الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6077 - وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يا عثمان ، إنه لعل الله يقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم . رواه الترمذي ، وابن ماجه - وقال الترمذي في الحديث قصة طويلة .

التالي السابق


6077 - ( عن عائشة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ) أي : لعثمان ذات يوم كما في رواية ( يا عثمان ، إنه ) أي : الشأن ( لعل الله ) : وفي رواية : إن الله لعله ( يقمصك ) : بتشديد الميم أي يلبسك ( قميصا ) ، قيل أي خلافة والمراد خلعة الخلافة ( فإن أرادوك ) أي : حملوك ( على خلعه ) أي : نزعه ( فلا تخلعه لهم ) . وفي رواية : فلا تخلعه ثلاثا ، والمعنى إن قصدوا عزلك فلا تعزل نفسك عن الخلافة لأجلهم لكونك على الحق وكونهم على الباطل . وفي قبول الخلع إيهام وتهمة ، فلهذا الحديث كان عثمان - رضي الله عنه - ما عزل نفسه حين حاصروه يوم الدار . قال الطيبي : استعار القميص للخلافة ورشحها بقوله " على خلعه " . قال في أساس البلاغة : ومن المجاز قمصه الله وشي الخلافة وتقمص لباس العز ، ومن هذا الباب قوله تعالى : ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ) وقولهم : المجد بين ثوبيه والكرم بين برديه انتهى . ( رواه الترمذي ، وابن ماجه ) ، وكذا أبو حاتم وقال الترمذي حسن غريب وفي رواية : فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه لهم ولا كرامة يقولها مرتين أو ثلاثا . وفي رواية : فإن أرادك المنافقون خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصا ، فذكره ثلاث مرات . أخرجها أحمد . ( وقال الترمذي في الحديث قصة طويلة ) . وفي بعض الروايات زاد : وأنشدكم بالله من شهد بيعة الرضوان إذ بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين أهل مكة فقال : ( هذه يدي وهذه يد عثمان ) فبايع لي فاشتد له رجال . زاد الدارقطني في بعض طرقه : وأنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجني إحدى ابنتيه بعد الأخرى رضا لي ورضا عني ؟ قالوا : اللهم نعم .

[ ص: 3925 ]



الخدمات العلمية