الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1640 مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11839أبا الحباب سعيد بن يسار يقول : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017051أمرت بقرية تأكل القرى يقولون : يثرب ، وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد .
هكذا هذا الحديث في الموطأ ، عند جماعة الرواة ، ورواه إسحاق بن عيسى الطباع ، عن مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وهو خطأ ، والصواب فيه مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11839سعيد بن يسار أبي الحباب كما في الموطأ ، - والله أعلم - .
nindex.php?page=showalam&ids=11839وأبو الحباب هذا سعيد بن يسار مولى الحسن بن علي ، وقيل : مولى شميسة : امرأة نصرانية أسلمت بالمدينة على يدي الحسن بن علي ، وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=11839أبو الحباب سعيد بن يسار مولى شقران مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان أبو الحباب أحد الثقات من التابعين بالمدينة ، وبها توفي سنة سبع عشرة ومائة .
وأما قوله : - صلى الله عليه وسلم - تأكل القرى ، فروي ، عن مالك أنه قال : معناه تفتح القرى ، وتفتح منها القرى ; لأن من المدينة افتتحت المدائن كلها [ ص: 171 ] بالإسلام ، وفي هذا الحديث دليل على كراهية nindex.php?page=treesubj&link=30687تسمية المدينة بيثرب على ما كانت تسمى في الجاهلية ، وأما القرآن ، فنزل بذكر يثرب على ما كانوا يعرفون في جاهليتهم ، ولعل تسمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها بطيبة كان بعد ذلك ، وهو الأغلب في ذلك .
وأما قوله : تنفي الناس ، فإنه أراد شرار الناس ألا ترى أنه مثل ذلك وشبهه بما يصنع الكير في الحديد ، والكير إنما ينفي رديء الحديد ، وخبثه ، ولا ينفي جيده ، وهذا عندي ، - والله أعلم - إنما كان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحينئذ لم يكن يخرج من المدينة رغبة ، عن جواره فيها إلا من لا خير فيه .
وأما بعد وفاته ، فقد خرج منها الخيار الفضلاء الأبرار ، وأما الكير ، فهو موضع نار الحداد ، والصائغ ، وليس الجلد الذي تسميه العامة كيرا .
هكذا قال أهل العلم باللغة ، ومن هذا حديث أبي أمامة ، وأبي ريحانة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : الحمى كير من جهنم ، وهي نصيب المومن من النار .
حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا سعيد بن عثمان حدثنا علي بن معبد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17026أبو غسان محمد بن مطرف ، عن أبي الحصين ، عن أبي صالح الأشعري ، عن أبي أمامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1011921الحمى كير من جهنم ، فما أصاب المومن منها كان حظه من النار - والله أعلم - .