فحدثني أبو عبد الرحمن بن عثمان بن زياد الأشجعي ، عن أبيه ، قال : قد صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحمل لواء قومه يوم الفتح معقل بن سنان الأشجعي ، وكان شابا طريا ، وبقي بعد ذلك حتى بعثه كان ، وكان على الوليد بن عتبة بن أبي سفيان المدينة ، فاجتمع ، معقل بن سنان ومسلم بن عقبة الذي يعرف بمسرف ، فقال معقل لمسرف وقد كان آنسه وحادثه إلى أن ذكر معقل ، فقال يزيد بن معاوية معقل : إني خرجت كرها لبيعة هذا الرجل ، وقد كان من القضاء والقدر خروجي إليه ، هو رجل يشرب الخمر ، ويزني بالحرم . ثم نال منه ، وذكر خصالا كانت فيه ، ثم قال لمسرف : أحببت أن أصنع ذلك عندك . فقال مسرف : أما أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا فلا والله لا أفعل ، ولكن لله علي عهد وميثاق لا تمكنني يداي منك ولي عليك مقدرة إلا ضربت الذي فيه عيناك ، فلما قدم مسرف المدينة ، وأوقع بهم أيام الحرة ، وكان يومئذ صاحب المهاجرين ، فأتى به معقل بن سنان مسرف مأسورا ، فقال له : يا أعطشت ؟ قال : نعم ، أصلح الله الأمير . قال : خوضوا له مشربة بلور . قال : فخاضوها له ، فقال : أشربت ورويت ؟ قال : نعم . قال : أما والله لا تشتهي بعدها بما يفرح يا معقل بن سنان نوفل بن مساحق قم فاضرب عنقه ، فقام إليه فقتله صبرا ، وكانت الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين ، فقال شاعر الأنصار :
ألا تلكم الأنصار تنعي سراتها وأشجع تنعي معقل بن سنان
.