الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5066 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365864الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، nindex.php?page=treesubj&link=18253_28683_27347_18422والتودد إلى الناس نصف العقل ، وحسن السؤال نصف العلم " روى البيهقي الأحاديث الأربعة في " شعب الإيمان " .
5066 - ( وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الاقتصاد في النفقة ) أي : في صرفها أو في الإنفاق ( نصف المعيشة ) وهو مقتبس من قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ( والتودد إلى الناس ) أي : nindex.php?page=treesubj&link=27347_18422التحبب إلى المؤمنين الصالحين ( نصف العقل ) أي : استعمال نصفه أو سبب تحصيل نصفه ، فإنه بالاستصحاب يحصل للعقل الاكتساب ، فكان عقل المنفرد نصف العقل ، فيكمل بعقل صاحبه ، ولذا قيل : علمان خير من علم واحد ، وكان بعض العارفين يقول لبعض تلاميذه : أنا وأنت إنسان كامل ; لأنك حافظ القرآن وأنا مفسره ، ولعل هذا معنى ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في الإخوان عن سهل بن سعد مرفوعا : المرء كثير بأخيه ولا شك أن مصاحبة أرباب الكمال تورث كمال العقل في جميع الأحوال . ( nindex.php?page=treesubj&link=32094_18487وحسن السؤال نصف العلم ) فإن السائل الفطن يسأل عما يهمه وما هو بشأنه . أعني : وهذا يحتاج إلى فضل تميز بين مسئول ومسئول ، فإذا ظفر بمبتغاه وفاز به كمل علمه ، وعلى هذا يمكن أن يحمل قوله : لا أدري نصف العلم اهـ .
والأظهر أن يقال : يفهم من حسن سؤال الطالب أن له مشاركة في العلم وأنه يريد أن يضيف إليه بقية العلم ، وعلى هذا يمكن أن يحمل قوله : لا أدري نصف العلم بخلاف من يسأل من غير تأمل وحسن مقال ، فإنه يكون نصا على نقصان عقله وكمال جهله ، حكي أن تلميذا كان لأبي يوسف ساكتا في المجلس فقال له : إذا أشكل عليك شيء فسل ولا تستح ، فإن الحياء يمنع العلم ، وكان الإمام يتكلم في تعريف الصوم أنه من الصبح إلى الغروب فقال : فإذا لم تغرب فإلى متى ؟ فقال له : اسكت ، فإن سكوتك خير من كلامك ، وما أحسن ما قال بعض أرباب الحال : إن الجاهل إذا تكلم فهو كالحمار ، وإذا سكت فهو كالجدار . هذا والصحيح في معنى قوله : لا أدري نصف العلم بيان أن العالم ولو بلغ مبلغ الكمال في العلم ، فإنه لا بد له من الجهل ببعضه في ذلك جوابه لا أدري . وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365866لا أدري أعزير نبي أم لا ، وفي القرآن " nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " ، و " nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " وقد حكي أن عليا كرم الله وجهه سئل عن شيء وهو على المنبر ، فقال : لا أدري ، فقيل له : فإذا كنت لا تدري فلم صعدت المنبر ؟ قال : إنما طلعت بقدر علمي ولو صعدت بقدر جهلي لوصلت السماء ، وفي قول الملائكة : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=32سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا تنبيه على ذلك والله أعلم . ( روى البيهقي الأحاديث الأربعة في شعب الإيمان ) . قلت : والحديث الأخير رواه الطبراني في مكارم الأخلاق عن ابن عمر أيضا ، وروى الخطيب عن أنس مرفوعا : الاقتصاد نصف العيش ، وحسن الخلق نصف الدين . وروى أحمد عن ابن مسعود مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365853ما عال من اقتصد " .