الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                4485 ( وأنبأ ) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد ، ثنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم ، ثنا أبو محمد عبيد بن عبد الواحد ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، ثنا الليث عن عقيل ، عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ليلة من جوف الليل يصلي في المسجد ، فصلى رجال يصلون بصلاته ، فأصبح الناس فتحدثوا بذلك ، فاجتمع أكثر منهم ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الليلة الثانية ، فصلى فصلوا معه ، فأصبح الناس فتحدثوا بذلك ، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله ، فلم يخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطفق رجال منهم يقولون الصلاة ، فلم يخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى خرج لصلاة الصبح ، فلما قضى صلاة الفجر أقبل على الناس فتشهد ، ثم قال : " أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها " . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية