم تقييد النعمة عليه ، وعلى أبويه بنعمة مخصوصة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وأن أعمل صالحا ترضاه أي وألهمني أن أعمل عملا صالحا ترضاه مني
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وأصلح لي في ذريتي أي اجعل ذريتي صالحين راسخين في الصلاح متمكنين منه .
وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سنة أن يستكثر من هذه الدعوات ، وقد روي أنها نزلت في
أبي بكر كما سيأتي في آخر البحث
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15إني تبت إليك من ذنوبي
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وإني من المسلمين أي : المستسلمين لك المنقادين لطاعتك المخلصين لتوحيدك .
والإشارة بقوله : أولئك إلى الإنسان المذكور ، والجمع ؛ لأنه يراد به الجنس . وهو مبتدأ ، وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا من أعمال الخير في الدنيا والمراد بالأحسن
الحسن كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم [ الزمر : 55 ] وقيل : إن اسم التفضيل على معناه ، ويراد به ما يثاب العبد عليه من الأعمال ، لا ما لا يثاب عليه كالمباح فإنه حسن ، وليس بأحسن
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16ونتجاوز عن سيئاتهم فلا نعاقبهم عليها .
قرأ الجمهور ( يتقبل ) و ( يتجاوز ) على بناء الفعلين للمفعول .
وقرأ
حمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بالنون فيهما على إسنادهما إلى الله سبحانه ، والتجاوز الغفران ، وأصله من جزت الشيء : إذا لم تقف عليه ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16في أصحاب الجنة أنهم كائنون في عدادهم منتظمون في سلكهم ، فالجار والمجرور في محل النصب على الحال كقولك : أكرمني الأمير في أصحابه : أي : كائنا في جملتهم ، وقيل : إن " في " بمعنى مع : أي : مع أصحاب الجنة ، وقيل : إنهما خبر مبتدأ محذوف : أي : هم في أصحاب الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ( وعد الصدق ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة ؛ لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أولئك الذين نتقبل عنهم إلخ ، في معنى الوعد بالتقبل ، والتجاوز ، ويجوز أن يكون مصدرا لفعل محذوف أي : وعدهم الله وعد الصدق الذي كانوا يوعدون به على ألسن الرسل في الدنيا .
[ ص: 1365 ] وقد أخرج
أبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم ، وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك الأشجعي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021399انطلق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم ، فكرهوا دخولنا عليهم ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يا معشر اليهود ، أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله تعالى عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه . فسكتوا فما أجابه منهم أحد ، ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ثلاثا ، فقال : أبيتم ؟ فوالله لأنا الحاشر ، وأنا العاقب ، وأنا المقفي ، آمنتم أو كذبتم ، ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج ، فإذا رجل من خلفه فقال : كما أنت يا محمد ، فأقبل ، فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود ، فقالوا ، والله ما نعلم فينا رجلا أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ، ولا من أبيك ، ولا من جدك ، قال : فإني أشهد بالله أنه النبي الذي تجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل ، قالوا : كذبت ، ثم ردوا عليه ، وقالوا شرا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : كذبتم لن يقبل منكم قولكم ، فخرجنا ، ونحن ثلاثة ، رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وأنا ، وابن سلام ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قل أرأيتم إن كان من عند الله إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10لا يهدي القوم الظالمين وصححه
السيوطي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم ، وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021400ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا nindex.php?page=showalam&ids=106لعبد الله بن سلام ، وفيه نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله .
وأخرج
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=106nindex.php?page=treesubj&link=33994_32363عبد الله بن سلام قال : نزل في آيات من كتاب الله نزلت في
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وشهد شاهد من بني إسرائيل ونزل في
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وشهد شاهد من بني إسرائيل قال :
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام . وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين .
وفيه دليل على أن هذه الآية مدنية فيخصص بها عموم قولهم إن سورة الأحقاف كلها مكية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
قتادة ، قال : قال ناس من المشركين نحن أعز ونحن ونحن ، فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان ، وفلان ، فنزل
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
عون بن أبي شداد قال : كانت
nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله : يقال لها
زنيرة ، وكان
عمر يضربها على الإسلام ، وكان كفار
قريش يقولون : لو كان خيرا ما سبقتنا إليه
زنيرة ، فأنزل الله في شأنها
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب nindex.php?page=hadith&LINKID=1021401أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : 32 بنو غفار ، وأسلم كانوا لكثير من الناس فتنة ، يقولون لو كان خيرا ما جعلهم الله أول الناس فيه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق
الكلبي ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15ووصينا الإنسان بوالديه الآية ، إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16وعد الصدق الذي كانوا يوعدون في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق .
وأخرج
عبد الرزاق ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17193نافع بن جبير أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أخبره قال : إني لصاحب المرأة التي أتي بها
عمر وضعت لستة أشهر ، فأنكر الناس ذلك . فقلت
لعمر : لم تظلم ؟ قال : كيف ؟ قلت اقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وحمله وفصاله ثلاثون شهرا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين [ البقرة : 233 ] كم الحول ؟ قال سنة ، قلت : كم السنة ؟ قال اثنا عشر شهرا ، قلت فأربعة وعشرون شهرا حولان كاملان ، ويؤخر الله من الحمل ما شاء ويقدم ما شاء ، فاستراح
عمر إلى قولي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أنه كان يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=27791_27249إذا ولدت المرأة لتسعة أشهر كفاها من الرضاع أحد وعشرون شهرا ، وإذا ولدت لسبعة أشهر كفاها من الرضاع ثلاثة وعشرون شهرا ، وإذا وضعت لستة أشهر فحولان كاملان ؛ لأن الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وحمله وفصاله ثلاثون شهرا .
وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا قال : أنزلت هذه الآية في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني الآية ، فاستجاب الله له فأسلم والداه جميعا وإخوته وولده كلهم ، ونزلت فيه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فأما من أعطى واتقى [ الليل : 5 ] إلى آخر السورة .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29017_31912_19902_19903_18006_33147قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ( 16 )
قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ ) أَيْ : أَخْبِرُونِي
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يَعْنِي مَا يُوحَى إِلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَالْمَعْنَى : إِنْ كَانَ مُرْسَلًا مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ ، وَقَوْلُهُ : ( وَكَفَرْتُمْ بِهِ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ بِتَقْدِيرِ قَدْ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ وَالْمَعْنَى : أَخْبِرُونِي إِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي الْحَقِيقَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَالْحَالُ أَنَّكُمْ قَدْ كَفَرْتُمْ بِهِ ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْعَالِمِينَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مِثْلِهِ : أَيِ : الْقُرْآنِ مِنَ الْمَعَانِي الْمَوْجُودَةِ فِي التَّوْرَاةِ الْمُطَابِقَةِ لَهُ مِنْ إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ وَالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَهَذِهِ الْمِثْلِيَّةُ هِيَ بِاعْتِبَارِ تَطَابُقِ الْمَعَانِي وَإِنِ اخْتَلَفَتِ الْأَلْفَاظُ .
وَقَالَ
الْجُرْجَانِيُّ : " مِثْلِ " صِلَةٌ ، وَالْمَعْنَى : وَشَهِدَ شَاهِدٌ عَلَيْهِ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَكَذَا قَالَ
الْوَاحِدِيُّ
فَآمَنَ الشَّاهِدُ بِالْقُرْآنِ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ وَمِنْ جِنْسِ مَا يُنَزِّلُهُ عَلَى رُسُلِهِ وَهَذَا الشَّاهِدُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ كَمَا قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَعِكْرِمَةُ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ فَإِنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ بِالْإِجْمَاعِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=106وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ كَانَ إِسْلَامُهُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالشَّاهِدِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ قَدْ آمَنَ بِالْقُرْآنِ فِي
مَكَّةَ وَصَدَّقَهُ ، وَاخْتَارَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ مَا يَتَرَجَّحُ بِهِ أَنَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَدَنِيَّةٌ لَا مَكِّيَّةٌ .
