هي مدنية . قال
القرطبي : بالإجماع .
وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وابن الزبير ، أنها نزلت
بالمدينة .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ( 8 )
nindex.php?page=treesubj&link=29020قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قرأ الجمهور تقدموا بضم المثناة الفوقية وتشديد الدال مكسورة .
وفيه وجهان : أحدهما أنه متعد وحذف مفعوله لقصد التعميم ، أو ترك المفعول للقصد إلى نفس الفعل كقولهم : هو يعطي ويمنع .
والثاني : أنه لازم نحو : وجه وتوجه ، ويعضده قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك ، ويعقوب ( تقدموا ) بفتح التاء والقاف والدال .
قال
الواحدي : ( قدم ) هاهنا بمعنى تقدم ، وهو لازم .
قال
أبو عبيدة : العرب تقول : لا تقدم بين يدي الإمام وبين يدي الأب : أي لا تعجل بالأمر دونه والنهي ؛ لأن المعنى : لا تقدموا قبل أمرهما ونهيهما ، وبين يدي الإمام عبارة عن الإمام لا ما بين يدي الإنسان ، ومعنى الآية : لا تقطعوا أمرا دون الله ورسوله ولا تعجلوا به .
وقيل : المراد معنى بين يدي فلان بحضرته ؛ لأن ما يحضره الإنسان فهو بين يديه
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1واتقوا الله في كل أموركم ، ويدخل تحتها الترك للتقدم بين يدي الله ورسوله دخولا أوليا .
ثم علل ما أمر به من التقوى بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1إن الله سميع لكل مسموع عليم بكل معلوم .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي يحتمل أن المراد حقيقة رفع الصوت ؛ لأن ذلك يدل على قلة الاحتشام ، وترك الاحترام ؛ لأن خفض الصوت وعدم رفعه من لوازم التعظيم والتوقير .
ويحتمل أن يكون المراد المنع من كثرة الكلام ومزيد اللغط ، والأول أولى .
والمعنى : لا ترفعوا أصواتكم إلى حد يكون فوق ما يبلغه صوت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
قال المفسرون : المراد من الآية
nindex.php?page=treesubj&link=18282_32461تعظيم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وتوقيره وأن لا ينادوه كما ينادي بعضهم بعضا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أي لا تجهروا بالقول إذا كلمتموه كما تعتادونه من الجهر بالقول إذا كلم بعضكم بعضا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أمرهم الله بتجليل نبيه وأن يغضوا أصواتهم ويخاطبوه بالسكينة والوقار ، وقيل : المراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2ولا تجهروا له بالقول لا تقولوا يا
محمد ، ويا
أحمد ، ولكن يا نبي الله ، ويا رسول الله ، توقيرا له ، والكاف في محل نصب على أنها نعت مصدر محذوف : أي : جهرا مثل جهر بعضكم لبعض ، وليس المراد برفع الصوت وبالجهر في القول هو ما يقع على طريقة الاستخفاف ، فإن ذلك كفر ، وإنما المراد أن يكون الصوت في نفسه غير مناسب لما يقع في مواقف من يجب تعظيمه وتوقيره .
والحاصل أن النهي هنا وقع عن أمور : الأول عن التقدم بين يديه بما لا يأذن به من الكلام .
والثاني : عن رفع الصوت البالغ إلى حد يكون فوق صوته ، سواء كان في خطابه أو في خطاب غيره .
والثالث : ترك الجفاء في مخاطبته ولزوم الأدب في مجاورته ؛ لأن المقاولة المجهورة إنما تكون بين الأكفاء الذين ليس لبعضهم على بعض مزية توجب احترامه وتوقيره .
ثم علل سبحانه ما ذكره بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أن تحبط أعمالكم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أن تحبط أعمالكم ) التقدير لأن تحبط أعمالكم ، أي فتحبط ، فاللام المقدرة لام الصيرورة كذا قال ، وهذه العلة يصح أن تكون للنهي : أي نهاكم الله عن الجهر خشية أن تحبط ، أو كراهة أن تحبط ، أو علة للمنهي : أي لا تفعلوا الجهر فإنه يؤدي إلى الحبوط ، فكلام
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ينظر إلى الوجه الثاني لا إلى الوجه الأول ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وأنتم لا تشعرون في محل نصب على الحال ، وفيه تحذير شديد ووعيد عظيم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وليس المراد (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وأنتم لا تشعرون ) يوجب أن يكفر الإنسان وهو لا يعلم ، فكما لا يكون الكافر مؤمنا إلا باختياره الإيمان على الكفر ، كذلك لا يكون الكافر كافرا من حيث لا يعلم .
ثم رغب سبحانه في امتثال ما أمر به ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أصل الغض النقص من كل شيء ، ومنه نقص الصوت
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى قال
الفراء : أخلص قلوبهم للتقوى كما يمتحن الذهب بالنار ، فيخرج جيده من رديئه ، ويسقط خبيثه .
وبه قال
مقاتل ،
ومجاهد ،
وقتادة .
وقال
الأخفش : اختصها للتقوى ، وقيل : طهرها من كل قبيح ، وقيل : وسعها وسرحها ،
[ ص: 1390 ] من محنت الأديم : إذا وسعته .
وقال
أبو عمرو : كل شيء جهدته فقد محنته ، واللام في ( للتقوى ) متعلقة بمحذوف : أي : صالحة للتقوى ، كقولك : أنت صالح لكذا ، أو للتعليل الجاري مجرى بيان السبب ، كقولك : جئتك لأداء الواجب : أي ليكون مجيئي سببا لأداء الواجب
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3لهم مغفرة وأجر عظيم أي : أولئك لهم ، فهو خبر آخر لاسم الإشارة ، ويجوز أن يكون مستأنفا لبيان ما أعد الله لهم في الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون هم جفاة
بني تميم كما سيأتي بيانه ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4وراء الحجرات ) خارجها وخلفها : والحجرات جمع حجرة ، كالغرفات جمع غرفة ، والظلمات جمع ظلمة ، وقيل : الحجرات جمع حجر ، والحجر جمع حجرة ، فهو جمع الجمع : والحجرة الرقعة من الأرض المحجورة بحائط يحوط عليها ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة .
قرأ الجمهور الحجرات بضم الجيم .
وقرأ
أبو جعفر بن القعقاع ، وشيبة بفتحها تخفيفا ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة بإسكانها ، وهي لغات ، و ( من ) في ( من وراء ) لابتداء الغاية ، ولا وجه للمنع من جعلها لهذا المعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4أكثرهم لا يعقلون لغلبة الجهل عليهم وكثرة الجفاء في طباعهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم أي : لو انتظروا خروجك ولم يعجلوا بالمناداة لكان أصلح لهم في دينهم ودنياهم ، لما في ذلك من رعاية حسن الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ورعاية جانبه الشريف ، والعمل بما يستحقه من التعظيم والتجليل .
وقيل : إنهم جاءوا شفعاء في أسارى ، فأعتق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نصفهم وفادى نصفهم ، ولو صبروا لأعتق الجميع ، ذكر معناه
مقاتل nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5والله غفور رحيم كثير المغفرة والرحمة بليغهما لا يؤاخذ مثل هؤلاء فيما فرط منهم من إساءة الأدب .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا قرأ الجمهور فتبينوا من التبين ، وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( فتثبتوا ) من التثبت ، والمراد من التبين التعرف والتفحص ، ومن التثبت الأناة وعدم العجلة ، والتبصر في الأمر الواقع والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر .
قال المفسرون : إن هذه الآية نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=292الوليد بن عقبة بن أبي معيط كما سيأتي بيانه إن شاء الله .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6أن تصيبوا قوما بجهالة مفعول له : أي : كراهة أن تصيبوا ، أو لئلا تصيبوا ، أو لئلا تصيبوا لأن الخطأ ممن لم يتبين الأمر ولم يتثبت فيه هو الغالب وهو جهالة ؛ لأنه لم يصدر عن علم ، والمعنى : ملتبسين بجهالة بحالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6فتصبحوا على ما فعلتم بهم من إصابتهم بالخطأ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6نادمين على ذلك مغتمين له مهتمين به .
ثم وعظهم الله سبحانه ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7واعلموا أن فيكم رسول الله فلا تقولوا قولا باطلا ولا تتسرعوا عند وصول الخبر إليكم من غير تبين ، و ( أن ) وما في حيزها سادة مسد مفعولي ( اعلموا ) ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم في محل نصب على الحال من ضمير ( فيكم ) ، أو مستأنفة ، والمعنى : لو يطيعكم في كثير مما تخبرونه به من الأخبار الباطلة ، وتشيرون به عليه من الآراء التي ليست بصواب لوقعتم في العنت ، وهو التعب ، والجهد ، والإثم ، والهلاك ، ولكنه لا يطيعكم في غالب ما تريدون قبل وضوح وجهه له ، ولا يسارع إلى العمل بما يبلغه قبل النظر فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7ولكن الله حبب إليكم الإيمان أي : جعله أحب الأشياء إليكم ، أو محبوبا لديكم فلا يقع منكم إلا ما يوافقه ويقتضيه من الأمور الصالحة وترك التسرع في الأخبار وعدم التثبت فيها ، قيل : والمراد بهؤلاء من عدا الأولين لبيان براءتهم عن أوصاف الأولين ، والظاهر أنه تذكير للكل بما يقتضيه الإيمان وتوجبه محبته التي جعلها الله في قلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وزينه في قلوبكم أي : حسنه بتوفيقه حتى جروا على ما يقتضيه في الأقوال والأفعال
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أي : جعل كل ما هو من جنس الفسوق ومن جنس العصيان مكروها عندكم .
وأصل الفسق الخروج عن الطاعة ، والعصيان جنس ما يعصى الله به ، وقيل : أراد بذلك الكذب خاصة ، والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7أولئك هم الراشدون أي الموصوفون بما ذكرهم الراشدون . والرشد : الاستقامة على طريق الحق مع تصلب ، من الرشادة : وهي الصخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8فضلا من الله ونعمة أي لأجل فضله وإنعامه ، والمعنى : أنه حبب إليكم ما حبب ، وكره ما كره لأجل فضله وإنعامه ، أو جعلكم راشدين لأجل ذلك ، وقيل : النصب بتقدير فعل : أي تبتغون فضلا ونعمة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8والله عليم بكل معلوم حكيم في كل ما يقضي به بين عباده ويقدر لهم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وغيره ، عن
عبد الله بن الزبير قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021434قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد ، وقال عمر : بل أمر الأقرع بن حابس ، فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي ، فقال عمر : ما أردت خلافك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله حتى انقضت الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قال : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
عائشة في الآية قالت : لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه ، عنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021435كان أناس يتقدمون بين يدي رمضان بصيام : يعني يوما أو يومين ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ،
وابن مردويه عنها أيضا
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021436أن ناسا كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1ياأيها الذين آمنوا الآية .
وأخرج
البزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي ،
والحاكم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021437أنزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قلت : يا رسول الله ، والله لا أكلمك إلا كأخي السرار . وفي إسناده
حصين بن عمر ، وهو ضعيف ، ولكنه يؤيده ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
والحاكم ، وصححه من طريق
أبي سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021438لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله قال أبو بكر : والذي أنزل عليك [ ص: 1391 ] الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم ، وغيرهما عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021439لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وأنتم لا تشعرون وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت فقال : أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حبط عملي ، أنا من أهل النار ، وجلس في بيته حزينا ، ففقده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فانطلق بعض القوم إليه ، فقالوا : فقدك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ما لك ؟ قال : أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي وأجهر له بالقول ، حبط عملي ، أنا من أهل النار ، فأتوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبروه بذلك ، فقال : لا ، بل هو من أهل الجنة ، فلما كان يوم اليمامة قتل .
وفي الباب أحاديث بمعناه .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية : قال : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس بن شماس . وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : منهم nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس بن شماس .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=13890وأبو القاسم البغوي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، وابن مردويه قال
السيوطي : بسند صحيح من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن
الأقرع بن حابس nindex.php?page=hadith&LINKID=1021441أنه أتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا محمد ، اخرج إلينا ، فلم يجبه ، فقال : يا محمد ، إن حمدي زين ، وإن ذمي شين ، فقال : ذاك الله ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إن الذين ينادونك من وراء الحجرات .
قال
ابن منيع : لا أعلم روى
الأقرع مسندا غير هذا .
وأخرج
الترمذي ، وحسنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب nindex.php?page=hadith&LINKID=1021442في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إن الذين ينادونك من وراء الحجرات قال : جاء رجل ، فقال : يا محمد ، إن حمدي زين ، وإن ذمي شين ، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ذاك الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه ،
ومسدد ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه قال
السيوطي : بإسناد حسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021443اجتمع ناس من العرب ، فقالوا : انطلقوا إلى هذا الرجل ، فإن يك نبيا فنحن أسعد الناس به ، وإن يك ملكا نعش بجناحه ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبرته بما قالوا ، فجاءوا إلى حجرته فجعلوا ينادونه يا محمد ، يا محمد ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأذني وجعل يقول : لقد صدق الله قولك يا زيد ، لقد صدق الله قولك يا زيد .
وفي الباب أحاديث .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن منده ،
وابن مردويه ، قال
السيوطي بسند جيد عن
الحارث بن ضرار الخزاعي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021444قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فدعاني إلى الإسلام ، فدخلت فيه وأقررت به ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، وقلت : يا رسول الله ، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي جمعت زكاته وترسل إلي يا رسول الله رسولا لإبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة ، فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأت ، فظن الحارث أن قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله ، فدعا سروات قومه فقال لهم : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان وقت لي وقتا يرسل إلي رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة ، وليس من رسول الله الخلف ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة ، فانطلقوا فنأتي رسول الله ، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=292الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة ، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي ، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - البعث إلى الحارث ، فأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقل البعث ، وفصل عن المدينة لقيهم الحارث ، فقالوا هذا الحارث ؟ فلما غشيهم قال لهم : إلى من بعثتم ؟ قالوا إليك . قال : ولم ؟ قالوا : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعث إليك nindex.php?page=showalam&ids=292الوليد بن عقبة ، فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله ، قال : لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته بتة ولا أتاني ، فلما دخل الحارث على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : منعت الزكاة وأردت قتل رسولي ؟ قال : لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا رآني ، وما أقبلت إلا حين احتبس علي رسول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خشيت أن تكون كانت سخطة من الله ورسوله ، فنزل : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8حكيم قال
ابن كثير : هذا من أحسن ما روي في سبب نزول الآية .
وقد رويت روايات كثيرة متفقة على أنه سبب نزول الآية ، وأنه المراد بها وإن اختلفت القصص .
هِيَ مَدَنِيَّةٌ . قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : بِالْإِجْمَاعِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَابْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 8 )
nindex.php?page=treesubj&link=29020قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ تُقَدِّمُوا بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مَكْسُورَةً .
وَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مُتَعَدٍّ وَحُذِفَ مَفْعُولُهُ لِقَصْدِ التَّعْمِيمِ ، أَوْ تُرِكَ الْمَفْعُولُ لِلْقَصْدِ إِلَى نَفْسِ الْفِعْلِ كَقَوْلِهِمْ : هُوَ يُعْطِي وَيَمْنَعُ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ لَازِمٌ نَحْوُ : وَجَهَ وَتَوَجَّهَ ، وَيُعَضِّدُهُ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَالضَّحَّاكِ ، وَيَعْقُوبَ ( تَقَدَّمُوا ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْقَافِ وَالدَّالِ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : ( قَدَّمَ ) هَاهُنَا بِمَعْنَى تَقَدَّمَ ، وَهُوَ لَازِمٌ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْعَرَبُ تَقُولُ : لَا تَقَدَّمْ بَيْنَ يَدَيِ الْإِمَامِ وَبَيْنَ يَدَيِ الْأَبِ : أَيْ لَا تُعَجِّلْ بِالْأَمْرِ دُونَهُ وَالنَّهْيِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى : لَا تَقَدَّمُوا قَبْلَ أَمْرِهِمَا وَنَهْيِهِمَا ، وَبَيْنَ يَدَيِ الْإِمَامِ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِمَامِ لَا مَا بَيْنَ يَدَيِ الْإِنْسَانِ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : لَا تَقْطَعُوا أَمْرًا دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَا تَعْجَلُوا بِهِ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ مَعْنَى بَيْنَ يَدَيْ فُلَانٍ بِحَضْرَتِهِ ؛ لِأَنَّ مَا يَحْضُرُهُ الْإِنْسَانُ فَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1وَاتَّقُوا اللَّهَ فِي كُلِّ أُمُورِكُمْ ، وَيَدْخُلُ تَحْتَهَا التَّرْكُ لِلتَّقَدُّمِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا .
ثُمَّ عَلَّلَ مَا أَمَرَ بِهِ مِنَ التَّقْوَى بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لِكُلِّ مَسْمُوعٍ عَلِيمٌ بِكُلِّ مَعْلُومٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ يُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ حَقِيقَةُ رَفْعِ الصَّوْتِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ الِاحْتِشَامِ ، وَتَرْكِ الِاحْتِرَامِ ؛ لِأَنَّ خَفْضَ الصَّوْتِ وَعَدَمَ رَفْعِهِ مِنْ لَوَازِمِ التَّعْظِيمِ وَالتَّوْقِيرِ .
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْمَنْعَ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلَامِ وَمَزِيدِ اللَّغَطِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْمَعْنَى : لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ إِلَى حَدٍّ يَكُونُ فَوْقَ مَا يَبْلُغُهُ صَوْتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : الْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=18282_32461تَعْظِيمُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَوْقِيرُهُ وَأَنْ لَا يُنَادُوهُ كَمَا يُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَيْ لَا تَجْهَرُوا بِالْقَوْلِ إِذَا كَلَّمْتُمُوهُ كَمَا تَعْتَادُونَهُ مِنَ الْجَهْرِ بِالْقَوْلِ إِذَا كَلَّمَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِتَجْلِيلِ نَبِيِّهِ وَأَنْ يَغُضُّوا أَصْوَاتَهُمْ وَيُخَاطِبُوهُ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ لَا تَقُولُوا يَا
مُحَمَّدُ ، وَيَا
أَحْمَدُ ، وَلَكِنْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَيَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَوْقِيرًا لَهُ ، وَالْكَافُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ : جَهْرًا مِثْلَ جَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِرَفْعِ الصَّوْتِ وَبِالْجَهْرِ فِي الْقَوْلِ هُوَ مَا يَقَعُ عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِخْفَافِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ كُفْرٌ ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ أَنْ يَكُونَ الصَّوْتُ فِي نَفْسِهِ غَيْرَ مُنَاسِبٍ لِمَا يَقَعُ فِي مَوَاقِفِ مَنْ يَجِبُ تَعْظِيمُهُ وَتَوْقِيرُهُ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ النَّهْيَ هُنَا وَقَعَ عَنْ أُمُورٍ : الْأَوَّلُ عَنِ التَّقَدُّمِ بَيْنَ يَدَيْهِ بِمَا لَا يَأْذَنُ بِهِ مِنَ الْكَلَامِ .
وَالثَّانِي : عَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ الْبَالِغِ إِلَى حَدٍّ يَكُونُ فَوْقَ صَوْتِهِ ، سَوَاءٌ كَانَ فِي خِطَابِهِ أَوْ فِي خِطَابِ غَيْرِهِ .
وَالثَّالِثُ : تَرْكُ الْجَفَاءِ فِي مُخَاطَبَتِهِ وَلُزُومُ الْأَدَبِ فِي مُجَاوَرَتِهِ ؛ لِأَنَّ الْمُقَاوَلَةَ الْمَجْهُورَةَ إِنَّمَا تَكُونُ بَيْنَ الْأَكْفَاءِ الَّذِينَ لَيْسَ لِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ مَزِيَّةٌ تُوجِبُ احْتِرَامَهُ وَتَوْقِيرَهُ .
ثُمَّ عَلَّلَ سُبْحَانَهُ مَا ذَكَرَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ ) التَّقْدِيرُ لِأَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ ، أَيْ فَتَحْبَطَ ، فَاللَّامُ الْمُقَدَّرَةُ لَامُ الصَّيْرُورَةِ كَذَا قَالَ ، وَهَذِهِ الْعِلَّةُ يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ لِلنَّهْيِ : أَيْ نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الْجَهْرِ خَشْيَةَ أَنْ تَحْبَطَ ، أَوْ كَرَاهَةَ أَنْ تَحْبَطَ ، أَوْ عِلَّةً لِلْمَنْهِيِّ : أَيْ لَا تَفْعَلُوا الْجَهْرَ فَإِنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الْحُبُوطِ ، فَكَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ يَنْظُرُ إِلَى الْوَجْهِ الثَّانِي لَا إِلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَفِيهِ تَحْذِيرٌ شَدِيدٌ وَوَعِيدٌ عَظِيمٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَلَيْسَ الْمُرَادُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) يُوجِبُ أَنْ يَكْفُرَ الْإِنْسَانُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ ، فَكَمَا لَا يَكُونُ الْكَافِرُ مُؤْمِنًا إِلَّا بِاخْتِيَارِهِ الْإِيمَانَ عَلَى الْكُفْرِ ، كَذَلِكَ لَا يَكُونُ الْكَافِرُ كَافِرًا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ .
ثُمَّ رَغَّبَ سُبْحَانَهُ فِي امْتِثَالِ مَا أَمَرَ بِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أَصْلُ الْغَضِّ النَّقْصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَمِنْهُ نَقْصُ الصَّوْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَخْلَصَ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى كَمَا يُمْتَحَنُ الذَّهَبُ بِالنَّارِ ، فَيَخْرُجُ جَيِّدُهُ مِنْ رَدِيئِهِ ، وَيَسْقُطُ خَبِيثُهُ .
وَبِهِ قَالَ
مُقَاتِلٌ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : اخْتَصَّهَا لِلتَّقْوَى ، وَقِيلَ : طَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ قَبِيحٍ ، وَقِيلَ : وَسَّعَهَا وَسَرَّحَهَا ،
[ ص: 1390 ] مِنْ مَحَنْتُ الْأَدِيمَ : إِذَا وَسَّعْتَهُ .
وَقَالَ
أَبُو عَمْرٍو : كُلُّ شَيْءٍ جَهَدْتَهُ فَقَدْ مَحَنْتَهُ ، وَاللَّامُ فِي ( لِلتَّقْوَى ) مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ : أَيْ : صَالِحَةٌ لِلتَّقْوَى ، كَقَوْلِكَ : أَنْتَ صَالِحٌ لِكَذَا ، أَوْ لِلتَّعْلِيلِ الْجَارِي مَجْرَى بَيَانِ السَّبَبِ ، كَقَوْلِكَ : جِئْتُكَ لِأَدَاءِ الْوَاجِبِ : أَيْ لِيَكُونَ مَجِيئِي سَبَبًا لِأَدَاءِ الْوَاجِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ أَيْ : أُولَئِكَ لَهُمْ ، فَهُوَ خَبَرٌ آخَرُ لِاسْمِ الْإِشَارَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا لِبَيَانٍ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ هُمْ جُفَاةُ
بَنِي تَمِيمٍ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ ) خَارِجَهَا وَخَلْفَهَا : وَالْحُجُرَاتُ جَمْعُ حُجْرَةٍ ، كَالْغُرُفَاتِ جَمْعُ غُرْفَةٍ ، وَالظُّلُمَاتِ جَمْعُ ظُلْمَةٍ ، وَقِيلَ : الْحُجُرَاتُ جَمْعُ حُجَرٍ ، وَالْحُجَرُ جَمْعُ حُجْرَةٍ ، فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ : وَالْحُجْرَةُ الرُّقْعَةُ مِنَ الْأَرْضِ الْمَحْجُورَةُ بِحَائِطٍ يُحَوِّطُ عَلَيْهَا ، وَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ الْحُجُرَاتِ بِضَمِّ الْجِيمِ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْقَعْقَاعِ ، وَشَيْبَةُ بِفَتْحِهَا تَخْفِيفًا ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِإِسْكَانِهَا ، وَهِيَ لُغَاتٌ ، وَ ( مِنْ ) فِي ( مِنْ وَرَاءِ ) لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ، وَلَا وَجْهَ لِلْمَنْعِ مِنْ جَعْلِهَا لِهَذَا الْمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ لِغَلَبَةِ الْجَهْلِ عَلَيْهِمْ وَكَثْرَةِ الْجَفَاءِ فِي طِبَاعِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ أَيْ : لَوِ انْتَظَرُوا خُرُوجَكَ وَلَمْ يُعَجِّلُوا بِالْمُنَادَاةِ لَكَانَ أَصْلَحَ لَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ رِعَايَةِ حُسْنِ الْأَدَبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَرِعَايَةِ جَانِبِهِ الشَّرِيفِ ، وَالْعَمَلِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ التَّعْظِيمِ وَالتَّجْلِيلِ .
وَقِيلَ : إِنَّهُمْ جَاءُوا شُفَعَاءَ فِي أُسَارَى ، فَأَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نِصْفَهُمْ وَفَادَى نِصْفَهُمْ ، وَلَوْ صَبَرُوا لَأَعْتَقَ الْجَمِيعَ ، ذَكَرَ مَعْنَاهُ
مُقَاتِلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=5وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ بَلِيغُهُمَا لَا يُؤَاخِذُ مِثْلَ هَؤُلَاءِ فِيمَا فَرَطَ مِنْهُمْ مِنْ إِسَاءَةِ الْأَدَبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا قَرَأَ الْجُمْهُورُ فَتَبَيَّنُوا مِنَ التَّبَيُّنِ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( فَتَثَبَّتُوا ) مِنَ التَّثَبُّتِ ، وَالْمُرَادُ مِنَ التَّبَيُّنِ التَّعَرُّفُ وَالتَّفَحُّصُ ، وَمِنَ التَّثَبُّتِ الْأَنَاةُ وَعَدَمُ الْعَجَلَةِ ، وَالتَّبَصُّرُ فِي الْأَمْرِ الْوَاقِعِ وَالْخَبَرِ الْوَارِدِ حَتَّى يَتَّضِحَ وَيَظْهَرَ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=292الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ مَفْعُولٌ لَهُ : أَيْ : كَرَاهَةَ أَنْ تُصِيبُوا ، أَوْ لِئَلَّا تُصِيبُوا ، أَوْ لِئَلَّا تُصِيبُوا لِأَنَّ الْخَطَأَ مِمَّنْ لَمْ يَتَبَيَّنِ الْأَمْرَ وَلَمْ يَتَثَبَّتْ فِيهِ هُوَ الْغَالِبُ وَهُوَ جَهَالَةٌ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَصْدُرْ عَنْ عِلْمٍ ، وَالْمَعْنَى : مُلْتَبِسِينَ بِجَهَالَةٍ بِحَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ بِهِمْ مِنْ إِصَابَتِهِمْ بِالْخَطَأِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6نَادِمِينَ عَلَى ذَلِكَ مُغْتَمِّينَ لَهُ مُهْتَمِّينَ بِهِ .
ثُمَّ وَعَظَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ فَلَا تَقُولُوا قَوْلًا بَاطِلًا وَلَا تَتَسَرَّعُوا عِنْدَ وُصُولِ الْخَبَرِ إِلَيْكُمْ مِنْ غَيْرِ تَبَيُّنٍ ، وَ ( أَنَّ ) وَمَا فِي حَيِّزِهَا سَادَّةٌ مَسَدَّ مَفْعُولَيِ ( اعْلَمُوا ) ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ ( فِيكُمْ ) ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ ، وَالْمَعْنَى : لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِمَّا تُخْبِرُونَهُ بِهِ مِنَ الْأَخْبَارِ الْبَاطِلَةِ ، وَتُشِيرُونَ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْآرَاءِ الَّتِي لَيْسَتْ بِصَوَابٍ لَوَقَعْتُمْ فِي الْعَنَتِ ، وَهُوَ التَّعَبُ ، وَالْجَهْدُ ، وَالْإِثْمُ ، وَالْهَلَاكُ ، وَلَكِنَّهُ لَا يُطِيعُكُمْ فِي غَالِبِ مَا تُرِيدُونَ قَبْلَ وُضُوحِ وَجْهِهِ لَهُ ، وَلَا يُسَارِعُ إِلَى الْعَمَلِ بِمَا يَبْلُغُهُ قَبْلَ النَّظَرِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ أَيْ : جَعَلَهُ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكُمْ ، أَوْ مَحْبُوبًا لَدَيْكُمْ فَلَا يَقَعُ مِنْكُمْ إِلَّا مَا يُوَافِقُهُ وَيَقْتَضِيهِ مِنَ الْأُمُورِ الصَّالِحَةِ وَتَرْكِ التَّسَرُّعِ فِي الْأَخْبَارِ وَعَدَمِ التَّثَبُّتِ فِيهَا ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ بِهَؤُلَاءِ مَنْ عَدَا الْأَوَّلِينَ لِبَيَانِ بَرَاءَتِهِمْ عَنْ أَوْصَافِ الْأَوَّلِينَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ تَذْكِيرٌ لِلْكُلِّ بِمَا يَقْتَضِيهِ الْإِيمَانُ وَتُوجِبُهُ مَحَبَّتُهُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ أَيْ : حَسَّنَهُ بِتَوْفِيقِهِ حَتَّى جَرَوْا عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أَيْ : جَعَلَ كُلَّ مَا هُوَ مِنْ جِنْسِ الْفُسُوقِ وَمِنْ جِنْسِ الْعِصْيَانِ مَكْرُوهًا عِنْدَكُمْ .
وَأَصْلُ الْفِسْقِ الْخُرُوجُ عَنِ الطَّاعَةِ ، وَالْعِصْيَانُ جِنْسُ مَا يُعْصَى اللَّهُ بِهِ ، وَقِيلَ : أَرَادَ بِذَلِكَ الْكَذِبَ خَاصَّةً ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ أَيِ الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذَكَرَهُمُ الرَّاشِدُونَ . وَالرُّشْدُ : الِاسْتِقَامَةُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ مَعَ تَصَلُّبٍ ، مِنَ الرَّشَادَةِ : وَهِيَ الصَّخْرَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً أَيْ لِأَجْلِ فَضْلِهِ وَإِنْعَامِهِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ مَا حَبَّبَ ، وَكَرَّهَ مَا كَرَّهَ لِأَجْلِ فَضْلِهِ وَإِنْعَامِهِ ، أَوْ جَعَلَكُمْ رَاشِدِينَ لِأَجْلِ ذَلِكَ ، وَقِيلَ : النَّصْبُ بِتَقْدِيرِ فِعْلٍ : أَيْ تَبْتَغُونَ فَضْلًا وَنِعْمَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِكُلِّ مَعْلُومٍ حَكِيمٌ فِي كُلِّ مَا يَقْضِي بِهِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَيُقَدِّرُ لَهُمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021434قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدٍ ، وَقَالَ عُمَرُ : بَلْ أَمِّرِ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ ، فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ حَتَّى انْقَضَتِ الْآيَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ : نُهُوا أَنْ يَتَكَلَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ كَلَامِهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ فِي الْآيَةِ قَالَتْ : لَا تَصُومُوا قَبْلَ أَنْ يَصُومَ نَبِيُّكُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ ، عَنْهَا قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021435كَانَ أُنَاسٌ يَتَقَدَّمُونَ بَيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ بِصِيَامٍ : يَعْنِي يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهَا أَيْضًا
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021436أَنَّ نَاسًا كَانُوا يَتَقَدَّمُونَ الشَّهْرَ فَيَصُومُونَ قَبْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=1يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وَابْنُ عَدِيٍّ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021437أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ . وَفِي إِسْنَادِهِ
حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَلَكِنَّهُ يُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021438لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ [ ص: 1391 ] الْكِتَابَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُمَا عَنْ
أَنَسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021439لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَفِيعَ الصَّوْتِ فَقَالَ : أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، حَبِطَ عَمَلِي ، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ ، فَقَالُوا : فَقَدَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، مَا لَكَ ؟ قَالَ : أَنَا الَّذِي أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَأَجْهَرُ لَهُ بِالْقَوْلِ ، حَبِطَ عَمَلِي ، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : لَا ، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ قُتِلَ .
وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ بِمَعْنَاهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=2لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الْآيَةَ : قَالَ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=215ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : مِنْهُمْ nindex.php?page=showalam&ids=215ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13890وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ قَالَ
السُّيُوطِيُّ : بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ
الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021441أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اخْرُجْ إِلَيْنَا ، فَلَمْ يُجِبْهُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ ، فَقَالَ : ذَاكَ اللَّهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ .
قَالَ
ابْنُ مَنِيعٍ : لَا أَعْلَمُ رَوَى
الْأَقْرَعُ مُسْنَدًا غَيْرَ هَذَا .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021442فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ حَمْدِي زَيْنٌ ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : ذَاكَ اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12418ابْنُ رَاهَوَيْهِ ،
وَمُسَدَّدٌ ،
وَأَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ قَالَ
السُّيُوطِيُّ : بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021443اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ ، فَقَالُوا : انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالُوا ، فَجَاءُوا إِلَى حُجْرَتِهِ فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ يَا مُحَمَّدُ ، يَا مُحَمَّدُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=4إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِأُذُنِي وَجَعَلَ يَقُولُ : لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ ، لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ .
وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَنْدَهْ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021444قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَدَخَلْتُ فِيهِ وَأَقْرَرْتُ بِهِ ، وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاةِ فَأَقْرَرْتُ بِهَا ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ ، فَمَنِ اسْتَجَابَ لِي جَمَعْتُ زَكَاتَهُ وَتُرْسِلُ إِلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَسُولًا لِإِبَّانِ كَذَا وَكَذَا لِيَأْتِيَكَ مَا جَمَعْتُ مِنَ الزَّكَاةِ ، فَلَمَّا جَمَعَ الْحَارِثُ الزَّكَاةَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لَهُ وَبَلَغَ الْإِبَّانَ الَّذِي أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ احْتُبِسَ الرَّسُولُ فَلَمْ يَأْتِ ، فَظَنَّ الْحَارِثُ أَنْ قَدْ حَدَثَ فِيهِ سَخْطَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَدَعَا سَرَوَاتِ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ وَقَّتَ لِي وَقْتًا يُرْسِلُ إِلَيَّ رَسُولَهُ لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدِي مِنَ الزَّكَاةِ ، وَلَيْسَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ الْخُلْفُ وَلَا أَرَى حَبْسَ رَسُولِهِ إِلَّا مِنْ سَخْطَةٍ ، فَانْطَلِقُوا فَنَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=292الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ إِلَى الْحَارِثِ لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِمَّا جَمَعَ مِنَ الزَّكَاةِ ، فَلَمَّا أَنْ سَارَ الْوَلِيدُ حَتَّى بَلَغَ بَعْضَ الطَّرِيقِ فَرِقَ فَرَجَعَ ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : إِنَّ الْحَارِثَ مَنَعَنِي الزَّكَاةَ وَأَرَادَ قَتْلِي ، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْبَعْثَ إِلَى الْحَارِثِ ، فَأَقْبَلَ الْحَارِثُ بِأَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا اسْتَقَلَّ الْبَعْثُ ، وَفَصَلَ عَنِ الْمَدِينَةِ لَقِيَهُمُ الْحَارِثُ ، فَقَالُوا هَذَا الْحَارِثُ ؟ فَلَمَّا غَشِيَهُمْ قَالَ لَهُمْ : إِلَى مَنْ بُعِثْتُمْ ؟ قَالُوا إِلَيْكَ . قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالُوا : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ إِلَيْكَ nindex.php?page=showalam&ids=292الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ ، فَزَعَمَ أَنَّكَ مَنَعْتَهُ الزَّكَاةَ وَأَرَدْتَ قَتْلَهُ ، قَالَ : لَا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ بَتَّةً وَلَا أَتَانِي ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَارِثُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : مَنَعْتَ الزَّكَاةَ وَأَرَدْتَ قَتْلَ رَسُولِي ؟ قَالَ : لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ وَلَا رَآنِي ، وَمَا أَقْبَلْتُ إِلَّا حِينَ احْتُبِسَ عَلَيَّ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - خَشِيتُ أَنْ تَكُونَ كَانَتْ سَخْطَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَنَزَلَ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=6يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=8حَكِيمٌ قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : هَذَا مِنْ أَحْسَنِ مَا رُوِيَ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ .
وَقَدْ رُوِيَتْ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أَنَّهُ سَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ ، وَأَنَّهُ الْمُرَادُ بِهَا وَإِنِ اخْتَلَفَتِ الْقِصَصُ .