الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
677 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن يتشهد قال : ( وأنا وأنا ) . رواه أبو داود

التالي السابق


677 - ( وعن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن ) أي : صوته ( يتشهد ) حال ( قال : ( وأنا وأنا ) عطف على قول المؤذن بتقدير العامل ، أي : وأنا شاهد كما تشهد بالتاء والياء ، والتكرير في أنا راجع إلى الشهادتين ، قاله الطيبي ، والأظهر وأشهد أنا ، ويمكن أن يكون التكرير للتأكيد فيهما ، وفيه أنه عليه السلام كان مكلفا بأن يشهد على رسالته كسائر الأمة نقله ميرك عن الطيبي وقال : وفيه تأمل ، لعل وجهه أن التكليف غير مستفاد منه والله أعلم . ثم اختلف في أنه هل كان يشهد مثلنا أو يقول : وأشهد أني رسول الله ؟ والصحيح أنه كان كتشهدنا كما رواه مالك في الموطأ ويؤيده خبر مسلم ، عن معاذ أنه قال في إجابة المؤذن : وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ ؟ . ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك ، فيجمع بأنه كان يقول هذا تارة وذاك أخرى ، فلو قال المجيب ما هنا هل يحصل له أصل سنة الإجابة ؟ محل نظر ، والظاهر أنه من خصوصياته لقوله : من قال مثل قول المؤذن ، والمثل يحمل على حقيقته اللفظية . نعم له أن يقول : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنا أشهد أن محمدا رسول الله . ( رواه أبو داود ) قال ميرك لنا واللفظ له ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد .




الخدمات العلمية