الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5552 - وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366716nindex.php?page=treesubj&link=29675_30558_30539_30445_28766إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا ، فيقول هذا فكاكك من النار " . رواه مسلم .
5552 - ( وعن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة ) : بالرفع أي : وحصل ، وفي نسخة بالنصب أي إذا كان الزمان يوم القيامة ( nindex.php?page=treesubj&link=30539_28766_30445_30558_29675دفع الله إلى كل مسلم ) أي : موصوف بالإسلام مذكرا كان أو مؤنثا ( يهوديا أو نصرانيا ) أي : واحدا من أهل الكتاب ، فأو للتنويع ، ( فيقول ) أي : الله تعالى ( هذا ) أي : الكتابي ( فكاكك ) : بفتح الفاء وبكسر أي خلاصك ( من النار ) .
قال التوربشتي - رحمه الله : فكاك الرهن ما يفك به ويخلص والكسر لغة فيه . قال القاضي - رحمه الله : لما كان لكل مكلف مقعد من الجنة ومقعد من النار ، فمن آمن حق الإيمان بدل مقعده من النار بمقعد من الجنة ، ومن لم يؤمن فبالعكس كانت nindex.php?page=treesubj&link=28766الكفرة كالخلف للمؤمنين في مقاعدهم من النار والنائب منابهم فيها ، وأيضا لما سبق القسم الإلهي بملء جهنم كان ملؤها من الكفار خلاصا للمؤمنين ونجاة لهم من النار ، فهم في ذلك للمؤمنين كالفداء والفكاك ، ولعل تخصيص اليهود والنصارى بالذكر ; لاشتهارهما بمضادة المسلمين ، ومقابلتهما إياهم في تصديق الرسول المقتضي لنجاتهم اهـ . وقيل : عبر عن ذلك بالفكاك تارة وبالفداء أخرى على وجه المجاز والاتساع ; إذ لم يرد به تعذيب الكتابي بذنب المسلم ; لقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى . ( رواه مسلم ) . وفي الجامع : رواه مسلم عن أبي موسى بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366717إذا كان يوم القيامة أعطى الله تعالى كل رجل من هذه الأمة رجلا من الكفار ، فيقال له : هذا فداؤك من النار " . ورواه الطبراني في الكبير ، والحاكم في الكنى عن أبي موسى ولفظه : " إذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى إلى كل مؤمن ملكا مع كافر فيقول الملك للمؤمن : يا مؤمن هاك هذا الكافر ، فهذا فداؤك من النار " .