الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5834 - وعن علي ، أن أبا جهل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم : إذا لا نكذبك ولا نكذب بما جئت له فأنزل الله تعالى فيهم : فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون . رواه الترمذي .

التالي السابق


5834 - ( وعن علي رضي الله عنه ، أن أبا جهل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - إنا ) أي : معشر قريش ( لا نكذبك ) : بتشديد الذال ، ويجوز تخفيفها أي : لا ننسبك إلى الكذب فإنك عندنا مشهور بالصدق ( ولكن نكذب بما جئت به ) أي : نكذبك بسبب ما جئت به من القرآن أو التوحيد ، والمعنى ننكره . ومنه قوله تعالى : وكذب به قومك وهو الحق ففي القاموس : كذب بالأمر تكذيبا أنكره ، وفلانا جعله كاذبا قلت : فاستعمل المعنيان في الحديث . ( فأنزل الله تعالى فيهم ) أي : في أبي جهل وأضرابه فإنهم لا يكذبونك : أوله : قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك والجمهور على التشديد وقرأ ابن عامر بالتخفيف ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون يقال : جحده حقه وبحقه كمنعه أنكره مع علمه كذا في القاموس . قال الطيبي : روي أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل : يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا غيرنا ؟ فقال له : والله إن محمدا لصادق وما كذب قط ، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة ، فماذا يكون لسائر قريش فقوله : ولكن نكذب بما جئت به وضع موضع ( ولكن نحسدك ) وضعا للمسبب موضع السبب . ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية