وهي مكية .
قال
القرطبي : في قول الجميع .
وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت سورة الجن بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
عائشة وابن الزبير مثله .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29042_29294قل أوحي إلي قرأ الجمهور أوحي رباعيا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة ،
وابن إياس ،
والعتكي عن
أبي عمرو " وحي " ثلاثيا ، وهما لغتان .
واختلف هل رآهم النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يرهم ؟ فظاهر القرآن أنه لم يرهم ؛ لأن المعنى : قل يا
محمد لأمتك أوحي إلي على لسان
جبريل nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أنه استمع نفر من الجن ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم .
قال
عكرمة : والسورة التي كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق [ أي سورة العلق ] وقد تقدم في سورة الأحقاف ذكر ما يفيد زيادة في هذا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أنه استمع نفر من الجن هذا هو القائم مقام الفاعل ، ولهذا فتحت أن ، والضمير للشأن ، وعند الكوفيين
والأخفش يجوز أن يكون القائم مقام الفاعل الجار والمجرور ، والنفر اسم للجماعة ما بين الثلاثة إلى العشرة .
قال
الضحاك : والجن ولد الجان وليسوا شياطين .
وقال
الحسن : إنهم ولد إبليس .
قيل هم أجسام عاقلة خفية تغلب عليهم النارية والهوائية ، وقيل نوع من الأرواح المجردة ، وقيل هي النفوس البشرية المفارقة لأبدانها .
وقد
nindex.php?page=treesubj&link=28796_28797_29294اختلف أهل العلم في دخول مؤمني الجن الجنة ، كما يدخل عصاتهم النار لقوله في سورة تبارك :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير [ الملك : 5 ] وقول الجن فيما سيأتي في هذه السورة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وغير ذلك من الآيات ، فقال
الحسن : يدخلون الجنة ، وقال
مجاهد : لا يدخلونها وإن صرفوا عن النار .
والأول أولى لقوله في سورة الرحمن :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=56لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان وفي سورة الرحمن آيات غير هذه تدل على ذلك فراجعها . وقد قدمنا أن الحق أنه لم يرسل الله إليهم رسلا منهم ، بل الرسل جميعا من الإنس ، وإن أشعر قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71ألم يأتكم رسل منكم [ الزمر : 71 ] بخلاف هذا فهو مدفوع الظاهر بآيات كثيرة في الكتاب العزيز دالة على أن الله سبحانه لم يرسل الرسل إلا من بني
آدم ، وهذه الأبحاث الكلام فيها يطول . والمراد الإشارة بأخصر عبارة
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29042_29294فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا أي قالوا لقومهم لما رجعوا إليهم : أي سمعنا كلاما مقروءا عجبا في فصاحته وبلاغته ، وقيل عجبا في مواعظه ، وقيل في بركته ، وعجبا مصدر وصف به للمبالغة ، أو على حذف المضاف : أي ذا عجب أو المصدر بمعنى اسم الفاعل : أي معجبا .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يهدي إلى الرشد أي إلى مراشد الأمور ، وهي الحق والصواب ، وقيل إلى معرفة الله . والجملة صفة أخرى للقرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فآمنا به أي صدقنا به بأنه من عند الله
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2ولن نشرك بربنا أحدا من خلقه ولا نتخذ معه إلها آخر ؛ لأنه المتفرد بالربوبية ، وفي هذا توبيخ للكفار من بني آدم حيث آمنت الجن بسماع القرآن مرة واحدة وانتفعوا بسماع آيات يسيرة منه وأدركوا بعقولهم أنه كلام الله وآمنوا به ولم ينتفع كفار الإنس لا سيما رؤساؤهم وعظماؤهم بسماعه مرات متعددة وتلاوته عليهم في أوقات مختلفة مع كون الرسول منهم يتلوه عليهم بلسانهم لا جرم صرعهم الله أذل
[ ص: 1538 ] مصرع وقتلهم أقبح مقتل ، ولعذاب الآخرة أشد لو كانوا يعلمون .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا قرأه
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وابن عامر ،
وحفص ،
وعلقمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وخلف ،
والسلمي nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى بفتح أن ، وكذا قرءوا فيما بعدها مما هو معطوف عليها ، وذلك أحد عشر موضعا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وأنه لما قام عبد الله وقرأ الباقون بالكسر في هذه المواضع كلها إلا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن المساجد لله فإنهم اتفقوا على الفتح ، أما من قرأ بالفتح في هذه المواضع ، فعلى العطف على محل الجار والمجرور في
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فآمنا به كأنه قيل فصدقناه وصدقنا أنه تعالى جد ربنا إلخ ، وأما من قرأ بالكسر في هذه المواضع فعلى العطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إنا سمعنا : فقالوا : إنا سمعنا قرآنا ، وقالوا إنه تعالى جد ربنا إلى آخره .
واختار
أبو حاتم ،
وأبو عبيد قراءة الكسر لأنه كله من كلام الجن ومما هو محكي عنهم بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1فقالوا إنا سمعنا .
وقرأ
أبو جعفر ،
وشعبة بالفتح في ثلاثة مواضع ، وهي :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وأنه كان يقول سفيهنا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس
قالا : لأنه من الوحي ، وكسرا ما بقي ؛ لأنه من كلام الجن .
وقرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وأنه لما قام عبد الله بالفتح لأنه معطوف على قوله : أنه استمع .
وقرأ
نافع ،
وابن عامر ،
وشيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش ،
وأبو بكر ،
والمفضل ، عن
عاصم بالكسر في هذا الموضع عطفا على
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فآمنا به بذلك التقدير السابق ، واتفقوا على الفتح في
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أنه استمع كما اتفقوا على الفتح في أن المساجد وفي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16لو استقاموا واتفقوا على الكسر في
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1فقالوا إنا سمعنا و
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قل إنما أدعو ربي و
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قل إن أدري و
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قل إني لا أملك لكم .
والجد عند أهل اللغة العظمة والجلال ، يقال جد في عيني : أي عظم ، فالمعنى : ارتفع عظمة ربنا وجلاله ، وبه قال
عكرمة ،
ومجاهد .
وقال
الحسن : المراد تعالى غناه ، ومنه قيل للحظ جد ، ورجل مجدود : أي محظوظ وفي الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021700ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال
أبو عبيد والخليل : أي لا ينفع ذا الغنى منك الغنى : أي إنما تنفعه الطاعة ، وقال
القرطبي ،
والضحاك : جده : آلاؤه ونعمه على خلقه .
وقال
أبو عبيدة ،
والأخفش : ملكه وسلطانه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أمره .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا أي تعالى ربنا ، وقيل جده قدرته .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11958محمد بن علي بن الحسين وابنه
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس : ليس لله جد ، وإنما قالته الجن للجهالة .
قرأ الجمهور جد بفتح الجيم ، وقرأ
عكرمة ،
وأبو حيوة ،
ومحمد بن السميفع بكسر الجيم ، وهو ضد الهزل ، وقرأ
أبو الأشهب جدي ربنا أي جدواه ومنفعته .
وروي عن
عكرمة أيضا أنه قرأ بتنوين ( جد ) ورفع ( ربنا ) على أنه بدل من ( جد )
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3ما اتخذ صاحبة ولا ولدا هذا بيان لتعالي جده سبحانه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تعالى جلال ربنا وعظمته عن أن يتخذ صاحبة أو ولدا ، وكأن الجن نبهوا بهذا على
nindex.php?page=treesubj&link=29705خطأ الكفار الذين ينسبون إلى الله الصاحبة والولد ، ونزهوا الله سبحانه عنهما
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29042وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا الضمير في أنه للحديث أو الأمر ، و ( سفيهنا ) يجوز أن يكون اسم كان ، و ( يقول ) الخبر ، ويجوز أن يكون ( سفيهنا ) فاعل يقول والجملة خبر كان ، واسمها ضمير يرجع إلى الحديث أو الأمر .
ويجوز أن تكون ( كان ) زائدة ، ومرادهم بسفيههم عصاتهم ومشركوهم .
وقال
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ،
وقتادة : أرادوا به إبليس ، والشطط : الغلو في الكفر .
وقال
أبو مالك : الجور ، وقال
الكلبي : الكذب ، وأصله البعد عن القصد ومجاوزة الحد .
ومنه قول الشاعر :
بأية حال حكموا فيك فاشتطوا وما ذاك إلا حيث يممك الوخط
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29042وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا أي إنا حسبنا أن الإنس والجن كانوا لا يكذبون على الله بأن له شريكا وصاحبة وولدا ، فلذلك صدقناهم في ذلك حتى سمعنا القرآن ، فعلمنا بطلان قولهم وبطلان ما كنا نظنه بهم من الصدق . وانتصاب كذبا على أنه مصدر مؤكد ل ( يقول ) لأن الكذب نوع من القول ، أو صفة لمصدر محذوف : أي قولا كذبا .
وقرأ
يعقوب ،
والجحدري ،
وابن أبي إسحاق " أن لن تقول " من التقول ، فيكون على هذه القراءة كذبا مفعول به .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29042وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن قال
الحسن ،
وابن زيد وغيرهما : كان العرب إذا نزل الرجل بواد قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه . فيبيت في جواره حتى يصبح ، فنزلت هذه الآية .
قال
مقاتل : كان
nindex.php?page=treesubj&link=34020_33084أول من تعوذ بالجن قوم من
أهل اليمن ، ثم من
بني حنيفة ، ثم فشا ذلك في العرب ، فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فزادوهم رهقا أي زاد رجال الجن من تعوذ بهم من رجال الإنس رهقا : أي سفها وطغيانا ، أي تكبرا وعتوا ، أو زاد المستعيذون من رجال الإنس من استعاذوا بهم من رجال الجن رهقا ؛ لأن المستعاذ بهم كانوا يقولون سدنا الجن والإنس .
وبالأول قال
مجاهد ،
وقتادة ، وبالثاني قال
أبو العالية ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ،
وابن زيد .
والرهق في كلام العرب : الإثم وغشيان المحارم ، ورجل رهق : إذا كان كذلك ، ومنه قوله ترهقهم ذلة [ يونس : 27 ] أي تغشاهم ، ومنه قول
الأعشى :
لا شيء ينفعني من دون رؤيتها هل يشتفي عاشق ما لم يصب رهقا
يعني إثما .
وقيل الرهق : الخوف أي : أن الجن زادت الإنس بهذا التعوذ بهم خوفا منهم ، وقيل كان الرجل من الإنس يقول : أعوذ بفلان من سادات العرب من جن هذا الوادي ، ويؤيد هذا ما قيل من أن لفظ رجال لا يطلق على الجن ، فيكون قوله برجال وصفا لمن يستعيذون به من رجال الإنس : أي يعوذون بهم من شر الجن ، وهذا فيه بعد ، وإطلاق لفظ رجال على الجن على تسليم عدم صحته لغة لا مانع من إطلاقه عليهم هنا من باب المشاكلة .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29042_28760وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا هذا من قول الجن للإنس : أي وإن الجن ظنوا كما ظننتم أيها الإنس أنه لا بعث .
وقيل المعنى : وإن الإنس ظنوا كما ظننتم أيها الجن ،
[ ص: 1539 ] والمعنى : أنهم لا يؤمنون بالبعث كما أنكم لا تؤمنون .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وأنا لمسنا السماء هذا من قول الجن أيضا : أي طلبنا خبرا كما به جرت عادتنا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8فوجدناها ملئت حرسا من الملائكة يحرسونها عن استراق السمع ، والحرس جمع حارس ، و شديدا صفة ل حرسا : أي قويا وشهبا جمع شهاب ، وهو الشعلة المقتبسة من نار الكوكب كما تقدم بيانه في تفسير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وجعلناها رجوما للشياطين [ الملك : 5 ] ومحل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8ملئت حرسا شديدا النصب على أنه ثاني مفعولي وجدنا ؛ لأنه يتعدى إلى مفعولين ، ويجوز أن يكون متعديا إلى مفعول واحد ، فيكون محل الجملة النصب على الحال بتقدير قد ، وحرسا منصوب على التمييز ، ووصفه بالمفرد اعتبارا باللفظ ، كما يقال السلف الصالح : أي الصالحين .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع أي وأنا كنا معشر الجن قبل هذا نقعد من السماء مقاعد للسمع ، أي مواضع نقعد في مثلها لاستماع الأخبار من السماء و للسمع أي مقاعد كائنة للسمع ، والمقاعد جمع مقعد ، اسم مكان ، وذلك أن مردة الجن كانوا يفعلون ذلك ليسمعوا من الملائكة أخبار السماء فيلقونها إلى الكهنة ، فحرسها الله سبحانه ببعثه رسوله صلى الله عليه وسلم بالشهب المحرقة ، وهو معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا أي أرصد له ليرمى به ، أو لأجله لمنعه من السماع ، وقوله : الآن هو ظرف للحال واستعير للاستقبال ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9رصدا على أنه صفة ل شهابا أو مفعول له ، وهو مفرد ويجوز أن يكون اسم جمع كالحرس .
وقد اختلفوا
nindex.php?page=treesubj&link=32436_28796هل كانت الشياطين ترمى بالشهاب قبل المبعث أم لا ؟ فقال قوم : لم يكن ذلك .
وحكى
الواحدي عن
معمر قال : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=12300للزهري : أكان يرمى بالنجوم في الجاهلية ؟ قال نعم ، قلت : أفرأيت قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وأنا كنا نقعد منها الآية ، قال : غلظت وشدد أمرها حين بعث
محمد صلى الله عليه وسلم .
قال
ابن قتيبة : إن الرجم قد كان قبل مبعثه ، ولكنه لم يكن مثله في شدة الحراسة بعد مبعثه ، وكانوا يسترقون في بعض الأحوال ، فلما بعث منعوا من ذلك أصلا .
وقال
عبد الملك بن سابور : لم تكن السماء تحرس في الفترة بين
عيسى ومحمد ، فلما بعث
محمد صلى الله عليه وسلم حرست السماء ، ورميت الشياطين بالشهب ، ومنعت من الدنو إلى السماء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17193نافع بن جبير : كانت الشياطين في الفترة تسمع فلا ترمى ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رميت بالشهب ، وقد تقدم البحث عن هذا .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29042وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا أي لا ندري أشر أريد بأهل الأرض بسبب هذه الحراسة للسماء ، أم أراد بهم ربهم رشدا : أي خيرا .
قال
ابن زيد : قال إبليس : لا ندري أراد الله بهذا المنع أن ينزل على أهل الأرض عذابا أو يرسل إليهم رسولا ، وارتفاع أشر على الاشتغال ، أو على الابتداء وخبره ما بعده ، والأول أولى ، والجملة سادة مسد مفعولي " ندري " والأولى أن هذا من قول الجن فيما بينهم وليس من قول إبليس كما قال
ابن زيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وأنا منا الصالحون أي قال بعض لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان
بمحمد صلى الله عليه وسلم : وأنا كنا قبل استماع القرآن منا الموصوفون بالصلاح
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11ومنا دون ذلك أي قوم دون ذلك : أي دون الموصوفين بالصلاح ، وقيل أراد بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11الصالحون المؤمنين ، وبمن هم دون ذلك الكافرين ، والأول أولى ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11كنا طرائق قددا أي جماعات متفرقة وأصنافا مختلفة ، والقدة : القطعة من الشيء ، وصار القوم قددا : إذا تفرقت أحوالهم ، ومنه قول الشاعر :
القابض الباسط الهادي لطاعته في فتنة الناس إذ أهواؤهم قدد
والمعنى : كنا ذوي طرائق قدد ، أو كانت طرائقنا طرائق قددا ، أو كنا مثل طرائق قددا ، ومن هذا قول
لبيد :
لم تبلغ العين كل نهمتها يوم تمشي الجياد بالقدد
وقوله أيضا :
ولقد قلت وزيد حاسر يوم ولت خيل عمرو قددا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
والضحاك : أديانا مختلفة ، وقال
قتادة : أهواء متباينة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : كانوا مسلمين
ويهودا ونصارى ومجوسا ، وكذا قال
مجاهد .
قال
الحسن : الجن أمثالكم
قدرية ومرجئة ورافضة وشيعة ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29042وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض الظن هنا بمعنى العلم واليقين : أي وإنا علمنا أن الشأن لن نعجز الله في الأرض أينما كنا فيها ، ولن نفوته إن أراد بنا أمرا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12ولن نعجزه هربا أي هاربين منها ، فهو مصدر في موضع الحال .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وأنا لما سمعنا الهدى يعنون القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13آمنا به وصدقنا أنه من عند الله ولم نكذب به كما كذبت به كفرة الإنس
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29042_29680_29294فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا أي لا يخاف نقصا في عمله وثوابه ، ولا ظلما ومكروها يغشاه ، والبخس النقصان ، والرهق العدوان والظغيان ، والمعنى : لا يخاف أن ينقص من حسناته ولا أن يزاد في سيئاته ، وقد تقدم تحقيق الرهق قريبا .
قرأ الجمهور بخسا بسكون الخاء .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب بفتحها .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ( فلا يخف ) جزما على جواب الشرط ، ولا وجه لهذا بعد دخول الفاء .
والتقدير : فهو لا يخاف ، والأمر ظاهر .
وقد أخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وغيرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021701انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم ، فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، وأرسلت علينا الشهب ، قالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها لتعرفوا ما هذا الأمر الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له قالوا : هذا والله الذي حال [ ص: 1540 ] بينكم وبين خبر السماء ، فهناك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إنا سمعنا قرآنا عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن وإنما أوحي إليه قول الجن .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن قال : كانوا من
nindex.php?page=treesubj&link=30461جن نصيبين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وأنه تعالى جد ربنا قال : آلاؤه وعظمته .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : أمره وقدرته .
وأخرج
ابن مردويه ،
والديلمي قال
السيوطي بسند واه
عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري مرفوعا في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وأنه كان يقول سفيهنا قال : إبليس .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14798والعقيلي في الضعفاء
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وأبو الشيخ في العظمة
وابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر nindex.php?page=hadith&LINKID=1021703عن عكرمة بن أبي السائب الأنصاري قال : خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة ، وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، فآوانا المبيت إلى راعي غنم ، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم ، فوثب الراعي فقال : يا عامر الوادي أنا جارك ، فنادى مناد يا سرحان أرسله ، فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم وأنزل الله على رسوله بمكة nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فزادوهم رهقا قال : إثما .
وأخرج
ابن مردويه عنه قال : كان القوم في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا : نعوذ بسيد هذا الوادي من شر ما فيه ، فلا يكون بشيء أشد ولعا منه بهم ، ذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فزادوهم رهقا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي nindex.php?page=hadith&LINKID=1021704عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كانت الشياطين لهم مقاعد في السماء يسمعون فيها الوحي ، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا ، فأما الكلمة فتكون حقا ، وأما ما زادوا ، فيكون باطلا ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم ، فذكروا ذلك لإبليس ، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك ، فقال لهم : ما هذا إلا من أمر قد حدث في الأرض ، فبعث جنوده فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يصلي بين جبلين بمكة ، فأتوه فأخبروه ، فقال : هذا الحدث الذي حدث في الأرض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك يقول : منا المسلم ، ومنا المشرك ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11كنا طرائق قددا أهواء شتى .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال : لا يخاف نقصا من حسناته ولا زيادة في سيئاته .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ سُورَةُ الْجِنِّ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29042_29294قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ قَرَأَ الْجُمْهُورُ أُوحِيَ رُبَاعِيًّا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ،
وَابْنُ إِيَاسٍ ،
وَالْعَتَكِيُّ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو " وُحِيَ " ثُلَاثِيًّا ، وَهُمَا لُغَتَانِ .
وَاخْتُلِفَ هَلْ رَآهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَمْ يَرَهُمْ ؟ فَظَاهِرُ الْقُرْآنِ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُمْ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى : قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِأُمَّتِكَ أُوحِيَ إِلَيَّ عَلَى لِسَانِ
جِبْرِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمْ .
قَالَ
عِكْرِمَةُ : وَالسُّورَةُ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [ أَيْ سُورَةُ الْعَلَقِ ] وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ ذِكْرُ مَا يُفِيدُ زِيَادَةً فِي هَذَا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ هَذَا هُوَ الْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ ، وَلِهَذَا فُتِحَتْ أَنَّ ، وَالضَّمِيرُ لِلشَّأْنِ ، وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ
وَالْأَخْفَشِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْقَائِمُ مَقَامَ الْفَاعِلِ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ ، وَالنَّفَرُ اسْمٌ لِلْجَمَاعَةِ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : وَالْجِنُّ وَلَدُ الْجَانِّ وَلَيْسُوا شَيَاطِينَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : إِنَّهُمْ وَلَدُ إِبْلِيسَ .
قِيلَ هُمْ أَجْسَامٌ عَاقِلَةٌ خَفِيَّةٌ تَغْلِبُ عَلَيْهِمُ النَّارِيَّةُ وَالْهَوَائِيَّةُ ، وَقِيلَ نَوْعٌ مِنَ الْأَرْوَاحِ الْمُجَرَّدَةِ ، وَقِيلَ هِيَ النُّفُوسُ الْبَشَرِيَّةُ الْمُفَارِقَةُ لِأَبْدَانِهَا .
وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=28796_28797_29294اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي دُخُولِ مُؤْمِنِي الْجِنِّ الْجَنَّةَ ، كَمَا يَدْخُلُ عُصَاتُهُمُ النَّارَ لِقَوْلِهِ فِي سُورَةِ تَبَارَكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [ الْمُلْكِ : 5 ] وَقَوْلُ الْجِنِّ فِيمَا سَيَأْتِي فِي هَذِهِ السُّورَةِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=15وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ ، فَقَالَ
الْحَسَنُ : يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : لَا يَدْخُلُونَهَا وَإِنْ صُرِفُوا عَنِ النَّارِ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِقَوْلِهِ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=56لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ وَفِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ آيَاتٌ غَيْرُ هَذِهِ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فَرَاجِعْهَا . وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الْحَقَّ أَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ إِلَيْهِمْ رُسُلًا مِنْهُمْ ، بَلِ الرُّسُلُ جَمِيعًا مِنَ الْإِنْسِ ، وَإِنْ أَشْعَرَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [ الزُّمَرِ : 71 ] بِخِلَافِ هَذَا فَهُوَ مَدْفُوعُ الظَّاهِرِ بِآيَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ دَالَّةٍ عَلَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يُرْسِلِ الرُّسُلَ إِلَّا مِنْ بَنِي
آدَمَ ، وَهَذِهِ الْأَبْحَاثُ الْكَلَامُ فِيهَا يَطُولُ . وَالْمُرَادُ الْإِشَارَةُ بِأَخْصَرِ عِبَارَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29042_29294فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا أَيْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ لَمَّا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ : أَيْ سَمِعْنَا كَلَامًا مَقْرُوءًا عَجَبًا فِي فَصَاحَتِهِ وَبَلَاغَتِهِ ، وَقِيلَ عَجَبًا فِي مَوَاعِظِهِ ، وَقِيلَ فِي بَرَكَتِهِ ، وَعَجَبًا مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ لِلْمُبَالَغَةِ ، أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ : أَيْ ذَا عَجَبٍ أَوِ الْمَصْدَرِ بِمَعْنَى اسْمِ الْفَاعِلِ : أَيْ مُعْجَبًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ أَيْ إِلَى مَرَاشِدِ الْأُمُورِ ، وَهِيَ الْحَقُّ وَالصَّوَابُ ، وَقِيلَ إِلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ . وَالْجُمْلَةُ صِفَةٌ أُخْرَى لِلْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فَآمَنَّا بِهِ أَيْ صَدَّقْنَا بِهِ بِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهُ وَلَا نَتَّخِذُ مَعَهُ إِلَهًا آخَرَ ؛ لِأَنَّهُ الْمُتَفَرِّدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَفِي هَذَا تَوْبِيخٌ لِلْكُفَّارِ مِنْ بَنِي آدَمَ حَيْثُ آمَنَتِ الْجِنُّ بِسَمَاعِ الْقُرْآنِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَانْتَفَعُوا بِسَمَاعِ آيَاتٍ يَسِيرَةٍ مِنْهُ وَأَدْرَكُوا بِعُقُولِهِمْ أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَآمَنُوا بِهِ وَلَمْ يَنْتَفِعْ كُفَّارُ الْإِنْسِ لَا سِيَّمَا رُؤَسَاؤُهُمْ وَعُظَمَاؤُهُمْ بِسَمَاعِهِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً وَتِلَاوَتِهِ عَلَيْهِمْ فِي أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ مَعَ كَوْنِ الرَّسُولِ مِنْهُمْ يَتْلُوهُ عَلَيْهِمْ بِلِسَانِهِمْ لَا جَرَمَ صَرَعَهُمُ اللَّهُ أَذَلَّ
[ ص: 1538 ] مَصْرَعٍ وَقَتَلَهُمْ أَقْبَحَ مَقْتَلٍ ، وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا قَرَأَهُ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَحَفْصٌ ،
وَعَلْقَمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَخَلَفٌ ،
وَالسُّلَمِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى بِفَتْحِ أَنَّ ، وَكَذَا قَرَءُوا فِيمَا بَعْدَهَا مِمَّا هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَيْهَا ، وَذَلِكَ أَحَدَ عَشَرَ مَوْضِعًا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا إِلَّا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَإِنَّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَى الْفَتْحِ ، أَمَّا مَنْ قَرَأَ بِالْفَتْحِ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ ، فَعَلَى الْعَطْفِ عَلَى مَحَلِّ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فَآمَنَّا بِهِ كَأَنَّهُ قِيلَ فَصَدَّقْنَاهُ وَصَدَّقْنَا أَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا إِلَخْ ، وَأَمَّا مَنْ قَرَأَ بِالْكَسْرِ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ فَعَلَى الْعَطْفِ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إِنَّا سَمِعْنَا : فَقَالُوا : إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا ، وَقَالُوا إِنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا إِلَى آخِرِهِ .
وَاخْتَارَ
أَبُو حَاتِمٍ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ قِرَاءَةَ الْكَسْرِ لِأَنَّهُ كُلَّهُ مِنْ كَلَامِ الْجِنِّ وَمِمَّا هُوَ مَحْكِيٌّ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشُعْبَةُ بِالْفَتْحِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ ، وَهِيَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ
قَالَا : لِأَنَّهُ مِنَ الْوَحْيِ ، وَكَسَرَا مَا بَقِيَ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ كَلَامِ الْجِنِّ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بِالْفَتْحِ لِأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : أَنَّهُ اسْتَمَعَ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15916وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ ،
وَأَبُو بَكْرٍ ،
وَالْمُفَضَّلُ ، عَنْ
عَاصِمٍ بِالْكَسْرِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَطْفًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2فَآمَنَّا بِهِ بِذَلِكَ التَّقْدِيرِ السَّابِقِ ، وَاتَّفَقُوا عَلَى الْفَتْحِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أَنَّهُ اسْتَمَعَ كَمَا اتَّفَقُوا عَلَى الْفَتْحِ فِي أَنَّ الْمَسَاجِدَ وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16لَوِ اسْتَقَامُوا وَاتَّفَقُوا عَلَى الْكَسْرِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=20قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قُلْ إِنْ أَدْرِي وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ .
وَالْجَدُّ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ الْعَظَمَةُ وَالْجَلَالُ ، يُقَالُ جَدَّ فِي عَيْنِي : أَيُّ عَظُمَ ، فَالْمَعْنَى : ارْتَفَعَ عَظَمَةُ رَبِّنَا وَجَلَالُهُ ، وَبِهِ قَالَ
عِكْرِمَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْمُرَادُ تَعَالَى غِنَاهُ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَظِّ جَدٌّ ، وَرَجُلٌ مَجْدُودٌ : أَيْ مَحْظُوظٌ وَفِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021700وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَالْخَلِيلُ : أَيْ لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى مِنْكَ الْغِنَى : أَيْ إِنَّمَا تَنْفَعُهُ الطَّاعَةُ ، وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ : جَدُّهُ : آلَاؤُهُ وَنِعَمُهُ عَلَى خَلْقِهِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
وَالْأَخْفَشُ : مُلْكُهُ وَسُلْطَانُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أَمْرُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا أَيْ تَعَالَى رَبُّنَا ، وَقِيلَ جَدُّهُ قُدْرَتُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11958مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَابْنُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرٌ الصَّادِقُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : لَيْسَ لِلَّهِ جَدٌّ ، وَإِنَّمَا قَالَتْهُ الْجِنُّ لِلْجَهَالَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ جَدُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ ، وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّمَيْفَعِ بِكَسْرِ الْجِيمِ ، وَهُوَ ضِدُّ الْهَزْلِ ، وَقَرَأَ
أَبُو الْأَشْهَبِ جَدَّيْ رَبِّنَا أَيْ جَدْوَاهُ وَمَنْفَعَتُهُ .
وَرُوِيَ عَنْ
عِكْرِمَةَ أَيْضًا أَنَّهُ قَرَأَ بِتَنْوِينِ ( جَدُّ ) وَرَفْعِ ( رَبِّنَا ) عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ ( جَدُّ )
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا هَذَا بَيَانٌ لِتَعَالِي جَدِّهِ سُبْحَانَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : تَعَالَى جَلَالُ رَبِّنَا وَعَظَمَتُهُ عَنْ أَنْ يَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا ، وَكَأَنَّ الْجِنَّ نَبَّهُوا بِهَذَا عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29705خَطَأِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ يَنْسُبُونَ إِلَى اللَّهِ الصَّاحِبَةَ وَالْوَلَدَ ، وَنَزَّهُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَنْهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29042وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا الضَّمِيرُ فِي أَنَّهُ لِلْحَدِيثِ أَوِ الْأَمْرِ ، وَ ( سَفِيهُنَا ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمَ كَانَ ، وَ ( يَقُولُ ) الْخَبَرُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( سَفِيهُنَا ) فَاعِلَ يَقُولُ وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ كَانَ ، وَاسْمُهَا ضَمِيرٌ يَرْجِعُ إِلَى الْحَدِيثِ أَوِ الْأَمْرِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( كَانَ ) زَائِدَةً ، وَمُرَادُهُمْ بِسَفِيهِهِمْ عُصَاتُهُمْ وَمُشْرِكُوهُمْ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ ،
وَقَتَادَةُ : أَرَادُوا بِهِ إِبْلِيسَ ، وَالشَّطَطُ : الْغُلُوُّ فِي الْكُفْرِ .
وَقَالَ
أَبُو مَالِكٍ : الْجَوْرُ ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : الْكَذِبُ ، وَأَصْلُهُ الْبُعْدُ عَنِ الْقَصْدِ وَمُجَاوَزَةُ الْحَدِّ .
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
بِأَيَّةِ حَالٍ حُكِّمُوا فِيكَ فَاشْتَطُّوا وَمَا ذَاكَ إِلَّا حَيْثُ يَمَّمَكَ الْوَخْطُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29042وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَيْ إِنَّا حَسِبْنَا أَنَّ الْإِنْسَ وَالْجِنَّ كَانُوا لَا يَكْذِبُونَ عَلَى اللَّهِ بِأَنَّ لَهُ شَرِيكًا وَصَاحِبَةً وَوَلَدًا ، فَلِذَلِكَ صَدَّقْنَاهُمْ فِي ذَلِكَ حَتَّى سَمِعْنَا الْقُرْآنَ ، فَعَلِمْنَا بُطْلَانَ قَوْلِهِمْ وَبُطْلَانَ مَا كُنَّا نَظُنُّهُ بِهِمْ مِنَ الصِّدْقِ . وَانْتِصَابُ كَذِبًا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِ ( يَقُولُ ) لِأَنَّ الْكَذِبَ نَوْعٌ مِنَ الْقَوْلِ ، أَوْ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ قَوْلًا كَذِبًا .
وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ " أَنْ لَنْ تَقُولَ " مِنَ التَّقَوُّلِ ، فَيَكُونُ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ كَذِبًا مَفْعُولٌ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29042وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا : كَانَ الْعَرَبُ إِذَا نَزَلَ الرَّجُلُ بِوَادٍ قَالَ : أَعُوذُ بِسَيِّدِ هَذَا الْوَادِي مِنْ شَرِّ سُفَهَاءِ قَوْمِهِ . فَيَبِيتُ فِي جِوَارِهِ حَتَّى يُصْبِحَ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=34020_33084أَوَّلُ مَنْ تَعَوَّذَ بِالْجِنِّ قَوْمٌ مِنْ
أَهْلِ الْيَمَنِ ، ثُمَّ مِنْ
بَنِي حَنِيفَةَ ، ثُمَّ فَشَا ذَلِكَ فِي الْعَرَبِ ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ عَاذُوا بِاللَّهِ وَتَرَكُوهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فَزَادُوهُمْ رَهَقًا أَيْ زَادَ رِجَالُ الْجِنِّ مَنْ تَعَوَّذَ بِهِمْ مِنْ رِجَالِ الْإِنْسِ رَهَقًا : أَيْ سَفَهًا وَطُغْيَانًا ، أَيْ تَكَبُّرًا وَعُتُوًّا ، أَوْ زَادَ الْمُسْتَعِيذُونَ مِنْ رِجَالِ الْإِنْسِ مَنِ اسْتَعَاذُوا بِهِمْ مِنْ رِجَالِ الْجِنِّ رَهَقًا ؛ لِأَنَّ الْمُسْتَعَاذَ بِهِمْ كَانُوا يَقُولُونَ سُدْنَا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ .
وَبِالْأَوَّلِ قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ، وَبِالثَّانِي قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ ،
وَابْنُ زَيْدٍ .
وَالرَّهَقُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ : الْإِثْمُ وَغَشِيَانُ الْمَحَارِمِ ، وَرَجُلٌ رَهِقٌ : إِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ [ يُونُسَ : 27 ] أَيْ تَغْشَاهُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
لَا شَيْءَ يَنْفَعُنِي مِنْ دُونِ رُؤْيَتِهَا هَلْ يَشْتَفِي عَاشِقٌ مَا لَمْ يُصِبْ رَهَقَا
يَعْنِي إِثْمًا .
وَقِيلَ الرَّهَقُ : الْخَوْفُ أَيْ : أَنَّ الْجِنَّ زَادَتِ الْإِنْسَ بِهَذَا التَّعَوُّذِ بِهِمْ خَوْفًا مِنْهُمْ ، وَقِيلَ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْإِنْسِ يَقُولُ : أَعُوذُ بِفُلَانٍ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ مِنْ جِنِّ هَذَا الْوَادِي ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا قِيلَ مِنْ أَنَّ لَفْظَ رِجَالٍ لَا يُطْلَقُ عَلَى الْجِنِّ ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ بِرِجَالٍ وَصْفًا لِمَنْ يَسْتَعِيذُونَ بِهِ مِنْ رِجَالِ الْإِنْسِ : أَيْ يَعُوذُونَ بِهِمْ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ ، وَهَذَا فِيهِ بُعْدٌ ، وَإِطْلَاقُ لَفْظِ رِجَالٍ عَلَى الْجِنِّ عَلَى تَسْلِيمِ عَدَمِ صِحَّتِهِ لُغَةً لَا مَانِعَ مِنْ إِطْلَاقِهِ عَلَيْهِمْ هُنَا مِنْ بَابِ الْمُشَاكَلَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29042_28760وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا هَذَا مِنْ قَوْلِ الْجِنِّ لِلْإِنْسِ : أَيْ وَإِنَّ الْجِنَّ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَيُّهَا الْإِنْسُ أَنَّهُ لَا بَعْثَ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : وَإِنَّ الْإِنْسَ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ ،
[ ص: 1539 ] وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ كَمَا أَنَّكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ هَذَا مِنْ قَوْلِ الْجِنِّ أَيْضًا : أَيْ طَلَبْنَا خَبَرًا كَمَا بِهِ جَرَتْ عَادَتُنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْرُسُونَهَا عَنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ ، وَالْحَرَسُ جَمْعُ حَارِسٍ ، وَ شَدِيدًا صِفَةٌ لِ حَرَسًا : أَيْ قَوِيًّا وَشُهُبًا جَمْعُ شِهَابٍ ، وَهُوَ الشُّعْلَةُ الْمُقْتَبَسَةُ مِنْ نَارِ الْكَوْكَبِ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ [ الْمُلْكِ : 5 ] وَمَحَلُّ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا النَّصْبُ عَلَى أَنَّهُ ثَانِي مَفْعُولَيْ وَجَدْنَا ؛ لِأَنَّهُ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ ، فَيَكُونُ مَحَلُّ الْجُمْلَةِ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ بِتَقْدِيرِ قَدْ ، وَحَرَسًا مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ ، وَوَصْفُهُ بِالْمُفْرِدِ اعْتِبَارًا بِاللَّفْظِ ، كَمَا يُقَالُ السَّلَفُ الصَّالِحُ : أَيِ الصَّالِحِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ أَيْ وَأَنَّا كُنَّا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَبْلَ هَذَا نَقْعُدُ مِنَ السَّمَاءِ مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ، أَيْ مَوَاضِعَ نَقْعُدُ فِي مِثْلِهَا لِاسْتِمَاعِ الْأَخْبَارِ مِنَ السَّمَاءِ وَ لِلسَّمْعِ أَيْ مَقَاعِدَ كَائِنَةً لِلسَّمْعِ ، وَالْمَقَاعِدُ جَمْعُ مَقْعَدٍ ، اسْمُ مَكَانٍ ، وَذَلِكَ أَنَّ مَرَدَةَ الْجِنِّ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لِيَسْمَعُوا مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَخْبَارَ السَّمَاءِ فَيُلْقُونَهَا إِلَى الْكَهَنَةِ ، فَحَرَسَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِبَعْثِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشُّهُبِ الْمُحْرِقَةِ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا أَيْ أُرْصِدَ لَهُ لِيُرْمَى بِهِ ، أَوْ لِأَجْلِهِ لِمَنْعِهِ مِنَ السَّمَاعِ ، وَقَوْلُهُ : الْآنَ هُوَ ظَرْفٌ لِلْحَالِ وَاسْتُعِيرَ لِلِاسْتِقْبَالِ ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9رَصَدًا عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِ شِهَابًا أَوْ مَفْعُولٌ لَهُ ، وَهُوَ مُفْرَدٌ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمَ جَمْعٍ كَالْحَرَسِ .
وَقَدِ اخْتَلَفُوا
nindex.php?page=treesubj&link=32436_28796هَلْ كَانَتِ الشَّيَاطِينُ تُرْمَى بِالشِّهَابِ قَبْلَ الْمَبْعَثِ أَمْ لَا ؟ فَقَالَ قَوْمٌ : لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ .
وَحَكَى
الْوَاحِدِيُّ عَنْ
مَعْمَرٍ قَالَ : قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12300لِلزُّهْرِيِّ : أَكَانَ يُرْمَى بِالنُّجُومِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ نَعَمْ ، قُلْتُ : أَفَرَأَيْتَ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا الْآيَةَ ، قَالَ : غُلِّظَتْ وَشُدِّدَ أَمْرُهَا حِينَ بُعِثَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : إِنَّ الرَّجْمَ قَدْ كَانَ قَبْلَ مَبْعَثِهِ ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي شِدَّةِ الْحِرَاسَةِ بَعْدَ مَبْعَثِهِ ، وَكَانُوا يَسْتَرِقُونَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ ، فَلَمَّا بُعِثَ مُنِعُوا مِنْ ذَلِكَ أَصْلًا .
وَقَالَ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَابُورَ : لَمْ تَكُنِ السَّمَاءُ تُحْرَسُ فِي الْفَتْرَةِ بَيْنَ
عِيسَى وَمُحَمَّدٍ ، فَلَمَّا بُعِثَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُرِسَتِ السَّمَاءُ ، وَرُمِيَتِ الشَّيَاطِينُ بِالشُّهُبِ ، وَمُنِعَتْ مِنَ الدُّنُوِّ إِلَى السَّمَاءِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17193نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ : كَانَتِ الشَّيَاطِينُ فِي الْفَتْرَةِ تَسْمَعُ فَلَا تُرْمَى ، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُمِيَتْ بِالشُّهُبِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْبَحْثُ عَنْ هَذَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29042وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا أَيْ لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِأَهْلِ الْأَرْضِ بِسَبَبِ هَذِهِ الْحِرَاسَةِ لِلسَّمَاءِ ، أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا : أَيْ خَيْرًا .
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : قَالَ إِبْلِيسُ : لَا نَدْرِي أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا الْمَنْعِ أَنْ يُنْزِلَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ عَذَابًا أَوْ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ رَسُولًا ، وَارْتِفَاعُ أَشَّرٌ عَلَى الِاشْتِغَالِ ، أَوْ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ مَا بَعْدَهُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَالْجُمْلَةُ سَادَّةٌ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ " نَدْرِي " وَالْأَوْلَى أَنَّ هَذَا مِنْ قَوْلِ الْجِنِّ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَلَيْسَ مِنْ قَوْلِ إِبْلِيسَ كَمَا قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ أَيْ قَالَ بَعْضٌ لِبَعْضٍ لَمَّا دَعَوْا أَصْحَابَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنَّا كُنَّا قَبْلَ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ مِنَّا الْمَوْصُوفُونَ بِالصَّلَاحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ أَيْ قَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ : أَيْ دُونَ الْمَوْصُوفِينَ بِالصَّلَاحِ ، وَقِيلَ أَرَادَ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11الصَّالِحُونَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِمَنْ هُمْ دُونَ ذَلِكَ الْكَافِرِينَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا أَيْ جَمَاعَاتٍ مُتَفَرِّقَةً وَأَصْنَافًا مُخْتَلِفَةً ، وَالْقِدَةُ : الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ ، وَصَارَ الْقَوْمُ قِدَدًا : إِذَا تَفَرَّقَتْ أَحْوَالُهُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْهَادِي لِطَاعَتِهِ فِي فِتْنَةِ النَّاسِ إِذْ أَهْوَاؤُهُمْ قِدَدُ
وَالْمَعْنَى : كُنَّا ذَوِي طَرَائِقَ قِدَدٍ ، أَوْ كَانَتْ طَرَائِقُنَا طَرَائِقَ قِدَدًا ، أَوْ كُنَّا مِثْلَ طَرَائِقَ قِدَدًا ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ
لَبِيدٍ :
لَمْ تَبْلُغِ الْعَيْنُ كُلَّ نَهْمَتِهَا يَوْمَ تَمْشِي الْجِيَادُ بِالْقِدَدِ
وَقَوْلُهُ أَيْضًا :
وَلَقَدْ قُلْتُ وَزَيْدٌ حَاسِرٌ يَوْمَ وَلَّتْ خَيْلُ عَمْرٍو قِدَدًا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ : أَدْيَانًا مُخْتَلِفَةً ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : أَهْوَاءً مُتَبَايِنَةً .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : كَانُوا مُسْلِمِينَ
وَيَهُودًا وَنَصَارَى وَمَجُوسًا ، وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ .
قَالَ
الْحَسَنُ : الْجِنُّ أَمْثَالُكُمْ
قَدَرِيَّةٌ وَمُرْجِئَةٌ وَرَافِضَةٌ وَشِيعَةٌ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29042وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ الظَّنُّ هُنَا بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ : أَيْ وَإِنَّا عَلِمْنَا أَنَّ الشَّأْنَ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ أَيْنَمَا كُنَّا فِيهَا ، وَلَنْ نَفُوتَهُ إِنْ أَرَادَ بِنَا أَمْرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا أَيْ هَارِبِينَ مِنْهَا ، فَهُوَ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى يَعْنُونَ الْقُرْآنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13آمَنَّا بِهِ وَصَدَّقْنَا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلَمْ نُكَذِّبْ بِهِ كَمَا كَذَّبَتْ بِهِ كَفَرَةُ الْإِنْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29042_29680_29294فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا أَيْ لَا يَخَافُ نَقْصًا فِي عَمَلِهِ وَثَوَابِهِ ، وَلَا ظُلْمًا وَمَكْرُوهًا يَغْشَاهُ ، وَالْبَخْسُ النُّقْصَانُ ، وَالرَّهَقُ الْعُدْوَانُ وَالظُّغْيَانُ ، وَالْمَعْنَى : لَا يَخَافُ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَلَا أَنْ يُزَادَ فِي سَيِّئَاتِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ الرَّهَقِ قَرِيبًا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بَخْسًا بِسُكُونِ الْخَاءِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ بِفَتْحِهَا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ( فَلَا يَخَفْ ) جَزْمًا عَلَى جَوَابِ الشَّرْطِ ، وَلَا وَجْهَ لِهَذَا بَعْدَ دُخُولِ الْفَاءِ .
وَالتَّقْدِيرُ : فَهُوَ لَا يَخَافُ ، وَالْأَمْرُ ظَاهِرٌ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُمْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021701انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ فَقَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ، قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا لِتَعْرِفُوا مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ قَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ [ ص: 1540 ] بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، فَهُنَاكَ حِينُ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا يَا قَوْمَنَا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ قَالَ : كَانُوا مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30461جِنِّ نَصِيبِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=3وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا قَالَ : آلَاؤُهُ وَعَظَمَتُهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : أَمْرُهُ وَقُدْرَتُهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالدَّيْلَمِيُّ قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ وَاهٍ
عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ مَرْفُوعًا فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا قَالَ : إِبْلِيسُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14798وَالْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021703عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَاجَةٍ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا ذُكِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، فَآوَانَا الْمَبِيتُ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ ، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ جَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ حَمَلًا مِنَ الْغَنَمِ ، فَوَثَبَ الرَّاعِي فَقَالَ : يَا عَامِرَ الْوَادِي أَنَا جَارُكَ ، فَنَادَى مُنَادٍ يَا سَرْحَانُ أَرْسِلْهُ ، فَأَتَى الْحَمَلُ يَشْتَدُّ حَتَّى دَخَلَ فِي الْغَنَمِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ بِمَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فَزَادُوهُمْ رَهَقًا قَالَ : إِثْمًا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : كَانَ الْقَوْمُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا نَزَلُوا بِالْوَادِي قَالُوا : نَعُوذُ بِسَيِّدِ هَذَا الْوَادِي مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ ، فَلَا يَكُونُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ وَلَعًا مِنْهُ بِهِمْ ، ذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6فَزَادُوهُمْ رَهَقًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنِّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021704عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَتِ الشَّيَاطِينُ لَهُمْ مَقَاعِدُ فِي السَّمَاءِ يَسْمَعُونَ فِيهَا الْوَحْيَ ، فَإِذَا سَمِعُوا الْكَلِمَةَ زَادُوا فِيهَا تِسْعًا ، فَأَمَّا الْكَلِمَةُ فَتَكُونُ حَقًّا ، وَأَمَّا مَا زَادُوا ، فَيَكُونُ بَاطِلًا ، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَعُوا مَقَاعِدَهُمْ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِإِبْلِيسَ ، وَلَمْ تَكُنِ النُّجُومُ يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ : مَا هَذَا إِلَّا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ ، فَبَعَثَ جُنُودَهُ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْنِ بِمَكَّةَ ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ يَقُولُ : مِنَّا الْمُسْلِمُ ، وَمِنَّا الْمُشْرِكُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا أَهْوَاءً شَتَّى .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا قَالَ : لَا يَخَافُ نَقْصًا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَلَا زِيَادَةً فِي سَيِّئَاتِهِ .