الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6030 - وعن عمر - رضي الله عنه - قال : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق ، ووافق ذلك عندي مالا ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أبقيت لأهلك ؟ ) فقلت : مثله . وأتى أبو بكر بكل ما عنده . فقال : ( يا أبا بكر ؟ ما أبقيت لأهلك ؟ ) . فقال : أبقيت لهم الله ورسوله . قلت : لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي ، وأبو داود .

التالي السابق


6030 - ( وعن عمر - رضي الله عنه - قال : أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق ) ، أي في بعض الجهات ( ووافق ذلك عندي مالا ) ، أي : صادف أمره بالتصديق حصول مال عندي فعندي حال من مال ، والجملة حال مما قبله يعني : والحال أنه كان لي مال كثير في ذلك الزمان . ( فقلت : اليوم أسبق أبا بكر ) أي : بالمبارزة أو بالمغالبة ( إن سبقته يوما من الأيام ) ، وإن شرطية دل على جوابها ما قبلها ، أو التقدير إن سبقته يوما فهذا يومه وقيل : إن نافية أي ما سبقته يوما قبل ذلك فهو استئناف تعليل . ( قال ) أي : عمر ( فجئت بنصف مالي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أبقيت لأهلك ؟ ) فقلت : مثله ) . أي : أبقيت مثله يعني نصف ماله ( وأتى أبو بكر بكل ما عنده ) . وهو أبلغ من كل ماله بكسر اللام وأصرح من كل ماله بالفتح ( فقال : ( يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ ) فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ) . أي رضاهما : روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لهما : ( ما بينكما كما بين كلمتيكما ) ( قلت ) أي : في باطني واعتقدت ( لا أسبقه إلى شيء ) ، أي : من الفضائل ( أبدا ) : لأنه إذا لم يقدر على مغالبته حين كثرة ماله وقلة مال أبي بكر ، ففي غير هذا الحال أولى أن لا يسبقه ( رواه الترمذي ، وأبو داود ) . وقال الترمذي : حسن صحيح .

[ ص: 3889 ] ومما يناسبه ، ما أخرجه أحمد عن ابن مسعود قال : مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ، وأنا أحمد الله - عز وجل - وأصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( سل تعط ) ولم أسمعه فأدلج أبو بكر فسرني بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أتاني عمر فأخبرني بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : قد سبقك إليها أبو بكر . قال عمر : ما استبقنا بخير إلا قد سبقني إليه إنه كان سباقا للخيرات فقال عبد الله : ما صليت فريضة ولا تطوعا إلا دعوت الله في دبر صلاتي ، اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ، ومرافقة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - في أعلى جنات الخلد ، وأنا أرجو ، أن أكون دعوت بهن البارحة . أخرجه أحمد وابن شاهين . وعن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد جمع قراءة ابن مسعود ليلا : ( من سره أن يقرأ القرآن رطبا فليقرأه كما يقرأه ابن أم عبد ) فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره فقال : قد سبق أبو بكر . قال : ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني : أخرجه أحمد ، ومعناه في ( الصحيحين ) .




الخدمات العلمية