الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5827 - وعن جابر ، قال : كان في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترتيل وترسيل . رواه أبو داود .

التالي السابق


5827 - ( وعن جابر ) أي : ابن عبد الله ، ولذا لم يقل : وعنه ، لأنه غيره ، وهو المراد عند الإطلاق به ( قال : كان في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترتيل ) أي : تبيين في قراءته لقوله تعالى : ورتل القرآن ترتيلا ( وترسيل ) . أي تمهيل في حديثه أي : قياسا عليه أو مراعاة لقوله تعالى : وما علينا إلا البلاغ المبين . وقال ابن الملك : هما بمعنى وهو التبيين والإيضاح في الحروف انتهى . ولا يخفى أن التأسيس بالتقييد أولى من الحمل على التأكيد ، وإن كان مآلهما واحدا ، وأصل معنييهما متحدا ، فإن المراد منهما أنه كان لا يعجل في إرسال الحروف ، بل يلبث فيها ويبينها تبيينا لذاتها من مخارجها وصفاتها ، وتمييزا لحركاتها وسكناتها ، وخلاصة الكلام نفي العجلة وإثبات التؤدة . وفي النهاية : الترتيل في القراءة التأني فيها ، والتمهل ، وتبيين الحروف والحركات تشبيها بالشعر المرتل ، وهو المشبه بنور الأقحوان يقال : رتل القراءة وترتل فيها ، والترسيل : الترتيل يقال : ترسل الرجل في كلامه ومشيه إذا لم يعجل ، وهو والترتيل سواء . ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية