الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5038 - وعن الزبير - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد ، والبغضاء هي الحالقة ، لا أقول : تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين " . رواه أحمد ، والترمذي .

التالي السابق


5038 - ( وعن الزبير ) أي : ابن العوام أحد العشرة المبشرة ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دب ) : بفتح الدال المهملة وتشديد الموحدة أي : نقل وسرى ومشي بخفية ( إليكم داء الأمم قبلكم الحسد ) أي : في الباطن ( والبغضاء ) أي : العداوة في الظاهر ، ورفعهما على أنهما بيان للداء أو بدل ، وسميا داء لأنهما داء القلب ( هي ) أي : البغضاء وهو أقرب مبنى ومعنى ، أو كل واحدة منهما ( الحالقة ) أي : القاطعة للمحبة والألفة والصلة والدمعية والخصلة الأولى هي المؤدية إلى الثانية ، ولذا قدمت ( لا أقول : تحلق الشعر ) أي : تقطع ظاهر البدن ، فإنه أمر سهل ( ولكن تحلق الدين ) . وضرره عظيم في الدنيا والآخرة . قال الطيبي : أي البغضاء تذهب بالدين كالموسى تذهب بالشعر وضمير المؤنث راجع إلى البغضاء ، كقوله تعالى : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها [ ص: 3155 ] وقوله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة أي : في بعض أقوال المفسرين في كل منهما . قال : ولأن البغضاء أكثر تأثيرا في ثلمة الدين وإن كانت نتيجة الحسد أي : في بعض أفرادها . ( رواه أحمد ، والترمذي ) . وقال المنذري : رواه أحمد والبزار بإسناد صحيح جيد ، والبيهقي وغيرهما نقله ميرك . وفي الجامع الصغير : رواه أحمد والترمذي والضياء عن الزبير بن العوام ولفظه : " دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء ، والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر ، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " .




الخدمات العلمية