الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
543 - وعن قيس بن عاصم رضي الله عنه ، أنه أسلم ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر . رواه الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي

التالي السابق


543 - ( وعن قيس بن عاصم رضي الله عنه ، أنه أسلم ) : قال ابن عبد البر : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد تميم وأسلم ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال : هذا سيد أهل الوبر ، وكان مشهورا بالحلم ، يعد في البصريين ، روى عنه ابنه حكيم ، وخلق سواه . ( فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر ) : ذهب الأكثرون إلى استحباب اغتسال من أسلم وغسل ثيابه إذا لم يكن لزمه غسل في حال الكفر ، والغرض منه تطهيره من النجاسة المحتملة على أعضائه من الوسخ والرائحة الكريهة ، وإنما أمره عليه الصلاة والسلام بالغسل بالماء والسدر للمبالغة في التنظيف ; لأنه يطيب الجسد ، واغتساله مؤخر عن قول كلمتي الشهادة في الأصح ، وعند مالك وأحمد : يجب الغسل ، وإن لم يكن جنبا ، وأما إذا أسلم وقد جامع أو احتلم في الكفر ، فيفرض عليه الغسل وإن اغتسل فيه . عند الشافعي ; لأنه يحتاج إلى النية وهي عبادة لا تصح من الكافر ، وعند أبي حنيفة يكفيه اغتساله فيه ، ويسن أيضا حلق رأسه قبل الغسل لا بعده ; لقوله عليه الصلاة والسلام : ألق عنك شعر الكفر واغتسل " . ( رواه الترمذي ) : وحسنه ( وأبو داود ) : وسكت عليه ، ولم يضعفه المنذري ( والنسائي ) : وسنده صحيح .




الخدمات العلمية