الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

5964 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح : ( إنه لن يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير ) . قالت عائشة : فلما نزل به ، ورأسه على فخدي غشي عليه ، ثم أفاق ، فأشخص بصره إلى السقف ثم قال : ( اللهم الرفيق الأعلى ) . قلت : إذن لا يختارنا . قالت : وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح في قوله : ( إنه لن يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير ) قالت عائشة : فكان آخر كلمة تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : ( اللهم الرفيق الأعلى ) . متفق عليه .

التالي السابق


الفصل الثالث

5964 - ( وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ، وهو صحيح ) ، أي : والحال أنه في حال صحته ( إنه ) ، أي : الشأن ( لن يقبض نبي ) ، أي : لن يموت ( حتى يرى ) : مجهول من الإراءة ، وفي نسخة معلوم من الرؤية أي : يبصر أو يعرف ( مقعده ) ، أي : الخاص به ( من الجنة ) ، أي : من منازلها العالية ( ثم يخير ) : بالنصب ويرفع أي : يجعل مخيرا بين قعوده في الدنيا ، وبين وصوله إلى مقعده في العقبى . ( قالت عائشة : فلما نزل ) ، أي : الموت يعني علاماته ( به ) ، أي : بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ( ورأسه على فخذي ) : حال وجواب لما قولها ( غشي عليه ) ، أي : أغمي ( ثم أفاق ، فأشخص ) ، أي : رفع بصره ( إلى السقف ) ، أي : فإنه جهة السماوات العلى ( ثم قال : ( اللهم الرفيق الأعلى ) . أي : أختار أو أسألك الرفيق الأعلى ( قلت : إذا ) : بالتنوين وفي نسخة إذن ( لا يختارنا ) . بالرفع وينصب ( قالت : وعرفت أنه ) ، أي : هذا ( هو الحديث الذي كان يحدثنا به وهو صحيح ) . قال الطيبي ، أي : أن هذا القول إشارة إلى الحديث الذي قال في حال صحته في قوله : ( إنه لن يقبض ) : وفي نسخة لم يقبض ( نبي قط ) : وهو يؤيد النسخة لكن أراد به أبدا ( حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير ) . قالت عائشة : كان آخر كلمة تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله ) : بالنصب وفي نسخة بالرفع ( اللهم الرفيق الأعلى ) . قال السهيلي : وأول كلمة تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مسترضع عند حليمة : الله أكبر ، ذكره ابن حجر ، وروى أنه - صلى الله عليه وسلم - أول من قال : ( بلى ) يوم قال : ألست بربكم ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية