وهي مدنية .
قال
الماوردي : في قول الجمع .
وأخرج
ابن الضريس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت
nindex.php?page=treesubj&link=28882_32313سورة الصف بالمدينة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله .
وأخرج
النحاس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت سورة الصف
بمكة ، ولعل هذا لا يصح عنه ويؤيد كونها مدنية ما أخرجه
أحمد nindex.php?page=hadith&LINKID=1021621عن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام قال : تذاكرنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فلم يقم أحد منا ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا رجلا رجلا فجمعنا ، فقرأ علينا هذه السورة ، يعني سورة الصف كلها ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، وقال في آخره : فنزلت فيهم هذه السورة .
وأخرجه أيضا
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ،
والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين
والبيهقي في الشعب والسنن .
[ ص: 1487 ] بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=9هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون nindex.php?page=treesubj&link=29032_33133قوله nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سبح لله ما في السماوات وما في الأرض قد تقدم الكلام على هذا ، ووجه التعبير في بعض السور بلفظ المضارع ، وفي بعضها بلفظ الأمر - الإرشاد إلى مشروعية التسبيح في كل الأوقات ماضيها ومستقبلها وحالها ، وقد قدمنا نحو هذا في أول سورة الحديد
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1وهو العزيز الحكيم أي الغالب الذي لا يغالب ، الحكيم في أفعاله وأقواله .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29032_18470ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون هذا الاستفهام للتقريع والتوبيخ ، أي : لم تقولون من الخير ما لا تفعلونه ، و " لم " مركبة من اللام الجارة ، و " ما " الاستفهامية ، وحذفت ألفها تخفيفا لكثرة استعمالها كما في نظائرها .
ثم ذمهم سبحانه على ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون أي : عظم ذلك في المقت ، وهو البغض ، والمقت والمقاتة مصدران ، يقال رجل مقيت وممقوت : إذا لم يحبه الناس قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : " أن تقولوا " في موضع رفع ؛ لأن " كبر " فعل بمعنى بئس ، و " مقتا " منتصب على التمييز ، وعلى هذا فيكون في " كبر " ضمير مبهم مفسر بالنكرة ، و " أن تقولوا " هو المخصوص بالذم ، ويجيء فيه الخلاف هل رفعه بالابتداء ، وخبره الجملة المتقدمة عليه ، أو خبره محذوف أو هو خبر مبتدأ محذوف .
لو قيل : إنه قصد بقوله كبر التعجب ، وقد عده
ابن عصفور من أفعال التعجب .
وقيل : إنه ليس من أفعال الذم ولا من أفعال التعجب ، بل هو مسند إلى " أن تقولوا " ، و " مقتا " تمييز محول عن الفاعل .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29032_7990إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا قال المفسرون : إن المؤمنين قالوا : وددنا أن الله يخبرنا بأحب الأعمال إليه حتى نعمله ولو ذهبت فيه أموالنا وأنفسنا .
فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون الآية ، وانتصاب " صفا " على المصدرية ، والمفعول محذوف ، أي : يصفون أنفسهم صفا ، وقيل : هو مصدر في موضع الحال ، أي : صافين أو مصفوفين .
قرأ الجمهور يقاتلون على البناء للفاعل .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي على البناء للمفعول وقرئ " يقتلون " بالتشديد ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4كأنهم بنيان مرصوص في محل نصب على الحال من فاعل " يقاتلون " ، أو من الضمير في " صفا " على تقدير أنه مئول بصافين أو مصفوفين ، ومعنى " مرصوص " : ملتزق بعضه ببعض ، يقال رصصت البناء أرصه رصا : إذا ضممت بعضه إلى بعض .
قال
الفراء : مرصوص بالرصاص .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : هو مأخوذ من رصصت البناء : إذا لايمت بينه وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة ، وقيل : هو من الرصيص .
وهو ضم الأشياء بعضها إلى بعض ، والتراص : التلاصق .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وإذ قال موسى لقومه لما ذكر سبحانه أنه يحب المقاتلين في سبيله بين أن
موسى وعيسى أمرا بالتوحيد وجاهدا في سبيل الله وحل العقاب بمن خالفهما ، والظرف متعلق بمحذوف هو اذكر ، أي اذكر يا
محمد لهؤلاء المعرضين وقت قول
موسى ، ويجوز أن يكون وجه ذكر قصة
موسى وعيسى بعد محبة المجاهدين في سبيل الله -
nindex.php?page=treesubj&link=31788_31980_31992التحذير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يفعلوا مع نبيهم ما فعله قوم موسى وعيسى معهما
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5ياقوم لم تؤذونني هذا مقول القول ، أي : لم تؤذونني بمخالفة ما آمركم به من الشرائع التي افترضها الله عليكم ، أو لم تؤذونني بالشتم والانتقاص ، ومن ذلك رميه بالأدرة ، وقد تقدم بيان هذا في سورة الأحزاب ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وقد تعلمون أني رسول الله إليكم في محل نصب على الحال ، و " قد " لتحقق العلم أو لتأكيده ، وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار ، والمعنى : كيف تؤذونني مع علمكم بأني رسول الله ، والرسول يحترم ويعظم ، ولم يبق معكم شك في الرسالة لما قد شاهدتم من المعجزات التي توجب عليكم الاعتراف برسالتي ، وتفيدكم العلم بها علما يقينيا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم أي : لما أصروا على الزيغ واستمروا عليه أزاغ الله قلوبهم عن الهدى ، وصرفها عن قبول الحق ، وقيل : فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ الله قلوبهم عن الثواب .
قال
مقاتل : لما عدلوا عن الحق أمال الله قلوبهم عنه ، يعني أنهم لما تركوا الحق بإيذاء نبيهم أمال الله قلوبهم عن الحق جزاء بما ارتكبوا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5والله لا يهدي القوم الفاسقين هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لا يهدي من سبق في علمه أنه فاسق ، والمعنى : أنه لا يهدي كل متصف بالفسق وهؤلاء من جملتهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وإذ قال عيسى ابن مريم معطوف على
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وإذ قال موسى معمول لعامله ، أو معمول لعامل مقدر معطوف على عامل الظرف الأول .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة أي : أني رسول الله إليكم بالإنجيل مصدقا لما بين يدي من التوراة لأني لم آتكم بشيء يخالف التوراة ، بل هي مشتملة على التبشير بي ، فكيف تنفرون عني وتخالفونني ، وانتصاب " مصدقا " على الحال وكذا " مبشرا " ، والعامل فيهما ما في الرسول من معنى الإرسال ، والمعنى : أني أرسلت إليكم حال كوني مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا بمن يأتي بعدي ، وإذا كنت كذلك في التصديق والتبشير فلا مقتضى لتكذيبي ، و "
أحمد " اسم نبينا صلى الله عليه وسلم وهو علم منقول من الصفة ، وهي
[ ص: 1488 ] تحتمل أن تكون مبالغة من الفاعل ، فيكون معناها أنه أكثر حمدا لله من غيره ، أو من المفعول فيكون معناها أنه يحمد بما فيه من خصال الخير أكثر مما يحمد غيره .
قرأ
نافع ،
وابن كثير وأبو
عمرو ،
والسلمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش ،
وأبو بكر عن
عاصم nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6من بعدي بفتح الياء وقرأ الباقون بإسكانها .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين أي : لما جاءهم عيسى بالمعجزات قالوا هذا الذي جاءنا به سحر واضح ظاهر ، وقيل : المراد
محمد صلى الله عليه وسلم أي لما جاءهم بذلك قالوا هذه المقالة ، والأول أولى .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6سحر وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " ساحر " .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29032_18984ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام أي : لا أحد أكثر ظلما منه حيث يفتري على الله الكذب ، والحال أنه يدعى إلى دين الإسلام الذي هو خير الأديان وأشرفها ؛ لأن من كان كذلك فحقه ألا يفتري على غيره الكذب ، فكيف يفتريه على ربه .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7وهو يدعى من الدعاء مبنيا للمفعول .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف : " يدعي " بفتح الياء وتشديد الدال من الادعاء مبنيا للفاعل ، وإنما عدي بـ " إلى " لأنه ضمن معنى الانتماء والانتساب
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7والله لا يهدي القوم الظالمين هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها .
والمعنى : لا يهدي من اتصف بالظلم ، والمذكورون من جملتهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29032_30542_29284_30478يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم الإطفاء : الإخماد ، وأصله في النار ، واستعير لما يجري مجراها من الظهور .
والمراد بنور الله القرآن ، أي : يريدون إبطاله وتكذيبه بالقول ، أو الإسلام ، أو
محمد صلى الله عليه وسلم ، أو الحجج والدلائل ، أو جميع ما ذكر ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8بأفواههم : بأقوالهم الخارجة من أفواههم المتضمنة للطعن
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8والله متم نوره بإظهاره في الآفاق وإعلائه على غيره .
قرأ
ابن كثير ،
وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وحفص عن
عاصم nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8متم نوره بالإضافة والباقون بتنوين " متم "
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8ولو كره الكافرون ذلك فإنه كائن لا محالة ، والجملة في محل نصب على الحال .
قال
ابن عطية : واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8ليطفئوا لام مؤكدة دخلت على المفعول ؛ لأن التقدير : يريدون أن يطفئوا ، وأكثر ما تلزم هذه اللام - المفعول إذا تقدم ، كقولك : لزيد ضربت ، ولرؤيتك قصدت ، وقيل : هي لام العلة ، والمفعول محذوف ، أي : يريدون إبطال القرآن أو دفع الإسلام أو هلاك الرسول ليطفئوا ، وقيل : إنها بمعنى أن الناصبة وأنها ناصبة بنفسها .
قال
الفراء : العرب تجعل لام كي في موضع " أن " في أراد وأمر ، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، ومثل هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم [ النساء : 26 ] .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29032_30614_28632هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون مستأنفة مقررة لما قبلها ، والهدى القرآن أو المعجزات ، ومعنى " دين الحق " الملة الحقة ، وهي ملة الإسلام ، ومعنى " ليظهره " : ليجعله ظاهرا على جميع الأديان عاليا عليها غالبا لها
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=9ولو كره المشركون ذلك فإنه كائن لا محالة .
قال
مجاهد : ذلك إذا نزل
عيسى لم يكن في الأرض دين إلا دين الإسلام ، والدين مصدر يعبر به عن الأديان المتعددة ، وجواب " لو " في الموضعين محذوف ، والتقدير أتمه وأظهره .
وقد أخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : وددنا لو أن الله أخبرنا بأحب الأعمال فنعمل به ، فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن أحب الأعمال إيمان بالله لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به ، فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره ، فقال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29032_32313ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون قال : هذه الآية في القتال وحده ، وهم قوم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقول الرجل : قاتلت وضربت بسيفي ولم يفعلوا ، فنزلت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن مردويه عنه أيضا قال : قالوا : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لفعلناه ، فأخبرهم الله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فكرهوا ذلك ، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4كأنهم بنيان مرصوص قال : مثبت لا يزول ملصق بعضه على بعض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021622قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي أسماء : nindex.php?page=treesubj&link=29396أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الحاشر الذي يحشر الله الناس على قدمي ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا العاقب : والعاقب الذي ليس بعده نبي .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين
قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29032_29674ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم جعل العمل المذكور بمنزلة التجارة لأنهم يربحون فيه كما يربحون فيها ، وذلك بدخولهم الجنة ونجاتهم من النار .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10تنجيكم بالتخفيف من الإنجاء .
وقرأ
الحسن ،
وابن عامر ،
وأبو حيوة بالتشديد من التنجية .
ثم بين سبحانه هذه التجارة التي دل عليها ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ، وهو خبر في معنى الأمر للإيذان بوجوب الامتثال ، فكأنه قد وقع فأخبر بوقوعه ، وقدم ذكر الأموال على الأنفس لأنها هي التي يبدأ بها في
[ ص: 1489 ] الإنفاق والتجهز إلى الجهاد .
قرأ الجمهور تؤمنون وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : " آمنوا وجاهدوا " على الأمر .
قال
الأخفش : تؤمنون عطف بيان لتجارة ، والأولى أن تكون الجملة مستأنفة مبينة لما قبلها ، والإشارة بقوله ذلكم إلى ما ذكر من الإيمان والجهاد ، وهو مبتدأ وخبره خير لكم أي : هذا الفعل خير لكم من أموالكم وأنفسكم
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11إن كنتم تعلمون أي : إن كنتم ممن يعلم ، فإنكم تعلمون أنه خير لكم ، لا إذا كنتم من أهل الجهل فإنكم لا تعلمون ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29032_29680يغفر لكم ذنوبكم هذا جواب الأمر المدلول عليه بلفظ الخبر ، ولهذا جزم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد : قوله تؤمنون في معنى آمنوا ، ولذلك جاء يغفر لكم مجزوما .
وقال
الفراء : يغفر لكم جواب الاستفهام ، فجعله مجزوما لكونه جواب الاستفهام ، وقد غلطه أهل العلم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ليسوا إذا دلهم على ما ينفعهم يغفر لهم ، إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا .
وقال
الرازي في توجيه قول
الفراء : إن
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10هل أدلكم في معنى الأمر عنده ، يقال هل أنت ساكت ، أي اسكت ، وبيانه أن " هل " بمعنى الاستفهام ، ثم يتدرج إلى أن يصير عرضا وحثا ، والحث كالإغراء ، والإغراء أمر .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي " تؤمنوا ، وتجاهدوا " على إضمار لام الأمر .
وقيل : إن " يغفر لكم " مجزوم بشرط مقدر ، أي : إن تؤمنوا يغفر لكم ، وقرأ بعضهم بالإدغام في
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12يغفر لكم والأولى ترك الإدغام ؛ لأن الراء حرف متكرر ، فلا يحسن إدغامه في اللام .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار قد تقدم بيان كيفية جري الأنهار من تحت الجنات
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12ومساكن طيبة في جنات عدن أي : في جنات إقامة
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12ذلك الفوز العظيم أي : ذلك المذكور في المغفرة ، وإدخال الجنات الموصوفة بما ذكر - هو الفوز الذي لا فوز بعده ، والظفر الذي لا ظفر يماثله .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وأخرى تحبونها
قال
الأخفش ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : " أخرى " معطوفة على " تجارة " فهي في محل خفض ، أي : وهل أدلكم على خصلة أخرى تحبونها في العاجل مع ثواب الآخرة ، وقيل : هي في محل رفع ، أي : ولكم خصلة أخرى ، وقيل : في محل نصب ، أي : ويعطيكم خصلة أخرى .
ثم بين سبحانه هذه الآخرة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29677نصر من الله وفتح قريب أي : هي نصر من الله لكم ، وفتح قريب .
قال
الكلبي : يعني النصر على
قريش وفتح
مكة .
وقال
عطاء : يريد فتح
فارس والروم nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وبشر المؤمنين معطوف على محذوف ، أي : قل يا أيها الذين آمنوا وبشر ، أو على " تؤمنون " لأنه في معنى الأمر ، والمعنى : وبشر يا
محمد المؤمنين بالنصر والفتح ، أو بشرهم بالنصر في الدنيا والفتح ، وبالجنة في الآخرة ، أو وبشرهم بالجنة في الآخرة .
ثم حض سبحانه المؤمنين على نصرة دينه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29032_31776_29677ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله أي : دوموا على ما أنتم عليه من نصرة الدين .
قرأ
ابن كثير وأبو
عمرو ،
ونافع " أنصارا لله " بالتنوين وترك الإضافة .
وقرأ الباقون بالإضافة ، والرسم يحتمل القراءتين معا ، واختار
أبو عبيد قراءة الإضافة لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14نحن أنصار الله بالإضافة .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله أي انصروا دين الله مثل نصرة الحواريين لما قال لهم
عيسى : من أنصاري إلى الله ، قالوا : نحن أنصار الله ، والكاف في " كما قال " نعت مصدر محذوف ، تقديره : كونوا كونا كما قال ، وقيل : الكاف في محل نصب على إضمار الفعل ، وقيل : هو كلام محمول على معناه دون لفظه ، والمعنى : كونوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصار عيسى حين قال لهم من أنصاري إلى الله .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14إلى الله قيل : " إلى " بمعنى مع ، أي : من أنصاري مع الله ، وقيل : التقدير : من أنصاري فيما يقرب إلى الله ، وقيل : التقدير : من أنصاري متوجها إلى نصرة الله ، وقد تقدم الكلام على هذا في سورة آل عمران .
والحواريون هم أنصار المسيح وخلص أصحابه ، وأول من آمن به ، وقد تقدم بيانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة أي : آمنت طائفة
بعيسى وكفرت به طائفة ، وذلك لأنهم لما اختلفوا بعد رفعه تفرقوا وتقاتلوا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم أي قوينا المحقين منهم على المبطلين
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فأصبحوا ظاهرين أي : عالين غالبين ، وقيل : المعنى : فأيدنا الآن المسلمين على الفرقتين جميعا .
وقد أخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قالوا : لو كنا نعلم
nindex.php?page=treesubj&link=29532_32313أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فنزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم فكرهوا فنزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4بنيان مرصوص .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله قال : قد كان ذلك بحمد الله ، جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة وآووه ونصروه حتى أظهر الله دينه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
وابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021623قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفر الذين لقوه بالعقبة : أخرجوا إلي اثني عشر منكم يكونون كفلاء على قومهم كما كفلت الحواريون لعيسى ابن مريم .
وأخرج
ابن سعد عن
nindex.php?page=showalam&ids=17053محمود بن لبيد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء : إنكم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم ، وأنا كفيل قومي ، قالوا : نعم .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فأيدنا الذين آمنوا قال : فقوينا الذين آمنوا ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه فأيدنا الذين آمنوا
بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته على عدوهم فأصبحوا اليوم ظاهرين .
وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ .
قَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : فِي قَوْلِ الْجَمْعِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=28882_32313سُورَةُ الصَّفِّ بِالْمَدِينَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ سُورَةُ الصَّفِّ
بِمَكَّةَ ، وَلَعَلَّ هَذَا لَا يَصِحُّ عَنْهُ وَيُؤَيِّدُ كَوْنَهَا مَدَنِيَّةً مَا أَخْرَجَهُ
أَحْمَدُ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021621عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ : تَذَاكَرْنَا أَيَّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُهُ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنَّا ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا فَجَمَعَنَا ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ السُّورَةَ ، يَعْنِي سُورَةَ الصَّفِّ كُلَّهَا ، وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ السُّورَةُ .
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا
التِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ ،
وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَالسُّنَنِ .
[ ص: 1487 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=9هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29032_33133قَوْلُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا ، وَوَجْهُ التَّعْبِيرِ فِي بَعْضِ السُّوَرِ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ ، وَفِي بَعْضِهَا بِلَفْظِ الْأَمْرِ - الْإِرْشَادُ إِلَى مَشْرُوعِيَّةِ التَّسْبِيحِ فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ مَاضِيهَا وَمُسْتَقْبَلِهَا وَحَالِهَا ، وَقَدْ قَدَّمْنَا نَحْوَ هَذَا فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْحَدِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=1وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أَيُ الْغَالِبُ الَّذِي لَا يُغَالَبُ ، الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29032_18470يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ هَذَا الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، أَيْ : لِمَ تَقُولُونَ مِنَ الْخَيْرِ مَا لَا تَفْعَلُونَهُ ، وَ " لِمَ " مُرَكَّبَةٌ مِنَ اللَّامِ الْجَارَّةِ ، وَ " مَا " الِاسْتِفْهَامِيَّةُ ، وَحُذِفَتْ أَلِفُهَا تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهَا كَمَا فِي نَظَائِرِهَا .
ثُمَّ ذَمَّهُمْ سُبْحَانَهُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ أَيْ : عَظُمَ ذَلِكَ فِي الْمَقْتِ ، وَهُوَ الْبُغْضُ ، وَالْمَقْتُ وَالْمَقَاتَةُ مَصْدَرَانِ ، يُقَالُ رَجُلٌ مَقِيتٌ وَمَمْقُوتٌ : إِذَا لَمْ يُحِبَّهُ النَّاسُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : " أَنْ تَقُولُوا " فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ؛ لِأَنَّ " كَبُرَ " فِعْلٌ بِمَعْنَى بَئِسَ ، وَ " مَقْتًا " مُنْتَصِبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ ، وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ فِي " كَبُرَ " ضَمِيرٌ مُبْهَمٌ مُفَسَّرٌ بِالنَّكِرَةِ ، وَ " أَنْ تَقُولُوا " هُوَ الْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ ، وَيَجِيءُ فِيهِ الْخِلَافُ هَلْ رَفْعُهُ بِالِابْتِدَاءِ ، وَخَبَرُهُ الْجُمْلَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ عَلَيْهِ ، أَوْ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ أَوْ هُوَ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ .
لَوْ قِيلَ : إِنَّهُ قَصَدَ بِقَوْلِهِ كَبُرَ التَّعَجُّبَ ، وَقَدْ عَدَّهُ
ابْنُ عُصْفُورٍ مِنْ أَفْعَالِ التَّعَجُّبِ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَفْعَالِ الذَّمِّ وَلَا مِنْ أَفْعَالِ التَّعَجُّبِ ، بَلْ هُوَ مُسْنَدٌ إِلَى " أَنْ تَقُولُوا " ، وَ " مَقْتًا " تَمْيِيزٌ مُحَوَّلٌ عَنِ الْفَاعِلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29032_7990إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا : وَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ يُخْبِرُنَا بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ حَتَّى نَعْمَلَهُ وَلَوْ ذَهَبَتْ فِيهِ أَمْوَالُنَا وَأَنْفُسُنَا .
فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ الْآيَةَ ، وَانْتِصَابُ " صَفًّا " عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : يَصِفُونَ أَنْفُسَهُمْ صَفًّا ، وَقِيلَ : هُوَ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، أَيْ : صَافِّينَ أَوْ مَصْفُوفِينَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَقُرِئَ " يَقْتُلُونَ " بِالتَّشْدِيدِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ " يُقَاتِلُونَ " ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي " صَفًّا " عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُ مَئَوَّلٌ بِصَافِّينَ أَوْ مَصْفُوفِينَ ، وَمَعْنَى " مَرْصُوصٌ " : مُلْتَزِقٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ، يُقَالُ رَصَصْتُ الْبِنَاءَ أَرُصُّهُ رَصًّا : إِذَا ضَمَمْتُ بَعْضَهَ إِلَى بَعْضٍ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَرْصُوصٌ بِالرَّصَاصِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : هُوَ مَأْخُوذٌ مَنْ رَصَصْتُ الْبِنَاءَ : إِذَا لَايَمْتُ بَيْنَهُ وَقَارَبْتُ حَتَّى يَصِيرَ كَقِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنَ الرَّصِيصِ .
وَهُوَ ضَمُّ الْأَشْيَاءِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَالتَّرَاصُّ : التَّلَاصُقُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْمُقَاتِلِينَ فِي سَبِيلِهِ بَيَّنَ أَنَّ
مُوسَى وَعِيسَى أَمَرَا بِالتَّوْحِيدِ وَجَاهَدَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَلَّ الْعِقَابُ بِمَنْ خَالَفَهُمَا ، وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ اذْكُرْ ، أَيِ اذْكُرْ يَا
مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الْمُعْرِضِينَ وَقْتَ قَوْلِ
مُوسَى ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ وَجْهُ ذِكْرِ قِصَّةِ
مُوسَى وَعِيسَى بَعْدَ مَحَبَّةِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -
nindex.php?page=treesubj&link=31788_31980_31992التَّحْذِيرَ لِأَمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَفْعَلُوا مَعَ نَبِيِّهِمْ مَا فَعَلَهُ قَوْمُ مُوسَى وَعِيسَى مَعَهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي هَذَا مَقُولُ الْقَوْلِ ، أَيْ : لِمَ تُؤْذُونَنِي بِمُخَالَفَةِ مَا آمُرُكُمْ بِهِ مِنَ الشَّرَائِعِ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، أَوْ لِمَ تُؤْذُونَنِي بِالشَّتْمِ وَالِانْتِقَاصِ ، وَمِنْ ذَلِكَ رَمْيُهُ بِالْأُدْرَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَ " قَدْ " لِتَحَقُّقِ الْعِلْمِ أَوْ لِتَأْكِيدِهِ ، وَصِيغَةُ الْمُضَارِعِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ ، وَالْمَعْنَى : كَيْفَ تُؤْذُونَنِي مَعَ عِلْمِكُمْ بِأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَالرَّسُولُ يُحْتَرَمُ وَيُعَظَّمُ ، وَلَمْ يَبْقَ مَعَكُمْ شَكٌّ فِي الرِّسَالَةِ لِمَا قَدْ شَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكُمُ الِاعْتِرَافَ بِرِسَالَتِي ، وَتُفِيدُكُمُ الْعِلْمَ بِهَا عِلْمًا يَقِينِيًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ أَيْ : لَمَّا أَصَرُّوا عَلَى الزَّيْغِ وَاسْتَمَرُّوا عَلَيْهِ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عَنِ الْهُدَى ، وَصَرَفَهَا عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ ، وَقِيلَ : فَلَمَّا زَاغُوا عَنِ الْإِيمَانِ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عَنِ الثَّوَابِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : لَمَّا عَدَلُوا عَنِ الْحَقِّ أَمَالَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عَنْهُ ، يَعْنِي أَنَّهُمْ لَمَّا تَرَكُوا الْحَقَّ بِإِيذَاءِ نَبِيِّهِمْ أَمَالَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عَنِ الْحَقِّ جَزَاءً بِمَا ارْتَكَبُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَا يَهْدِي مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ فَاسِقٌ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يَهْدِي كُلَّ مُتَّصِفٍ بِالْفِسْقِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ جُمْلَتِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَعْطُوفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَإِذْ قَالَ مُوسَى مَعْمُولٌ لِعَامِلِهِ ، أَوْ مَعْمُولٌ لِعَامِلٍ مُقَدَّرٍ مَعْطُوفٍ عَلَى عَامِلِ الظَّرْفِ الْأَوَّلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ أَيْ : أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ بِالْإِنْجِيلِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ لِأَنِّي لَمْ آتِكُمْ بِشَيْءٍ يُخَالِفُ التَّوْرَاةَ ، بَلْ هِيَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى التَّبْشِيرِ بِي ، فَكَيْفَ تَنْفِرُونَ عَنِّي وَتُخَالِفُونَنِي ، وَانْتِصَابُ " مُصَدِّقًا " عَلَى الْحَالِ وَكَذَا " مُبَشِّرًا " ، وَالْعَامِلُ فِيهِمَا مَا فِي الرَّسُولِ مِنْ مَعْنَى الْإِرْسَالِ ، وَالْمَعْنَى : أَنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ حَالَ كَوْنِي مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِمَنْ يَأْتِي بَعْدِي ، وَإِذَا كُنْتُ كَذَلِكَ فِي التَّصْدِيقِ وَالتَّبْشِيرِ فَلَا مُقْتَضَى لِتَكْذِيبِي ، وَ "
أَحْمَدُ " اسْمُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَمٌ مَنْقُولٌ مِنَ الصِّفَةِ ، وَهِيَ
[ ص: 1488 ] تَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ مُبَالَغَةً مِنَ الْفَاعِلِ ، فَيَكُونُ مَعْنَاهَا أَنَّهُ أَكْثَرُ حَمْدًا لِلَّهِ مِنْ غَيْرِهِ ، أَوْ مِنَ الْمَفْعُولِ فَيَكُونُ مَعْنَاهَا أَنَّهُ يُحْمَدُ بِمَا فِيهِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ أَكْثَرَ مِمَّا يُحْمَدُ غَيْرُهُ .
قَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو
عَمْرٍو ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ ،
وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6مِنْ بَعْدِي بِفَتْحِ الْيَاءِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ أَيْ : لَمَّا جَاءَهُمْ عِيسَى بِالْمُعْجِزَاتِ قَالُوا هَذَا الَّذِي جَاءَنَا بِهِ سِحْرٌ وَاضِحٌ ظَاهِرٌ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ لَمَّا جَاءَهُمْ بِذَلِكَ قَالُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6سِحْرٌ وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " سَاحِرٌ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29032_18984وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ أَيْ : لَا أَحَدَ أَكْثَرُ ظُلْمًا مِنْهُ حَيْثُ يَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ، وَالْحَالُ أَنَّهُ يُدْعَى إِلَى دِينِ الْإِسْلَامِ الَّذِي هُوَ خَيْرُ الْأَدْيَانِ وَأَشْرَفُهَا ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَحَقُّهُ أَلَّا يَفْتَرِيَ عَلَى غَيْرِهِ الْكَذِبَ ، فَكَيْفَ يَفْتَرِيهِ عَلَى رَبِّهِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7وَهُوَ يُدْعَى مِنَ الدُّعَاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ : " يَدَّعِي " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مِنَ الِادِّعَاءِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَإِنَّمَا عُدِّيَ بِـ " إِلَى " لِأَنَّهُ ضُمِّنَ مَعْنَى الِانْتِمَاءِ وَالِانْتِسَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=7وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا .
وَالْمَعْنَى : لَا يَهْدِي مَنِ اتَّصَفَ بِالظُّلْمِ ، وَالْمَذْكُورُونَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29032_30542_29284_30478يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ الْإِطْفَاءُ : الْإِخْمَادُ ، وَأَصْلُهُ فِي النَّارِ ، وَاسْتُعِيرَ لِمَا يَجْرِي مَجْرَاهَا مِنَ الظُّهُورِ .
وَالْمُرَادُ بِنُورِ اللَّهِ الْقُرْآنُ ، أَيْ : يُرِيدُونَ إِبْطَالَهُ وَتَكْذِيبَهُ بِالْقَوْلِ ، أَوِ الْإِسْلَامِ ، أَوْ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوِ الْحُجَجِ وَالدَّلَائِلِ ، أَوْ جَمِيعِ مَا ذُكِرَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8بِأَفْوَاهِهِمْ : بِأَقْوَالِهِمُ الْخَارِجَةِ مِنْ أَفْوَاهِهِمُ الْمُتَضَمِّنَةِ لِلطَّعْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ بِإِظْهَارِهِ فِي الْآفَاقِ وَإِعْلَائِهِ عَلَى غَيْرِهِ .
قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَحَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8مُتِمُّ نُورِهِ بِالْإِضَافَةِ وَالْبَاقُونَ بِتَنْوِينِ " مُتِمٌّ "
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8لِيُطْفِئُوا لَامٌ مُؤَكِّدَةٌ دَخَلَتْ عَلَى الْمَفْعُولِ ؛ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ : يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا ، وَأَكْثَرُ مَا تَلْزَمُ هَذِهِ اللَّامُ - الْمَفْعُولُ إِذَا تَقَدَّمَ ، كَقَوْلِكَ : لَزَيْدٌ ضَرَبْتُ ، وَلَرُؤْيَتُكَ قَصَدْتُ ، وَقِيلَ : هِيَ لَامُ الْعِلَّةِ ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : يُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْقُرْآنِ أَوْ دَفْعَ الْإِسْلَامِ أَوْ هَلَاكَ الرَّسُولِ لِيُطْفِئُوا ، وَقِيلَ : إِنَّهَا بِمَعْنَى أَنِ النَّاصِبَةِ وَأَنَّهَا نَاصِبَةٌ بِنَفْسِهَا .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْعَرَبُ تَجْعَلُ لَامَ كَيْ فِي مَوْضِعِ " أَنْ " فِي أَرَادَ وَأَمَرَ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [ النِّسَاءِ : 26 ] .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29032_30614_28632هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا ، وَالْهُدَى الْقُرْآنُ أَوِ الْمُعْجِزَاتُ ، وَمَعْنَى " دِينِ الْحَقِّ " الْمِلَّةُ الْحَقَّةُ ، وَهِيَ مِلَّةُ الْإِسْلَامِ ، وَمَعْنَى " لِيُظْهِرَهُ " : لِيَجْعَلَهُ ظَاهِرًا عَلَى جَمِيعِ الْأَدْيَانِ عَالِيًا عَلَيْهَا غَالِبًا لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=9وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : ذَلِكَ إِذَا نَزَلَ
عِيسَى لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ دِينٌ إِلَّا دِينَ الْإِسْلَامِ ، وَالدِّينُ مَصْدَرٌ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْأَدْيَانِ الْمُتَعَدِّدَةِ ، وَجَوَابُ " لَوْ " فِي الْمَوْضِعَيْنِ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ أَتَمَّهُ وَأَظْهَرَهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ نَاسٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ الْجِهَادُ يَقُولُونَ : وَدِدْنَا لَوْ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَنَا بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ فَنَعْمَلُ بِهِ ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِيمَانٌ بِاللَّهِ لَا شَكَّ فِيهِ ، وَجِهَادُ أَهْلِ مَعْصِيَتِهِ الَّذِينَ خَالَفُوا الْإِيمَانَ وَلَمْ يُقِرُّوا بِهِ ، فَلَمَّا نَزَلَ الْجِهَادُ كَرِهَ ذَلِكَ أُنَاسٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَشَقَّ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُ ، فَقَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29032_32313يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ قَالَ : هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْقِتَالِ وَحْدَهُ ، وَهُمْ قَوْمٌ كَانُوا يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ الرَّجُلُ : قَاتَلْتُ وَضَرَبْتُ بِسَيْفِي وَلَمْ يَفْعَلُوا ، فَنَزَلَتْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : قَالُوا : لَوْ نَعْلَمُ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ لَفَعَلْنَاهُ ، فَأَخْبَرَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ فَكَرِهُوا ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ قَالَ : مُثَبَّتٌ لَا يَزُولُ مُلْصَقٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=67جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021622قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِي أَسْمَاءً : nindex.php?page=treesubj&link=29396أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يَحْشُرُ اللَّهُ النَّاسَ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ : وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29032_29674يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ جَعَلَ الْعَمَلَ الْمَذْكُورَ بِمَنْزِلَةِ التِّجَارَةِ لِأَنَّهُمْ يَرْبَحُونَ فِيهِ كَمَا يَرْبَحُونَ فِيهَا ، وَذَلِكَ بِدُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ وَنَجَاتِهِمْ مِنَ النَّارِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10تُنْجِيكُمْ بِالتَّخْفِيفِ مِنَ الْإِنْجَاءِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ التَّنْجِيَةِ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ هَذِهِ التِّجَارَةَ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ، وَهُوَ خَبَرٌ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ لِلْإِيذَانِ بِوُجُوبِ الِامْتِثَالِ ، فَكَأَنَّهُ قَدْ وَقَعَ فَأَخْبَرَ بِوُقُوعِهِ ، وَقَدَّمَ ذِكْرَ الْأَمْوَالِ عَلَى الْأَنْفُسِ لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي يُبْدَأُ بِهَا فِي
[ ص: 1489 ] الْإِنْفَاقِ وَالتَّجَهُّزِ إِلَى الْجِهَادِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ تُؤْمِنُونَ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : " آمِنُوا وَجَاهِدُوا " عَلَى الْأَمْرِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : تُؤْمِنُونَ عَطْفُ بَيَانٍ لِتِجَارَةٍ ، وَالْأَوْلَى أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةً مُبَيِّنَةً لِمَا قَبْلَهَا ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ ذَلِكُمْ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْجِهَادِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَيْ : هَذَا الْفِعْلُ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَيْ : إِنْ كُنْتُمْ مِمَّنْ يَعْلَمُ ، فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ ، لَا إِذَا كُنْتُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ فَإِنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29032_29680يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ هَذَا جَوَابُ الْأَمْرِ الْمَدْلُولُ عَلَيْهِ بِلَفْظِ الْخَبَرِ ، وَلِهَذَا جُزِمَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ : قَوْلُهُ تُؤْمِنُونَ فِي مَعْنَى آمِنُوا ، وَلِذَلِكَ جَاءَ يَغْفِرْ لَكُمْ مَجْزُومًا .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : يَغْفِرْ لَكُمْ جَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ ، فَجَعَلَهُ مَجْزُومًا لِكَوْنِهِ جَوَابَ الِاسْتِفْهَامِ ، وَقَدْ غَلَّطَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَيْسُوا إِذَا دَلَّهُمْ عَلَى مَا يَنْفَعُهُمْ يَغْفِرْ لَهُمْ ، إِنَّمَا يَغْفِرُ لَهُمْ إِذَا آمَنُوا وَجَاهَدُوا .
وَقَالَ
الرَّازِيُّ فِي تَوْجِيهِ قَوْلِ
الْفَرَّاءِ : إِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10هَلْ أَدُلُّكُمْ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ عِنْدَهُ ، يُقَالُ هَلْ أَنْتَ سَاكِتٌ ، أَيِ اسْكُتْ ، وَبَيَانُهُ أَنَّ " هَلْ " بِمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ ، ثُمَّ يَتَدَرَّجُ إِلَى أَنْ يَصِيرَ عَرْضًا وَحَثًّا ، وَالْحَثُّ كَالْإِغْرَاءِ ، وَالْإِغْرَاءُ أَمْرٌ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ " تُؤْمِنُوا ، وَتُجَاهِدُوا " عَلَى إِضْمَارِ لَامِ الْأَمْرِ .
وَقِيلَ : إِنَّ " يَغْفِرْ لَكُمْ " مَجْزُومٌ بِشَرْطٍ مُقَدَّرٍ ، أَيْ : إِنْ تُؤْمِنُوا يَغْفِرْ لَكُمْ ، وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ بِالْإِدْغَامِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12يَغْفِرْ لَكُمْ وَالْأَوْلَى تَرْكُ الْإِدْغَامِ ؛ لِأَنَّ الرَّاءَ حَرْفٌ مُتَكَرِّرٌ ، فَلَا يَحْسُنُ إِدْغَامُهُ فِي اللَّامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ كَيْفِيَّةِ جَرْيِ الْأَنْهَارِ مِنْ تَحْتِ الْجَنَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ أَيْ : فِي جَنَّاتِ إِقَامَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=12ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أَيْ : ذَلِكَ الْمَذْكُورُ فِي الْمَغْفِرَةِ ، وَإِدْخَالُ الْجَنَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ بِمَا ذُكِرَ - هُوَ الْفَوْزُ الَّذِي لَا فَوْزَ بَعْدَهُ ، وَالظَّفَرُ الَّذِي لَا ظَفَرَ يُمَاثِلُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا
قَالَ
الْأَخْفَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : " أُخْرَى " مَعْطُوفَةٌ عَلَى " تِجَارَةٍ " فَهِيَ فِي مَحَلِّ خَفْضٍ ، أَيْ : وَهَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى خَصْلَةٍ أُخْرَى تُحِبُّونَهَا فِي الْعَاجِلِ مَعَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ، وَقِيلَ : هِيَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ ، أَيْ : وَلَكُمْ خَصْلَةٌ أُخْرَى ، وَقِيلَ : فِي مَحَلِّ نَصْبٍ ، أَيْ : وَيُعْطِيكُمْ خَصْلَةً أُخْرَى .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْآخِرَةَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29677نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ أَيْ : هِيَ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ لَكُمْ ، وَفَتْحٌ قَرِيبٌ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : يَعْنِي النَّصْرَ عَلَى
قُرَيْشٍ وَفَتْحَ
مَكَّةَ .
وَقَالَ
عَطَاءُ : يُرِيدُ فَتْحَ
فَارِسَ وَالرُّومِ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَحْذُوفٍ ، أَيْ : قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وَبَشِّرْ ، أَوْ عَلَى " تُؤْمِنُونَ " لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ ، وَالْمَعْنَى : وَبَشِّرْ يَا
مُحَمَّدُ الْمُؤْمِنِينَ بِالنَّصْرِ وَالْفَتْحِ ، أَوْ بَشِّرْهُمْ بِالنَّصْرِ فِي الدُّنْيَا وَالْفَتْحِ ، وَبِالْجَنَّةِ فِي الْآخِرَةِ ، أَوْ وَبَشِّرْهُمْ بِالْجَنَّةِ فِي الْآخِرَةِ .
ثُمَّ حَضَّ سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى نُصْرَةِ دِينِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29032_31776_29677يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ أَيْ : دُومُوا عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ نُصْرَةِ الدِّينِ .
قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو
عَمْرٍو ،
وَنَافِعٌ " أَنْصَارًا لِلَّهِ " بِالتَّنْوِينِ وَتَرْكِ الْإِضَافَةِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْإِضَافَةِ ، وَالرَّسْمُ يَحْتَمِلُ الْقِرَاءَتَيْنِ مَعًا ، وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ قِرَاءَةَ الْإِضَافَةِ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ بِالْإِضَافَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ أَيِ انْصُرُوا دِينَ اللَّهِ مِثْلَ نُصْرَةِ الْحَوَارِيِّينَ لَمَّا قَالَ لَهُمْ
عِيسَى : مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ، قَالُوا : نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ، وَالْكَافُ فِي " كَمَا قَالَ " نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، تَقْدِيرُهُ : كُونُوا كَوْنًا كَمَا قَالَ ، وَقِيلَ : الْكَافُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ ، وَقِيلَ : هُوَ كَلَامٌ مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنَاهُ دُونَ لَفْظِهِ ، وَالْمَعْنَى : كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا كَانَ الْحَوَارِيُّونَ أَنْصَارَ عِيسَى حِينَ قَالَ لَهُمْ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14إِلَى اللَّهِ قِيلَ : " إِلَى " بِمَعْنَى مَعَ ، أَيْ : مَنْ أَنْصَارِي مَعَ اللَّهِ ، وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ : مَنْ أَنْصَارِي فِيمَا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ ، وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ : مَنْ أَنْصَارِي مُتَوَجِّهًا إِلَى نُصْرَةِ اللَّهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
وَالْحَوَارِيُّونَ هُمْ أَنْصَارُ الْمَسِيحِ وَخُلَّصُ أَصْحَابِهِ ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ أَيْ : آمَنَتْ طَائِفَةٌ
بِعِيسَى وَكَفَرَتْ بِهِ طَائِفَةٌ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لَمَّا اخْتَلَفُوا بَعْدَ رَفْعِهِ تَفَرَّقُوا وَتَقَاتَلُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ أَيْ قَوَّيْنَا الْمُحِقِّينَ مِنْهُمْ عَلَى الْمُبْطِلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ أَيْ : عَالِينَ غَالِبِينَ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : فَأَيَّدْنَا الْآنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعًا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالُوا : لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ
nindex.php?page=treesubj&link=29532_32313أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ فَنَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=10يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ فَكَرِهُوا فَنَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ قَالَ : قَدْ كَانَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ ، جَاءَهُ سَبْعُونَ رَجُلًا فَبَايَعُوهُ عِنْدَ الْعَقَبَةِ وَآوَوْهُ وَنَصَرُوهُ حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ دِينَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ،
وَابْنُ سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16397عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021623قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّفَرِ الَّذِينَ لَقُوهُ بِالْعَقَبَةِ : أَخْرِجُوا إِلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْكُمْ يَكُونُونَ كُفَلَاءَ عَلَى قَوْمِهِمْ كَمَا كَفَلَتِ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ سَعْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17053مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنُّقَبَاءِ : إِنَّكُمْ كُفَلَاءُ عَلَى قَوْمِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَأَنَا كَفِيلُ قَوْمِي ، قَالُوا : نَعَمْ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا قَالَ : فَقَوَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ .