الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
669 - وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب : ( اللهم هذا إقبال ليلك ، وإدبار نهارك ، وأصوات دعاتك ; فاغفر لي ) . رواه أبو داود ، والبيهقي في ( الدعوات الكبير )

التالي السابق


669 - ( وعن أم سلمة قالت : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب ) الظاهر أن يقال هذا بعد جواب الأذان ، أو في أثنائه ( اللهم هذا ) إشارة إلى ما في الذهن وهو مبهم مفسر بالخبر ، قاله الطيبي ، وتبعه ابن حجر ، والظاهر أنه إشارة إلى الأذان ، لقوله : وأصوات ( إقبال ليلك ) أي : هذا الأذان أو أن إقبال ليلك

[ ص: 569 ] ( وإدبار نهارك ) أي : في الأفق " ( وأصوات دعاتك " ) : أي : في الآفاق جمع داع ، وهو المؤذن ( فاغفر لي ) : بحق هذا الوقت الشريف والصوت المنيف ، وبه يظهر وجه تفريع المغفرة ومناسبة الحديث للباب ; فإنه يدل على أنه وقت الأذان زمان استجابة الدعاء ، فلا يحتاج إلى ما تكلف به ابن حجر في شرحه ، ولعل وجه تخصيص المغرب أنه بين طرفي النهار والليل ، وهو يقتضي طلب المغفرة السابقة واللاحقة ، ويمكن أن يؤخذ بالمقايسة عليه ، ويقال : عند أذان الصبح أيضا لكن بلفظ : هذا إدبار ليلك وإقبال نهارك إلخ ، ثم رأيت ابن حجر ذكر أنه اعترض على هذا بأن هذه أمور توقيفية ولكنه مدفوع بأنه لا مانع لهذا من الأدلة الشرعية ، وقد أجمعوا على جواز الأدعية المصنوعة من أصلها ، فكيف إذا كان مأخوذا من الألفاظ النبوية وما ثم من المحذورات اللفظية والمحظورات المعنوية ، والقياس على الأسماء الإلهية خارج عن القواعد الأصولية ( رواه أبو داود ) والترمذي ، والحاكم في مستدركه ، وأقره الذهبي على صحته ، قاله ميرك . والنسائي ، والطبراني ، قاله ابن حجر ( والبيهقي في : " الدعوات " ) أي : كتاب الدعوات ( الكبير ) صفة للمضاف المقدر . قال ابن حجر : وسنده حسن ، وفي رواية بعد دعاتك وصلوات ملائكتك أسألك أن تغفر لي .




الخدمات العلمية