الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5220 - وعن مالك رضي الله عنه : أن لقمان قال لابنه : ( يا بني ! إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون ، وهم إلى الآخرة ، سراعا يذهبون ، وإنك قد استدبرت الدنيا منذ كنت ، واستقبلت الآخرة ، وإن nindex.php?page=treesubj&link=29497دارا تسير إليها أقرب من دار تخرج منها ) . رواه رزين .
5220 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ) أي : ابن أنس ( أن لقمان قال لابنه : " يا بني " ) : بتشديد الياء المفتوحة وتكسر على صيغة التصغير للشفقة ( " إن الناس " ) أي : من عهد آدم إلى يومنا هذا ( " قد تطاول " ) أي : بعد ( " عليهم ما يوعدون " ) أي : من البعث والحساب وما بعدهما من الثواب والعقاب ، وقال الطيبي رحمه الله أي : طال عليهم مدة ما وعدوا به ( وهم إلى الآخرة ، سراعا ) أي : مسرعين حال من المبتدأ أو من ضمير الخبر وهو قوله : ( يذهبون ) قدم اهتماما ، والجملة حال من ضمير ما يوعدون ، والمعنى تطاول على الناس بعد الوعد وقرب العهد ، والحال أنهم كل ساعة ، بل كل نفس يذهبون إلى ما يوعدون كالقافلة السيارة ، لكنهم لا يحسون كالسكان في الفلك المشحون ، ثم بين هذا المعنى بقوله : ( وإنك ) أي : أيها الولد وأريد به خطاب العامة الشامل لنفسه وغيره ( قد استدبرت ) أي : أنت ( الدنيا ) أي : ساعة فساعة ( " منذ كنت " ) أي : وجدت وولدت ( " واستقبلت الآخرة " ) أي : نفسا فنفسا من غير اختيار لك في هذا المسير من المبتدأ والمصير ، ثم أوضح له القصة بطريق الحكمة ، حيث بين الدارين المعنويتين بالدارين المحسوستين ، فقال ( " وإن nindex.php?page=treesubj&link=29497دارا تسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها " ) : والمقصود من هذه الموعظة دفع الغفلة عن أمر الآخرة ( رواه رزين ) .