وقيل هي مكية بلا خلاف .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت سورة القارعة بمكة .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وما أدراك ما القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فهو في عيشة راضية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية nindex.php?page=treesubj&link=30291_29072القارعة من أسماء القيامة ، لأنها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء الله بالعذاب ، والعرب تقول : قرعتهم القارعة : إذا وقع بهم أمر فظيع .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12572ابن أحمر :
وقارعة من الأيام لولا سبيلهم لراحت عنك حينا
وقال آخر :
متى نقرع بمروءتكم نسؤكم ولم يوقد لنا في القدر نار
والقارعة مبتدأ وخبرها قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة وبالرفع قرأ الجمهور ، وقرأ
عيسى بنصبها على تقدير : احذروا القارعة ،
[ ص: 1650 ] والاستفهام للتعظيم والتفخيم لشأنها ، كما تقدم بيانه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة [ الحاقة : 1 - 3 ] وقيل معنى الكلام على التحذير .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : والعرب تحذر وتغري بالرفع كالنصب ، وأنشد قول الشاعر :
لجديرون بالوفاء إذا قال أخو النجدة السلاح السلاح
والحمل على معنى التفخيم والتعظيم أولى ، ويؤيده وضع الظاهر موضع الضمير ، فإنه أدل على هذا المعنى .
ويؤيده أيضا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وما أدراك ما القارعة فإنه تأكيد لشدة هولها ومزيد فظاعتها حتى كأنها خارجة عن دائرة علوم الخلق بحيث لا تنالها دراية أحد منهم ، وما الاستفهامية مبتدأ ، وأدراك خبرها وما القارعة مبتدأ وخبر ، والجملة في محل نصب على أنها المفعول الثاني ، والمعنى : وأي شيء أعلمك ما شأن القارعة ؟ .
ثم بين سبحانه متى تكون القارعة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وانتصاب الظرف بفعل محذوف تدل عليه القارعة : أي تقرعهم يوم يكون الناس إلخ ، ويجوز أن يكون منصوبا بتقدير اذكر .
وقال
ابن عطية ،
ومكي ،
وأبو البقاء : هو منصوب بنفس القارعة ، وقيل هو خبر مبتدأ محذوف وإنما التقدير : ستأتيكم القارعة يوم يكون ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي برفع " يوم " على الخبرية للمبتدأ المقدر .
والفراش : الطير الذي تراه يتساقط في النار والسراج والواحدة فراشة ، كذا قال
أبو عبيدة وغيره .
قال
الفراء : الفراش هو الطائر من بعوض وغيره ، ومنه الجراد .
قال وبه يضرب المثل في الطيش والهوج ، يقال : أطيش من فراشة وأنشد :
فراشة الحلم فرعون العذاب وإن يطلب نداه فكلب دونه كلب
وقول آخر :
وقد كان أقوام رددت حلومهم عليهم وكانوا كالفراش من الجهل
والمراد بالمبثوث : المتفرق المنتشر ، يقال : بثه : إذا فرقه ، ومثل هذا قوله سبحانه في آية أخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7كأنهم جراد منتشر [ القمر : 7 ] وقال " المبثوث " ولم يقل " المبثوثة " ؛ لأن الكل جائز كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20أعجاز نخل منقعر [ القمر : 20 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أعجاز نخل خاوية [ الحاقة : 7 ] وقد تقدم بيان وجه ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش أي كالصوف الملون بالألوان المختلفة الذي نفش بالندف ، والعهن عند أهل اللغة : الصوف المصبوغ بالألوان المختلفة ، وقد تقدم بيان هذا في سورة سأل سائل وقد ورد في الكتاب العزيز أوصاف للجبال يوم القيامة ، وقد قدمنا بيان الجمع بينها .
ثم ذكر سبحانه
nindex.php?page=treesubj&link=28766أحوال الناس وتفرقهم فريقين على جهة الإجمال فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فهو في عيشة راضية قد تقدم القول في الميزان في سورة الأعراف وسورة الكهف وسورة الأنبياء .
وقد اختلف فيها هنا ، فقيل هي جمع موزون ، وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله ، وبه قال
الفراء وغيره ، وقيل هي جمع ميزان ، وهو الآلة التي توضع فيها صحائف الأعمال ، وعبر عنه بلفظ الجمع ، كما يقال لكل حادثة ميزان ، وقيل المراد بالموازين الحجج والدلائل ، كما في قول الشاعر :
لقد كنت قبل لقائكم ذا مرة عندي لكل مخاصم ميزانه
ومعنى عيشة راضية : مرضية يرضاها صاحبها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أي ذات رضا يرضاها صاحبها ، وقيل عيشة راضية : أي فاعلة للرضا ، وهو اللين والانقياد لأهلها .
والعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه أي رجحت سيئاته على حسناته أو لم تكن له حسنات يعتد بها
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية أي فمسكنه جهنم ، وسماها أمه ؛ لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أمه ،
nindex.php?page=treesubj&link=30428والهاوية من أسماء جهنم ، وسميت هاوية ؛ لأنه يهوي فيها مع بعد قعرها ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت :
فالأرض معقلنا وكانت أمنا فيها مقابرنا وفيها نولد
وقول الآخر :
يا عمرو لو نالتك أرماحنا كنت كمن تهوي به الهاوية
والمهوى والمهواة : ما بين الجبلين ، وتهاوى القوم في المهواة : إذا سقط بعضهم في إثر بعض .
قال
قتادة : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية : فمصيره إلى النار .
قال
عكرمة : لأنه يهوي فيها على أم رأسه .
قال
الأخفش : أمه مستقرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه هذا الاستفهام للتهويل والتفظيع بيان أنها خارجة عن المعهود بحيث لا تحيط بها علوم البشر ولا تدري كنهها .
ثم بينها سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية أي قد انتهى حرها وبلغ في الشدة إلى الغاية وارتفاع " نار " على أنها خبر مبتدأ محذوف : أي هي نار حامية .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : القارعة من أسماء يوم القيامة .
وأخرج
ابن المنذر عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية قال : كقوله هوت أمه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
عكرمة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية قال : أم رأسه هاوية في جهنم .
وأخرج
ابن مردويه عن
أنس قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003584إذا مات المؤمن تلقته أرواح المؤمنين يسألونه ما فعل فلان ما فعلت فلانة ؟ فإذا كان مات ولم يأتهم قالوا خولف به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم وبئست المربية وأخرج
ابن مردويه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك من حديث
أبي أيوب نحوه أيضا .
وَقِيلَ هِيَ مَكِّيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ سُورَةُ الْقَارِعَةِ بِمَكَّةَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=30291_29072الْقَارِعَةُ مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ ، لِأَنَّهَا تَقْرَعُ الْقُلُوبَ بِالْفَزَعِ وَتَقْرَعُ أَعْدَاءَ اللَّهِ بِالْعَذَابِ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : قَرَّعَتْهُمُ الْقَارِعَةُ : إِذَا وَقَعَ بِهِمْ أَمْرٌ فَظِيعٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12572ابْنُ أَحْمَرَ :
وَقَارِعَةٌ مِنَ الْأَيَّامِ لَوْلَا سَبِيلُهُمْ لَرَاحَتْ عَنْكَ حِينًا
وَقَالَ آخَرُ :
مَتَّى نَقْرَعْ بِمُرُوءَتِكُمْ نَسُؤْكُمْ وَلَمْ يُوقَدْ لَنَا فِي الْقِدْرِ نَارُ
وَالْقَارِعَةَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ وَبِالرَّفْعِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ ، وَقَرَأَ
عِيسَى بِنَصْبِهَا عَلَى تَقْدِيرِ : احْذَرُوا الْقَارِعَةَ ،
[ ص: 1650 ] وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّعْظِيمِ وَالتَّفْخِيمِ لِشَأْنِهَا ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ [ الْحَاقَّةِ : 1 - 3 ] وَقِيلَ مَعْنَى الْكَلَامِ عَلَى التَّحْذِيرِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَالْعَرَبُ تُحَذِّرُ وَتُغْرِي بِالرَّفْعِ كَالنَّصْبِ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
لَجَدِيرُونَ بِالْوَفَاءِ إِذَا قَالَ أَخُو النَّجْدَةِ السِّلَاحُ السِّلَاحُ
وَالْحَمْلُ عَلَى مَعْنَى التَّفْخِيمِ وَالتَّعْظِيمِ أَوْلَى ، وَيُؤَيِّدُهُ وَضْعُ الظَّاهِرِ مَوْضِعَ الضَّمِيرِ ، فَإِنَّهُ أَدَلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى .
وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ فَإِنَّهُ تَأْكِيدٌ لِشَدَّةِ هَوْلِهَا وَمَزِيدِ فَظَاعَتِهَا حَتَّى كَأَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنْ دَائِرَةِ عُلُومِ الْخَلْقِ بِحَيْثُ لَا تَنَالُهَا دِرَايَةُ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، وَمَا الِاسْتِفْهَامِيَّةُ مُبْتَدَأٌ ، وَأَدْرَاكَ خَبَرُهَا وَمَا الْقَارِعَةُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا الْمَفْعُولُ الثَّانِي ، وَالْمَعْنَى : وَأَيُّ شَيْءٍ أَعْلَمَكَ مَا شَأْنُ الْقَارِعَةِ ؟ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَتَّى تَكُونُ الْقَارِعَةُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَانْتِصَابُ الظَّرْفِ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَدُلُّ عَلَيْهِ الْقَارِعَةُ : أَيْ تُقَرِّعُهُمْ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ إِلَخْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِتَقْدِيرِ اذْكُرْ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ ،
وَمَكِّيٌّ ،
وَأَبُو الْبَقَاءِ : هُوَ مَنْصُوبٌ بِنَفْسِ الْقَارِعَةِ ، وَقِيلَ هُوَ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَإِنَّمَا التَّقْدِيرُ : سَتَأْتِيكُمُ الْقَارِعَةُ يَوْمُ يَكُونُ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِرَفْعِ " يَوْمُ " عَلَى الْخَبَرِيَّةِ لِلْمُبْتَدَأِ الْمُقَدَّرِ .
وَالْفَرَاشُ : الطَّيْرُ الَّذِي تَرَاهُ يَتَسَاقَطُ فِي النَّارِ وَالسِّرَاجِ وَالْوَاحِدَةُ فَرَاشَةٌ ، كَذَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْفَرَاشُ هُوَ الطَّائِرُ مِنْ بَعُوضٍ وَغَيْرِهِ ، وَمِنْهُ الْجَرَادُ .
قَالَ وَبِهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ فِي الطَّيْشِ وَالْهَوَجِ ، يُقَالُ : أَطْيَشُ مِنْ فَرَاشَةٍ وَأَنْشَدَ :
فَرَاشَةُ الْحِلْمِ فِرْعَوْنُ الْعَذَابِ وَإِنْ يُطْلَبْ نَدَاهُ فَكَلْبٌ دُونَهُ كَلْبُ
وَقَوْلٌ آخَرُ :
وَقَدْ كَانَ أَقْوَامٌ رُدِّدَتْ حُلُومُهُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانُوا كَالْفَرَاشِ مِنَ الْجَهْلِ
وَالْمُرَادُ بِالْمَبْثُوثِ : الْمُتَفَرِّقُ الْمُنْتَشِرُ ، يُقَالُ : بَثَّهُ : إِذَا فَرَّقَهُ ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ [ الْقَمَرِ : 7 ] وَقَالَ " الْمَبْثُوثِ " وَلَمْ يَقُلِ " الْمَبْثُوثَةِ " ؛ لِأَنَّ الْكُلَّ جَائِزٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [ الْقَمَرِ : 20 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [ الْحَاقَّةِ : 7 ] وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ وَجْهِ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ أَيْ كَالصُّوفِ الْمُلَوَّنِ بِالْأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ الَّذِي نُفِشَ بِالنَّدْفِ ، وَالْعِهْنُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ : الصُّوفُ الْمَصْبُوغُ بِالْأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ هَذَا فِي سُورَةِ سَأَلَ سَائِلٌ وَقَدْ وَرَدَ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ أَوْصَافٌ لِلْجِبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا بَيَانَ الْجَمْعِ بَيْنَهَا .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28766أَحْوَالَ النَّاسِ وَتَفَرُّقَهُمْ فَرِيقَيْنِ عَلَى جِهَةِ الْإِجْمَالِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ قَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي الْمِيزَانِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَسُورَةِ الْكَهْفِ وَسُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهَا هُنَا ، فَقِيلَ هِيَ جَمْعٌ مَوْزُونٌ ، وَهُوَ الْعَمَلُ الَّذِي لَهُ وَزْنٌ وَخَطَرٌ عِنْدَ اللَّهِ ، وَبِهِ قَالَ
الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ ، وَقِيلَ هِيَ جَمْعُ مِيزَانٍ ، وَهُوَ الْآلَةُ الَّتِي تُوضَعُ فِيهَا صَحَائِفُ الْأَعْمَالِ ، وَعَبَّرَ عَنْهُ بِلَفْظِ الْجَمْعِ ، كَمَا يُقَالُ لِكُلِّ حَادِثَةٍ مِيزَانٌ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْمَوَازِينِ الْحُجَجُ وَالدَّلَائِلُ ، كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
لَقَدْ كُنْتُ قَبْلَ لِقَائِكُمْ ذَا مَرَّةٍ عِنْدِي لِكُلِّ مُخَاصِمٍ مِيزَانُهُ
وَمَعْنَى عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ : مَرَضِيَّةٌ يَرْضَاهَا صَاحِبُهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَيْ ذَاتِ رِضًا يَرْضَاهَا صَاحِبُهَا ، وَقِيلَ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ : أَيْ فَاعِلَةٍ لِلرِّضَا ، وَهُوَ اللِّينُ وَالِانْقِيَادُ لِأَهْلِهَا .
وَالْعِيشَةُ كَلِمَةٌ تَجْمَعُ النِّعَمَ الَّتِي فِي الْجَنَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ أَيْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ أَوْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ يَعْتَدُّ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ أَيْ فَمَسْكَنُهُ جَهَنَّمُ ، وَسَمَّاهَا أُمَّهُ ؛ لِأَنَّهُ يَأْوِي إِلَيْهَا كَمَا يَأْوِي إِلَى أُمِّهِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30428وَالْهَاوِيَةُ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ ، وَسُمِّيَتْ هَاوِيَةً ؛ لِأَنَّهُ يَهْوِي فِيهَا مَعَ بُعْدِ قَعْرِهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ :
فَالْأَرْضُ مَعْقِلُنَا وَكَانَتْ أُمَّنَا فِيهَا مَقَابِرُنَا وَفِيهَا نُولَدُ
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
يَا عَمْرُو لَوْ نَالَتْكَ أَرْمَاحُنَا كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِي بِهِ الْهَاوِيَةْ
وَالْمَهْوَى وَالْمَهْوَاةُ : مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ ، وَتَهَاوَى الْقَوْمُ فِي الْمَهْوَاةِ : إِذَا سَقَطَ بَعْضُهُمْ فِي إِثْرِ بَعْضٍ .
قَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ : فَمَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ .
قَالَ
عِكْرِمَةُ : لِأَنَّهُ يَهْوِي فِيهَا عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : أُمُّهُ مُسْتَقِرَّةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ هَذَا الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّهْوِيلِ وَالتَّفْظِيعِ بَيَانُ أَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنِ الْمَعْهُودِ بِحَيْثُ لَا تُحِيطُ بِهَا عُلُومُ الْبَشَرِ وَلَا تَدْرِي كُنْهَهَا .
ثُمَّ بَيَّنَهَا سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ أَيْ قَدِ انْتَهَى حَرُّهَا وَبَلَغَ فِي الشِّدَّةِ إِلَى الْغَايَةِ وَارْتِفَاعُ " نَارٌ " عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ هِيَ نَارٌ حَامِيَةٌ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْقَارِعَةُ مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ قَالَ : كَقَوْلِهِ هَوَتْ أُمُّهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ قَالَ : أُمُّ رَأْسِهِ هَاوِيَةٌ فِي جَهَنَّمَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003584إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ تَلَقَّتْهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُونَهُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ ؟ فَإِذَا كَانَ مَاتَ وَلَمْ يَأْتِهِمْ قَالُوا خُولِفَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ، فَبِئْسَتِ الْأُمُّ وَبِئْسَتِ الْمُرَبِّيَةُ وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=50أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي أَيُّوبَ نَحْوَهُ أَيْضًا .