2071 - دفن  معاذ  أبا عبيدة  وثناؤه عليه  
 5197     - أخبرني  علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى  ، ثنا أبي ، ثنا  عمرو بن محمد العثماني  ، ثنا  عمرو بن خالد بن عاصم بن عمرو بن عثمان  ، حدثني  عبد الملك بن   [ ص: 297 ] نوفل بن مساحق  ،  عن   أبي سعيد المقبري  قال :  لما طعن  أبو عبيدة   ، قال : يا  معاذ  صل بالناس ، فصلى  معاذ  بالناس ، ثم مات   أبو عبيدة ابن الجراح  ، فقام  معاذ  في الناس فقال : يا أيها الناس ، توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحا ، فإن عبد الله لا يلقى الله تائبا من ذنبه إلا كان حقا على الله أن يغفر له ، ثم قال : إنكم أيها الناس قد فجعتم برجل والله ما أزعم أني رأيت من عباد الله عبدا قط أقل غمزا ولا أبر صدرا ، ولا أبعد غائلة ، ولا أشد حبا للعاقبة ، ولا أنصح للعامة منه ، فترحموا عليه رحمه الله ، ثم أصحروا للصلاة عليه ، فوالله لا يلي عليكم مثله أبدا ، فاجتمع الناس ، وأخرج  أبو عبيدة  وتقدم  معاذ  فصلى عليه حتى إذا أتى به قبره دخل قبره   معاذ بن جبل   وعمرو بن العاص   والضحاك بن قيس  ، فلما وضعوه في لحده وخرجوا فشنوا عليه التراب ، فقال   معاذ بن جبل     : يا  أبا عبيدة  ، لأثنين عليك ولا أقول باطلا أخاف أن يلحقني بها من الله مقت ، كنت والله ما علمت من " والذاكرين الله كثيرا " ، ومن "  الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما      " ، ومن "  والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما      " ، وكنت والله من المخبتين المتواضعين الذي يرحمون اليتيم والمسكين ويبغضون الخائنين المتكبرين     .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					