الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 530 ] 597 - وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول . متفق عليه .

التالي السابق


597 - ( وعن عائشة قالت : كانوا ) : أي : النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ( يصلون العتمة ) أي : صلاة العشاء . قال ابن الملك . ولعل قولها العتمة للعشاء قبل ورود النهي عن تسميته بذلك اهـ . أو قبل وصوله إليها وهو الأظهر فتدبر ( فيما بين ) : أي : في الوقت الذي هو بين ( أن يغيب الشفق ) : أي : وما بعده ، وحذف هذا مع أنه لا بد منه في صحة ( بين ) لدلالة قوله ( إلى ثلث الليل الأول ) : بالجر صفة ثلث ، وهو آخر وقت الاختيار . وقال الطيبي : الظاهر من العبارة أن يقول فيما بين مغيب الشفق و ثلث الليل ، وتوجيهه أن يقدر لمغيب الشفق أجزاء ليختص ( بين ) بها ، ونجعل إلى ثلث الليل حالا من فاعل يصلون أي : يصلون بين هذه الأوقات منتهين إلى ثلث الليل ، وفيه أنه لا يلزم حينئذ أن تقع صلاة العشاء في أجزاء غيبوبة الشفق وأثنائها ، وهو غير صحيح ، وإنما المراد أنهم كانوا يصلونها بعد تحقق غيبوبة الشفق ( متفق عليه ) : قال ميرك : فيه نظر ; لأن الحديث من أفراد البخاري ، ورواه النسائي أيضا .




الخدمات العلمية