الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5987 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيهم سمعته يقول : ( هم أشد أمتي على الدجال ) قال : وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( هذه صدقات قومنا ) وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال : ( اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل ) . متفق عليه .

التالي السابق


5987 - ( وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ما زلت ) بكسر الزاي أي : ما برحت ( أحب بني تميم منذ ثلاث ) أي : خصال أو كلمات وقوله : ( سمعت ) : صفة لثلاث والعائد محذوف أي : سمعتها ( من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيهم ) : جملة حالية أي : قائلا إياها في حقهم ، والمعنى أني دائما أحبهم من الوقت الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حقهم ثلاث خصال . وقال الطيبي ، قوله ثلاث صفة موصوف محذوف ، وكذا سمعت اه . والأظهر ما سمعت ثم .

[ ص: 3866 ] قوله : ( سمعته يقول ) : بيان أو بدل لقوله سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالجملة هو تفصيل للخصال الثلاث والخصال الثلاث أحدها قوله : ( هم أشد أمتي على الدجال ) . أي : حين ظهوره ، وفيه إشعار بوجودهم إلى زمانه بكثرة ( قال ) أي : أبو هريرة ( وجاءت صدقاتهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( هذه صدقات قومنا ) ، شرفهم بإضافتهم إلى نفسه - صلى الله عليه وسلم - وهذه ثانيتها . قال أبو هريرة : ( وكانت سبية ) : بفتح فكسر فتشديد تحتية أي : أسيرة ( منهم عند عائشة ) : قال ابن الملك : فيه دليل على جواز استرقاق العرب اه . وفي استدلاله نظر لا يخفى . ( فقال ) أي : النبي - عليه الصلاة والسلام - ( أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل ) : بضم اللام وسكون جمع ولد ، ذكره الطيبي . وفي نسخة بفتحها ، ففي ( الصحاح ) : الولد يكون واحدا وجمعا ، وكذلك الولد بالضم ، وقد يكون الولد جمع الولد كالأسد والأسد ، وهذه ثالثتها ، فإنه دل على أن فضيلتهم لكونهم من بني إسماعيل ( متفق عليه ) .

الفصل الثاني




الخدمات العلمية