2013 - قصة إسلام أبي العاص ورد زينب إليه بنكاحها الأول
5088 - حدثنا ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير محمد بن إسحاق ، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت : مكة في فداء أساراهم صلى الله عليه وآله وسلم في فداء زينب ابنة رسول الله أبي العاص بمال وبعثت فيه بقلادة كانت بعثت أدخلتها بها على خديجة أبي العاص حين بنى عليها ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلك القلادة رق لها رقة شديدة ، وقال : " إن رأيتم أن تطلقوا أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا " ، فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوه وردوا عليه الذي لها ، ولم يزل أبو العاص مقيما على شركه حتى إذا كان قبيل فتح مكة خرج بتجارة إلى الشام بأموال من أموال قريش أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته ، وأقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان هو الذي وجه السرية للعير التي فيها أبو العاص قافلة من الشام ، وكانوا سبعين ومائة راكب ، أميرهم زيد بن حارثة وذلك في جمادى الأولى في سنة ست [ ص: 257 ] من الهجرة ، فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال ، وأسروا أناسا من العير فأعجزهم أبو العاص هربا ، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص من الليل في طلب ماله حتى دخل على صلى الله عليه وآله وسلم فاستجار بها فأجارته ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى صلاة الصبح فكبر وكبر الناس معه زينب ابنة رسول الله . قال لما بعث أهل : فحدثني ابن إسحاق يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قال : زينب رضي الله عنها : أيها الناس ، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ، قال : فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من صلاته أقبل على الناس ، فقال : " أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ " قالوا : نعم ، قال : " أما والذي نفس صرخت محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم ، إنه يجير على المسلمين أدناهم " ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل على ابنته زينب ، فقال : " أي بنية ، أكرمي مثواه ، ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له " . قال : وحدثني ابن إسحاق ، عن عمرة ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عائشة رضي الله عنها ، أبي العاص وقال لهم : " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالا ، فإن تحسنوا تردوا عليه الذي له ، فإنا نحب ذلك ، وإن أبيتم ذلك فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم فأنتم أحق به " قالوا : يا رسول الله ، بل نرده عليه ، قال : " فردوا عليه ماله " حتى إن الرجل ليأتي بالحبل ويأتي الرجل بالشنة والإداوة حتى أن أحدهم ليأتي بالشطاط حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا ، ثم احتمل إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال مكة ، فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع منه ، ثم قال : يا معشر قريش ، هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا فجزاك الله خيرا ، فقد وجدناك وفيا كريما ، قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وما منعني من الإسلام عنده إلا تخوفا أن تظنوا أني إنما أردت أخذ أموالكم ، فلما أداها الله عز وجل إليكم وفرغت منها أسلمت ، ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال : فحدثني ابن إسحاق ، عن داود بن الحصين عكرمة ، عن قال : ابن عباس زينب بالنكاح الأول لم يحدث شيئا بعد ست سنين ، ثم إن رد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا العاص رجع إلى مكة بعدما أسلم ، فلم يشهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشهدا ، ثم قدم المدينة بعد ذلك فتوفي في ذي الحجة من سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وأوصى إلى رضي الله عنه الزبير بن العوام .