الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            6753 - حدثني أبو بكر بن بالويه ، ثنا إبراهيم بن إسحاق ، ثنا مصعب بن عبد الله ، حدثني أبي ، عن جدي مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، عن حنظلة بن قيس ، عن عبد الله بن عامر بن كريز ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من قتل دون ماله فهو شهيد " قال مصعب : وذكروا بهذا الإسناد أن عبد الله بن عامر بن كريز أتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغير ، فقال : " هذا شبهنا " ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتفل عليه ويعوذه ، فجعل عبد الله يتسوغ ريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " إنه لمسقي " ، فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء . وله النباح الذي يقال : بنباح عامر ، وله الجحفة وله بستان ابن عامر بنخلة على ليلة من مكة ، وله آبار في الأرض كثيرة ، وكان معاوية زوج عبد الله بن عامر ابنته هندا فكانت هند بنت معاوية أبر شيء بعبد الله بن عامر ، وإنها جاءته يوما بالمرآة والمشط وكانت تتولى خدمته بنفسها فنظر في المرآة فالتقى وجهه وجهها فرأى شبابها وجمالها ورأى الشيب في لحيته قد ألحقه بالشيوخ فرفع رأسه إليها ، فقال : الحقي بأبيك ، فانطلقت حتى دخلت على أبيها فأخبرته ، فقال معاوية : وهل تطلق الحرة ؟ فقالت : ما أتي من قبلي ، فأخبرته خبرها فأرسل إليه معاوية ، فقال : أكرمتك بابنتي ، ثم رددتها علي ، فقال : أخبرك عن ذاك إن الله تبارك وتعالى من علي بفضله وجعلني كريما ، ولا أحب إلا كريما لا أحب أن يتفضل علي أحد ، وإن ابنتك أعجزتني بمكافأتها لحسن صحبتها ، فنظرت فإذا أنا شيخ وهي شابة لا أزيدها مالا إلى مالها ولا شرفا إلى شرفها ، فرأيت أن أردها إليك لتزوجها فتى من فتيانك كأن وجهه ورقة مصحف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية