2177 قال الشيخ : وروي عن أنها نزلت في قولهم : ( ابن عباس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) .
( أخبرنا ) ، ثنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، قال : قال : ابن عباس ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة ، وكان أكثر أهلها أول ما نسخ في القرآن القبلة اليهود ، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ، ففرحت اليهود ، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر شهرا ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب قبلة إبراهيم - عليه السلام - ، فكان يدعو الله وينظر إلى السماء ، فأنزل الله عز وجل : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء ) إلى قوله : ( فولوا وجوهكم شطره ) يعني : نحوه ، فارتاب من ذلك اليهود ، وقالوا : [ ص: 13 ] ( ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) ، فأنزل الله تعالى : ( قل لله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) قال : وليميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة . قال الله عز وجل : ( ابن عباس وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله ) يعني : تحويلها على أهل الشك : ( إلا على الخاشعين ) يعني : المصدقين بما أنزل الله تعالى . إن
قال - رحمه الله - في قوله : ( الشافعي فثم وجه الله ) يعني : - والله أعلم - فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه .