( بَابٌ )

أَيْ : فِي مَسَائِلَ مُتَفَرِّقَةٍ مِنْ كِتَابِ الصَّوْمِ .

( الْفَصْلُ الْأَوَّلُ )

1982 - ( عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " تَسَحَّرُوا " ) أَمْرُ نَدْبٍ كَمَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ أَيْ تَنَاوَلُوا شَيْئًا مَا وَقْتَ السَّحَرِ ، لِحَدِيثِ " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359838nindex.php?page=treesubj&link=2435تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةِ مَاءٍ " ، وَقَدْ صَحَّحَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُ يُعْمَلُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ، فِي الْقَامُوسِ : السَّحَرُ هُوَ قُبَيْلُ الصُّبْحِ ، وَفِي الْكَشَّافِ هُوَ السُّدُسُ الْأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ ، وَقِيلَ : وَقْتُهُ يَدْخُلُ بِنِصْفِ اللَّيْلِ " فَإِنَّ فِي السَّحُورِ " الرِّوَايَةُ الْمَحْفُوظَةُ عِنْدَ الْمُحَدِّثِينَ فَتْحُ السِّينِ وَهُوَ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ " بَرَكَةً " لِأَنَّ فِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا بِإِقَامَةِ السُّنَّةِ وَلِكَوْنِهِ يَسْتَعِينُ بِهِ الصَّائِمُ عَلَى صَوْمِهِ لِقِيَامِ ذَلِكَ الْأَكْلِ مَقَامَ أَكْلِ يَوْمِهِ ، فِي النِّهَايَةِ أَكْثَرُ مَا يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَقِيلَ الصَّوَابُ بِالضَّمِّ ، لِأَنَّهُ الْمَصْدَرُ ، وَالْأَجْرُ فِي الْفِعْلِ لَا فِي الطَّعَامِ اهـ وَيُمْكِنُ أَنْ [ ص: 1381 ] يُقَالُ الصَّوَابُ بِالْفَتْحِ لِأَنَّ الْفِعْلَ إِنَّمَا يُثَابُ عَلَيْهِ لِكَوْنِهِ مُوَافِقًا لِاسْتِعْمَالِ السُّنَّةِ ، فَإِذَا أُثِيبَ عَلَى أَثَرِهِ فَبِالْأَوْلَى عَلَى نَفْسِهِ فَيُفِيدُ مِنَ الْمُبَالَغَةِ مَا لَا يَخْفَى ، كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ : " مِدَادُ الْعُلَمَاءِ أَفْضَلُ مِنْ دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ " مَعَ أَنَّ تَفْسِيرَ الْبَرَكَةِ بِالثَّوَابِ غَرِيبٌ ، وَسَيَأْتِي : هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ فِي الْحَدِيثِ ، قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ : قِيلَ : الْمُرَادُ بِالْبَرَكَةِ حُصُولُ التَّقَوِّي بِهِ عَلَى صَوْمِ الْغَدِ ، بِدَلِيلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359840اسْتَعِينُوا بِمُقَابَلَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ ، وَبِأَكْلِ السَّحُورِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ " ، أَوِ الْمُرَادُ زِيَادَةُ الثَّوَابِ لِاسْتِنَانِهِ بِسُنَنِ الْمُرْسَلِينَ ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359841فَرْقُ مَا بَيْنَ صَوْمِنَا وَصَوْمِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ " وَلَا مُنَافَاةَ ، فَلْيَكُنِ الْمُرَادُ بِالْبَرَكَةِ كُلًّا مِنَ الْأَمْرَيْنِ ، وَالسَّحُورُ مَا يُؤْكَلُ فِي السَّحَرِ وَهُوَ السُّدُسُ الْأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ ، وَقَوْلُهُ فِي النِّهَايَةِ : هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ فِي nindex.php?page=treesubj&link=2435أَكْلِ السَّحُورِ بَرَكَةٌ بِنَاءً عَلَى ضَبْطِهِ بِضَمِّ السِّينِ جَمْعُ سَحَرٍ ، فَأَمَّا عَلَى فَتْحِهَا وَهُوَ الْأَعْرَفُ فِي الرِّوَايَةِ فَهُوَ اسْمٌ لِلْمَأْكُولِ فِي السَّحَرِ اهـ وَفِيهِ أَنَّ السُّحُورَ جَمْعُ سَحَرٍ ، غَيْرُ مَعْرُوفٍ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ تَقْدِيرَ الْمُضَافِ عَلَى رِوَايَةِ فَتْحِ السِّينِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْبَرَكَةَ فِي أَكْلِ السَّحُورِ لَا فِي نَفْسِ السُّحُورِ ، كَمَا قِيلَ ، وَيَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359842وَبِأَكْلِ السَّحُورِ " فِي نَفْسِ الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ فِي كَلَامِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ) .