وَرُوِيَ عَنْ
مَسْرُوقٍ أَنَّ الْمُرَادَ بِالرَّجُلِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَقَوْلُهُ : ( وَاسْتَكْبَرْتُمْ ) مَعْطُوفٌ عَلَى ( شَهِدَ ) : أَيْ : آمَنَ الشَّاهِدُ وَاسْتَكْبَرْتُمْ أَنْتُمْ عَنِ الْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَحَرَمَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْهِدَايَةَ لِظُلْمِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى وُجُوبِ الْإِيمَانِ ، وَمَنْ فَقَدَ هِدَايَةَ اللَّهِ لَهُ ضَلَّ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَاذَا هُوَ ؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ أَتُؤْمِنُونَ ، وَقِيلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ وَقِيلَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : فَقَدْ ظَلَمْتُمْ لِدَلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ تَقْدِيرُهُ : فَمَنْ أَضَلُّ مِنْكُمْ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ [ فُصِّلَتْ : 52 ] الْآيَةَ .
وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : تَقْدِيرُهُ أَتَأْمَنُونَ عُقُوبَةَ اللَّهِ ، وَقِيلَ التَّقْدِيرُ : أَلَسْتُمْ ظَالِمِينَ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ نَوْعًا آخَرَ مِنْ أَقَاوِيلِهِمُ الْبَاطِلَةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيْ لِأَجْلِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ اللَّامُ هِيَ لَامُ التَّبْلِيغِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ أَيْ : لَوْ كَانَ مَا جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَالنُّبُوَّةِ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ لِأَنَّهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمُ الْمُسْتَحِقُّونَ لِلسَّبْقِ إِلَى كُلِّ مَكْرُمَةٍ ، وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَيَصْطَفِي لِدِينِهِ مَنْ يَشَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ أَيْ بِالْقُرْآنِ ، وَقِيلَ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَقِيلَ : بِالْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ فَجَاوَزُوا نَفْيَ خَيْرِيَّةِ الْقُرْآنِ إِلَى دَعْوَى أَنَّهُ كَذِبٌ قَدِيمٌ كَمَا قَالُوا : أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ، وَالْعَامِلُ فِي " إِذْ " مُقَدَّرٌ : أَيْ : ظَهَرَ عِنَادُهُمْ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ فَسَيَقُولُونَ لِتَضَادِّ الزَّمَانَيْنِ ، أَعْنِي الْمُضِيَّ وَالِاسْتِقْبَالَ وَلِأَجْلِ الْفَاءِ أَيْضًا ، وَقِيلَ إِنَّ الْعَامِلَ فِيهِ فِعْلٌ مُقَدَّرٌ مِنْ جِنْسِ الْمَذْكُورِ : أَيْ : لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ . وَإِذَا لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مِنْ ( مِنْ ) عَلَى أَنَّهَا حَرْفُ جَرٍّ ، وَهِيَ مَعَ مَجْرُورِهَا خَبَرٌ مُقَدَّمٌ ، وَكِتَابُ
مُوسَى مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، أَوْ هِيَ مُسْتَأْنَفَةٌ ، وَالْكَلَامُ مَسُوقٌ لِرَدِّ قَوْلِهِمْ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ فَإِنَّ كَوْنَهُ قَدْ تَقَدَّمَ الْقُرْآنَ كِتَابُ
مُوسَى ، وَهُوَ التَّوْرَاةُ وَتَوَافَقَا فِي أُصُولِ الشَّرَائِعِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ حَقٌّ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَيَقْتَضِي بُطْلَانَ قَوْلِهِمْ .
وَقُرِئَ بِفَتْحِ مِيمِ " مَنْ " عَلَى أَنَّهَا مَوْصُولَةٌ ، وَنَصْبِ ( كِتَابَ ) : أَيْ وَآتَيْنَا مَنْ قَبْلَهُ كِتَابَ
مُوسَى ، وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنِ
الْكَلْبِيِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12إِمَامًا وَرَحْمَةً أَيْ يُقْتَدَى بِهِ فِي الدِّينِ وَرَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ لِمَنْ آمَنَ بِهِ ، وَهُمَا مُنْتَصِبَانِ عَلَى الْحَالِ . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ عَلَى الْقَطْعِ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : أَيْ جَعَلْنَاهُ إِمَامًا وَرَحْمَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ يَعْنِي الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ مُصَدِّقٌ لِكِتَابِ
مُوسَى الَّذِي هُوَ إِمَامٌ وَرَحْمَةٌ وَلِغَيْرِهِ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : مُصَدِّقٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12لِسَانًا عَرَبِيًّا عَلَى الْحَالِ الْمُوَطِّئَةِ ، وَصَاحِبُهَا الضَّمِيرُ فِي ( مُصَدِّقٌ ) الْعَائِدُ إِلَى ( كِتَابٌ ) ، وَجَوَّزَ
أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا لِ ( مُصَدِّقٌ ) ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَقِيلَ هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ : أَيْ : ذَا لِسَانٍ عَرَبِيٍّ ، وَهُوَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( لِيُنْذِرَ ) بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى أَنَّ فَاعِلَهُ ضَمِيرٌ يَرْجِعُ إِلَى الْكِتَابِ : أَيْ لِيُنْذِرَ الْكِتَابُ الَّذِينَ ظَلَمُوا ، وَقِيلَ الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى اللَّهِ ، وَقِيلَ إِلَى الرَّسُولِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13869وَالْبَزِّيُّ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى أَنَّ فَاعِلَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو حَاتِمٍ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَطْفًا عَلَى مَحَلِّ ( لِيُنْذِرَ ) .
وَقَالَ
[ ص: 1364 ] nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْأَجْوَدُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ : أَيْ وَهُوَ بُشْرَى ، وَقِيلَ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ وَتُبَشِّرَ بُشْرَى ، وَقَوْلُهُ : ( لِلْمُحْسِنِينَ ) مُتَعَلِّقٌ بِـ ( بُشْرَى ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا أَيْ جَمَعُوا بَيْنَ التَّوْحِيدِ وَالِاسْتِقَامَةِ عَلَى الشَّرِيعَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ الْفَاءُ زَائِدَةٌ فِي خَبَرِ الْمَوْصُولِ لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الشَّرْطِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) الْمَعْنَى : أَنَّهُمْ لَا يَخَافُونَ مِنْ وُقُوعِ مَكْرُوهٍ بِهِمْ ، وَلَا يَحْزَنُونَ مِنْ فَوَاتِ مَحْبُوبٍ وَأَنَّ ذَلِكَ مُسْتَمِرٌّ دَائِمٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَيْ : أُولَئِكَ الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذَكَرَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ، الَّتِي هِيَ دَارُ الْمُؤْمِنِينَ حَالَ كَوْنِهِمْ خَالِدِينَ فِيهَا وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنَ التَّرْغِيبِ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، فَإِنَّ نَفْيَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ عَلَى الدَّوَامِ وَالِاسْتِقْرَارِ فِي الْجَنَّةِ عَلَى الْأَبَدِ مِمَّا لَا تَطْلُبُ الْأَنْفُسُ سِوَاهُ وَلَا تَتَشَوَّفُ إِلَى مَا عَدَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَيْ يُجْزَوْنَ جَزَاءً بِسَبَبِ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا مِنَ الطَّاعَاتِ لِلَّهِ وَتَرْكِ مَعَاصِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( حُسْنًا ) بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ السِّينِ .
وَقَرَأَ
عَلِيٌّ ،
وَالسُّلَمِيُّ ، بِفَتْحِهِمَا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَالْكُوفِيُّونَ ( إِحْسَانًا ) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا مِنْ غَيْرِ اخْتِلَافٍ بَيْنَ الْقُرَّاءِ وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ وَسُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [ الْإِسْرَاءِ : 23 ] فَلَعَلَّ هَذَا هُوَ وَجْهُ اخْتِلَافِ الْقُرَّاءِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَعَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فَانْتِصَابُهُ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ : أَيْ وَصَّيْنَاهُ أَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهِمَا حُسْنًا ، أَوْ إِحْسَانًا .
وَقِيلَ : عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ بِتَضْمِينِ ( وَصَّيْنَا ) مَعْنَى أَلْزَمْنَا ، وَقِيلَ : عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( كُرْهًا ) فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِضَمِّ الْكَافِ .
وَقَرَأَ
أَبُو عُمَرَ وَأَهْلُ الْحِجَازِ بِفَتْحِهِمَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : وَهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : ( الْكَرْهُ ) بِالْفَتْحِ لَا يَحْسُنُ لِأَنَّهُ الْغَضَبُ وَالْغَلَبَةُ ، وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ قِرَاءَةَ الْفَتْحِ قَالَ : لِأَنَّ لَفْظَ ( الْكَرْهِ ) فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ بِالْفَتْحِ إِلَّا الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=216كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ [ الْبَقَرَةِ : 216 ] وَقِيلَ إِنَّ الْكُرْهَ بِالضَّمِّ مَا حَمَلَ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ ، وَبِالْفَتْحِ مَا حَمَلَ عَلَى غَيْرِهِ .
وَإِنَّمَا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ حَمْلَ الْأُمِّ وَوَضْعَهَا تَأْكِيدًا لِوُجُوبِ الْإِحْسَانِ إِلَيْهَا الَّذِي وَصَّى اللَّهُ بِهِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا حَمَلَتْهُ ذَاتَ كُرْهٍ وَوَضَعَتْهُ ذَاتَ كُرْهٍ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مُدَّةَ حَمْلِهِ وَفِصَالِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا أَيْ : مُدَّتُهُمَا هَذِهِ الْمُدَّةُ مِنْ عِنْدِ ابْتِدَاءِ حَمْلِهِ إِلَى أَنْ يُفْصَلَ مِنَ الرَّضَاعِ : أَيْ يُفْطَمَ عَنْهُ ، وَقَدِ اسْتُدِلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24212أَقَلَّ الْحَمْلِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ ؛ لِأَنَّ مُدَّةَ الرَّضَاعِ سَنَتَانِ : أَيْ : مُدَّةَ الرَّضَاعِ الْكَامِلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ [ الْبَقَرَةِ : 233 ] فَذَكَرَ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَقَلَّ مُدَّةِ الْحَمْلِ ، وَأَكْثَرَ مُدَّةِ الرَّضَاعِ .
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18006حَقَّ الْأُمِّ آكَدُ مِنْ حَقِّ الْأَبِ لِأَنَّهَا حَمَلَتْهُ بِمَشَقَّةٍ وَوَضَعَتْهُ بِمَشَقَّةٍ ، وَأَرْضَعَتْهُ هَذِهِ الْمُدَّةَ بِتَعَبٍ وَنَصَبٍ ، وَلَمْ يُشَارِكْهَا الْأَبُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( وَفِصَالُهُ ) بِالْأَلِفِ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ ( وَفَصْلُهُ ) بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الصَّادِ بِغَيْرِ أَلِفٍ ، وَالْفَصْلُ وَالْفِصَالُ بِمَعْنًى : كَالْفَطْمِ وَالْفِطَامِ ، وَالْقَطْفِ وَالْقِطَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ أَيْ بَلَغَ اسْتِحْكَامَ قُوَّتِهِ وَعَقْلِهِ ، وَقَدْ مَضَى تَحْقِيقُ الْأَشُدِّ مُسْتَوْفًى وَلَا بُدَّ مِنْ تَقْدِيرِ جُمْلَةٍ تَكُونُ حَتَّى غَايَةً لَهَا : أَيْ عَاشَ وَاسْتَمَرَّتْ حَيَاتُهُ حَتَّى بَلَغَ أَشُدَّهُ ، قِيلَ بَلَغَ عُمْرُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةٍ ، وَقِيلَ : الْأَشُدُّ الْحُلُمُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ ،
وَابْنُ زَيْدٍ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ بُلُوغُ الْأَرْبَعِينَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَإِنَّ هَذَا يُفِيدُ أَنَّ بُلُوغَ الْأَرْبَعِينَ هُوَ شَيْءٌ وَرَاءَ بُلُوغِ الْأَشُدِّ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31775لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَيْ أَلْهِمْنِي .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : اسْتَوْزَعْتُ اللَّهَ فَأَوْزَعَنِي : أَيِ اسْتَلْهَمْتُهُ فَأَلْهَمَنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ أَيْ أَلْهِمْنِي شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنَ الْهِدَايَةِ ، وَعَلَى وَالِدَيَّ مِنَ التَّحَنُّنِ عَلَيَّ مِنْهُمَا حِينَ رَبَّيَانِي صَغِيرًا .
وَقِيلَ : أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ ، وَعَلَى وَالِدَيَّ بِالْغِنَى وَالثَّرْوَةِ ، وَالْأَوْلَى عَدَمُ تَقْيِيدِ النِّعْمَةِ عَلَيْهِ ، وَعَلَى أَبَوَيْهِ بِنِعْمَةٍ مَخْصُوصَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ أَيْ وَأَلْهِمْنِي أَنْ أَعْمَلَ عَمَلًا صَالِحًا تَرْضَاهُ مِنِّي
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي أَيِ اجْعَلْ ذَرِّيَّتِي صَالِحِينَ رَاسِخِينَ فِي الصَّلَاحِ مُتَمَكِّنِينَ مِنْهُ .
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ بَلَغَ عُمْرُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَنْ يَسْتَكْثِرَ مِنْ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
أَبِي بَكْرٍ كَمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِي
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَيِ : الْمُسْتَسْلِمِينَ لَكَ الْمُنْقَادِينَ لِطَاعَتِكَ الْمُخْلِصِينَ لِتَوْحِيدِكَ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ إِلَى الْإِنْسَانِ الْمَذْكُورِ ، وَالْجَمْعِ ؛ لِأَنَّهُ يُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ . وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ فِي الدُّنْيَا وَالْمُرَادُ بِالْأَحْسَنِ
الْحَسَنُ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=55وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ [ الزُّمَرِ : 55 ] وَقِيلَ : إِنَّ اسْمَ التَّفْضِيلِ عَلَى مَعْنَاهُ ، وَيُرَادُ بِهِ مَا يُثَابُ الْعَبْدُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، لَا مَا لَا يُثَابُ عَلَيْهِ كَالْمُبَاحِ فَإِنَّهُ حَسَنٌ ، وَلَيْسَ بِأَحْسَنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَلَا نُعَاقِبُهُمْ عَلَيْهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( يُتَقَبَّلُ ) وَ ( يُتَجَاوَزُ ) عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلَيْنِ لِلْمَفْعُولِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِالنُّونِ فِيهِمَا عَلَى إِسْنَادِهِمَا إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالتَّجَاوُزُ الْغُفْرَانُ ، وَأَصْلُهُ مِنْ جُزْتَ الشَّيْءَ : إِذَا لَمْ تَقِفْ عَلَيْهِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ أَنَّهُمْ كَائِنُونَ فِي عِدَادِهِمْ مُنْتَظِمُونَ فِي سِلْكِهِمْ ، فَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِ كَقَوْلِكَ : أَكْرَمَنِي الْأَمِيرُ فِي أَصْحَابِهِ : أَيْ : كَائِنًا فِي جُمْلَتِهِمْ ، وَقِيلَ : إِنَّ " فِي " بِمَعْنَى مَعَ : أَيْ : مَعَ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُمَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ : هُمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ( وَعْدَ الصِّدْقِ ) مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ السَّابِقَةِ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ إِلَخْ ، فِي مَعْنَى الْوَعْدِ بِالتَّقَبُّلِ ، وَالتَّجَاوُزِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : وَعَدَهُمُ اللَّهُ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ بِهِ عَلَى أَلْسُنِ الرُّسُلِ فِي الدُّنْيَا .
[ ص: 1365 ] وَقَدْ أَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=6201عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021399انْطَلَقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ يَوْمَ عِيدِهِمْ ، فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، أَرُونِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْكُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ يَحُطُّ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي عَلَيْهِ . فَسَكَتُوا فَمَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ثَلَاثًا ، فَقَالَ : أَبَيْتُمْ ؟ فَوَاللَّهِ لَأَنَا الْحَاشِرُ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ، وَأَنَا الْمُقَفِّي ، آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى كِدْنَا أَنْ نَخْرُجَ ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ : كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ ، فَأَقْبَلَ ، فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ : أَيُّ رَجُلٍ تَعْلَمُونِي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ، فَقَالُوا ، وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ فِينَا رَجُلًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا أَفْقَهَ مِنْكَ ، وَلَا مِنْ أَبِيكَ ، وَلَا مِنْ جَدِّكَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، قَالُوا : كَذَبْتَ ، ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ ، وَقَالُوا شَرًّا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : كَذَبْتُمْ لَنْ يُقْبَلَ مِنْكُمْ قَوْلُكُمْ ، فَخَرَجْنَا ، وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ ، رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَأَنَا ، وَابْنُ سَلَامٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وَصَحَّحَهُ
السُّيُوطِيُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021400مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=106لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، وَفِيهِ نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=106nindex.php?page=treesubj&link=33994_32363عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ : نَزَلَ فِيَّ آيَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ نَزَلَتْ فِيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَنَزَلَ فِيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ . وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ .
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَدَنِيَّةٌ فَيُخَصَّصُ بِهَا عُمُومُ قَوْلِهِمْ إِنَّ سُورَةَ الْأَحْقَافِ كُلَّهَا مَكِّيَّةٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نَحْنُ أَعَزُّ وَنَحْنُ وَنَحْنُ ، فَلَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقَنَا إِلَيْهِ فُلَانٌ ، وَفُلَانٌ ، فَنَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ قَالَ : كَانَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَةٌ أَسْلَمَتْ قَبْلَهُ : يُقَالُ لَهَا
زُنَيْرَةُ ، وَكَانَ
عُمَرُ يَضْرِبُهَا عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَانَ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ يَقُولُونَ : لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقَتْنَا إِلَيْهِ
زُنَيْرَةُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأْنِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=24سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021401أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : 32 بَنُو غِفَارٍ ، وَأَسْلَمُ كَانُوا لِكَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ فِتْنَةً ، يَقُولُونَ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَوَّلَ النَّاسِ فِيهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
الْكَلْبِيِّ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ الْآيَةَ ، إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17193نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ : إِنِّي لَصَاحِبُ الْمَرْأَةِ الَّتِي أُتِيَ بِهَا
عُمَرُ وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ ، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ . فَقُلْتُ
لِعُمَرَ : لِمَ تَظْلِمُ ؟ قَالَ : كَيْفَ ؟ قُلْتُ اقْرَأْ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ [ الْبَقَرَةِ : 233 ] كَمِ الْحَوْلُ ؟ قَالَ سَنَةٌ ، قُلْتُ : كَمِ السَّنَةُ ؟ قَالَ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، قُلْتُ فَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا حَوْلَانِ كَامِلَانِ ، وَيُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنَ الْحَمْلِ مَا شَاءَ وَيُقَدِّمُ مَا شَاءَ ، فَاسْتَرَاحَ
عُمَرُ إِلَى قَوْلِي .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=27791_27249إِذَا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ لِتِسْعَةِ أَشْهُرٍ كَفَاهَا مِنَ الرَّضَاعِ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا ، وَإِذَا وَلَدَتْ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ كَفَاهَا مِنَ الرَّضَاعِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا ، وَإِذَا وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَحَوْلَانِ كَامِلَانِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي الْآيَةَ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ فَأَسْلَمَ وَالِدَاهُ جَمِيعًا وَإِخْوَتُهُ وَوَلَدُهُ كُلُّهُمْ ، وَنَزَلَتْ فِيهِ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى [ اللَّيْلِ : 5 ] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ .