[ بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
9719 عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر قال : أخبرنا قال : أخبرني الزهري عروة ، عن عائشة قالت : الرؤيا الصادقة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي
[ ص: 322 ] وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى فيتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، فحينما جاءه الحق ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فيه فقال له : اقرأ ، يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : " ما أنا بقارئ " فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : " ما أنا بقارئ " فأخذني فغطني الثالثة ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : خديجة اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها ترجف بوادره ، حتى دخل على فقال : " زملوني ، زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال خديجة لخديجة : " ما لي وأخبرها الخبر " فقال : " قد خشيت علي ؟ " فقالت : كلا ، والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، ثم انطلقت به حتى أتت به خديجة ورقة بن نوفل بن راشد بن عبد العزى بن قصي ، وهو ابن عم ، أخو [ ص: 323 ] أبيها ، وكان تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء [ الله ] أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت خديجة : أي ابن عمي اسمع من ابن أخيك فقال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما رأى " فقال خديجة ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام ، يا ليتني فيها جذعا ، حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أومخرجي هم ؟ " فقال ورقة : نعم لم يأت أحد بما أتيت به إلا عودي ، وأوذي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترة ، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا [ بدا منه أشد حزنا ] غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال ، فلما ارتقى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال : يا محمد يا رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه ، فرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك ، فإذا رقى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك قال معمر : قال : فأخبرني الزهري أبو سلمة بن [ ص: 324 ] عبد الرحمن ، عن قال : جابر بن عبد الله فقال في حديثه : " بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي ، فإذا الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه رعبا ، ثم رجعت فقلت : " زملوني زملوني ، ودثروني " فأنزل الله تعالى فترة الوحي ياأيها المدثر إلى والرجز فاهجر قبل أن تفرض الصلاة ، وهي الأوثان . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن
قال معمر : قال : وأخبرني الزهري توفيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خديجة لخديجة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، وهو قصب اللؤلؤ " . أريت في الجنة بيتا
قال : أن ورقة بن نوفل كما بلغنا فقال : " رأيته في المنام عليه ثياب بياض ، وقد أظن أن لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض " . وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
قال : ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام سرا وجهرا ، وترك الأوثان .
[ ص: 325 ] قال معمر : وأخبرنا قتادة ، عن الحسن وغيره فقال : رضي الله عنه ، وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة . أول من آمن به علي بن أبي طالب
قال : وأخبرني كان عثمان الجزري ، عن مقسم ، عن قال : ابن عباس علي أول من أسلم .
قال : فسألت ، فقال : الزهري زيد بن حارثة . ما علمنا أحدا أسلم قبل
[ قال معمر : فسألت ] قال : الزهري قريش منكرين لما يقول يقولون إذا مر عليهم في مجالسهم فيشيرون إليه : عبد المطلب هذا ليكلم زعموا من السماء . إن غلام بني
قال فاستجاب له من شاء الله من أحداث الرجال ، وضعفاء الناس ، حتى كثر من آمن به ، وكفار معمر : قال : الزهري أبي بكر وعمر رحمهما الله وكان عمر شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بابن الخطاب ، فكان أول إسلام اللهم أيد دينك عمر بعدما أسلم قبله ناس كثير أن حدث أن أخته أم
[ ص: 326 ] جميل ابنة الخطاب أسلمت ، وإن عندها كتفا اكتتبتها من القرآن ، تقرأه سرا وحدث أنها لا تأكل من الميتة التي يأكل منها عمر ، فدخل عليها فقال : ما الكتف الذي ذكر لي عندك ، تقرئين فيها ما يقول ابن أبي كبشة ؟ يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ما عندي كتف فصكها أو قال فضربها عمر ، ثم قام فالتمس الكتف في البيت ، حتى وجدها فقال حين وجدها : أما إني قد حدثت أنك لا تأكلين طعامي الذي آكل منه ، ثم ضربها بالكتف فشجها شجتين ، ثم خرج بالكتف حتى دعا قارئا ، فقرأ عليه وكان عمر لا يكتب فلما قرأت عليه تحرك قلبه حين سمع القرآن ، ووقع في نفسه الإسلام فلما أمسى انطلق حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويجهر بالقراءة ، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك حتى بلغ الظالمون وسمعه يقرأها ويقول الذين كفروا لست مرسلا حتى بلغ علم الكتاب قال : فانتظر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلم من صلاته ، ثم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فأسرع عمر المشي في أثره حين رآه فقال : انظرني يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بالله منك " فقال عمر : انظرني يا محمد يا رسول الله قال : فانتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به عمر وصدقه ، فلما أسلم عمر [ ص: 327 ] رضي الله عنه انطلق ، حتى دخل على فقال : أي خالي اشهد أني أؤمن بالله ورسوله ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن خالد بن الوليد بن المغيرة محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فأخبر بذلك قومك فقال الوليد : ابن أختي تثبت في أمرك ، فأنت على حال تعرف بالناس يصبح المرء فيها على حال ، ويمسي على حال فقال عمر : والله قد تبين لي الأمر ، فأخبر قومك بإسلامي ، فقال الوليد : لا أكون أول من ذكر ذلك عنك ، فدخل عمر فاستالناليا ، فلما علم عمر أن الوليد لم يذكر شيئا من شأنه ، دخل على جميل بن معمر الجمحي ، فقال : أخبر أني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله قال : فقام جميل بن معمر يجر رداءه من العجلة جرا ، حتى تتبع مجالس قريش يقول : صبأ ، فلم ترجع إليه عمر بن الخطاب قريش شيئا ، وكان عمر سيد قومه ، فهابوا الإنكار عليه ، فلما رآهم لا ينكرون ذلك عليه مشى ، حتى أتى مجالسهم أكمل ما كانت فدخل الحجر فأسند ظهره إلى الكعبة فقال : يا معشر قريش أتعلمون أني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فثاروا فقاتله رجال منهم قتالا شديدا وضربهم عامة يومه حتى تركوه ، واستعلن بإسلامه وجعل يغدو عليهم ويروح يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتركوه ، فلم يتركوه بعد [ ص: 328 ] ثورتهم الأولى ، فاشتد ذلك على كفار قريش على كل رجل أسلم فعذبوا من المسلمين نفرا قال ولم يتبعه من أشراف قومه غير رجلين معمر : قال : الزهري أبي بكر فقال : بيت المقدس ثم رجع من ليلته فقال هذا صاحبك يزعم أنه قد أسري به الليلة إلى أبو بكر : أوقال ذلك ؟ قالوا : نعم فقال أبو بكر : فإني أشهد إن كان قال ذلك لقد صدق فقالوا : أتصدقه بأنه جاء الشام في ليلة واحدة ورجع قبل أن يصبح ؟ قال أبو بكر : نعم إني أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء بكرة وعشيا فلذلك أبو بكر بالصديق . سمي وذكر هلال آباءهم الذين ماتوا كفارا فشقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعادوه فلما أسري به إلى المسجد الأقصى أصبح الناس يخبر أنه قد أسري به فارتد أناس ممن كان قد صدقه وآمن به ، وفتنوا وكذبوه به ، وسعى رجل من المشركين إلى
قال معمر : قال : وأخبرني الزهري أنس بن مالك ، ثم نودي يا النبي صلى الله عليه وسلم فرضت عليه الصلوات ليلة أسري به خمسين ، ثم نقصت إلى خمس محمد ما يبدل القول لدي وإن لك بالخمس خمسين . أن
[ ص: 329 ] قال معمر : قال : وأخبرني الزهري أبو سلمة ، عن قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله بيت المقدس حتى جعلت أنعت لهم " . قمت في الحجر حين كذبني قومي فرفع لي "
قال معمر : قال : فأخبرني الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة موسى قال : فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال : ولقيت عيسى عليه السلام فنعته فقال ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس قال : ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال : " وأتي بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر " فقال : خذ أيهما شئت فأخذت اللبن ، فشربته فقيل لي : هديت للفطرة أو أصبت الفطرة . أما أنك لو أخذت [ ص: 330 ] الخمر غوت أمتك " حين أسري به لقيت