nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=10والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=29035_28760_30337قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا الزعم : هو القول بالظن ويطلق على الكذب .
قال
شريح : لكل شيء كنية وكنية الكذب " زعموا " و
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7أن لن يبعثوا قائم مقام مفعول " زعم " ، و " أن " هي المخففة من الثقيلة لا المصدرية لئلا يدخل ناصب على ناصب ، والمراد بالكفار كفار العرب ، والمعنى : زعم كفار العرب أن الشأن لن يبعثوا أبدا .
ثم أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يرد عليهم ويبطل زعمهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن " بل " هي التي لإيجاب النفي ، فالمعنى : بل تبعثون .
ثم أقسم على ذلك ، وجواب القسم " لتبعثن " ، أي : لتخرجن من قبوركم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7لتنبؤن بما عملتم أي لتخبرن بذلك إقامة للحجة عليكم ثم تجزون به وذلك البعث والجزاء
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7على الله يسير إذ الإعادة أيسر من الابتداء .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فآمنوا بالله ورسوله الفاء هي الفصيحة الدالة على شرط مقدر ، أي : إذا كان الأمر هكذا فصدقوا بالله ورسوله
محمد صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8والنور الذي أنزلنا وهو القرآن لأنه نور يهتدى به من ظلمة الضلال
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8والله بما تعملون خبير لا يخفى عليه شيء من أقوالكم وأفعالكم فهو مجازيكم على ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يوم يجمعكم ليوم الجمع العامل في الظرف " لتنبؤن " ، قاله
النحاس .
وقال غيره : العامل فيه " خبير " ، وقيل : العامل فيه محذوف هو اذكر .
وقال
أبو البقاء : العامل فيه ما دل عليه الكلام ، أي : تتفاوتون يوم يجمعكم .
قرأ الجمهور يجمعكم بفتح الياء وضم العين ، وروي عن
أبي عمرو إسكانها ، ولا وجه لذلك إلا التخفيف ، وإن لم يكن هذا موضعا له كما قرئ في " وما يشعركم " [ الأنعام : 109 ] بسكون الراء ، وكقول الشاعر :
فاليوم أشرب غير مستحقب إثما من الله ولا واغل
بإسكان باء " أشرب " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
ويعقوب ،
ونصر ،
وابن أبي إسحاق ،
والجحدري " نجمعكم " بالنون ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ليوم الجمع ليوم القيامة ، فإنه يجمع فيه أهل المحشر للجزاء ، ويجمع فيه بين كل عامل وعمله ، وبين كل نبي وأمته ، وبين كل مظلوم وظالمه
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ذلك يوم التغابن يعني أن
nindex.php?page=treesubj&link=30291يوم القيامة هو يوم التغابن ، وذلك أنه يغبن فيه بعض أهل المحشر بعضا ، فيغبن فيه أهل الحق أهل الباطل ، ويغبن فيه أهل الإيمان أهل الكفر وأهل الطاعة أهل المعصية ، ولا غبن أعظم من غبن أهل الجنة أهل النار عند دخول هؤلاء الجنة وهؤلاء النار ، فنزلوا منازلهم التي كانوا سينزلونها لو لم يفعلوا ما يوجب النار ، فكأن أهل النار استبدلوا الخير بالشر والجيد بالرديء والنعيم بالعذاب ، وأهل الجنة على العكس من ذلك .
يقال : غبنت فلانا ؛ إذا بايعته أو شاريته فكان النقص عليه والغلبة ، كذا قال المفسرون ، فالمغبون من غبن أهله ومنازله في الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته أي من وقع منه التصديق مع العمل الصالح استحق تكفير سيئاته ، قرأ الجمهور يكفر ويدخله بالتحتية ، وقرأ
نافع ،
وابن عامر بالنون فيهما ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9خالدين فيها أبدا على أنها حال مقدرة ، والإشارة بقوله : ذلك إلى ما ذكر من التكفير والإدخال ، وهو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9الفوز العظيم أي الظفر الذي لا يساويه ظفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29035_30539والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير المراد بالآيات إما التنزيلية أو ما هو أعم منها ، ذكر
[ ص: 1498 ] سبحانه حال السعداء وحال الأشقياء هاهنا لبيان ما تقدم من التغابن ، وأنه سيكون بسبب التكفير وإدخال الجنة للطائفة الأولى ، وبسبب إدخال الطائفة الثانية النار وخلودهم فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29035_30455ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله أي ما أصاب كل أحد من مصيبة من المصائب إلا بإذن الله ، أي : بقضائه وقدره ، قال
الفراء :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11إلا بإذن الله ، أي : بأمر الله ، وقيل : إلا بعلم الله .
قيل : وسبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ومن يؤمن بالله يهد قلبه أي من يصدق ويعلم أنه لا يصيبه إلا ما قدره الله عليه يهد قلبه للصبر والرضا بالقضاء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان : يهد قلبه عند المصيبة فيعلم أنها من الله فيسلم لقضائه ويسترجع .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير يهد قلبه عند المصيبة فيقول
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156إنا لله وإنا إليه راجعون [ البقرة : 156 ] وقال
الكلبي هو إذا ابتلي صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر .
قرأ الجمهور يهد بفتح الياء وكسر الدال ، أي : يهده الله ، وقرأ
قتادة ،
والسلمي ،
والضحاك ،
وأبو عبد الرحمن بضم الياء وفتح الدال على البناء للمفعول ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ،
وابن هرمز ،
والأزرق " نهد " بالنون ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ،
وعكرمة " يهدأ " بهمزة ساكنة ورفع " قلبه " ، أي : يطمئن ويسكن
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11والله بكل شيء عليم أي بليغ العلم لا تخفى عليه من ذلك خافية .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول أي هونوا على أنفسكم المصائب واشتغلوا
nindex.php?page=treesubj&link=30491_28750بطاعة الله وطاعة رسوله nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإن توليتم أي أعرضتم عن الطاعة
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإنما على رسولنا البلاغ المبين ليس عليه غير ذلك وقد فعل ، وجواب الشرط محذوف ، والتقدير فلا بأس على الرسول ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإنما على رسولنا تعليل للجواب المحذوف .
ثم أرشد إلى
nindex.php?page=treesubj&link=28656_19649التوحيد والتوكل فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو أي هو المستحق للعبودية دون غيره فوحدوه ولا تشركوا به
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي يفوضوا أمورهم إليه ويعتمدوا عليه ، لا على غيره .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
والبيهقي ،
وابن مردويه nindex.php?page=hadith&LINKID=1021648عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قيل له : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في " زعموا " ؟ قال : سمعته يقول : بئس مطية الرجل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر عنه أنه كره " زعموا " .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : يوم التغابن من
nindex.php?page=treesubj&link=30291أسماء يوم القيامة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ذلك يوم التغابن قال : غبن أهل الجنة أهل النار ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة قال : هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يهد قلبه قال : يعني يهد قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=10وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29035_28760_30337قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا الزَّعْمُ : هُوَ الْقَوْلُ بِالظَّنِّ وَيُطْلَقُ عَلَى الْكَذِبِ .
قَالَ
شُرَيْحٌ : لِكُلِّ شَيْءٍ كُنْيَةٌ وَكُنْيَةُ الْكَذِبِ " زَعَمُوا " وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قَائِمٌ مَقَامَ مَفْعُولِ " زَعَمَ " ، وَ " أَنْ " هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ لَا الْمَصْدَرِيَّةُ لِئَلَّا يَدْخُلَ نَاصِبٌ عَلَى نَاصِبٍ ، وَالْمُرَادُ بِالْكُفَّارِ كُفَّارُ الْعَرَبِ ، وَالْمَعْنَى : زَعَمَ كُفَّارُ الْعَرَبِ أَنَّ الشَّأْنَ لَنْ يُبْعَثُوا أَبَدًا .
ثُمَّ أَمَرَ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ وَيُبْطِلَ زَعْمَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ " بَلْ " هِيَ الَّتِي لِإِيجَابِ النَّفْيِ ، فَالْمَعْنَى : بَلْ تُبْعَثُونَ .
