2208 - ذكر إسلام رضي الله عنه أبي الدرداء
5500 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر ، قال : وأبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس بن خناسة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وقيل : إن اسم : ولكنه صغر فقيل : أبي الدرداء عامر عويمر ، وأمه : محبة بنت واقد بن عمرو بن الأظنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب ، وكان فيما ذكر آخر داره إسلاما لم يزل متعلقا بصنم له ، وقد وضع عليه منديلا ، وكان أبو الدرداء يدعوه إلى الإسلام ، فيأبى فيجيئه عبد الله بن رواحة ، وكان له أخا في الجاهلية عن الإسلام ، فلما رآه قد خرج من بيته خالفه ، فدخل بيته وأعجل امرأته وأنها لتمشط رأسها ، فقال : أين عبد الله بن رواحة ؟ فقالت : خرج أخوك آنفا ، فدخل بيته الذي كان فيه الصنم ومعه القدوم ، فأنزله وجعل يقدده فلذا فلذا [ ص: 405 ] وهو يرتجز سرا من أسماء الشياطين كلها ، ( أبو الدرداء
ألا كل ما يدعى مع الله باطل
) ، ثم خرج ، وسمعت امرأته صوت القدوم وهو يضرب ذلك الصنم ، فقالت : أهلكتني يا ، فخرج على ذلك فلم يكن شيء حتى أقبل ابن رواحة إلى منزله فدخل فوجد المرأة قاعدة تبكي شفقا منه ، فقال : ما شأنك ، قالت : أخوك أبو الدرداء دخل علي فصنع ما ترى ، فغضب غضبا شديدا ، ثم فكر في نفسه ، فقال : لو كان عند هذا خير لدفع عن نفسه ، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه عبد الله بن رواحة فأسلم وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى ابن رواحة والناس منهزمون كل وجه يوم أحد ، فقال : " نعم الفارس أبي الدرداء عويمر " غير أنه يعني غير ثقيل . قال : وسمعت من يذكر أن ابن عمر لم يشهد أبا الدرداء أحدا ، وقد كان من جملة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد شهد معه مشاهد كثيرة ، قال : وتوفي ابن عمر أبو الدرداء بدمشق سنة اثنتين وثلاثين في خلافة رضي الله عنه . عثمان بن عفان