الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6025 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : كنا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نعدل بأبي بكر أحدا ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل بينهم رواه البخاري .

وفي رواية لأبي داود ، قال : كنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي : أفضل أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، رضي الله عنهم .

التالي السابق


6025 - ( وعن ابن عمر قال : كنا ) أي : معشر الصحابة ( في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نعدل ) ، أي : لا نساوي ( بأبي بكر أحدا ) ، أي من الصحابة بل نفضله على غيره ( ثم عمر ، ثم عثمان ) ، أي ثم لا نعدل بهم أحدا أو ثم نفضلهما على غيرهما . ( ثم نترك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل ) أي : لا نوقع المفاضلة ( بينهم ) . والمعنى لا نفضل بعضهم على بعض والمراد مفاضلة مثلهم ، وإلا فأهل بدر واحد ، وأهل بيعة الرضوان وسائر علماء الصحابة أفضل ، ولعل هذا التفاضل بين الأصحاب . وأما أهل البيت ؟ فهم أخص منهم وحكمهم يغايرهم فلا يرد عدم ذكر علي والحسنين والعمين - رضي الله عنهم - أجمعين .

قال المظهر : وجه ذلك أنه أراد به الشيوخ وذوي الأسنان منهم الذين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر شاورهم فيه ، وكان علي - رضي الله عنه - في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث السن ، وفضله لا ينكره ابن عمر ولا غيره من الصحابة . وقال التوربشتي : وأيضا قد عرف أن أهل بدر ، وأهل بيعة الرضوان ، وأصحاب العقبتين الأولى والثانية يفضلون غيرهم ، وكذلك علماء الصحابة وذوو الفهم منهم والمتبتلون عن الدنيا . ( رواه البخاري ) .

[ ص: 3887 ] ( وفي رواية لأبي داود ، قال : كنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي : أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم ) ، أي : الذين هم خير الأمم ( بعده ) أي : بعد النبي وأمثاله من الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - أو بعد وجوده . ( أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان - رضي الله عنهم - ) . لا يخفى أن الأحاديث المتقدمة لها المناسبة التامة بباب مناقب الثلاثة .




الخدمات العلمية