ثُمَّ أَقْسَمَ عَلَى ذَلِكَ ، وَجَوَابُ الْقَسَمِ " لَتُبْعَثُنَّ " ، أَيْ : لَتَخْرُجُنَّ مِنْ قُبُورِكُمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ أَيْ لَتُخْبَرُنَّ بِذَلِكَ إِقَامَةً لِلْحُجَّةِ عَلَيْكُمْ ثُمَّ تُجْزَوْنَ بِهِ وَذَلِكَ الْبَعْثُ وَالْجَزَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ إِذِ الْإِعَادَةُ أَيْسَرُ مِنَ الِابْتِدَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ الْفَاءُ هِيَ الْفَصِيحَةُ الدَّالَّةُ عَلَى شَرْطٍ مُقَدَّرٍ ، أَيْ : إِذَا كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا فَصَدِّقُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَهُوَ الْقُرْآنُ لِأَنَّهُ نُورٌ يُهْتَدَى بِهِ مِنْ ظُلْمَةِ الضَّلَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَقْوَالِكُمْ وَأَفْعَالِكُمْ فَهُوَ مُجَازِيكُمْ عَلَى ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ " لَتُنَبَّؤُنَّ " ، قَالَهُ
النَّحَّاسُ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : الْعَامِلُ فِيهِ " خَبِيرٌ " ، وَقِيلَ : الْعَامِلُ فِيهِ مَحْذُوفٌ هُوَ اذْكُرْ .
وَقَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ : الْعَامِلُ فِيهِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ، أَيْ : تَتَفَاوَتُونَ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ يَجْمَعُكُمْ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْعَيْنِ ، وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو إِسْكَانُهَا ، وَلَا وَجْهَ لِذَلِكَ إِلَّا التَّخْفِيفُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا مَوْضِعًا لَهُ كَمَا قُرِئَ فِي " وَمَا يُشْعِرْكُمْ " [ الْأَنْعَامِ : 109 ] بِسُكُونِ الرَّاءِ ، وَكَقَوْلِ الشَّاعِرِ :
فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ إِثْمًا مِنَ اللَّهِ وَلَا وَاغْلِ
بِإِسْكَانِ بَاءِ " أَشْرَبْ " وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَنَصْرٌ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ " نَجْمَعُكُمْ " بِالنُّونِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9لِيَوْمِ الْجَمْعِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَإِنَّهُ يُجْمَعُ فِيهِ أَهْلُ الْمَحْشَرِ لِلْجَزَاءِ ، وَيُجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ كُلِّ عَامِلٍ وَعَمَلِهِ ، وَبَيْنَ كُلِّ نَبِيٍّ وَأُمَّتِهِ ، وَبَيْنَ كُلِّ مَظْلُومٍ وَظَالِمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ يَعْنِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30291يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُوَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَغِبْنُ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْمَحْشَرِ بَعْضًا ، فَيَغِبْنُ فِيهِ أَهْلُ الْحَقِّ أَهْلَ الْبَاطِلِ ، وَيَغِبْنُ فِيهِ أَهْلُ الْإِيمَانِ أَهْلَ الْكُفْرِ وَأَهْلُ الطَّاعَةِ أَهْلَ الْمَعْصِيَةِ ، وَلَا غَبْنَ أَعْظَمُ مِنْ غَبْنِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ عِنْدَ دُخُولِ هَؤُلَاءِ الْجَنَّةَ وَهَؤُلَاءِ النَّارَ ، فَنَزَلُوا مَنَازِلَهُمُ الَّتِي كَانُوا سَيَنْزِلُونَهَا لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا مَا يُوجِبُ النَّارَ ، فَكَأَنَّ أَهْلَ النَّارِ اسْتَبْدَلُوا الْخَيْرَ بِالشَّرِّ وَالْجَيِّدَ بِالرَّدِيءِ وَالنَّعِيمَ بِالْعَذَابِ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى الْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ .
يُقَالُ : غَبَنْتُ فُلَانًا ؛ إِذَا بَايَعْتُهُ أَوْ شَارَيْتُهُ فَكَانَ النَّقْصُ عَلَيْهِ وَالْغَلَبَةُ ، كَذَا قَالَ الْمُفَسِّرُونَ ، فَالْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ أَهْلَهُ وَمَنَازِلَهُ فِي الْجَنَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ أَيْ مَنْ وَقَعَ مِنْهُ التَّصْدِيقُ مَعَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ اسْتَحَقَّ تَكْفِيرَ سَيِّئَاتِهِ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ يُكَفِّرْ وَيُدْخِلْهُ بِالتَّحْتِيَّةِ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ فِيهِمَا ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا عَلَى أَنَّهَا حَالٌ مُقَدَّرَةٌ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنَ التَّكْفِيرِ وَالْإِدْخَالِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9الْفَوْزُ الْعَظِيمُ أَيِ الظَّفَرُ الَّذِي لَا يُسَاوِيهِ ظَفَرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29035_30539وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ الْمُرَادُ بِالْآيَاتِ إِمَّا التَّنْزِيلِيَّةُ أَوْ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْهَا ، ذَكَرَ
[ ص: 1498 ] سُبْحَانَهُ حَالَ السُّعَدَاءِ وَحَالَ الْأَشْقِيَاءِ هَاهُنَا لِبَيَانِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ التَّغَابُنِ ، وَأَنَّهُ سَيَكُونُ بِسَبَبِ التَّكْفِيرِ وَإِدْخَالِ الْجَنَّةِ لِلطَّائِفَةِ الْأُولَى ، وَبِسَبَبِ إِدْخَالِ الطَّائِفَةِ الثَّانِيَةِ النَّارَ وَخُلُودِهِمْ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29035_30455مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أَيْ مَا أَصَابَ كُلَّ أَحَدٍ مِنْ مُصِيبَةٍ مِنَ الْمَصَائِبِ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، أَيْ : بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، أَيْ : بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : إِلَّا بِعِلْمِ اللَّهِ .
قِيلَ : وَسَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّ الْكُفَّارَ قَالُوا : لَوْ كَانَ مَا عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ حَقًّا لَصَانَهُمُ اللَّهُ عَنِ الْمَصَائِبِ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ أَيْ مَنْ يُصَدِّقُ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ يَهْدِ قَلْبَهُ لِلصَّبْرِ وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ : يَهْدِ قَلْبَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ فَيُسَلِّمُ لِقَضَائِهِ وَيَسْتَرْجِعُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَهْدِ قَلْبَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ فَيَقُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [ الْبَقَرَةِ : 156 ] وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ هُوَ إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ ، وَإِذَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ شَكَرَ ، وَإِذَا ظَلَمَ غَفَرَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ يَهْدِ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ ، أَيْ : يَهْدِهِ اللَّهُ ، وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَابْنُ هُرْمُزَ ،
وَالْأَزْرَقُ " نَهْدِ " بِالنُّونِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16871مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ،
وَعِكْرِمَةُ " يَهْدَأْ " بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَرَفْعِ " قَلْبُهُ " ، أَيْ : يَطْمَئِنُّ وَيَسْكُنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ أَيْ بَلِيغُ الْعِلْمِ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ خَافِيَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ أَيْ هَوِّنُوا عَلَى أَنْفُسِكُمُ الْمَصَائِبَ وَاشْتَغِلُوا
nindex.php?page=treesubj&link=30491_28750بِطَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَيْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الطَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرَ ذَلِكَ وَقَدْ فَعَلَ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ فَلَا بَأْسَ عَلَى الرَّسُولِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا تَعْلِيلٌ لِلْجَوَابِ الْمَحْذُوفِ .
ثُمَّ أَرْشَدَ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28656_19649التَّوْحِيدِ وَالتَّوَكُّلِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَيْ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعُبُودِيَّةِ دُونَ غَيْرِهِ فَوَحِّدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ أَيْ يُفَوِّضُوا أُمُورَهُمْ إِلَيْهِ وَيَعْتَمِدُوا عَلَيْهِ ، لَا عَلَى غَيْرِهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021648عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي " زَعَمُوا " ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَنَّهُ كَرِهَ " زَعَمُوا " .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يَوْمُ التَّغَابُنِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30291أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ قَالَ : غَبَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ قَالَ : هِيَ الْمُصِيبَاتُ تُصِيبُ الرَّجُلَ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَيُسَلِّمُ لَهَا وَيَرْضَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يَهْدِ قَلْبَهُ قَالَ : يَعْنِي يَهْدِ قَلْبَهُ لِلْيَقِينِ فَيَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ .