الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
807 - وعن عكرمة ، قال : صليت خلف شيخ بمكة ، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة ، فقلت لابن عباس : إنه أحمق ، فقال : ثكلتك أمك ، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ، رواه البخاري .

التالي السابق


807 - ( وعن عكرمة ) : تابعي جليل ، مولى لابن عباس ( قال : صليت خلف شيخ بمكة ) : قال ميرك : هو أبو هريرة كما جاء مسمى في رواية أحمد والطبراني والطحاوي ( فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة ) : قال الطيبي : هذا العدد إنما يكون في صلاة الرباعية بإضافة تكبيرة الإحرام ، وتكبيرة القيام من التشهد الأول ( فقلت لابن عباس : إنه أحمق ) ، أي : جاهل ( فقال : ثكلتك ) ، أي : فقدتك ( أمك ) : قد سبق أنها كلمة تعجب ، وظاهرها دعاء عليه ، وقد تذكر في موضع المدح والذم ، وهاهنا محمول على هلاكه ردا لقوله : إنه أحمق ، أي : أتقول في حق من اقتفى سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم أنه أحمق ؟ ( سنة أبي القاسم ) : خبر مبتدأ محذوف ، أي : الخصلة التي أنكرتها منه سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم : وقد طبق ذكر الكنية هنا مفصل البلاغة ومحررها ، قاله الطيبي : وكأنه أشار بهذه الكنية إلى عظيم التسجيل على عكرمة ، وأن ما حصل لورثته - عليه السلام - علما ومعرفة إنما هو لقسمته عليه السلام لخبر : " إنما أنا قاسم والله يعطي " ، ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية