الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5563 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أخبرني من يقوى على القيام يوم القيامة ، الذي قال الله عز وجل : يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ فقال : يخفف على المؤمن حتى يكون عليه كالصلاة المكتوبة .

التالي السابق


5563 - ( وعن أبي سعيد الخدري أنه أتى رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - فقال : أخبرني من يقوى على القيام ) أي : على الوقوف للحساب بين يدي الله ( يوم القيامة الذي قال الله عز وجل ) أي : في حقه ، فالموصول صفة ليوم القيامة ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) ، قال الطيبي - رحمه الله : بدل من قوله ليوم عظيم ، أي : يوم يتجلى سبحانه بجلاله وهيبته ، ويظهر سطوات قهره على الجبارين ، وروي أن ابن عمر قرأ هذه السورة فلما بلغ قوله : ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) بكى نحيبا ولم يقدر على قراءة ما بعده ، ( فقال : يخفف ) أي : يوم القيامة ( على المؤمن ) أي : الكامل أو المصلي ( حتى يكون ) أي : طوله ( عليه كالصلاة المكتوبة ) أي : كمقدار أدائها أو قدر وقتها ، والظاهر أنه يختلف باختلاف أحوال المؤمنين ، كما أشار إليه سبحانه بقوله : تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ، وبقوله : فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير . فمفهومه أنه على المؤمنين يصير يسيرا إما في الكمية ، وإما في الكيفية ، وإما فيهما جميعا ، حتى بالنسبة إلى بعضهم يكون هو كساعة ، وهم من جعلوا الدنيا ساعة وكسبوا فيها طاعة .




الخدمات العلمية