الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5926 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بما أعرف أنك نبي ؟ قال : ( إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة يشهد أني رسول الله ) فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : ( ارجع ) فعاد ، فأسلم الأعرابي . رواه الترمذي وصححه .

التالي السابق


5926 - ( وعن ابن عباس قال : جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بم أعرف ) ، أي : من معجزاتك ( أنك نبي ) ؟ أي : صادق ( قال : إن دعوت ) : بكسر إن في أكثر الأصول ، وفي بعضها بفتح إن وهو الأظهر أي : بأن دعوت ( هذا العذق ) : بكسر العين ، وهو العرجون بما فيه من الشماريخ ، وهي بمنزلة العنقود من العنب ، وبالفتح النخلة ، والمراد به الأول لقوله : ( من هذه النخلة يشهد ) ، أي : حال كون العذق يشهد ( أني رسول الله ) : وقال الطيبي : إن دعوت جواب لقوله بما أعرف أي : يأتي إن دعوته يشهد . اهـ . ومقتضاه أن يكون يشهد مجزوما بصيغة الغائب ، والمعنى فأعرف بأني إن دعوته يشهد . وقال شارح : إن للشرط ، ويشهد جزاؤه ، أو للمصدرية ويشهد جملة حالية اهـ .

وظاهره أن يكون يشهد على الأول مخاطبا مجزوما كما في نسخة ليكون جواب الأعرابي بنعم مقدرا ، أو النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينتظر جوابه إذ ليس له جواب صواب غيره ( فدعاه ) ، أي : العذق ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل ) ، أي : فشرع العذق ( ينزل من النخلة حتى سقط ) ، أي : وقع على الأرض ( إلى النبي صلى الله عليه وسلم - ) ، أي : منتهيا إليه ومستسلما لديه ( ثم قال : ارجع فعاد ) ، أي : إلى ما كان عليه ( فأسلم الأعرابي ، رواه الترمذي ) : وصححه .




الخدمات العلمية