الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6102 - وعن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فيك مثل من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له " . ثم قال : يهلك في رجلان : محب مفرط يقرظني بما ليس في ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني . رواه أحمد .

التالي السابق


6102 - ( وعن علي رضي الله تعالى عنه قال : قال لي ) ، أي : مخصوصا به ( النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فيك مثل " ) ، أي : في حقك شبه ( " من عيسى " ) ، أي : من وجهين متعارضين لقومين متخالفين ( " أبغضته اليهود " ) ، أي : بغضا مفرطا ( " حتى بهتوا أمه " ) : من بهته كمنعه قال عليه ما لم يفعل ، والمعنى أنهم افتروا عليها بأن نسبوها إلى الزنا . ( " وأحبته النصارى " ) ، أي : حبا بليغا ( " حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له " ) أي : مع اختلاف لهم في تلك المنزلة ( ثم قال ) ، أي : علي موقوفا ( يهلك في ) ، أي : يضل في حقي ( رجلان ) ، أي : أحدهما رافضي ، والآخر خارجي ( محب مفرط ) : بضم فسكون أي : مبالغ عن الحد ( يقرظني ) : بكسر الراء المشددة أي : يمدحني ( بما ليس في ) ، أي : بتفضيلي على جميع الصحابة أو على الأنبياء أو بإثبات الألوهية كطائفة النصيرية . ( ومبغض ) : وإنما لم يقل هنا مفرط لأن البغض بأصله ممنوع بخلاف أصل الحب فإنه ممدوح ( يحمله ) ، أي : يبعثه ويكسبه ( شنآني ) : بفتحتين ويسكن الثاني ، وحكي ترك الهمز أي : عداوتي ( على أن يبهتني ) . أي : يتكلم علي بالبهتان وينسب إلي الزور والعصيان ( رواه أحمد ) . أي : في المسند وعنه قال : ليحبني أقوام حتى يدخلوا النار في حبي ، ويبغضني أقوام حتى يدخلوا النار في بغضي ، رواه أحمد في المناقب وعن السدي قال : قال علي : اللهم العن كل مبغض لنا وكل محب لنا غال . أخرجه أحمد في المناقب .




الخدمات العلمية