الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5266 - وعن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - قال : استسقى يوما عمر ، فجيء بماء قد شيب بعسل ، فقال : إنه لطيب ، أسمع الله عز وجل نعى على قوم شهواتهم فقال : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فأخاف أن تكون حسناتنا عجلت لنا ، فلم يشربه . رواه رزين .

التالي السابق


5266 - ( وعن زيد بن أسلم ) ، قال المؤلف : يكنى أبا أسامة مولى عمر بن الخطاب ، مدني من أكابر التابعين ، سمع جماعة من الصحابة ، وروى عنه الثوري ، وأيوب السختياني ، ومالك ، وابن عيينة ، مات سنة ست وثلاثين ومائة . ( قال : استسقى ) أي : طلب الماء ( يوما عمر ، فجيء بماء قد شيب ) : بكسر أوله أي : خلط ( بعسل ، قال : إنه ) أي : ماء العسل ( لطيب ) ، أي : طعما وشرعا ورفعا ونفعا ( لكنني أسمع الله عز وجل ) : قال الطيبي رحمه الله : مستدرك عن مقدر يعني أنه لطيب أشتهيه لكني أعرض عنه ، لأني سمعت الله عز وجل ( نعى ) أي : عاب ( على قوم شهواتهم ) أي : استيفاءها ( فقال : أذهبتم : بهمزة إنكار مقدرة وهي في قراءة موجودة طيباتكم أي : أخذتم لذاتكم في حياتكم الدنيا أي : في مدة الحياة الدنيوية الدنية واستمتعتم بها أي : متابعة للشهوات النفسية وما تركتم شيئا من ذخيرة للدار الآخرة ، ( فأخاف أن تكون حسناتنا ) أي : مثوباتها ( عجلت بنا ) ، قال الطيبي رحمه الله : أي ثواب حسناتنا التي نعملها نستوفيها في الدنيا قبل الآخرة . قال تعالى : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا قلت : الآيتان وإن كانتا أنزلتا في الكفار ، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ( فلم يشربه ) . أي : لم يشرب عمر ذلك الماء تورعا ومخالفة للنفس والهوى . ( رواه رزين ) .




الخدمات العلمية