الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5510 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10366657سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يموت بشهر : " nindex.php?page=treesubj&link=30250تسألوني عن الساعة ؟ وإنما علمها عند الله ، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ " رواه مسلم .
5510 - ( وعن جابر قال : سمعت النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - يقول قبل أن يموت بشهر : " تسألوني " ) : بتشديد النون وتخفيفه على صيغة الخطاب للأصحاب ، وهمزة الإنكار مقدرة ، أي : أتسألون ( " عن الساعة " ) ؟ أي : القيامة وهي النفخة الأولى أو الثانية ( " وإنما علمها عند الله " ) أي : لا يعلمها إلا هو .
قال الطيبي - رحمه الله : حال مقررة لجهة الإشكال ، أنكر عليهم سؤالهم ، وأكده بقوله : وإنما علمها عند الله ، وقوله : ( " وأقسم بالله " ) : مقرر له يعني : nindex.php?page=treesubj&link=30250تسألوني عن القيامة الكبرى وعلمها عند الله ، وما أعلمه هو
[ ص: 3498 ] القيامة الصغرى انتهى . وهو يؤيد تقسيمنا المتقدم في الساعة ( " ما على الأرض " ) : ما : نافية ، ومن في قوله ( " من نفس " ) : زائدة للاستغراق ، وقوله : ( منفوسة " ) صفة نفس ، وكذا ما يأتي ، والمعنى : ما من نفس مولودة اليوم ( " يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ " ) ، يقال : نفست المرأة غلاما بالكسر ، ونفست على البناء للمفعول إذا ولدت نفسا ، فهي نافس ونفساء ، والولد منفوس . قال الشاعر :
كما سقط المنفوس بين القوابل
قال الأشرف : معناه ما تبقى نفس مولودة اليوم مائة سنة ، أراد به موت الصحابة - رضي الله عنهم - وقال - صلى الله تعالى عليه وسلم - هذا على الغالب وإلا فقد عاش بعض الصحابة أكثر من مائة سنة انتهى . ومنهم : nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، وسلمان وغيرهما . والأظهر أن المعنى لا تعيش نفس مائة سنة بعد هذا القول ، كما يدل عليه الحديث الآتي ; فلا حاجة إلى اعتبار الغالب ، فلعل المولودين في ذلك الزمان انقرضوا قبل تمام المائة من زمان ورود الحديث ، ومما يؤيد هذا المعنى استدلال المحققين من المحدثين وغيرهم من المتكلمين على بطلان دعوى بابارتن الهندي وغيره ممن ادعى الصحبة ، وزعم أنه من المعمرين إلى المائتين والزيادة . بقي أن الحديث بظاهره يدل على عدم nindex.php?page=treesubj&link=28755حياة الخضر وإلياس ، وقد قال البغوي - رحمه الله - في معالم التنزيل : أربعة من الأنبياء في الحياة ، اثنان في الأرض : الخضر وإلياس ، واثنان في السماء : عيسى وإدريس عليهم الصلاة والسلام ، فالحديث مخصوص بغيرهم ، أو المراد ما من نفس منفوسة من أمتي ، والنبي - عليه الصلاة والسلام - لا يكون من أمته نبي آخر ، وقيل : قيد الأرض يخرج الخضر وإلياس ; فإنهما كانا على البحر حينئذ ، والله تعالى أعلم . ( رواه مسلم ) .