الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5680 - وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : يسقى من ماء صديد يتجرعه

قال : " يقرب إلى فيه فيكرهه ، فإذا أدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه ، حتى يخرج من دبره ، يقول الله تعالى : وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ، ويقول : وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب " .
رواه الترمذي .

التالي السابق


5680 - ( وعن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله ) أي تعالى ، كما في نسخة ( يسقى من ماء صديد ) قيل : صديد الجرح ماؤه الرقيق المختلط بالدم السائل منه ( يتجرعه ) أي يشربه لا بمرة بل جرعة بعد جرعة لمرارته وحرارته ; ولذا قال تعالى : ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ

[ ص: 3619 ] ( قال ) أي النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - : ( يقرب ) بفتح الراء المشددة أي يؤتى بالصديد قريبا ( إلى فيه ) أي إلى فم العاصي ( فيكرهه ) ، أي لعفونته وسخونته ( فإذا " أدني ) بصيغة المجهول أي زيد في قربه ( منه ) أي من المعاصي أو من فمه ( شوى ) أي أحرق ( وجهه ، ووقعت ) أي سقطت ( فروة رأسه ) ، أي جلدته ( فإذا شرب ) أي ماء الصديد الحار الشديد ( قطع أمعاءه ) ، بتشديد الطاء للمبالغة والتكثير ( حتى تخرج ) أي أمعاؤه ، وفي نسخة بالياء أي الصديد ( من دبره ) ، بضمتين وهو ضد القبل ( يقول الله تعالى : وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ويقول ) أي الله تعالى في موضع آخر وإن يستغيثوا أي يطلبوا الغياث بالماء على عادتهم الاستغاثة في طلب الغيث وهو المطر يغاثوا أي يجابوا ويؤتوا بماء كالمهل أي كالصديد أو كعكر الزيت على ما صح عنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - يشوي الوجوه أي ابتداء ثم يسري إلى البطون وسائر الأعضاء انتهاء بئس الشراب أي المهل أو الماء ، فإنه مكروه ومكره . ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية